أخر الاخبار

العصبية القبلية ظاهرة اجتماعية وتاريخية؛ على ضوء الفكر الخلدوني - pdf

العصبية القبلية ظاهرة اجتماعية وتاريخية
يبحث هذا الكتاب في العصبية القبلية كظاهرة اجتماعية وتاريخية على ضوء الفكر الخلدوني ويمكننا القول بأنه يعد من أحد الوجوه من بين الكتب المميزة في تقديم فكر ابن خلدون بشكل سلس يسهل فهمه حتى على القارئ العادي غير المتخصص. وحسب المؤلف فإن العصبية القبلية عبر العصور انحدرت بالمجتمعات المغربية الى منتهى التعفن والتفكك والإنهيار 
وأنه اذا ما ظهرت في فترات قصيرة بعض الظواهر الإيجابية التي قد تصدر عن العصبية القبلية بين حين وآخر خاصة عندما تمكنت بعض العصبيات من تأسيس ممالك عظمى فلا يعني هذا حسب المؤلف أنها ظاهرة صحية وخيرة بل العكس هو الصحيح اذ يتضح بالمتابعة المتأنية أن تلك الظاهرة سرعان ما تتحول الى ظاهرة مرضية شريرة فتحتوي عندئذ الإيجابيات كافة وتلغيها ولا يبقي على السطح طافيا سوى العيوب التي تغمر المحاسن وتطمسها. 

في البداية يتناول المؤلف مفهوم العصبية مشيرا الى أنه شغل الباحثين الذين اهتموا بفكر ابن خلدون اذا حاولوا إيجاد تعريف لها ومع هذا بقيت الكلمة لغزا يبحث باستمرار عن إجابة مقنعة. وبعد استعراض لملامح الجدل حول المفهوم يعرض لفكر ابن خلدون نفسه في محاولة لمعرفة كيف توصل الى ابتكار هذه المفهوم؟ 

وكيف أصبح هذا المفهوم نظرية اجتماعية شغلت علماء كثيرين شرقا وغربا؟. من بين الإجابات العديدة التي يرى أنها تفسر ما يذهب اليه يرجح التفسيرات التي ترى أن ابن خلدون عندما ابتكر نظريته كانت تدفعه حوافز عديدة يمكن حصرها في عاملين اثنين أحدهما خارجي والأخر ذاتي، فالخارجي تعبر عنه الأوضاع الاجتماعية في المغرب الإسلامي، 

تلك الأوضاع التي تميزت بالصراعات العنيفة بين سكان البادية وأهل الحواضر والأمصار ويبدو أن هذه الظاهرة المؤسفة ذات الجذور العميقة في المجتمع المغربي شغلت تفكير ابن خلدون فاجتهد كي يبحث عن تفسير وربما عن علاج لها. 

أما العامل الذاتي فقد تفاعل ونما داخل نفسية ابن خلدون الذي كان بحكم نشأته العائلية ميالا الى السلطة من جهة ومحبا للعلم والمعرفة من جهة أخري وعليه فقد انجذبت نفسه بحكم بيئته الحضرية وعائلته ذات الحسب والنسب نحو السعي السلطة سواء كانت في شكل إمارة قد يؤسسها أو مكانة مرموقة وسلطة واسعة في دولة ما. وإزاء فشله فقد سعى الى معرفة العلة ووجد أنها واحدة بالنسبة للعاملين وهي العصبية اذ كانت العائق الذي وقف حيال تحقيق طموحه في المنصب والسلطان وذلك نظرا لكونه يفتقر لشروطها بحكم أنه حضري المنبت أولا ومقطوع الجذور ثانيا. 
يقول المؤلف أنه يبدو أن ابن خلدون لم ير في العصبية غاية في حد ذاتها لأن الموضوع الذي شغله وساقه الى التأمل في تلك الظاهرة هو محاولته بناء نظرية يصل بفضلها الى تفسير العلة التي تكمن وراء نشأة الدول فانطلق بالتفكير في النشأة التاريخية للدولة أولا بغرض معرفة الأسباب والشروط التي تنشأ بواسطتها الدولة بالتأمل العميق توصل الى الفكرة الأساسية التي تكمن ضمن ما لاحظه من ظواهر في محيطه الاجتماعي 

حيث تبين له أن ظاهرة القوة والغلبة كانت بمثابة الفيصل القاطع والعامل الحاسم في الحياة بالمغرب الإسلامي آنذاك وذلك عندما لاحظ أن لا سلطان في تلك الديار إلا للقوي المتغلب.وبعد التأمل انتهي الى أن مصدر القوة والغلبة هو العصبية القبلية التي رأي أنها تسود بلاد المغرب كافة بحكم هيمنة النظم القبلية فيها. 

/archive.org/download

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -