الهوية لفظ مشتقّ من "الهُوَ"، وهويّة الشيء عينيّته وتشخّصه وخصوصيّته أي ما به يكون الشيء هو هو. وهي "الحقيقة المطلقة المشتملة على الحقائق اشتمال النواة على الشجرة في الغيب المطلق" (الجرجاني، 2004، ص156). وللهويّة "علاقة بالتطابق مع الذات عند شخص ما أو جماعة اجتماعيّة ما في جميع الأزمنة وجميع الأحوال، فهي تتعلّق بكون شخص ما أو كون جماعة ما قادرا أو قادرة على الاستمرار في أن تكون ذاتها وليس شخصا آخر أو شيئا آخر" (روبنز، ، ص 700). وتنبني فكرة الهويّة على مبدإ الاستمرار والوحدة في مقابل التغيّر والكثرة أو التعدّد. والهويّة الثقافيّة لمجموعة ما أو شعب هي القدر الثابت والمشترك من السمات والخصائص الاجتماعيّة والنفسيّة والتاريخيّة.. المتماثلة التي تميّزها عن غيرها.
تفترض الهويات الجماعية بُنى اجتماعية و انساقاً إيديولوجية، وتصعب مقاربتها ككتلة واحدة لشدة تعقيدها و غياب التجانس عنها، إذ أنه توجد كيفيات متعددة لحمل هوية جماعية ما. و من ثمة يمكن القول إن بعض هذه الهويات خشنة1 و ثقيلة الحمل و بعضها الآخر ناعمة و خفيفة الحمل. ونستطيع تقدير وزن هوية من الهويات الجماعية من خلال المجالين السوسيولوجي و الأيديولوجي في آن واحد؛ فهو يتغير حسب مدى هيكلة الجماعات الاجتماعية المعنية. و على سبيل المثال، فالمجموعة القبلية، أو أية مجموعة أخرى، تنتظم حول الأملاك المشتركة ويكون لديها تنظيمات جماعية لاتخاذ القرار، فإن حمل هوية بعينها يقتضي [من أفراد الجماعة] واجبات و حقوقاٌ سياسية. و هنا تتجلى أهمية البعد العملي للهوية الجماعية.
مرحبا بك في بوابة علم الاجتماع
يسعدنا تلقي تعليقاتكم وسعداء بتواجدكم معنا على البوابة