أخر الاخبار

انثروبولوجيا العالم الاسلامي pdf

محاضرات في انثروبولوجيا العالم الاسلامي

انثروبولوجيا العالم الاسلامي  

د عبد القادر بوطالب 
تفرض الأنثروبولوجيا العالم الاسلامي أو انثروبولوجيا المجتمعات الاسلامية أو غيرها من التسميات جملة من الإشكالات المعرفية والمنهجية والتي يفترض مناقشتها وتحليلها، وعليه؛ ينبغي طرح جملة من التساؤلات، والتي من خلالها يمكن الإحاطة بهذا التخصص، ومن بينها: 

ما المقصود بالانثروبولوجيا المجتمعات الاسلامية ؟ وماذا نعني حينما نتكلم عن انثروبولوجيا العالم الاسلامي ايهما اكثر ملاءمة لمقاربة المجتمعات التي يدين بالإسلام؟ ما هي المواضيع او التخصصات التي اهتمت بها هذه التخصصات، وما هي المناهج والتقنيت التي استندت عليها ؟ وما المقصود بالأنثرولولوجيا في هذا السياق لتخصص معرفي له خصوصيات ؟ وما معنى أن تكون المجتمعات الاسلامية موضوعا لبحث يدعي انتماءه للأنثروبولوجيا وماذا نعني بالمجتمعات الاسلامية ؟ فهل نقصد المجتمعات التي يوحدها الاسلام ؟ وهل هذه المجتمعات فيما بينها انسجام ووحة ؟ أم ان التعدد والاختلاف هو السمة الأبرز فيما بينها ؟ 
فإذا كان هناك تعدد؛ فلماذا نجمع كل هذه الدول تحت مفهوم واحد ونتكلم بالتالي عن عالم اسلامي ؟ وما هي الخلفيات الكامنة وراء كل مفهوم على حدة ؟ 
أيكفي اعتماد الإسلام كقاسم مشترك للحديث عن مجتمعات اسلامية ؟ وبالتالي هل نحن فعلا إزاء مجتمعات منسجمة وموحدة ؟ وهل يسمح لنا هذا العنصر المشترك بمقاربة هذه المجتماعت وفق هذا المفهوم أو ذاك ؟ 
وما هي النتائج التي أمطكن الوصول اليها في كل الحالات ؟ أي سواء انطلقنا من التعدد والاختلاف أو الانسجام والتوحد ؟ 
أم أن هناك خلفيات غير علمية فرضت نفسها على البحث الأنثروبولوجي، واتجهت به هذه الوجهة أو تلك ؟ 
ثم هل الانطلاق من الاسلام كقاسم مشترك يسمح لنا بفهم أفضل لطبيعة المجتمعات التي ينعتها بأنها اسلامية ؟ 

وكيف يمكن تقييم نتائج الأبحاث التي كان العالم الاسلامي أو المجتمعات الاسلامية موضوعا لها ؟ 
وكيف يمكن فهم ومقاربة خصوصيات هذه المجتمعات في علاقتها بالاسلام؟
 وكيف يتم ترجمة عقيدة دينية كممارسة يومية ؟ وكيف يمكن أن تختلف هذه الممارسة من مجتمع لآخر ؟ 

وكيف نفسر الاختلاف بين العقيدة والممارسة ؟ وكيف يحضر الاختلاف والتعدد إن كان ذو أهمية كبرى في هذه المجتمعات ؟ 

وكيف يوحد هذا المشترك بين هذه المجتماعت ؟ وكيف بالامكان الارتكتز عليه في البحث والدراسة من أجل الوصول الى نتائج علمية وعملية تسمح بفهم أفضل وأنسب لهذه المجتمعات ؟ 
وكيف بالإمكان هذه الأسئلة أن تكون عاملا بالامكان الاستناد اليها بهدف تحقيق التنمية والتقدم ؟ 
وكيف يمكن فهم التعدد والتنوع وما هي القراءات الممكنية لهذا التعدد والتنوع ؟ 
إن الاجابة عن هذه التساؤلات؛ وغيرها تسمح لنا بالالمام بالجوانب الاشكالية المرتبطة ب انثروبولوجيا تدعي دراسة عالم إسلامي أو مجتمعات إسلامية .

ننطلق للإجابة عن هذه التساؤلات من ضرورة تحديد الانثروبولوجيا كموضوع ومنهج ؟ 
( النص القرآن  = المثال . في المقابل هناك واقع معيش ) 
ارنست غلنر ( الاسلام خطاطة أو مسودة توجه كل سولوكات الناس اليومية ) تعود المجتمع الى النص عندما تتأزم الاوضاع وبالتالي تكون علاقة دائرية بين النص والانسان .
لماذا تبنى الفرس المذهب الشيعي ؟ 
من يصنع التغيير في المجتمع  المغربي ؟ 
نهاية الدولة المرابطية وبدايدة الدولة الموحدية 
عرض حول البيضق والمهدي بن تومرت ...
الشروط الاجتماعية هي التي تعطي معنى للنص ... 
تشكل الانثروبولوجيا كموضوع ومنهج وحدة غير قابلة للتجزئة فالمنهج يقتضي الاعتماد على البحث الحقلي ( الميداني ) المباشر ، المبني على الملاحظة، والملاحظة بالمشاركة، الامر الذي يفرض على الباحث إقامة طويلة في المجتمع المراد دراسته، ومن ثم وإن الباحث يقيم علاقات متعددة ومتنوعة مع السكان ، المحليين، مما عني أننا إزاء مجتمعات ذات طبيعة خاصة، حيث يمكن أن نتكلم عن خاصيتين أساسيتين : 

أولا : سيادة الشفهي 

ثانيا : ضعف الكثافة السكانية وبالتالي فإن الباحث يعتمد في مقاربته لهذه المجتمعات على مقاربة شمولية نتظر الى المجتمع كوحدة منسجمة، فيهتم أكثر بطرائق وآليات اشتغاله.
هكذا يطرح التساؤل ما المقصود أنثروبولوجيا المجتمعات الاسلامية ؟ فعندما نطرح هذا التساؤل بنوع من التأني والتروي، فإن جملة من التساؤلات تفرض ذاتها علينا فعندما نقول مجتمعات اسلامية فإن تفكيرنا يتجه الى ان الامريتعلق ببلدان أو مجالات يشكل فيها الإسلام القاسم المشترك فيما بينها؛ غير أنه حينما نحاول جرد الخصائص والمميزات التي تميز هذه المجتمعات نستطيع أن نأكد أن التنوع والاختلاف يبدو أكثر وضوحا من الوحدة والانسجام، فمفهوم المجتمعات الإسلامية يضعنا أمام مجال واسع ، يمتد من موريتانيا الى الصين، مرورا بإفريقيا، وبلاد البلقان. 
يترتب عن هذه المفهوم أننا إزاء مجال على الأقل من الناحية الثقافية يكاد يكون موحدا لكن مفهوم المجال الثقافي إذا ما حاولنا الانطلاق منه لمقاربة المجتمعات الاسلامية فإن صعوبات معرفية تعترض هذا المفهوم إذ أنه تعرض للكثير من النقد في مجال العلوم الاجتماعية، وأصبح من الصعب الكلام عن ثقافة خالصة أو نقية، ذلك أن كل الأنساق الثقافية تتطور وتتغير باستمرار، فمفهوم العزلة الثقافية لم يعد ممكنا، ومن دون جدوى أصبح المجال الثقافي يعني ذلك المجال الذي نجد فيه بعض الخصائص الثقافية المشتركة والتي بالإمكان تحديدها أو ربها بمجال بعينة ومن ثم ا ناي مجتمع كيفما كان لا يعين حينما مقاربة أننا ازاء ثقافىة محددة فكل المجتمعات في في حالة من التحول والتغير فليس هناك مجتمع ثابث وراكد. 

تطرح ايضا اشكالية أخرى حينما يقوم أي باحث في العلوم الاجتماعية ومن ضمنها الانثروبولوجيا لدراسة مجتمع ما أو ثقافة ما، وهي الاشكالية المرتبطة بالتمثلات التي كونها الباحث حول هاته المحتمعات فعندما يطح مثلا المجتمع الافريقي فإن جملة من التمثلات والأحكام والتصورات المسبقة يتم استحضارها اذ أن هناك صورة مشكلة  لدى الغرب عن هاذ المجتمعات والتي ارتبط تاريخها بها من خلال الاكتشافات والفترات الاستعمارية والتي استمرت بعد حصول هاته المجتمعات على استقلالها السياسي. 

الأمر يكون مختلف حينما يتعلق الامر بباحث ينتمي الى نفس المجتمع ونفس الثقافة ونفس الرؤية بصدد 
ان هناك بالنسبة لهذا الباحث تمثلات مشتركة تجعل رؤيته محددة بأحكام وتصورات مسبقة وعلى هذا الأساس حين يطرح موضوع المجتمعات الاسلامية كموضوع للبحث الانثروبولوجي فإننا لسنا بصدد موضوع يتميز بالبراءة والحياد العلميين؛ ذلك لأنه يركز على الظاهرة الدينية مما يجعل محور البحث هو الإسلام وبالتالي هناك رؤية مسبقة تحكم التناول العلمي لهذا الموضوع، وقد يترتب عن ذلك نفي التعدد اللغوي والثقافي والعرقي وغيره، ذلك انه في واقع المجتمعات الاسلامية تتشكل هويات أخرى غير الهوية الاسلامية لذلك نميل الى تبني مفهوم المجتمعات الإسلامية بصغة الجمع، فنستحضر كل الممارسات والظواهر، والتي تندرج ضمنها الظواهر والممارسات الدينية، لكن ورغم ذلك فان مفهوم مجتمعات اسلامية بصغة الجمع يعني الإهتمام بمجتمعات يشكل فيها الاسلام العنصر الأساس في الحياة الجماعية والقروية.

بالنسبلة الى كل الافراد في كل مجتمع من المجتمعات الاسلامية يمثل الاسلام مرجعية، ويفرض جملة من الالتزامات هذه الاخيرة، التي تتحدد في السياقات التي يتواجد فيه الافراد والجماعات و وليس بالضرورة كما تؤكد على ذلك المرجعية الأساس والممثلة في الاسلام.

تطرح أيضا بصدد المجتمعات الإسلامية مشكلة أخرى وترتبط بغير المسلمين والذين ينعتون بأهل الكتاب، ذلك أن الإسلام سمح بحرية التعبد بالنسبة لأهل الكتاب الذين يعيشون في المجتمعات الإسلامية، ومن ثم فإن دراسة الإسلام في هذا السياق تعني أننا لا إزاء الديانة المهيمنة بحث أن ليس هناك اسلام او  ثقافة اسلامية في المجتمعات الإسلامية؛ فالمجتمعات الاسلامية ليست جامدة وراكدة اذ أنها في حالة من التغير والتحول، بل ان الممارسات الخاصة بالاسلام تأخذ في بلدان الهجرة أشكالا مختلف ومتباينة عن تلك التي نجدها في المجتماعتشس الأصلية، بحيث يمكن الجزم أن الدراسات التي كان موضوعها المجتمعات الإسلامية تميزت بهيمنة نزعة التمركز حول الذات الأمر الذي انعكس على النتائج التي توصلت اليها الكثير من الأبحاث الانثروبولوجية. لذك وجب من أجل قيام مقاربة ملائمة لواقع المجتمعات الاسلامية الانطلاق من التعدد والتنوع وفي نفس الوقت ينبغي التركيز على المشترك والمتمثل في الاسلام.

ان البحث الانثروبولوجي حول المجتمعات الاسلامية والاسلام بوصفه هوية جامعة لهذه المجتمعات بدأ مع الاستشراق بحيث شكلت الكتابات الاستشراقية بداية ما يمكن أن نسميه بحثا انثروبولوجيا، غير أن الانثروبولوجيا كتخصص معرفي مستقل من حيث الموضوع والمنهج لمن يكتمل الا خلال القرن 19 وارتبطت اساسا بالإستعمار اذ برزت جملة من الثنائيات في الدرايات الأنتروبولوجية من قبيل:  بدائي – متحضر – متوحش – متقدم – وغيرها من الثنائيات، غير أن البحث الانثروبولوجي خلال الفرترة الراهينة أخذ مسارا مختلفا بدت بعض من معالمه مع ( ارنيت غلنر ) ( وكليفورت غيرت ) حيث ان رؤيتهما للإسلام متناقضة، ومتعارضة . 

ارنست غلنر 

يرى غلنر أن جوهر الإسلام يكمن في النص، ويتميز بنوع من الطهارة والنقاء، هذه الظهارة تخفف من حرفيتها السنة من خلال التوازن بين العرف والسلطة والعلماء،

 لكن كلما اشتذت الأزمات الإجتماعية والسياسية  كلما أصبحت العودة الى النص أكثر الحاحا، ويظهر من يتشدد بالنص ويصبح هذا الاخير هو أساس المشروعية ويصبح المرجع بالنسبة للمجتمع المسلم وهذا ما يشكل احدى أوجه الأزمة الراهنة في المجتمعات الإسلامية خاصة في علاقتها بتبني قيم الحداثة،
اما التصور الثاني فيمثله كليفورد غيرت والذي يقول باستحالة  تغير في الجتمع والثقافية ذلك أنه ينطلق من تصور ينبني على الدورات النكررة، أو العولدة او العودة الى النص والواحد والمجتمع الواحد مع بقاء الجوهر ثابتا، فهو ينطلق منم هو كسائر المجتمعات ان المجتمع المسل في حالة من الحركية والتغير , اما البنى والثوابت فهي ليست سوى رموز تبقى عناوينها بينما مضمونها ومحتواها يتغير، ومن ثم فإن الخلاصة التي ينتهي اليها كليفورد غيريت هي ان المجتمات الاسلامية تتسم بالتعدد والاختلاف، لا تجمعها سوى رموز ومقدسات عليا تظهر وحدة أو شبه وحدة في الوعي، لكن لا علاقة لها بالواقع، وهذا الفعل ما أثبته في دراسته بين الاسلام في اندونيسيا والمغرب . 

الاسلام. المحددات والممارسات : 

نستخلص من الاشكاليات التي تناولناها في الفقرات السابقة ان الإسلام يمثل السمة الباروة المشتركة بين البلدان التي تدين بالإسلام، وبالتالي فإن هذا المشترك يفرض علينا مقربة هذه المجتمعات من الناحية الانثروبولوجية من خلال استحضار الإسلام والذي يسمح لنا بفهم التشابه والاختلاف الحاصل في المجتمعات الإسلامية وفي هذا السياق سنحاول الوقوف على بعض المحددات الأساس للإسلام، ومختلف الممارسات التي تتمظهر في الحياة الدينية. 
ان الاسالم كسائر الديانات لا يمكن فهمه الا من خلال العودة الى ظروف نشأته والمراح التي مر منها والتي انعكست على مجمع الممارسات الدينية، بحيث أنه ومن هذا الجانب يمكن الجزم أنها اي الظروف لم تكن متشابهة، لذلك نجد مذاهب فقهية متعددة واتجاهات دينية ( سنة شعيه ) 
لكن ومع ذلك؛ بالامكان ان نؤكد أن الاسلام في جوهره يقوم على خمسة أركان وهي ( الشهادة الصلاة الصيام الحج الزكاة ) 
اما فيما يخص الفقه والفتاوى والنوازل فإنها تخضع أو أنها تعد انطلاقا من القرآن الكريم والسنة ينهما الشيعة يضيفون اليها الأئمة.  غير ان اتساع الدولة الاسلامية شرقا وغربا ونتيجة وجود اعراف وتقاليد وقوانين محلية في المناطق التي انتشر فيها الاسلام ادى كل ذلك الى حدوث نوع من التأثير المتبادل بين الفقه الاسلامي والتعدد الحاصل في الجهات والمناطق التي خضعت للإسلام؛ اذ أن تنوع هذه المناطق ترتب عنه تنوع واختلاف في معظم الممارسات والسلوكات الامر الذي جعل الاسلام يتنوع ويتعدد من حيث الممارسات نتيجة التأويلات والمرونة التي ميزت الاسلام . غير ان الاسلام ظل كدين في كل الحالات العنصر الناظم لحياة الافراد والمجمتع والدولة اذ انه كلما توسعت الدلو ةالاسلامية الا وبرزت عناصر محلية دينة أو عسكررية أو اجتماعية أو ادارية أوز ثقافية الا وامتزجت وتفاعلت مع الاسلام 
هكذا نجد تعددا في الشعوب والاجناس هناك الماغول الاتراك الأفارقة الهنود البربر، بحي سهم كل هذا في خلق نوع من التعدد في أوجه الاسلام حيث تميز في كل مجتمع بطابع خاص. هذا ومن جانب آخر خلق الاستعمار في المراحل الحديثة ديماكية حديدة والتي ممثلت في هدم البنيات التقليدية وادخال نيات دديدة الامر الذي عمق وعقد النوع في المجتمع مجتلف البنيات ذاخل المجتمعات الاسلامية بل ا ن هاته المجتماعت وبمجرد حصولها على الاستقلال وجدت مفسها في اشكل جديدة من الاستعامار، كما لعبت العولمة دورا محوريا في عمليات التغير في هاته المجتماعت وبالخصوص من خلال وسائل الإعلام والتواصل. 
يضاف الى ذلك أن المجتماعت الاسلامية  تسامحت مع الأقليات الدينة الأمر الذي ساهم في خلق التعدد والتنوع، وفي هذا السياق يمكن ان نسجل بعضا من هذا التعدد والتنوع في المجتماعت الاسلامية فاذا اخذنا مثلا بلدا مثل أيندونيسيا والذي يعتبر أكبر بلد اسلامي، سنلاحظ أن هذا البلد تأثر كثيرا بالثقافات الهندية، وفي نفس الوقت يتميز يتعدد الإثنيات والأعراق الامر الذي جعل المجتمع الأندونوسي من أكثر المجتمعات الاسلامية انفتاحا وذلك خوفا  من لتجزئة السياسيةـ فرغم الطابع الاسلامي العام لهذا البلد الا ان الكثير من الاعراف والتقاليد المحية استمرت في مقاومة التغيير. 

 كيف يمكن فهم أن التشدد او العودة الى النص تصبح عائقا أمام تبني قيم الحداثة؟ 

فنجد على سبيل المثال التأثير الواضح للثقافة الهندية في هذا المجتمع من خلال وجود ظاهرة غير مقبولة في الكثير من المجتمعات الإسلامية ذلك ان المرأة تلعب دورا كبير في الحياة العامة وفي نفس الوقت يساهم الرجال في الأعمال المنزلية والتي في الغالب ما تتكلف بها النساء وبالفعل نجد النساء يتحملن مسؤوليات سياسية كما نلاحظ نوعا من التعايش مع الكثير من الأشكال الدينية التي يمارسها الأندلسيون والتي نعتر عليها في البوذية والهندوسية والكاثوليكية وفي نفس السياق فإن الإسلام في بلدان جنوب الصحراء تميز بظاهرة إنتشار المدارس التي تعلم اللغة العربية، والتي في الغالب ما ترتبط بالطرق الصوفية، إذ لعبت دورا وسيطا بين الثقافات المحلية والإسلامية، كما تتميز هذه الطرق الصوفية بكونها تعطي للشيخ دورا محوريا في الحياة الدينية إذ أن هذا الزعيم الديني يلعب أدوارا دنيوية على الكثير من الأصعدة كما هو الشأن في السينغال، حيث تتواجد الزاوية التجانية والقادرية.

أطروحة كليفود غيرت: 

يعتبر كليفورد غيرتز  من أبرز الأنتربولوجيين المعاصرين إنطلق في أبحاثه الأنتربولوجية من خلفية أدبية وفلسفية وتصنف أعماله ضمن الأنتربولوجية الرمزية والتأويلية، إهتم غيرتز  بدراسة المجتمع والثقافة في كل من أندونيسيا والمغرب، فركز على تحليل الأنساق الرمزية للإسلام وإعتبر هذه الأنساق ذات أهمية كبرى في تشكيل النسق الثقافي العام بالمجتمعات الإسلامية، فالتحليل الرمزي التأويلي على مستوى النظرية الأنتربولوجية يتم التعامل معه كنسق رمزي. يعتمد غيرتز من الناحية المنهجية على الوصف المكثف إذ يتوجه نحو الملموس والجزئي، فإهتمامه بالمعطيات والتفاصيل الدقيقة يكاد يكون السمة البارزة في معظم كتاباته ومن ناحية أخرى فإن إهتمامات غيرتز الميدانية تركزت على منطقة جاوا وبالي بأندونيسيا ومناطق في الأطلس بالمغرب. قدم كليفورد غيرتز في كتابه الإسلام ملاحظا مقارنة بين الإسلام في المغرب وأندونيسيا وإعتبر أن المشترط بين المغرب وأندونيسا يكمن في الدين أما من الناحية الثقافية فهناك إختلافات جوهرية بين المجتمعين. حاول غيرتز في هذه الدراسة أن يطرح جملة من التساؤلات حول الدين والتجربة الدينية، ومن الأسئلة التي حاول طرحها والإجابة عنها هي كيف يخضع الإسلام للتغير؟ رغم أنه يمثل دينا كونيا؟ وكيف يحاول الإسلام التجاوب مع التحديات والإشكالات التي تطرحها الحداثة. 
ينطلق غيرتز في إجابته عن هذه التساؤلات من خلال إحداث قطيعة مع علم إجتماع الدين المقارن وفي نفس الوقت يحاول التخلص من الأطروحات التي يروج لها المستشرقون، يرفض غيرتز مقاربة الإسلام كعقيدة واحدة أو موحدة، ناهيك على أنه لا ينظر إلى العالم الإسلامي بوصفه كتلة من تتميز بالإنسجام والوحدة.
حاول في هذه الدراسة أن يبحث في عوامل تشكل نمطين من الإسلام:
نمط يسود في أندونيسيا، ونمط آخر يسود بالمغرب، كما حاول الكشف عن الإختلافات بين هذين النمطين وبالتالي طرح التساؤل التالي: ما هي الإختلافات بين هذين النمطين؟ وما هي التغيرات التي لحقت بهما؟
ركز غيرتز على الإسلام كما يعاش في المجتمع، وبالتالي طرح جملة من التساؤلات من قبيل:
-من يحدد للمغاربة دينهم؟ وكيف يتبع المغاربة نمطا موحدا من التدين فيما أن أغلبيتهم تأخذ معرفتهم للدين والفتاوي من مرجعيات ومصادر متعددة ومتناقضة؟ وهل المغاربة متدينون بنفس الطريقة؟ وهل يتطابق الدين والتدين؟ وهل المغاربة يعتنقون نمطا موحدا من الدين؟ وهل هم يعتقدون أنهم ينتمون إلى نمط ديني موحد يمكن أن نسميه الإسلام المغربي؟. يتجنب غيرتز في دراسته للإسلام في المجتمع المغربي تعريف الدين ولا يثير الإشكالات المرتبطة بهذا التعريف كما أنه لا يهتم برصد مختلف التعاريف التي صاغها علماء الإجتماع والأنتربولوجيا حول الدين فهو كما يصرح بذلك يهتم بإكتشاف وتحديد أي نوع من الممارسات والسلوكات التي تدعم الإيمان وبأي شروط التي بالإمكان أن تحضر؟ بشكل ضمني يمكن ان نقول ان تعريف الدين عند كليفود غيرتز يكمن في المعتقدات والممارسات التي تدعم الإيمان وتقويه، فالدين بالنسبة له هو الممارسة

المشكلة إذا لا تكمن في الدين، وانما في اكتشاق مصادر الدين والتي تكون مدعومة بأنماط رمزية واستعارات، والتي يستعملها من يعتنق هذا الدين أو داك، وذلك للتعبير عن الواقع وتمثله، فإذا أخذنا على الاسلام كما يتمظهر ويعاش في المجمعات الاسلامية، يمكن ان نقول مع غيرس أن الأسلمة بهذا المعنى هي تكييف للمعطيات الإجتماعية والميتافيزيقية والفردية مع نظام كوني أي مجموعة من الطقوس والمعتقدات، والتي يدعم الهوية الاسلامية، والتي هي عبارة عن أوامر إلاهية ينبغي المحافظة عليها غير أن هناك صعوبات تحول دون ذلك الأمر الذي يلزمنا بتكييفها، وضبطها، وترجمة كل ذلك الى معتقدات وممارسات هي تعبير عن واقع مجتمعي، وعن كيفية تمثله. لإسلامي قوة تأثير كبيرة /

يعتبر غيريت أن للدين الاسلامي قوة تأثير كبيرة فالمجتمع المغربي بدأ وتشكل مع دخول الإسلام وبالتالي فتاريخ الغرب هو تاريخ ديني بامتياز فمن يصنع التاريخ في المجتمع المغربي هم رجا الدين، أي الصلحاء والأولياء فهم من يتحكمون في عمليات التغير الإجتماعي؛ وذلك من خلال عاملين أساسيين مترابطين ومتداخلين وهما الانتساب إلى الرسول والذي يخول امتلاك البركة والهيبة، الأمر الذي يجعل من الزوايا مؤسسسة حاسمة في التطور داخل المجتمع، وبحكم انتشار الزوايا في البوادي والقرى، فإن ذلك يعكس الثقل الدي مارسته القبائل في تشكل الحضارة بالمجتمع المغربي، وفي نفس الوقس يؤكد هامشية دور المدينة . غير أنه وفي المرحلة الراهنة ونتيجة الإستعمار الفرنسي وما احدثه من تحولات والذي كان من نتائجها المباشرة ازدياد قوة الفقهاءوالذين توحدو في مواجهة الغزو من جهة والمسيحية من جهة ثانية .
يعتقد كلفورد غيرت أن الظهير البربري الذي اصدره الإستعمار سعى الى ابراز الثنائية داخل المجتمع المغربي فالمغاربة ليسوا كتلة موحدة ومنسجمة ، اعتبر بهذا الظهير الن البربر ليسو مسلمين، وأن السلطان ليس سلطان كل المغاربة، فسلطته لا تمتد على كل المغاربة، غير أن دوره كان حاسما في تشكل الحركة الوطنية والسلفية، وبالتالب فإن الهوية المغربية انبثقت من الشعور الدين .
استطاع السلكلن ان يوحد المجتمع بكل تناقضاته، وشكل زعامة روحية رغم كل التناقضات الإجتماعية، ورغم الصراع المحتدم بين السلفية والإسلام الشعبي. توصل كليفورد غيرت وانطلاقا من المعطيات التاريخية والمعطيات الميدانية الى الخلاصة التالية:
ان البركة في المجتمع المغربي، تمثل عقيدة دينية وان الذي يمتلك هذه البركة هو الولي او الالح انطلاقا من انتسابه الى آل البيت، وهذه العقيدة تهم كل مناحي الحياة، هذا بالإضافة الى البعد الإعجازي، يحكم هذين البعدين تاريخ المجتمع المغربي ويفسران حركة تطوره فإذا كان حسب كليفورد غيرسأن الاستعمار عمق التناقضات داخل المجتمع المغربي فإن الاعتقاد الديني حد من هذه التناقضات لأن مصدر الإعتقاد عند معظم المغاربة هو الحس المشترك اذ ان الاعتبارات الدينية لا توجه سلوكاتهم وأفعالهم الا في حالات ناذرة، ورغم ذلك فإن هذا اللا يترتب عنه أي انفصال بين الدين والحياة اليومية فالحياة اليومية بالنسبة للغاربة تتميز بنوع من اللائكية ( او العلمانية ) اي فصل الدين عن الحياة اليومية. 

اطروحة ارنست غلنز 

تتأطر أطروحة ارنست غلنر من خلال النظرية الانقسامسة أو التجزيئية. فما المقصود بهذه النظية وما هي  أهم مرتكزاهها وكيف حاول غلنر أن يقارب من خالها المجتمع المغربي ؟ 
اقنربنت انظرية الانقسامية أساسا بالبحث الانثروبولوجي وبالخوصوص الابحاث الأنجلوساكسونية، رغم أن هذه النظرية ترجع من حيث نشأتها الى عالم الاجتماع الفرنسي ايميل دوركايم والذي حاول في كتابه حول تقسيم  العكل الاجتماعي أن يضع أسسهذه النظرية . فميز في هذه الأطروحة بين نمطين من التضامن التضامن العضوي والتضامن الآلي . يتميز التضامن العضوي ب تقسيم العمل والاختلاف . بينما النمط الثاني كميزته التشابه والتماثل غير أن أول من حاول تطبيق هذه النظرية بشكل عملي و ابرانس ريتشارد وذلك في دراسته الشهيرة حول قبائل النوير في السودان اذ خلال هذه الدراسة صاغ نظرية متكاملة عرفت ب الانقسامية أو التجزيئية.
من أبرز من حاول تطبيق هذه النظرية في المجتمع المغربي نجد ارنست غلنر في مونوغرافيته حول صلحاء الأطلس ودافيد هارت . في دراسته حول قبائل بني وريال، أما جون واتر بوري فحالو تطبيقها على المجتمع السياسي المغربي 

فحسب النظرية الانقسامية فان المجتمع يتميزبالخصائص التالية 

1 ان المجتمع الانقسامي يتكون وينقسم بشكل دائم الى عدد من الأجزاء . المتشابهة حيث يكون الرابط فيما بين هذه الاجزاء والانتساب الى نفس الأب أو الجد المشترك، غير أن هذه الأجزاء في بعض المتمويات تكون متصارعة وفي مستويات أخرى تكون متوحدة وهذا ما يطلق عليه بلعبة الانصهار والانشطار والتي تجعل من المجتمع مجتمعا ثابتا وبالتالي غير قابل للإنفجار وان كانت تقزوم بوظائف متباسنة الا انها في العمق متكاملة في ما بينها. وخاضعة لنفس النسق . 

2 يجهل المدتمع الانقسامي تقسيم العمل وبالتالي تنعدم فيه التراتبية حيث تكون سلطة الزعماء محدودة، كما أن هناك نوعا من المساواة في مستوى من النعيش بين مختلف عناصر المجتمع . 
3 الخاصية 3 تتمثل في ان الزغيم الديني يقوم بأدوار مهمة وتتمثل أساسا في التحكيم بين الأجزاء المتصارعة بحث ان هذا الزعيم الديني  يمنع حدوث الإنفجار  من خلال الوساطة التي يقوم بها بين الأطراف . 

حاول ارنست غلنر تطبيق هذه النظرية في بحث حول صلحاء الاطلس والتخذ منه ميدانا لبحثة وبالصبط قبائل احنزار . حول ارنت غلنر ان يجيب عن التساؤل التالي : كيف تنتظم الحياة الاجتماعية في غياب للسلطة المركزية فالسلطة موزعة بالتساوي.ظرية في التلحم    الاجتماعي أو هي نظرية في الحكم ذلك أ، المجتمع في هذه القابائل بنتظم ب شكل تلقائبيففي ظل غياب السلطة المركزية كما تزعم مقاربة غلنر فان تعارض الأجزار هو ما يتمح بالتلاحم بين العناصر المشكلة للسق ، وبالتالي فان النظام يتحقق عند مستوى كل جزؤ وكل جزء لا يمكن ان يوجد الافي حالة تعارض وتنافر مع جزء آخر، بحيث يكون التعارض بالتساوي . 

ان المجال القبلي حيث زاوية أحنصال يستجيب للنسق الانقسامي فسلطة الزعماء السياسيين تتميز بالضعف غهم يتميزون بالمساواة، وبالتالي فإن ذلك يمنع تمركز السلطة ويسممح بضمان النظام في المجتمع، فسلطة الولي مصدرها من الله، وبالتالي تتمسز بتوع من اللامساواة اذ يتسم بالحياد بين كل الأجزاء، فهولا يحمل السلاح ولا يتدخل في الصراع ووظيفته تكمن في خلف التعاول بين الأجزاء وحل النزاعات.
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -