أخر الاخبار

الموضوعية في علم الاجتماع pdf

الموضوعية في علم الاجتماع pdf
مفهوم الموضوعية 

مفهوم الموضوعية في علم الاجتماع pdf

تمهيد

تعتبر الموضوعية في علم الاجتماع من أهم المبادئ التي يجب على الباحث أن يلتزم بها أثناء الكتابة في علم الاجتماع، فالموضوعية كانت ولا تزال موضع اهتمام علماء الاجتماع؛ ففي بداية علم الاجتماع كعلم ظهرت بعض التيارات التي تشكك في علمية علم الاجتماع، ادعاء منهم أن الباحث يدخل ذاته في الموضوع المدروس، ومنذ ذلك الوقت ظل موضوع الذاتية والموضوعية. يلقي بثقله على أي بحث.

الموضوعية في علم الاجتماع والعلوم الاجتماعية تعتبر من اهتمام علماء الإجتماع، وذلك لأهميتها في هذا النسق المعرفي، وذلك أن فكرة الموضوعية في علم الاجتماع تقتضي الالتزام بمناهج البحث العلمي، وإبعاد الذاتية عن الموضوع المدروس. لأن إدخال الذات في الدراسة قد يحط من قيمتها ويجعلها قاصرة ولا ترتقي الى ما نسميه البحث العلمي.

من أجل ذلك كان لزاما على الباحثين في علم الاجتماع توخي الحذر في أبحاثهم، والتركيز على أدوات البحث التي تمكننا من دراسة الموضوع والوصول الى نتائج موضوعية، بعيدة عن الذاتية. وبذلك نكون قد حققنا الموضوعية في علم الاجتماع.
من المعايير الجماعية العلمية ضرورة الاتزام بالموضوعية في البحث العلمي.

تعرف الموضوعية 

    ويقصد بالموضوعية البعد عن الذاتية ( التحيز لرأي ذاتي ساذج أو رأي جماعي جاهز يوفر مكانة مميزة للباحث بين افراد هذه الجماعة رغم أن الراي ليس له سند من الواقع ) والبعد عن التوجيه الإيديولوجي ( الارتباط بنسق فكري متكامل يعتقد أنه الموصل الى الحقيقة ) والبعد عن الحكم القيمي ( يقول ان ما يصل اليه من حقيقة ضار أو نافع ) في دراسة الظاهرة، أي الفصل بين العلم والتطبيق أو الفصل بين البحث العلمي والتوجيهات المرتبطة بالتطبيق بالمعنى الواسع لهذه الكلمة .

جدل العلماء حول الموضوعية 

   ولقد أثيرت المناقشات بين العلماء حول فصل العلم عن التطبيق في الدراسات الاجتماعية وبصورة خاصة في علم الاجتماع منذ أجيست كونت . إلا أنها أصبحت موضوعا للدراسة منذ ان طرح ماكس فيبر في خلافه مع أعضاء جمعية الساياسة الاجتماعية عام 1904 ضرورة خلو البحث العلمي نم الاحكام القيمة، وهو الخلاف الذي عرف في حينه باسم مساجلات حكم القيمة، فلقد كان من رأي فيبر كما لخصه رالف دارندورف 1961 ان العلم الاجتماعي بطبيعة دراساته الامبريقية يتناول الأحكان القيمية للأفراد في علاقاتهم مع بعضهم البعض بالدراسة . 

 ولكن ليس من حق الباحث في العلم الاجتماعي ان يصدر هو أيضا أحكاما قيمية للآخين وكأنه واحد منهم ، فيدخل نفسه كموضوع فيما يدرسه ، فيقول لنا بأن هذا السلوك أو ذاك هو وأن هذه الظاهرة أو تلك صحيحة أو معتلة ويجب تقويمها أو المحافظة عليها أو تطويرها...

الموضوعية عند اجست كونت

   ذهب اجست كونت في كتابه دروس في الفلسفة الوضعية إلى ان الواقع الاجتماعي كالواقع البيولوجي خاضع لحالة سوية يمكن لنا ان نتعرف عليها بالدراسة .

 وهذه الحالة السوية للمجتمع ليست ثابتة وإنما هي متطورة وخاضعة لقواعد يمكن التثبت منها ز فكما أن الطفل يتطور الى ان نميزه بأنه شاب ثم الى ان نميزه بأنه كهل فهو في كل هذه المراحل يخضع لقوانين يمكن التثبت منها. بالنسبة لكل انسان، ولكنها متطورة بالنسبة لكل منهم على حدة كإنسان فرد، كما أن حالته الصحية تعتبر سليمة بالنسبة لكل فترة عمرية على حدة بالنسبة لكل الأفراد في هذه المرحلة العمرية، فنفس الشيئ للمجتمع فغم تطوره خاضع لوضع سوى يناسب كل مرحلة من مراحل نموه.

   ومهمة علم الاجتماع  عند كونت هي التثبت من حقائق الوضع السليم للمجتمع الإنساني في مرحلة نموه المعاصرة وكشف المعاصرة وطشف موطن علته حتى يمكننا أن نقترح كخطوة تالية على ذلك ومنفصلة وسائل لعلاج ما يتعرض له من أمراض لذلك طالب كونت بضرورة فصل الدراسة الاساسية في علم الاجتماع عن التطبيق للتثبت من الحالة السليمة للواقع الاجتماعي والحالات التي يتعرض فيها لما يمكن أن نعتبره مرض أو يحتاج فيها إلى أن نعمل على اصلاحه .

    وقد أكد هذا الاتجاه مرة أخرى ماكس فيبر عندما أهم في العديد من مقالاته بأن يفصل الدراسة العلمية عن السياسة التنفيذية أو التطبيقية فهو كما يبق أن عرضنا لا يرى أن مهمة العلم تعليم الناس ما يجب أن يفعلوه، والفرق وإنما العلم هو معرفة ما يفعله الناس وفهمه وفهم ما يمكن أن يفعلوه.

 والفرق بين فيبر وكونت أن الاصلاح عند كونت يمثل علما أو مرحلة منفصلة من العلمية تستخدم نتائج البحث العلمي ووسائله في تحقيق أهداف الإصلاح الاجتماعي المحددة علميا، بينما فيبر كان يرى أن سياسة التنفيد أو التطبيق، وأن الاستفادة من نتائج البحث العلمي لا يمكن أن تكون في ذاتها علما لأن سياسة التنفيذ تحكمها أهواء الأفراد وأيديولوجياتهم وإمكان تقبل الواقع الاجتماعي لها أو بمعنى آخر هي مرتبطة بإرادة الأفراد الحرة التي لا يمكن  أن نملي سياستهم  التنفيذية. ففيبر لا يعتقد ككونت أن الاصلاح الاجتماعي يمكن ان يكون علما في يد العلماء يسير حركة المجتمع ويلغي حرية الأفراد وإنما يعتقد ان حقائق العلوم ستعمل على ايجاد الإنسان الترشيدي الذي يمكنه أن يسير حركة المجتمع في طريق الاصلاح الاجتماعي...

لقد أجمعة كل الآراء على  أن الموضوعية الكاملة معيار صعب التحقق فلقد أصبح المطلب العلمي  أن يعي الباحث بتوجيهه الأيديولوجي ويحاول الآخرون أن يفسروا التوجه الأيديولوجي للبحث حتى يعملوا على نمو المعرفة العلمية الموضوعية دون الأيديولوجية . 

خلاصة

الموضوعية مبدأ عام للبحث العلمي ويجب أن نتحاشى الآثار المؤثرة على الموضوعية نتيجة للتوجه الأيديولوجي في البحث العلمي . ويتمثل التوجه الأيديولوجي في كل من اختيار مشكلة البحث والبناء النظري للبحث والإطار المرجعي للبحث وفي التوجه التطبيقي للبحث. ولا يمكن منع الباحث من انتمائه الأيديولوجي ولكن هناك ضوابط يجب أن يراعيها الباحث من أجل تحقيق الموضوعية وخروجه بنتائج علمية وليس وجهة نظر دجماتيقية.
للإستفادة القصوى المرجو الإطلاع على الملف كاملا 


♡ إدعمنا بمشارك المنشور مع المهتمين . شكرا
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -