أخر الاخبار

المقاربة السوسيولوجية لما بعد الحداثة: ميشيل مافيزولي نموذجا pdf

المقاربة السوسيولوجية لما بعد الحداثة: ميشيل مافيزولي نموذجا pdf

المقاربة السوسيولوجية لما بعد الحداثة: ميشيل مافيزولي نموذجا

اكتشفت ميشيل مافيزولي (Maffesoli Michel ،) وبالمصادفة فقط، في معرض الدار الـبـيـضـاء لـلـكـتـاب سـنـة ٢٠١٤ ،(بمناسبة صــدور تـرجـمـة عـربـيـة لـكـتـابـه raison la de Eloge sensible (مافيزولي، ٢٠١٤ .) غريب حقا أن يوجد سوسيولوجي من قيمة ميشيل مافيزولي، وهـو الـذي اشتغل في ميدان السوسيولوجيا لأكثر من ثلاثين سنة، ولـه العديد من الكتب، غيرمعروف تماما لدى الباحث المغربي المتخصص في السوسيولوجيا.

 ولا أظن أن الباحث السوسيولوجي العربي عموما يعرفه، على اعتبار أنني لم أعثر إلا على ثلاثة كتب فقط من كتبه الكثيرة مترجمة إلى العربية، وجميعها منشورة في المغرب. والأغرب من ذلك أنه سوسيولوجي فرنسي. ومعلوم أن اللغة الفرنسية هي المهيمنة في الجامعة المغربية لأسباب معروفة. كان من الممكن أن يكون الأمر عاديا، إلى حد ما على الأقل، لوتعلق الأمربسوسيولوجي أمريكي أوإنكليزي، لاعتبارات تتعلق باللغة. لكن الملاحظ هنا هو أن الدرس الجامعي المغربي حافل بعدد مهم من السوسيولوجيين والأنثروبولوجيين الأمريكيين والإنكليز، خاصة المشهورين منهم، وأخـص بالذكر هنا رواد «مدرسة شيكاغو» و«مدرسة التفاعلية الرمزية».

سأحــاول في هــذه الدراســة  قــراءة المشــروع السوسيــولوجي لمافيـزولـي انطلاقـــا من تناول أربــعة مواضيــع تبدو لي أساسية.

 سأحــاول بداية أن أحــدد منطلــقات تفـكــيره، ثم سأعمل على عرض الانتقادات التي وجهها للحداثة، قبل أن أسعى إلى عرض أبرز السمات التي تميزفي نظره إنسان مابعد الحداثة. وأخيرا سأحاول تحديد معالم السوسيولوجيا التي نظر لها، ورسم معالمها الكبرى، واعتبر أنها قادرة على كشف المنطق الاجتماعي المتحكم في الظواهرالمختلفة، التي يزخر بها المجتمع المعاصر.

المنطلقات

 ربما سيكون من قبيل الزعم حصرالمنطلقات، التي استنادا إليها، بنى ميشيل مافيزولي سوسيولوجيته. لكن هذا لن يمنعني من ذلك ما دامت كل قراءة هي قراءة ممكنة، ولا تلغي قراءات أخرى كثيرة تبقى ممكنة هي الأخرى. بناءعلى ما اطلعت عليه من كتب لمافيزولي ولحواراته الصحفية، ولما كتب عنه، يمكنني أن أحـدد ثلاثة منطلقات أساسية ساهمت في بلورةمشروع مافيزولي الفكري، وهي:

 ١ - الفلسفة

 إن كتب مافيزولي لا تخلو من الإشارة إلى الفلسفة، بل إنها تعتمد عليها اعتمادا ً كبيرا. قـد يـكـون هـذا الاعـتـمـاد عـبـارة عـن تأييد، أو نـقـد، أو تطوير. ويتوقف مافيزولي كثيرا عند أولئك الفلاسفة الذين عملواعلى إعادة قراءة الإرث الثقافي الغربي، ووضعوا أيديهم على تمفصلاته الـكـبـرى، وكـشـفـوا عـن مـكـامـن الـخـلـل فـيـه، وحـاولـوا بـنـاء تـصـور بـديـل مـن الحياة يختلف مـن التصور الـذي سـاد طـويــلا. ومـن أبـرز الفلاسفة الـذيـن يستشهد بهم مافيزولي كثيرا نجد «فردريك نيتشه»، و«مارتن هايدغر» و«ميشيلفوكو».

 ٢ - الأدب  

ما الشعر. ربما يعود السبب في يخص مافيزولي الأدب بأهمية خاصة في كتبه ولا سي ذلك إلى كونه على وعي بالصلة الوثيقة التي تربط بين الشعر والأسطورة. يبدأ مافيزولي فصول كتبه بمقطع من رواية معينة قد تكون لـ «أمبرتو إيكو» (Eco Umberto) (أو «بالزاك» (Balzac ،) أو ببيت شعري قد يكون لشاعركبير من طينة «هولدرلين» (Hölderlin) (أو «بول فاليري» (Valéry Paul .)كما أنه يستشهد  كثيرا داخل فصول كتبه بالأدباء والشعراء، وخاصة المعروفين منهم.

 ٢ - الأدب  

 بخلاف النزعة الوضعية في السوسيولوجيا، التي كانت سائدة في فرنسا، والتي كان من أبرز المنظرين لها «أوغست كونط»، عمل السوسيولوجيون الألمان على وضع معالم اتجاه جديدفي السوسيولوجيا، سيعرف بـ «سوسيولوجيا الفهم».

 ومن أبرز رواد هذا الاتجاه هناك «مـاكـس فيبر» و«جــورج زيـمـل» (Simmel George .) اعتبر هـؤلاء أن الـظـواهـر الاجتماعية لا يـمـكـن تـفـسـيـرهـا مـن الـخـارج مـن خـلال اعـتـبـارهـا كــ «أشـيـاء» كـمـا ذهـب إلـى ذلـك «إمـيـل دوركـايـم»، وإنما تفهم هذه الظواهر من الداخل. وفي هذا السياق تم إعطاء أهمية كبرى للحواس، التي تبين أنه لا يمكن استبعادها من عمل السوسيولوجي. وهكذا بلور جورج زيمل والملاحظ. 

تنزيل الملف 

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -