أخر الاخبار

سوسيولوجيا الكتابة بالحمام تحليل مضمون كتابة ورسومات المراهقين في حمام المدارس الثانوية

سوسيولوجيا الكتابة بالحمام 
تحليل مضمون كتابة ورسومات المراهقين في حمام المدارس الثانوية 
د. بلال عوض سلامة

ملخص البحث
   هدفت الدراسة الحالية التعرف على مواضيع ومضامين الكتابة في حمامات مدارس محافظة بيت لحم الثانوية، والتعرف على الفروق في الكتابة والرسومات من حيث الكمية والمحتوى على أساس النوع الاجتماعي والتجمع الجغرافي (الريف الشرقي والغربي ومنطقة الوسط)، ومن جانب آخر التعرف على رأي واتجاهات الاخصائيين حول الكتابة في الحمام، ومن أجل تحقيق هدف البحث الحالي، تم الاعتماد على المنهج الوصفي الكيفي والكمي في وصف وتفسير الكتابات والرسومات في الفترة الممتدة بين 2012-2013، وذلك من خلال الاعتماد على اسلوب تحليل المضمون للكتابات في الحمامات والمقابلات مع الاخصائيين الاجتماعيين، وشكلت وحدة الاهتمام والمعاينة للبحث :الكتابات والرسومات الموجودة في(40) مدرسة ثانوية في محافظة بيت لحم موزعة (20 حمام للاناث و20 حمام للذكور) ، وقام الباحث بتطوير مقابلة مقننة، هدفها تقصي مواقف وآراء وتفسيرات 36 من الاخصائيين الاجتماعيين للكتابة، والعاملين في تلك المدارس.

  وبعد جمع المعلومات وتحليلها تبين وجود (558) كتابة و(78) رسمة، تم تحليلها على أساس المواضيع التالية(رياضة، مسبات واهانات، سياسة، حضور وتفاعل، مشاعر تجاه المدرسة والاساتذة، مشاعر الحب والرومانسية، شعر وفلسفة، الجنس والجنسانية)، وخلصت الدراسة إلى وجود فروق من حيث الكمية ما بين الذكور والاناث لصالح الذكور، بواقع (64.9%) للذكور بمقابل (35.1%) للاناث، ومن حيث الكيفية توصل البحث إلى أن كتابة الإناث أكثر أدباً وانسجاماً مع القيم والثقافة والتقاليد أكثر من الذكور، التي عبرت فيه كتاباتهم عن عدوانية أكثر، إلى جانب استخدامهم ألفاظ نابية حتى في المجالات السياسية والرياضة، والتعبير عن مشاعرهم تجاه المدرسة والمدرسين، ومن جانب آخر وجدت فروق في مجال التعبير عن المشاعر والرومانسية لصالح الاناث بواقع (34.7%) للاناث في مقابل (6.4%) للذكور. وأيضاً في مجال الرسومات كانت نسبة رسوم الاناث لقلب الحب = 65.9% في مقابل 37.8% للذكور، جميعها كانت لصالح الإناث، وهذا يؤكد على ان الذكور في المواضيع العاطفية وأية كتابة حول المشاعر او حتى رسم قلب حب: هم اقل قدرة على التعبير عن مشاعرهم العاطفية والرومانسية، باعتباره نوع من كشف الذات والمصارحة، وهي قيم لا تنسجم مع القيم العربية الفلسطينية التي تؤكد على صرامة الرجل "الذي لا يبكي ولا يبوح بعواطفه" من حيث التربية، وبالتالي أقل ميلاً للبوح عن المشاعر والعواطف والاحاسيس في مقابل سماح الثقافة للاناث بذلك، وذلك لكون الحب عند الذكور إشارة تنم عن الضعف، والذي له علاقة بكشف الذات، الأمر الذي يشكل خطورة على صورتهم من المنظور الثقافي، وهو توجه ينسجم بصورة أو باخرى من الأدوار القائمة على النوع الاجتماعي في المجتمع الفلسطيني والمطلوب من المرأة ان تكون حساسة وعاطفية أكثر من الذكور، و ان على طبيعة التربية التي تصقل الفتاة بحساسية، يكون من اليسير عليها كشف ذاتها ومشاعرها أسهل من الذكور، وتنمط من المجتمع باعتبارها "كائن حساس" وعاطفي.

   والفجوة تزداد او تتقلص بين الذكور والاناث حسب نتائج البحث الحالي باقترابه او بابتعاده مع طبيعة ونمط التربية والثقافة المهيمنة التي يتلقاها كل منهما، فعلى سبيل المثال الفجوة بسيطة فيما يتعلق بالمسبات والاهانات، فنسبة الذكور في هذا الموضوع هي (17.4%) من الحجم الكلي لكتابات الذكور، في مقابل (14.3%) من الحجم الكلي للاناث. ولكن حين بحثنا في نوع المسبات واستخدامها لالفاظ وكلمات نابية، فإن الفجوة تزداد، فشكلت ما نسبته (81%) من المسبات المستخدمة لالفاظ نابية للذكور من الحجم الكلي، في مقابل (32.1 %) من حجم المسبات المستخدمة من قبل الاناث لالفاظ نابية، حتى تلك الكلمات المستخدمة من قبل الاناث كانت بسيطة، وليس بها كلمات عنيفة، أو ذو مدلول جنسي.

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -