أخر الاخبار

العقل الوضعي اجست كونت pdf

أوجست كونت pdf

 مفهوم العقل عند أوجست كونت من خلال "تاريخ العلوم"

هناك مسلمة يمكن الانطلاق منها – إلى جانب مسلمات أخرى – لفهم تصور " أ.كونت " لمفهوم العقل، هي أنه لا يمكن فهم تصور " كونت " للعلوم إلا عن طريق فهم تصوره لتصنيف العلوم باعتبار أنه الدراسة الوضعية أو " الإيجابية " التي تحل محل منطق قبلي للعقل والعلم أو محل نظرية قبلية للمعرفة هي التي تمكننا من فهم العقل البشري في عمله، وفي عمله الأسمى أي العلوم، إذ يؤكد هنري غويي .H Gouhier هذه الفكرة " كانت فلسفة كونت هي فلسفة للعقل البشري من خلال تاريخ (3 (العلوم " . وثمة حقيقة ثانية أنه فيما يخص تاريخ العلوم والابستيمولوجيا على حد سواء أن المدرسة الفرنسية في فلسفة العلوم أو الابستيمولوجيا تؤكد على أن سياق الكشف يتم من خلال تاريخ العلوم، ومن جهة أخرى فهي ترتكز على الابستيمولوجيات (1) المحلية أو الجهوية . وبالتالي فالنتيجة هي أنه لا يمكن قيام ابستيمولوجيا خارج إطار التاريخ، ومن هذا المنطلق فإن " أ.كونت " يعد رائدا للممارسة الفلسفية الابستيمولوجية ضمن إطار تاريخ العلوم إذ يؤكد بأنه لا يمكن إيجاد موضوعا للابستيمولوجيا خارج إطار تاريخ 
=
 (3) H. Gouhier : La philosophie d’Auguste Comte, esquisser par J. Vrin, 1978, P 09. (1) Jean François Braun Stein ; Le style français en épistémologie, in les philosophe de la science, PP 920-921. ا

التطور التاريخي لمفهوم العقل  العلوم، ويؤكد " لاكاتوس " هذا المنطلق " أن فلسفة العلوم خارج تاريخ العلوم فلسفة (2) فارغة – بلا مفهوم – وتاريخ العلوم بلا فلسفة العلوم تاريخ أعمى " . إن اهتمام " كونت " بتاريخ العلوم له أبعاده التربوية إذ هو الذي جعله يجاهد لإنشاء كرسي لتاريخ العلوم الرياضية والفلسفية بـ " الكوليج دي فرانس " [ Collège France De [ولكن " جيزوا " Gizot الوزير الرجعي في ذلك العصر ظل يرفض هذا (3 (المطلب إلى أن تحقق سنة 1882 مع وزير التكوين " ل. بورجوا " [Bourgeois. L[ . وانطلاقا من هذه المسلمات يرفض " كونت " مفهوم تاريخ العلوم للقرن الثامن عشر، إذ أدرج موضوع الديناميكا الاجتماعية أو الذي يعبر عنه " بالتقدم " في علم الاجتماع الديناميكي. ومعنى هذا أن " كونت " ينظر إلى فكرة التقدم التي شاعت في القرن الثامن عشر على أنه تطرق إليها الفساد لأنها لم تستند إلى منهج وضعي وإنما استندت إلى أفكار ميتافقيزيقية، إذ اعتقد فلاسفة هذا القرن بأن القدرة على الكمال لا حد لها بالنسبة للإنسان والمجتمع (4) . إذ يرفض " كونت " هذه النظرة لأن التقدم من الوجهة الوضعية تحكمه قوانين. كما انتقد " كونت " أيضا أفكار " كوندورسيه " [Condorcet) [1743-1794( حدد والذي] Esquisse tableau des progrès de l'esprit humain كتابه تضمنها والتي فيه فكرته حول مبدأ " التقدم " إذ اعتبر الطبيعة البشرية منطلقا للتقدم، باعتبار أن هذه الطبيعة تملك القابلية للتقدم، وبالتالي بلوغ درجة الكمال، إذ كانت دراسة " كوندورسيه

 (2) I. Lakatos. Histoire et méthodologie, PUF, Bibliothèque d’histoire des sciences, Paris, 1994, P 185. (3) E. Goumet, Paul Tannery, L’organisation de l’enseignement de l’histoire des science, Albin Michel, 1981, P 88 (4 (بريل ليفي: فلسفة أوجست كونت، مرجع سابق، ص 274 . الفصل الثاني: التطور التاريخي لمفهوم العقل 85 " 

للعقل عن طريق دراسة الإنسان ذاته ومعرفة طبيعته وعلاقته بالبيئة والظواهر (1) الاجتماعية لذلك كان ملخص تقدم العقل هو تقدم الحضارة الإنسانية . إذ اعتبر " كونت " أن " كوندورسيه " لا يعرف الطبيعة البشرية معرفة وضعية. ولذلك فإن ما يمكن استخلاصه من موقف كونت من هذه الفلسفات أنه يرفض فكرة قابلية الإنسان لبلوغ الكمال المطلق لأنها فكرة ميتافيزيقية. ومن هذا المنطلق يرفض " كونت " فكرة العقل الخالص أيضا، فالعقل يتجلى في أعماله وأنشطته التي يقوم بها ولذلك فكل حكم على العقل وجب أن يكون حكما بعديا وذلك بالنظر إلى إنتاجه وملاحظة أثاره (2) . كما رفض " أ.كونت " " مقالة في المنهج " على المنهج الديكارتي، لأنها تفرض على العقل منهجية قبلية أي أنها تفرض على العقل أفكارا ومقولات قبل أن يبدأ في نشاطه، إن مقالة مثل هذه تكون – حسب كونت – تأملا بلا موضوع، إذ لا يمكن تصور منهج عام لكل العلوم بطريقة قبلية على غرار ما فعل ديكارت من خلال " الكوجيتو " [Cogito [كأساس لمبادئ منهجية تؤسس جميع العلوم وفق نسق افتراضي استنتاجي على نموذج العلم الرياضي، إلا أن " كونت " لا يرفض في مقابل ذلك (3) إمكانية تأسيس مقالة في المنهج تنطبق على جميع العلوم . نفهم من هذا أن " كونت " كان يهدف إلى تحقيق وحدة بين العلوم ولو كانت نظرية.


(1) السيد محمد بدوي: نظريات ومذاهب اجتماعية، دار المعارف، مصر، الإسكندرية، 1969 ،ص 33 وص 63 .
(2) Machiry Pierre : Auguste Comte, philosophie et science, Paris, PUF, 1989, P 52. (3 ماشيري بليار: كونت الفلسفة والعلوم، مرجع سابق، ص 120 . 

مفهوم العقل عند أوجست كونت

 ويمثل مشروع " كونت " تأسيس تاريخ عام للعلوم، لكن هذا لا يعني أنها دعوة منه لتوحيد العلوم على مستوى الموضوع إنما هي دعوة إلى توحيدها على مستوى المنهج، لذلك ارتكز مجهوده على توحيد المعرفة على مستوى المنهج، ومن هذا المنطلق يتبين لنا أن مبحث التاريخ لدى " كونت " ليس غاية في ذاته فهو يمثل مدخلا لمشروع ضخم يتمثل في تأسيس علم الاجتماع من جهة وضبط ممارسة علمية للسياسة، الأمر الذي سوف أذكره في المبحث اللاحق مباشرة. لذلك يعلن " كونت " أن فلسفة الأنوار فشلت في تحقيق مشروعها ولذلك يجب وضع منهجية جديدة لتاريخ العلوم. ولهذا خلص " كونت " أيضا إلى عدم صلاحية مبادئ فلسفة النقد لتحقيق الإصلاح والنظام [Ordre [ودعا إلى تأسيس منهجية وضعية لدراسة تاريخ الإنسانية بصورة عامة وتاريخ العلوم بصورة خاصة. إذ يؤكد تطبيق هذه المنهجية في دراسة فلسفة العلوم إذ يعتبر أن  العلوم ظهرت وتطورت وفق نظام تاريخي لذلك فإن فلسفة العلوم ذاتها يجب أن تكون تاريخا للعلوم (1) " ذلك لأن مفهوما ما لا يمكن أن يفهم تماما إلا عبر تاريخه " وهناك ميزة جوهرية يمكن استخلاصها من اختيار هذا النظام التاريخي للتقديم التاريخي هي أن هذا النظام التاريخي يثبت بأن الوضعية هي نظرية نسبية، فكيف يفسر " كونت " تكوين مختلف العلوم تفسيرا تاريخيا؟ إن القانون الذي يفسر التكوين المتتابع عبر التاريخ لمختلف العلوم ليس إلا قانون الحالات الثلاث في ظل هذه المسلمات عن كيفية نشأة القول الفلسفي الوضعي وكيفية تأسيسه. إذا تساءلنا عن شروط إمكان القول الفلسفي أو النظرية الفلسفية سؤال من حيث النشأة أو التعدد والتنوع أو التجدد فإنه يتبين لنا أن الفلسفة لا تنشأ إلا وهي مشروطة – تاريخيا ومنطقيا – بضرورة العقل النظري، وإذا اعتبرنا الفلسفة من جهة شروط إمكاناتها الموضوعية وجدنا أنها لا تنشأ إلا وهي مشروطة بعلم ما، هذا ما يسميه " (1) Comte Auguste : Cours de philosophie positive, Op.cit, P 04.

 ميشال سير " [Serres Michel [بفكرة المرجعية أو ما يدعى بالعلم الملكي (2) ولكنها هذه النظرية أو هذه الفلسفة تبقى تحافظ على نسق مكتمل يسعى إلى الهيمنة على العلم عبر استيعابه أو تأسيسه والتشريع له

اوجست كونت pdf

♡ إدعمنا بمشارك المنشور مع المهتمين . شكرا
العقل,الوضعي,اجست,كونت
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -