أخر الاخبار

سوسيولوجيا التربية pdf

علم اجتماع التربية
سوسيولوجيا التربية  pdf

✅ مفهوم سوسيولوجيا التربية 

مفهوم علم اجتماع التربية يدرس علم اجتماع التربية (La sociologie de l ' education ) ، أو علم اجتماع المدرسة (La sociologie de l ' école )، التربية أو المدرسة على حد سواء، على أساس أن المدرسة ظاهرة اجتماعية أو مؤسسة اجتماعية لها ثوابتها ومتغيراتها . أي : تدرس سوسيولوجيا التربية أو المدرسة كل الظواهر المتعلقة بمجال التربية والتعليم والمؤسسة الدراسية في علاقة تامة بالمجتمع .

 ويعني هذا أن المدرسة تعكس محيطها الاجتماعي بشكل مباشر أو غير مباشر. ومن ثم، تركز هذه السوسيولوجيا على دراسة المؤسسة التربوية من الداخل والخارج، بدراسة مكوناتها و عناصرها ونسقها الوظيفي الكلي ، برصد مختلف الأنشطة التي تقوم بها المؤسسة التعليمية ، سواء كانت أنشطة مادية أم معنوية.

 ثم رصد مختلف العلاقات التفاعلية التي تجريها المؤسسة مع المجتمع الخارجي ، بالتوقف عند ثوابتها ومتغيراتها، واستجلاء خصائصها ووظائفها وأدوارها المجتمعية، ومدى مساهمتها في توعية المجتمع، وتنويره، وقيادته تنموياء واقتصاديا، واجتماعيا وسياسيا، وثقافيا، وحضاريا. علاوة على ذلك، تتوقف سوسيولوجيا التربية عند مكونات المدرسة و عناصرها الفاعلة والوظيفية، كالتوقف مثلا عند التلاميذ، والمدرسين، ورجال الإدارة، والأعوان و المساعدين، والمشرفين التربويين، وجمعيات الآباء والأمهات، بالتحليل والدراسة والرصد واستكشاف مهام هؤلاء والوظائف المنوطة بهم.

 ويعرف أحمد أوزي سوسيولوجيا التربية بقوله : " يقوم علم الاجتماع التربوي بدراسة أشكال الأنشطة التربوية للمؤسسات، كانشطة المدرسين والتلاميذ والإداريين داخل المؤسسات المدرسية كما يقوم بوصف طبيعة العلاقات والأنشطة التي تتم بينهم .

✅مجالات سوسيولوجيا التربية: 

كما يهتم علم الاجتماع التربوي بدراسة العلاقات التي تتم بين المدرسة وبين مؤسسات أخرى، كالأسرة، والمسجد، والنادي . كما يهتم بالشروط الاقتصادية والطبيعية التي تعيش فيها هذه المؤسسات، وتؤثر في شروط وجودها وتعاملها ." 1

 أما عبد الكريم غريب ، فيعرف سوسيولوجيا التربية بقوله : " علم يدرس التأثيرات الاجتماعية التي تؤثر في المستقبل الدراسي للأفراد؛ كما هو الشان بالنسبة لتنظيم المنظومة المدرسية، وميكانيزمات التوجيه، والمستوى السوسيوثقافي الأسر المتمدرسين، وتوقعات المدرسين والآباء، وإدماج المعايير والقيم الاجتماعية من طرف التلاميذ، ومخرجات الأنظمة التربوية . . .

موضوع سوسيووجيا التربية

 يمكن تحديد موضوع سوسيولوجيا التربية في التساؤل العلمي حول نوعية الروابط القائمة بين المؤسسات التربوية المختلفة وبين باقي البنيات والأطر الاجتماعية الأخرى: ما هي الوظيفة التي تقوم بها تلك المؤسسات داخل مجتمع ما ؟ وما مدى مساهمتها في تنشئة الأفراد ؟ وإلى أي حد تحدث تعديلات في الهرمية الاجتماعية القائمة الحركية الاجتماعية؛ ومامدى تأثيرها في البنيات الثقافية وما علاقتها بالبنيات المهنية والثقافية الموجودة ؟ . . إلخ .

 تلك أهم التساؤلات التي تطمح سوسيولوجيا التربية للاجابة عنها، مع الأخذ بعين الاعتبار الاختلافات القائمة بين المجتمعات المتنوعة. 2

 ويعرف على الحوات علم الاجتماع التربوي بقوله : " هو العلم الذي يختص بدراسة الإنسان حينما يدخل في علاقة مع انسان آخر في إطار تربوي يهدف إلى تكوين الخبرة، أو المعرفة، أو الثقافة، أو التعليم، أو التدريب " أي : العلاقات التي تتم بين الأفراد في الإطار التربوي ( التعليمي التعلمي )، سواء أكانت هذه العلاقات بين تلميذ واخر، أو بين تلميذ ومعلم، ثم بين التلاميذ والمعلمين ككل، وبين كل من في المؤسسة التربوية، والنظام التربوي بشكل عام، وبين كل من في الإطار التربوي والمؤسسات الاجتماعية الأخرى في المجتمع الكبير " 3.

 وعليه ، فسوسيولوجيا التربية هي التي تعنى بدراسة المدرسة في علاقتها بمحيطها المجتمعي، ودراسة مختلف التفاعلات الاجتماعية داخل المؤسسة التربوية نفسها، والاهتمام بمختلف الأنشطة والأدوار التي تقوم بها المدرسة التربوية، مع التركيز على مجموعة من الظواهر الاجتماعية التربوية ، مثل :
  •  سلطة المدرسة، والنجاح والإخفاق،
  •  والانتقاء أو الاصطفاء التربوي،
  •  ودور المدرسة في انتخاب النخبة،
  •  والفوارق الاجتماعية والطبقية داخل المؤسسة،
  •  والهدر المدرسي، وديناميكية الجماعات،
  •  ومشروع المؤسسة، والشراكة التربوية،
  •  والتوجيه التربوي، والمسالك المهنية، وديمقراطية التعليم،
  •  وتفاعلات المدرسة الداخلية والخارجية، وقضية اللامساواة الطبقية،
  •  والمدرسة والإعلام، أو موقف المدرسة من التحديات الإعلامية للتلفزيون والأنترنيت، والتفاعل التربوي داخل المؤسسة أو الفصل الدراسي ،
  •  وطبيعة العلاقة بين المدرسة والأسرة ، وقضية الانتماء الاجتماعي ،
  •  والتحصيل الدراسي ، والنجاح المدرسي.
ويرى محمد الشرقاوي أن سوسيولوجيا التربية تعنى بدراسة أنظمة التعليم ، ودراسة الظواهر المدرسية، مع دراسة مختلف العلاقات التي تكون بين المدرسة ومخلف المؤسسات الأخرى ، مثل : الأسرة ، والسياسة والاقتصاد . أي : " دراسة الآليات المدرسية كالمدخلات والعمليات والمخرجات . وتتمثل المدخلات في التلاميذ والمدرسين والإدارة . ويتميز تلاميذ المدرسة، على أساس أنهم ساكنة المدرسة، بخصائص فيزيولوجية ، ونفسية، واجتماعية، علاوة على السمات التالية السن، والجنس، والمستوى الثقافي، والأصل الاجتماعي .

 أهمية سوسيولوجيا التربية

 من المعلوم أن لسوسيولوجيا التربية أهمية كبرى في فهم الأنظمة التربوية وتفسيرها. فهي - أولا - تتجاوز المقاربة السيكولوجية التي تهتم بدراسة الظواهر الفردية لتهتم بالظواهر الاجتماعية.
    ويعني هذا أنها تنشر نوعا من الوعي الاجتماعي في مقاربة الظواهر التربوية . كما تؤكد سوسيولوجيا التربية مدى ارتباط التربية بالسياسة والمجتمع و الاقتصاد.

 ومن جهة أخرى، تستكشف مدى تغلغل الاجتماعي والسياسي في المنظومة التربوية، مع الإشارة إلى أن المدرسة ليست مؤسسة محايدة، بل تخضع للتوجهات السياسية والحزبية والنقابية والإيديولوجية. وتهدف هذه السوسيولوجيا إلى التقليل من مسؤولية الأفراد، وخاصة في مجال الفشل الدراسي، لتحمل المجتمع وبنياته نتائج ذلك. 

ولا ننسى أن سوسيولوجيا التربية تهتم بالتشديد على دور المدرسة في تغيير المجتمع، وتحقيق التنمية البشرية المستدامة، وتأهيل الاقتصاد، وتطوير المجتمع، وتحقيق التقدم والازدهار، وتحقيق الديمقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية، والقضاء على الأمية. ومن هنا، أصبح التعليم مشروعا مجتمعيا كبيرا في مجال التنافس بين الأمم، ولاسيما في زمن العولمة والمعلومات الرقمية.

✅علاقة علم الاجتماع التربوي بعلم الاجتماع العام

يعد علم الاجتماع التربوي فرعا من فروع علم الاجتماع العام، وميدانا من أهم ميادينه الميكرو مجتمعية نظرا لعلاقة المدرسة بالمجتمع والتنمية والتخلف .

 وأكثر من هذا فثمة تأثير وتأثر متبادل بين هذين العلمين؛ إذ يشتغل علم الاجتماع التربوي على التصورات الاجتماعية والمقاربات المنهجية والتطبيقية التي يرتكن إليها علم الاجتماع العام. وفي الوقت نفسه  يستفيد علم الاجتماع العام من قضايا علم الاجتماع التربوي، ونتائجه المختبرية والميدانية والتحليلية كما يستفيد علم الاجتماع التربوي من معظم النظريات والمقاربات التي اعتمدتها السوسيولوجيا العامة، مثل : المادية التاريخية ( كارل ماركس )، والبنيوية ( لوي ألتوسير )، والبنيوية الوظيفية ( بارسنز وميرتون )، والنسقية ( كومبس وبودون وفالو) . . . 

ومن جهة أخرى، يستعمل هذا العلم الأدوات والمفاهيم نفسها التي يستخدمها علم الاجتماع العام، ويناقش الموضوعات والقضايا التي يناقشها علم الاجتماع العام، مثل : علاقة النظام التربوي بالمجتمع الكلى. ومن ثم، لا تكتفي سوسيولوجيا المدرسة بالمقاربة الميكرومجتمعية على أساس أن المدرسة مجتمع مصغر، بل تتعدى ذلك إلى التعامل معها ضمن المقاربة الماكروسوسيولوجيا، بالتوقف عند علاقة المؤسسة التربوية بباقي التنظيمات المجتمعية الأخرى، ولاتعني فقط بدراسة المدرسة أو المؤسسة التربوية فقط، بل تهتم كذلك بدراسة الممارسات التربوية، واستجلاء مختلف العلاقات الاجتماعية التي تتحكم في تصرفات الفاعلين داخل المؤسسة التربوية ولعم الاجتماع التربوي علاقة بالعلوم الأخرى، كالعلوم الاجتماعية ( علم النفس، والتاريخ، والاقتصاد، و الأنتروبولوجيا، والسياسة )، والعلوم الانسانية ( اللغات، والفلسفة، و الفنون، والديانات )، ( والعلوم التطبيقية الرياضيات، والفلك والهندسة، والطب، والتربية. )

✅ قضايا سوسيولوجيا التربية

طرحت سوسيولوجيا المدرسة، منذ ظهورها في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي وبدايات القرن العشرين، عدة أسئلة وقضايا، مثل : سؤال الانضباط الاجتماعي، أو دور المدرسة في التنشئة الاجتماعية مع إميل دوركايم .
  •  وبعد ذلك، طرح سؤال اللامساواة منذ سنوات الستين من القرن الماضي مع بيير بورديو، وكلود باسرون، وبريزنشتاين، و غيرهم . . . ثم، طرح سؤال أخر هو سؤال العنف وقلة الأدب مع إريك ديبار بيو ( Eric Debarbieux ) . ثم طرح سؤال يتعلق بتصرفات المتعلم وسلوكياته داخل المدرسة. 
  • وسؤال علاقات المدرسة بأولياء الأمور.
  • وسؤال الهدر المدرسي.
  • وسؤال الجودة بعد تعاظم دور المدرسة الكمية.
  • وسؤال بطالة أصحاب الشهادت العليا. 
  • وسؤال التكوين التربوي.
  • وسؤال المدرسة بين منطق الطلب والعرض، وسؤال المفاضلة والمقارنة بين المدرسة العمومية والمدرسة الخصوصية.
  • وسؤال النجاح والإخفاق المدرسيين
  • وسؤال التوجيه التربوي أو المدرسي أو المهني،
  • وسؤال الأقسام المشتركة، وسؤال العلاقات التفاعلية بين المدرسة والمجتمع كما يظهر ذلك واضحا عند السوسيولوجي الأمريكي بارسونز ( Parson ).
  • وسؤال الغش و تسربات الامتحانات.
  • وسؤال الكفاءة التعلمية و التعليمية والمهنية.
  • وسؤال الكفاءة والتأهيل.
  • وسؤال علاقة المدرسة بسوق الشغل.

وتنصب سوسيولوجيا التربية أو المدرسة على دراسة العلاقات التربوية، والأدوار التربوية، والجماعات التربوية، ليس في بلد معين، بل في العالم كله، وفي مختلف المجتمعات القديمة والحديثة، ضمن رؤية علمية موضوعية بيد أن المدرسة باعتبارها مؤسسة تربوية لايمكن دراستها دراسة مستقلة، بل لها علاقة بالمؤسسات الأخرى، كمؤسسة الأسرة، ومؤسسة الاقتصاد، ومؤسسة الدين، ومؤسسة الإدارة، ومؤسسة السياسة . . .
وعليه، تُعني سوسيولوجيا التربية بوصف النسق التربوي في علاقته بالمجتمع، وتشخيص مختلف الأدواء التي يعاني منها هذا النسق، مع إيجاد الحلول الممكنة لحل المشاكل التي تطرحها التربية أو المؤسسة التعليمية، وتقديم مقترحات استشرافية لمعالجة الظاهرة التربوية في منظور المقترب السوسيولوجي.

✅ مراجع سوسيولوجيا التربية

 1 - أحمد أوزي : المعجم الموسوعي لعلوم التربية ، مطبعة النجاح الجديدة ، الدار البيضاء ، المغرب ، الطبعة الأولى سنة 2006 م ، ص : 167 12 .

 2 - عبد الكريم غريب: المنهل التربوي ، الجزء الثاني ، منشورات عالم التربية ، مطبعة النجاح الجديدة ، الدار البيضاء ، المغرب، الطبعة الأولى 2006 م، ص : 864

3 - علي الحوات: أسس علم الاجتماع التربوي، جامعة الفاتح، طرابلس، ليبيا، طبعة 1979 ع، ص:84 .



تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -