أخر الاخبار

القوة العربية الجبارة بين أمل الشعوب وخذلان أنظمتها الحاكمة

القوة العربية الجبارة  بين  أمل الشعوب وخذلان أنظمتها الحاكمة
القوة العربية الجبارة  بين  أمل الشعوب وخذلان أنظمتها الحاكمة
التخصص العام: العلوم الإدارية، العلوم السياسية، العلاقات الدولية.

تخصص دقيق: الدراسات الإستراتيجية والأمنية "الإقليمية و الدولية".

العمل : المركز القومي للبحوث و الدراسات العلمية، ليبيا.

 مركز أريام الأردني للبحوث والدراسات، الأردن.

الجنسية : ليبيا.
Kdtumi2@yahoo.com

القوة العربية الجبارة
بين أمل الشعوب وخذلان أنظمتها الحاكمة

يمر العالم العربي اليوم، وفي هذه المرحلة من تاريخه بأحداث كبرى، وذلك لأسباب متعددة، ولكن يجب علينا أن نُقر بأن هذه المرحلة هي الأخطر والأصعب عن سابقاتها التي مرت عبر الزمن على العالم العربي بأسره، نتيجة أزمات الاستعمار للمنطقة العربية التي تمثلت في محاولة السيطرة الغربية على مقدرات العالم العربي، والذي تم بفضل فساد حكامها اللذين توالوا على الدول العربية طيلة مدةً من الزمن تُناهز "المئة سنة ونيف"، فهُم لم يعملوا لتحقيق أمال الأمة العربية، بل عملوا كـ أعوان للاستعمار بشكليه الماضي والحاضر؛ في مساعدته لاستغلال ثرواتهم ومقدراتهم؛ فكانوا خدماً له، بدل أن يكونوا في خدمة شعوبهم، حتى صار اليوم عالمنا العربي خاضعاً ومحتكراً للغرب بثمن بخس، وهذا من شأنه أن يكون من أهم الأسباب التي جعلتنا اليوم لم نستطيع أن نسير مع العالم المتحضر في التطور العلمي أو في التطور المهني والصناعي؛ مما أثر على مستوانا الاقتصادي، والذي بدوره أثر على مستوى المعيشة في عموم الشعوب العربية.

اليوم عالمنا العربي يمر مرةً أخرى بمرحلة حاسمة، إلا إنها بنمط إستراتيجي حديث، وبفواعل إقليمية جديدة، تتحرك رهن مُشغليها في الغرب "ذات الاستعمار القديم، و إنما في حلته الجديدة"، فقد كان الاستعمار متواجداً على الأرض في أوطانا؛ سالباً لخيراتها، قاهراً لشعوبها .. أما اليوم فهو ليس بحاجةً ليتعب نفسه من أجل اكتمال مخططه في أوطانا، فقط، لأن أعوانه هُم بدلاً عنه على الأرض؛ فصار بهم اليوم يحتلنا من جديد، لهذا نرى اليوم "التحالف المقدس" يحتل الأرض العربية بأبنائها، محققاً بهم رغباته ومطامعه فيها وفينا نحن "العالم العربي".

اليوم نرى الاستعمار الحديث الذي في طليعة كافة أعماله "الصهيوماسونيه" يعمل بكفاءة على تطور الأحداث؛ وتوجيه مجريات الأمور، واختلاق الحيل والأسباب، ليتسنى له انتهاز الفرص، ثم يُعيد الأساليب التي اتبعها في الماضي بطرق جديدة "للدس والخداع" بين الدول العربية خاصة، والإسلامية عامة.

اليوم شعوبنا العربية صارت بين ثلاث مترادفات "النزوح والهجرة والشتات" فتقابلن مع ثلاث متغيرات "المواطن والوطن والمواطنة"، هذا الأمر معني بـ "شباب الأمة العربية" حتى يكونوا في ضيم الظلم داخلياً، وتيه الغربة في المهجر، وحرقة البُعد عن أوطانهم مشتتين.

فأين نحن اليوم من تضحيات الآباء والاجداد، الذين أورثنا بدمائهم الزكية ذاك الاستقلال، ولم يحققوا لأنفسهم في شخصهم منافع خاصة، وذلك فقط، حتى ننعم نحن الأبناء بأوطان سخيةً من أجل توفير حياة سليمة هنيئة لنا، أم من الفضل أن نكافئهم بأن نكون اليوم بـ أبخس الاثمان لأوطاننا بائعين، لذات العدو الذي كانوا في وجهه منتفضين مجاهدين.

حقيقةً .. هذا نتاج فساد أنظمتنا الحاكمة، اللذين توالوا على أوطاننا العربية طيلة مدةً من الزمن تُناهز "المئة سنة ونيف"، حتى صارت حياتنا اليوم يستحيل وجودها في ظل التوتر المهلك الذي تقوم به العلاقات الحالية بين الدول العربية، والذي يقف ورائها شبح الحرب على أهبة الاستعداد .. الأمر الذي يستدعي حاجتنا إلى التآزر والتضامن شديدة وماسة من أجل إخاء الشعوب، وهذا لن يتأتى إلا باجتماع الكلمة العربية المبنية على احترام حقوق الشعوب من قِبل أنظمتها الحاكمة أولاً، من أجل الحفاظ على حرية الشعوب داخل أوطانها قبل خارجه، لتأصيل المتغيرات الثلاث "المواطن والوطن والمواطنة" في روح كل مواطن عربي.

إلا إننا اليوم نوجه السؤال للساسة و الحكام العرب قبل شعوبنا .. هل تعلمون "ماذا يحدث لو اتحد العالم العربي" ..؟

الإجابة : نعم، ستكون "القوة العربية الجبارة".

الدليل في ذلك(1) .. أهمية الثلاثية المشتركة التي ليست موجودة في أي اتحاد أخر على وجه البسيطة "التاريخ واللغة والثقافة"، وزيادةً على ذلك أن أكثر من 90% من سكان العالم العربي يعتنقون دين واحد، وأرض تمتد من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي، هذا فضلاً عن النعم الجمة التي حبانا الله العزيز الحكيم بها في أوطاننا العربية، وإن أردنا جمع المتفرق و لم شتات المبعثر، سيكون حاصل الجمع الذي يمدنا بهذه "القوة العربية الجبارة"، في التالي سرده تباعاً :

1. سيكون إجمالي الناتج القومي المحلي للعالم العربي مجتمعاً "5 تريليون و 990 مليار دولار سنوياً" هذا مما يجعل العالم العربي في المرتبة الرابعة، بعد الولايات المتحدة الأمريكية والصين والاتحاد الأوروبي.

2. ستكون مساحة العالم العربي مجتمعاً "13 مليون و 500 ألف كم2" هذا مما يجعل العالم العربي في المرتبة الثانية بعد روسيا الاتحادية مساحةً.

3. سيكون عدد سكان العالم العربي مجتمعاً "385 مليون نسمة" هذا مما يجعل العالم العربي في المرتبة الثالثة بعد الصين والهند.

4. ستكون القوة العسكرية "الجيش العربي الموحد" للعالم العربي مجتمعاً، هذا بحسب الإحصائيات الحالية، والتي تكون على النحو التالي سرده تباعاً :

- 4 مليون جندي.
- 9 آلاف مقاتلة حربية.
- 4 آلاف مروحية عسكرية.
- 19 ألف دبابة.
- 51 ألف مدرعة حربية.

5. سيكون ناتج زراعة القمح، إلى ما يُقدر بـ 760 مليون طن قمح سنوياً، وهذه القيمة مقدر على ما نسبته تصل إلى "84 ألف هكتار" من أصل إجمالي الأرضي الصالحة للزراعة في عموم العالم العربي والتي تصل إلى "600 ألف كم2".

6. سيكون ناتج تربية البقر إلى ما يُقدر بـ 370 مليون رأس من البقر سنوياً.

7. سيكون ناتج تربية الماشية إلى ما يُقدر بـ 410 مليون رأس من الماشية سنوياً.

8. سيكون ناتج تربية الدواجن إلى ما يُقدر بـ 850 مليون من الدواجن سنوياً.

9. ستكون قدرة انتاج الطاقة المتجددة "الطاقة الشمسية" للعالم العربي مجتمعاً "20 مليون ميجاوات" هذه القدرة الإنتاجية تمت دراستها على الصحراء الليبية فقط، والتي تكون بنسبة 8% من أجمالي المساحة التي تكون متاحة لتغطيتها بخلايا شمسية تكفي لإنتاج "20 مليون ساعة ميجاوات".

10. ستكون القدرة الإنتاجية للبترول للعالم العربي مجتمعاً "24 مليون برميل يومياً"، هذا مما يجعل العالم العربي بقدرته الإنتاجية بنسبة 32% من إجمالي الإنتاج العالمي.

11. سيكون العالم العربي مجتمعاً؛ في المرتبة الأولى من حيث المجزون الجوفي البري للبترول والمعادن والمياه.

12. سيكون العالم العربي مجتمعاً؛ في المرتبة الأولى من حيث المجزون الجوفي البحري للثروة البحرية والنفط والغاز.

ختاماً .. لو احتسبنا من ناتج كل ما سلف ذكره؛ قيمة 2.5% "الزكاة المفروضة" على الأموال الغير مُشغلة .. ستقدر بحوالي "29 مليار دولار سنوياً"، والتي تكون كافية لإنشاء العديد من المنشئات السكنية والعلمية والخدمية، والتي نُبينها في التالي سرده تباعاً :

عدد 25 مدينة سكنيه سنوياً "مليون مواطن في كل مدينة".
عدد 10 مستشفيات سنوياً "550 سرير في كل مستشفى".
عدد 20 مدرسة سنوياً "3 آلاف طالب في كل مدرسة".
عدد 7 جامعات سنوياً "25 ألف طالب في كل جامعة".
عدد 3 مطارات سنوياً "10 ملايين مسافر لكل مطار".
الخلاصة .. هنا يكمن المعنى المراد من مضمون "القوة العربية الجبارة"، إذ أن هذه القوة تمكن العالم العربي في الدفاع عن سيادته ضد أي عدوان مهما كان حجمه أو قوته، وبغض النظر عن القوة العسكرية لهذا العالم العربي، فيكفي وجود هذه القوة الاقتصادية الكبيرة، والتي ستجعله يتغلب على أي أزمة اقتصادية قد تواجه العالم.
وأيضاً هنا تمكن الإجابة على السؤال السلف ذكره "ماذا يحدث لو اتحد العالم العربي"، حيث تبينت الإجابة فيما استعرضناه لتلك الإحصائيات المذهلة، التي لو حدثت بالفعل، لصرنا بها أمةً بقدرات جغرافية عظيمة، وقدرات اقتصادية أعظم، وقدرات بشرية مهيبة على كافة المستويات، وقدرات دفاعية حقيقية لتُحذر بفعالية أي قوة عدوانية قبل حتى التفكير بالاعتداء على العالم العربي ومصالحه البرية والجوية والبحرية.

إلا إننا هنا لم نقصد .. بأن تنصهر كافة الدول العربية في دولة واحده "انصهار الكل في الواحد" .. وإنما قصدنا توحيد الجهود العملية، وإستراتيجيات التطلع العلمية، من رسم السياسات، واستشراف المستقبل، لأنه وبكل بساطة؛ إن المطلع على حساسية وخطورة هذه المرحلة التي يمر بها العالم العربي اليوم، لأدرك المخاطر التي تداهم شعوب العالم العربي، بل وأبعد من ذلك؛ فهي تهدد الأنظمة الحاكمة في ذاتها، لأن الشعوب العربية ما عادة لها قدرةً على التحمل لا أكثر ولا أبعد من هذا، لذلك ولوجود الجسم الاتحادي الذي يحتاجه العالم العربي اليوم، ألا وهو "الجامعة العربية" وإنما ليس بالحالة المترهلة التي هي عليها اليوم، بل بعد إعادة هيكلتها وتأهيلها؛ لتصبح مظلة اقتصادية للعالم العربي، تدفع بعجلة التطور بجميع أشكاله "العلمي والاقتصادي والثقافي والتقني والسياسي والدفاعي".
  • حيث أن أُسس تكوين أي اتحاد جماعي بين الدول؛ يستند لعنصرين أساسيين، و هما :
  • أولاً : البنية الإقليمية "الجغرافية" للدولة.
  • ثانياً : البنية الاجتماعية "بنية السلطة وممارستها" للدولة.
إلا أن العالم العربي الظاهر منه في هذه المرحلة بين المشرق والمغرب، وأيضاً في الامتداد الأوسع الذي يمارس فيه العالم العربي حضورهم، الذي يضاعف التباعد بين المجتمعات العربية وبين المجتمعات الغربية إجمالاً، حيث يجد العالم العربي "دولاً وشعوباً" أنفسهم حائرين بين الغرب الغريب والشرق البعيد، بينما هم أنفسهم واقعون تحت وطأة النزاعات الطائفية والمذهبية، التي يغذيها تدخل المجتمع الدولي في شؤونهم بغرض توسيع دائرة الفرقة بينهم.

هنا نستنتج حقائق ومآزق النظام العالمي الجديد، وحقيقة اتصاله بالعالم العربي، حيث أن العالم العربي يشهد صراعاً داخلياً وخارجياً، الأمر المنافي للمظلة الاتحادية المنشودة، كما أن شأن التجزئة الجاري أمرها حالياً في العالم العربي؛ ستكون أمراً حتمياً، لأنها صارت بفعل المجتمع الدولي مرهونة بنوعية الصراع ومدى شدة عمقه، لتكون الدول العربية "منفردة ومتشظيه" لتنعدم استطاعتها في مواجهة أطماع الغرب، وبالعكس في حال اتحد العالم العربي تحت مظلة اقتصادية واحدة "مُحاكاةً للاتحاد الأوروبي"؛ فسوف يأتينا "الغرب" راكعاً، لأنه وبكل بساطه لن يجد سوقاً مستهلكاً لمنتجاته، ناهيك عن ما إذا قرر العالم العربي مجتمعاً سحب استثماراته منهم، وغيرها من عديد الخطوات التي يمكن للعالم العربي مجتمعاً أن يتخذها بغرض اتباث قدرته وقوته ومدى الضرر الذي يمكن أن يحدثه في الغرب.

فهل يمكن اليوم للمواطن العربي، خاصةً بعد ثورات الربيع العربي أن يحلم بـ هكذا قوة ونفوذ وسيادة وريادة ..؟، أم يكون صعب تحقيقه كـ حلم ..؟، أم يحتاج للأنظمة حاكمة تقدم مصالح أوطانهم وشعوبهم "الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والثقافية" قبل التفكير في مصالحهم الشخصية وخلافاتهم كـ ساسة وحكام ..؟.

ـــــــــــــــ
[1] ملاحظة .. كافة الإحصائيات التي ورد ذكرها في هذه الدراسة، كانت نقلاً عما ورد "مركز دراسات سبوتنيك" وهو تابع لوكالة خدمات عالمية، كانت قد انطلقت في 10 نوفمبر 2014 بواسطة وكالة رسيا سيفودنيا، والتي تملكها الحكومة الروسية بالكامل، حيث أنشئت بالمرسوم الرئاسي لرئيس روسيا الاتحادية في 9 ديسمبر 2013.

♡ إدعمنا بمشارك المنشور مع المهتمين . شكرا
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -