أخر الاخبار

التعريف الشامل للتنمية

التعريف الشامل للتنمية
 توظيف جهود الكل من أجل صالح الكل

التعريف الشامل للتنمية 

التنمية هي مفهوم عام معنوي يمكن تحديده في المجال السوسيولوجي بأنه عملية دينامية تتكون من سلسلة من التغيرات الهيكلية الوظيفية في المجتمع و تحدث نتيجة للتداخل في توجيه حجم و نوعية الموارد المتاحة تتكون عن طريق زيادة فعالية أفراده في استغلال طاقات المجتمع إلى الحد الأقصى.

 - و يقول " رينيه ريبو " أن التنمية هي حصيلة التأثير المتبادل من الرصيد البشري غير القابل أصلا للتحويل و الغني بالمصادر غير المستثمرة من البيئة الكلية تستمر في   تطورها بفضل إدماج القوى الطبيعية بالفعاليات البشرية . 1

- و يعرف الدكتور" الجوهري " التنمية بأنها عملية تنطوي على تغير حاسم في كل مجالات القدرات الإنسانية و النشاط الإنساني ( مجالات روحية ، فكرية ، تكنولوجية ، اقتصادية و اجتماعية ) و هي في رأيه تنطوي على توظيف جهود الكل من أجل صالح الكل خاصة تلك القطاعات و الفئات الاجتماعية التي حرمت في السابق من فرص النمو و التقدم ، كما لا يتخلف " سعد الدين إبراهيم " كثيرا عن تعريفه لمفهوم التنمية عن الجوهري حيث يعني به اتساق و نمو كل الإمكانيات و الطاقات الكامنة في كيان معين  بشكل كامل و شامل و متوازن، سواء أكان هذا الكيان فردا أو جماعة. 2

التنمية من منظور اقتصادي

  يعرف " جاكوب فينر " بأنها هدف أسلوب التخطيط الاقتصادي واستغلال الإمكانات المتاحة للمجتمع ، وذلك بغرض الوصول إلى أعلى نصيب لدخل الفرد عن طريق أقصى استخدام للموارد الاقتصادية الممكن استغلالها لصالح المجتمع ،فالتنمية هي عمليـة تستهدف رفع مستوى معيشة الأفراد

التنمية من منظور اجتماعي

 : التنمية هي تحقيق التوافق الاجتماعي لدى أفراد المجتمع مما يعنيه هذا التوافق من 3 إشباع بيولوجي ونفسي واجتماعي . حسب هذا التعريف نجد أن التنمية وسيلة لتحقيق التوازن على صعيد جميع مستويات التغير الاجتماعي الذي حدث بفعل النمو الاقتصادي وما صاحبه من تحولات مختلفة مست جوانب عدة من حياة الأفراد ، الأمر الذي يستدعي بالضرورة إيجاد نوع من التوازن بين الفرد من جهة وهذه التحولات من جهة أخرى .

 فالتنمية بوصفها وسيلة لتحقيق التوافق الاجتماعي هي عملية مقصودة وهادفة لتنمية قدرات الأفراد على التكيف السوي وهذا التغير بما يتطلبه من ضرورة لإشباع حاجاتهم البيولوجية والنفسية والاجتماعية ، ويؤكد ذلك " محي الدين صابر " بقوله أن التنمية " هي أسلوب حديث للعمل الاجتماعي يقوم على إحداث تغيير حضاري في طريقة التفكير والحياة والعمل عن طريق إثارة وعي البيئة المحلية . 

بهذا الأسلوب ، إن لم يكن ذلك الوعي قائما أو تنظيمه وتحريكه إن كان موجودا ... ثم بدعوة من أعضاء البيئة المحلية جميعهم الى المشاركة في التفكير والإعداد والتخطيط والتنفيذ بالنسبة لهم للمشروعات 4 والبرامج الإنمائية " ويتضمن ذلك فضلا عما سبق ذكره نشر الوعي بأهمية التنمية ودورها في تحقيق التطور المرغوب فيه انطلاقا من الإدراك الجماعي للجماهير لأهمية تخطيط البرامج والمشروعات الإنمائية ، ومن ثم ضرورة المساهمة في وضعها وتنفيذها بمعية الهيئات الرسمية التي تمثلها . 

- ويرى عالم الاجتماع الفرنسي " جابويال لوبرا " أن التنمية ليست عملية أو ظاهرة اقتصادية صرفة ، وإنما هي مجموعة من الظواهر ذات طبيعة سوسيولوجية ونفسية وبيولوجية بمعنى أن عملية التنمية عملية مركبة ومعقدة في ذات الوقت تحتاج إلى فهم سلوك الأفراد ، وما تقوم بينهم من علاقات ، وما يترتب عن هذه العلاقات من أنظمة 1 تتدخل في تفاعلها وفي تأثيرها على جوانب المجتمع المختلفة 5

التنمية من منظور بعض الهيئات الدولية

أ - تعريف هيئة التنمية الدولية للولايات المتحدة :

 " التنمية فعل اجتماعي يساعد الناس في المجتمع على تنظيم أنفسهم للتخطيط والتنفيذ حيث يقومون برسم الخطط الكفيلة بسد هذه الاحتياجات وعلاج تلك المشاكل وتنفيذ هذه الخطط معتمدين في ذلك على الموارد إذا لزم الأمر عن طريق الخدمات والمساعدات المادية التي تقدمها الهيئات الحكومية والأهلية خارج نطاق المجتمع المحلي " . 

ب - تعريف هيئة الأمم المتحدة :

 " التنمية هي العمليات التي توجد بين جهود الأهالي وجهود السلطات الحكومية لتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمجتمعات المحلية ، وتحقيق التكامل لهذه المجتمعات في إطار حياة الأمة ومساعدتها على المساهمة التامة في التقدم القومي ، وتقوم هذه العمليات على عاملين أساسيين :

 إحداهما لمساهمة الأهالي أنفسهم في الجهود المبذولة لتحسين مستوى معيشتهم وثانيها توفير ما يلزم من الخدمات الفنية وغيرها بطريقة من شأنها تشجيع المبادرة والمساواة الذاتية والمساعدات 5  المتبادلة بين عناصر المجتمع وهل هذه العناصر أكثر فعالية ".6

التنمية الحضرية 

نظرا للمشاكل التي وقعت فيها المدن اليوم من ازدياد كبير في السكان والهجرات الريفية والتوسع العمراني غير المخطط والتخلف الحضاري بشكل عام أنتج خللا في التماسك الاجتماعي وفوضى في التوزيع، وعجز في التكيف مع التغيرات المتلاحقة، جاءت برامج التنمية الحضرية من أجل حل والتقليل من أزمة المدينة مما يدل على أن العلاقة بين التنمية الحضرية والتنمية الاجتماعية علاقة تكاملية

تنمية المجتمع

تعرف بأنها عملية تعبئة وتنظيم جهود أفراد المجتمع وجماعاتهم وتوجيهها للعمل المشترك مع الهيئات الحكومية بأساليب ديمقراطية لحل مشاكل المجتمع ورفع مستوى أبناءهم اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا، ومقابلة احتياجاتهم بالانتفاع الكامل بكافة الموارد الطبيعية والبشرية والفنية والمالية المتاحة في صورة خطة معينة للتنمية ، على أن يتم 1 التنفيذ عملية التنمية في مدة معينة يتم بعدها تقييم عملية التنمية . 6

  • المصادر والمراجع 
  • 1  وفيق أشرف حسونة : معوقات التنمية في العالم العربي .المؤسسة العربية للدراسات و النشر. بيروت- لبنان 1981 ص113 
  • 2  محمد عبد المولى : العلم الثالث ونمو والتخلف ، الدار العربية للكتاب سنة 1990 ص75 
  • 3 سميرة كامل محمد التنمية الاجتماعية مفهومات أساسية رؤية واقعية 10 2
  • 4 حسن إبراهيم عيد: دراسات في التنمية والتخطيط الاجتماعي – الإسكندرية ص 6 
  • 5 د/ سعد طه علام : كتاب التنمية والدولة – دار طيبة للنشر وتوزيع التجهيزات العلمية 2003 ص 213 
  • 6  مصطفى زايد : التنمية الاجتماعية ونظام التعليم الرسمي في الجزائر ( 1962 – 1980 ) ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر ص 6
  • 7 حسن علي حسن : المجتمع الريفي الحضري المكتب الجامعي الحديث القاهرة ص 305 


♡ إدعمنا بمشارك المنشور مع المهتمين . شكرا
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -