سوسيولوجيا التربية و العنف المدرسي
الكاتب : ماقري مليكة .
الملخص
تعد سوسيولوجيا التربية أو سوسيولوجيا المدرسة من أهم الحقول المعرفية التي تندرج ضمن علم الاجتماع الخاص، وتمنح مفاهيمها النظرية والتطبيقية ومصطلحاتها الإجرائية وخطواتها المنهجية من علم الاجتماع العام. ومن ثم، يعنى هذا العلم الجديد برصد مختلف العلاقات الموجودة بين المدرسة والمجتمع، على أساس أن المدرسة بمثابة مجتمع مصغر تعكس جميع التناقضات الجدلية التي يعرفها المجتمع المكبر أو المحيط الخارجي. وأكثر من هذا، تعد المؤسسة التربوية قاطرة لتحقيق التنمية المجتمعية الشاملة والمستدامة ، و تعد مشكلة ظاهرة العنف من المظاهر التي باتت تعصف بهذه المؤسسة وتقوض من أهدافها و لهذا سوف نتطرق في هذه المداخلة إلى واقع سوسيولوجيا التربية والعنف المدرسي .مقدمة في سوسيولوجية التربية :
يمكن اعتبار سوسيولوجيا التربية، بصفة عامة، كفرع من فروع علم الاجتماع الذي يدرس التربية كظاهرة اجتماعية
و تحفل أدبيات سوسيولوجيا التربية بعدة تعاريف نذكر منها:
- سوسيولوجيا التربية:
تعتمد المقاربة السوسيولوجية في دراسة الظواهر التربوية، لكنه بالمعنى الأنجلوساكسوني، وهو السائد
فهي تحصر الظواهر التربوية في أنظمة التعليم في المستوى الأول، وتأتي دراسة المؤسسات الأخرى في سلم اعتباري ثانوي، على
قدر علاقتها بالمدرسة والتعليم.
إن سوسيولوجيا التربية ، أو المقاربة السوسيولوجية للتربية مفادها تحويل النظريات والقوانين السوسيولوجية على الواقع التربوي
والتعليمي (إبراهيم طلعت ، كمال الزيات ١٩٩٩ : ٩٨ ،) من خلال دراسة وتحليل النماذج التربوية والطرق والتقنيات والأساليب
التربوية، والقضايا والمشكلات أو الإشكاليات التي تتكون داخل المؤسسات التعليمية النظامية واللانظامية، وتتم هذه
الدراسة السوسيولوجية من خلال عملية تحليل تفاعل العناصر التربوية والتعليمية داخل نسقها الاجتماعي، وفي إطار نظرية
شمولية ماكروسكوبية، تدرك مختلف العلاقات القائمة في عملية التفاعل بين مكونات البنية أو النسق التي توجد ضمنه الظاهرة
.
- هي مقاربة للظاهرة التربوية مقاربة سوسيولوجية تعتمد على القواعد المنهجية للسوسيولوجيا في دراسة و تحليل الظروف
والملابسات الاجتماعية المحيطة أو المؤطرة للموقف التربوي.
١-١ مجالات سوسيولوجيا التربية :
هناك عدة مجالات تشتغل حولها سوسيولوجيا التربية، وهي مجالات متنوعة ومتزايدة باستمرار، مما يجعل مسألة تحديدها
بدقة وشمولية أمرا صعبا. لذا نكتفي بهذا التحديد لأهم مجالاتها:
أ- مجال المدخلات : ونجد فيه
١ -التلاميذ:
وتنصب الدراسة هنا حول العوامل الفزيقية والنفسية والعقلية والاجتماعية، كالسن والجنس ومستوى الذكاء والمنشأ الاجتماعي والثقافة، حيث يتعلق الأمر بسيكولوجية التلميذ وبسوسيولوجيا التلميذ مقاربة (سيكو- سوسيولوجية) .٢ -هيأة التدريس والإدارة:
يتم التركيز هنا على المتغيرات المهنية والسياسية، كمستوى التكوين، ونمط الاختيار، و التموقع في البنية الاجتماعية، والتوجهات السياسية والنقابية...ب - مجال المخرجات:
و يرتبط بتلقين النظام الأخلاقي والمعارف، وبنمط البيداغوجيا وقواعد التقييم...١ - تلقين النظام الأخلاقي والمعارف :
هرمية المعارف، تقسيمها الأفقي (علوم أو آداب،علوم صرفة أو علوم تطبيقية)، القواعد الصريحة أو الضمنية التي تتحكم في النظام الأخلاقي (القيمي) وفي المعارف، عواقب هذه الهرمية على مستوى تشكيل الهوية المدرسية للمتعلمين.٢ - نمط البيداغوجيا:
يهتم هنا بالكيفية التي تلقن ا المحتويات، وبتكنولوجيات التعليم( الوسائط الديداكتيكية) وباستعمال الزمن الذي يعكس في جزء منه الأهمية الاجتماعية للمواد الدراسية،وبطبيعة العلاقات بين المعلم والمتعلمين،وببنية السلطة داخل القسم (إبراهيم ناصر، ب ت : ١٢٣. )٣ -التقويم :
ويرتبط بالقواعد الظاهرة أو الكامنة المهتمة باصطفاء وانتقاء الأفراد. وهناك مجالات أخرى اهتمت بها سوسيولوجيا التربوية، كدراسة الأنظمة التعليمية وتحليلها، التنظيم المدرسي وعلاقته بسوق العمل، البحث في الأصل الاجتماعي للتلاميذ وعلاقته بالتحصيل والنجاح المدرسيين، الفشل المدرسي، المساواة و تكافؤ الفرص والفشل التربوي، الديمقراطية والتعليم.,سوسيولوجيا,التربية,البيداغوجيا,الظاهرة,التربوية,العنف,المدرسي,
♡ إدعمنا بمشارك المنشور مع المهتمين . شكرا
مرحبا بك في بوابة علم الاجتماع
يسعدنا تلقي تعليقاتكم وسعداء بتواجدكم معنا على البوابة