أخر الاخبار

مدرسة شيكاغو ونشأة سوسيولوجيا التحضر والهجرة pdf

مدرسة شيكاغو ونشأة سوسيولوجيا التحضر والهجرة pdf
مدرسة شيكاغو ونشأة سوسيولوجيا التحضر والهجرة د عبد الرحمن المالكي

 مدرسة شيكاغو ونشأة سوسيولوجيا التحضر والهجرة pdf

مدرسة شيكاغو والظاهرة الحضرية

يعتبر ظهور مدرسة شيكاغو بمثابة ثورة كبرى في تاريخ السوسيولوجيا، نظرا لما أحدثته في سيرورة علم الاجتماع من تغيرات لا على مستوى الموضوع فقط بالاهتمام بظاهرة التحضر والهجرة وغيرها من الظواهر الاجتماعية، بل كذلك على مستوى البحث السوسيولوجي وتقنياته، ومناهجه، الذي بقي وفيا للبحث السوسيولوجي النظري في أوربا.

 أما في الولايات المتحدة الأمريكية، مع رواد مدرسة شيكاغو فقد اتجه البحث السوسيولوجي الميداني منحا آخر، ينطلق من الميدان ومن الواقع باعتباره مختبرا غنيا بالمعطيات والوقائع والأحداث والأفعال والظاهرة الاجتماعية.

كذلك ابتكرت مدرسة شيكاغو تقنيات وأدوات علمية جديدة ومناهج ونظريات ومقاربات ومفاهيم... كل هذه الابتكارات التي يعود فيها الفضل لرواد مدرسة، جعلت  علم الاجتماع حسب بيرجس وبارك على الطريق الصحيح ليصبح بشكل أو بآخر علما تجريبيا".

عوامل ظهور مدرسة شيكاغو 

ومن العوامل الأساسية التي أدت الى ظهور مدرسة شيكاغو المتميزة في تاريخ السوسيولوجيا تلك التحولات الكبرى التي عرفتها مدينة شيكاغو في أواخر القرن 19 وبداية القرن20، والتي كان من نتائجها ظهور العديد من الظواهر الاجتماعية( الفقر+ الهجرة + الإجرام + الانحراف + الدعارة + الصراعات الاثنية...) والاختلالات البينونة في المدينة التي أصبحت مسرحا غنيا بالظواهر الاجتماعية المرضية.

 هذا بالإضافة الى مجموعة من العوامل الأخرى كنشأة السوسيولو جيا في جامعة شيكاغو والدور الذي لعبته حركة الإصلاح الاجتماعي والتحقيقات الاجتماعية التي عرفتها الولايات المتحدة الأمريكية، كما كان لبعض العوامل الأخرى الفكرية والفلسفية دور حاسم في نشوء هذه المدرسة ولعل أهمها هو التأثير الذي أحدثته الفلسفة البركماتية في U.S.A خلال فترة العشرينيات والثلاثينيات من القرن 20، والتأثير الذي أحدثه التيار التفاعلي الرمزي في رواد المدرسة.

نشأة السوسيولوجيا

لقد نشأت السوسيولوجيا كعلم مستقل بأوروبا في القرن التاسع عشر ، ولكن هذا العلم سيشهد نشأة جديدة في الولايات المتحدة الأمريكية ، ذلك أن النهضة الشاملة التي عرفتها هذه الولايات ستقوم في الأول على ما راكمته أوروبا من اكتشافات وإنجازات فكرية وعلمية ، ولكنها ستنطلق من كل ذلك الإرث الأوروبي لتطوره وتخلق له المختبرات والمعاهد والجامعات لينمو ويزدهر بشكل لم يسبق له مثيل في التاريخ الإنساني .

 وهذا الأمر لا يصدق فقط بالنسبة للعلوم الطبيعية بل ينسحب على العلوم الإنسانية كذلك ، ومنها علم الاجتماع ومختلف فروعه ونظرياته .

وعلم الاجتماع الحضري مثال ساطع على ذلك، فمختلف مؤرخي السوسيولوجيا يجمعون على أن الفضل في نشأته يعود إلى مدرسة أمريكية اشتهرت ولاتزال باسم مدرسة شيكاغو » .

نظرة حول كتاب مدرسة شيكاغو ونشأة سوسيولوجيا التحضر والهجرة د عبد الرحمن المالكي

 سنحاول في هذا الكتاب تتبع نشأة وتطور مدرسة شيكاغو وأهم المقاربات والنظريات التي انبثقت عنها، والتعريف بأبرز روادها وذلك من خلال بعض النصوص المترجمة لكل من وليام طوماس وروبرت بارك ولويس وورث .

وبالرغم من أصالة مدرسة شيكاغو، وانبثاقها في أحضان المؤسسة الجامعية الأمريكية الفتية فإنها مع ذلك لم تنشأ من فراغ ، لأن أعمال روادها تحيل على الفكر السوسيولوجي الحضري الأوروبي وتعتبر امتدادا و تجديدا له في نفس الوقت .

 إن كل رائد من الرواد الأوائل لعلم الاجتماع ( دورکهایم ، فیبر ، زیمل، اهتم بظاهرة المدينة وحاول تناولها انطلاقا من زاوية النظر الخاصة به، ومن هذا التراث الفكري سينطلق رواد مدرسة شيكاغو الذين استفادوا بالإضافة إلى ذلك من ظروف فكرية واجتماعية خاصة جدا تمثلت بالأساس في كون مدينة شيكاغو ستعرف  في نهاية القرن التاسع عشر میلاد جامعة رائدة في كل مجالات العلم والمعرفة، وسيظهر في رحابها أول قسم لعلم الاجتماع والانتربلوجيا في العالم، وسيدعو ألبيون سمول » أول رئيس لهذا القسم الأساتذة والطلبة للقيام بأبحاث ميدانية لرصد ودراسة مختلف التحولات الديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية التي تعرفها مدينة استطاعت في ظرف خمسين سنة استقطاب أزيد من ثلاثة ملايين من المهاجرين القادمين من مختلف مناطق أمريكا ومن الخارج بالخصوص.

 إن التقاء هذا الكم البشري الهائل والذي ينتمي لجنسيات وثقافات وتقاليد متباينة في نفس المجال، جعل المهتمين بالعلوم الإنسانية في أمريكا آنذاك يتساءلون:

 كيف يمكن أن يتحول كل هؤلاء د المهاجرين » الوافدين، إلى مواطنين، وكيف يمكن أن يندمجوا في المجتمع المستقبل ليصبحوا « أمريكيين » .

إن إرث مدرسة شيكاغو سيظل حاضرا في السوسيولوجيا عامة وفي سوسيولوجيا التحضر والهجرة خاصة، وذلك سواء على مستوى منهجية البحث، أو المفاهيم المستعملة أو النظريات المستلهمة .

 ولكن هذه السوسيولوجيا ستتجه شيئا فشيئا لتجعل من ظاهرة « التحضره موضوعها المفضل، ذلك أن هذه الظاهرة في بعديها المجالي والثقافي تتجه تاريخيا لتصبح ظاهرة كونية » ، فكل المجتمعات الإنسانية سواء منها المتقدمة أو تلك « السائرة في طريق النمو  تعرف نموا حضريا مضطردا، بل إن الظاهرة القروية قد اندثرت في العديد من الدول ، وهذا ما دعا ویدعو بعض علماء الاجتماع إلى التساؤل عن موضوع السوسيولوجيا الحضرية في خضم الادماج المجالي الهائل والمستمر الذي تعرفه مختلف بقاع العالم ، لدرجة أصبح فيها الموضوع الحضري » يتماهى مع الموضوع الاجتماعي . 

ولهذا يرى بعض علماء الاجتماع أن التسمية الأنسب لهذا التخصص هي سوسيولوجيا التحضر على اعتبار أن موضوعها هو عملية الاندماج الاجتماعي في المجتمع الكلي الذي يتجه ليصبح حضريا بالكامل .

تحميل كتاب مدرسة شيكاغو  pdf

تحميل ملف آخر في نفس الموضوع 👇

مدرسة شيكاغو PDF

♡ إدعمنا بمشارك المنشور مع المهتمين . شكرا
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -