أخر الاخبار

الحكايات الشعبية العمانية ودلالاتها الاجتماعية والثقافية pdf

الحكايات الشعبية العمانية pdf
الحكاية اشعبية - عمتن

1 تعريف الحكاية الشعبية:

الحكاية الشعبية هي: نتاج فكري أنتجته الشعوب عبر تاريخها الطويل ، وأودعت بها قصصها ، وما مر بها من أحداث وتعطي وصفا لبعض الجوانب من الحياة الإنسانية ، والأحداث التاريخية المختلفة ، فتعيد الذاكرة الأبناء صور آبائهم وأجدادهم ومواقفهم وأعمالهم .

2 الحكاية الشعبية في اللهجة الخليجية

 والحكاية الشعبية في اللهجة الخليجية يطلق عليها « الحزاية » وجمعها « الحزاوي » التي تختلف عن السالفة وجمعها « سوالف » ، وهي حكايات ذات طابع تقريري ( سميث : 444 ) .

والحكايات الشعبية أو كما يطلق عليها في اللهجة العمانية المحلية ( الحزي ومفردها حزاية ) ، أو في بعض المناطق ( خروفة ) هي فن من الفنون الأدبية الشفهية للمجتمعات منذ القدم ، وهي نوع من الإبداع الفكري للإنسان في عصر لم يوجد فيه أي نوع من الاتصال الإعلامي سواء كان مرئيا أو مقروءا أو مسموعا . فكانت الحكايات وسيلة للتواصل بين الأجيال لتربط الحاضر بالماضي ( الذهب ، ۷ : ۲۰۰۷-۸ )

وعلى جانب أخر ، تتداخل كل من الحكاية الشعبية والأسطورة والخيال، مع العلم أن البنية الحكائية واحدة، فالحكاية الشعبية ذات طابع اجتماعي تعالج هموم الإنسان اليومية ومشاغله بأسلوب أكثر واقعية ، مثل زوجة الأب الثانية الحاقدة على أبناء الزوجة الأولى المتوفاة، أو البنت الصغرى أو الابن الأصغر المحبب لدى الأسرة أكثر من إخوته، أو العقم وغيرها .

 أما الأساطير، فقد ذهبت إلى أبعد ذلك إلى أصل الكون وتكويناته، وموت الإنسان وبعثه؛ حيث تهدف إلى حل لغز معنى الحياة وسر الوجود.

وتتمتع الأسطورة بالقدسية والسطوة على عقول الناس ونفوسهم في الماضي، في الوقت الذي اقتربت فيه الحكاية الشعبية من القص الطفولي في الحاضر، وهناك الحكاية الشعبية الخيالية التي تقترب من الأسطورة، وذلك بسبب أحداثها البعيدة عن الواقع، وشخصياتها التي تتحرك بين المستويين الطبيعي وما فوق الطبيعي، وتتشابك علاقاتها مع كائنات غیر منظورة مثل الجن والعفاريت والأرواح الهائمة، بل تدخل مع الآلهة الأسطورية في مسرح الأحداث أحيانا ( الشيدي ، ۲۰۰۸ ) .

وبوجه عام ، تصنف الحكاية الشعبية لونا من السرد القصصي لأحداث معينة ، وعادات وتقاليد أشخاص معينين في قطاع مكاني محدود ، ومرحلة زمنية معروفة ، ولكن بأسلوب فني يعتمد على السرد ، واستثارة خيال السامعين وأحاسيسهم وهم ينصتون للراوي، وهو يقص صراع البطل ضد أعداء قومه، ويكبرون في نفوسهم تواضعه حينما يعود منتصرا، ويبحثون مع البطل المحب، وهو يغالب العقبات التي تحول بينه وبين الحصول على اللؤلؤة المجهولة التي تطلبها حبيبته، ويتعاطفون في حنان مع البحار الذي سقط من سفينته ليصارع البحر والموج، أو تاجر اللؤلؤ حين يفقد لؤلؤه الذي جمعه عندما يسقط منه في البحر ، ولكنه لا ييأس ، والغواص الفقير حين تضيع اللؤلؤة الوحيدة التي رزقه الله بها، يحزن ويسال الله العوض، حتى يصطاد سمكه الطعامه فيجد في جوفها لؤلؤة كبيرة .

 ومن أكثر الحكايات الشعبية شهرة في المجتمع العماني حكاية الصياد، التي تتحدث عن رجل يذهب بشكل متكرر ثلاث مرات يوميا إلى البحر ليصطاد السمك. وكذلك حكاية أبي البنات السبع وأبي الصبيان السبعة ، التي تطرح موقف المجتمع من الأبناء الذكور ، وحكاية مدفع العجوز ، فقد استطاعت تلك العجوز حمل المدفع الثقيل إلى أعلى حصن الحزم ، مما أدى إلى المساعدة على فك الحصار عن الحصن ( وزارة التراث ، ۱۹۹۳ : ۱۰۸ )

3- الأبعاد المنهجية لدراسة الحكاية الشعبية

 وفي صدد دراسة إحدى عناصر التراث الشعبي وهي الحكايات الشعبية للوقوف على الدلالات الاجتماعية والثقافية التي تعكسها ، لا بد من إلقاء الضوء على منهجية دراسة التراث الشعبي، الذي يتميز في مفهومه المعاصر بوحدة المنهج ، حيث يلاحظ أن المنهجين التاريخي والجغرافي يركزان على الثقافة الشعبية نفسها بمعزل عن حامليها إلى حد ما، بينما المدخل الأنثروبولوجي يتجه مباشرة إلى حامل هذه الثقافة الشعبية؛ وهذا من غير شك يساعد على تفسير العلاقات القائمة بين الشعب والثقافة الشعبية؛ وهنا يجب أن نؤكد أن الإنسان حامل هذا التراث ، وهو الذي ينقل هذه الظاهرة عبر الزمان وينشرها عبر المكان ، فهو وراء الظاهرة المدروسة، ولا وجود ولا حياة لهذه الظاهرة من دونه، ويصدق ذلك بشكل خاص على العادات والمأثورات الشفهية ، والمعتقدات باشكالها المختلفة، والمعارف الشعبية التي لا يمكن أن نصادفها بعيدا عسل حامليها.

المدخل السوسيولوجي لفهم الحكاية الشعبية 

ومن جانب آخر ، يتداخل المدخل الأنثروبولوجي مع المدخل السوسيولوجي في إلقاء الضوء على البعد الاجتماعي العناصر التراث الشعبي .

 فهذا الاتجاه الأخير لا يهتم بتاريخ أو مدى انتشار أغنية شعبية أو حكاية معينة فحسب بل يهتم أكثر بجماعة الغناء أو الجماعة التي تروی فيها الحكاية، أي لا يمكن أن نتجاهل السؤال المهم في أي جماعة محلية، وطبقات اجتماعية، وأي مهنة ينتشر العنصر الشعبي المدروس.

ولا شك أن ما يحدث من تفكك لبعض الجماعات المحلية التي كانت تتمتع في الماضي بقدر كبير من التماسك والعزلة، أو إعادة تكوين وترتيب للطبقات الاجتماعية، تبدو ظاهرة عامة في المجتمعات النامية، على غرار ما حدث في المجتمعات الأوربية، وهذا ما يطلق عليه عمليات التحول الاجتماعي التي تجعلنا نهتم بمشكلة البعد الاجتماعي للثقافة الشعبية بشتى عناصرها.


  •  وبناء على ما سبق ، فإن دراسة الحكاية الشعبية تتناول وفق أبعاد منهجية مهمة هي :
  • البعد التاريخي ، الذي ينظر للحكاية الشعبية باعتبارها نتاجا فكريا أنتجته الشعوب ، تعكس خلاصة تجاربهم عبر مراحل تاريخها .
  • أما البعد الجغرافي فيكشف عن خصائص البيئة الجغرافية المحيطة بالحكاية الشعبية ، ومدى فاعليتها في مجرى الأحداث .
  • وهناك بعد ثقافي مهم ينظر للحكاية الشعبية كجزء من الموروث الثقافي للمجتمع، لما تحويه من كم هائل من القيم والعادات والتقاليد والمعتقدات الشعبية التي غالبا ما تتجسد في مضمون الحكاية، وشخصياتها المحورية. 
  • أما البعد الاجتماعي فيهتم بواقع البيئة الاجتماعية التي تستمد منها الحكايات الشعبية موضوعاتها وأحداثها، وتعكس ظروف البنية الاجتماعية بمنطقة معينة دون غيرها ؛ وذلك من خلال المادة التي تحتويها تلك الحكايات، فضلا عن البعد النفسي للحكاية الشعبية باعتبارها احدی وسائل التربية والمتعة و الترفيه يستأنس بها الكبار والصغار معا...


للإطلاع على الحكاية الشعبية في عمان كاملا ⇩

الحكايات الشعبية العمانية  pdf

♡ إدعمنا بمشارك المنشور مع المهتمين . شكرا
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -