أخر الاخبار

العلاج العقلاني الانفعالي السلوكي - pdf

العلاج العقلاني الانفعالي السلوكي - pdf

العلاج العقلاني الانفعالي السلوكي

 
تعتبر هذه النظرية طريقة متكاملة للعلاج والتعلم وهي تستند إلى أرضية نظرية معرفية إدراكية، انفعالية، سلوكية وهي تؤيد العلاج النفسي الإنساني والتعليمي، وهي تتكون من نظرية الشخصية التي هي نظام فلسفي وطريقة علاجية نفسية( الزيود،1998).
 
البرت أليس ALBERT ELLIS
ولد البرت أليس عام 1913 وحصل على شهادة الدكتوراه عام 1947 من جامعة كولومبيا، ويعتبر اليس عالم نفساني ومعالج ممارس ذو اتجاه تحليلي وصاحب الفضل في بدء تطوير عملية العلاج العقلي العاطفي كطريقة علاجية منفردة، وقد ثار في عام 1955 على طريقة العلاج النفسي التقليدي التي كانت سائدة في زمانه وذلك لأنه رأى ان المرضى الذين يعالجون بتلك الطريق نادرا ما يكفون عما يحسون به من أعراض نفسية وكانوا يطورون عادات سيئة أخرى مما يعني عدم التقدم في العلاج وذلك بالرغم من أن المرضى كانوا يستطيعون التبصر بعيوبهم وأمراضهم وذلك بربط الأحداث التي واجهت طفولتهم بالاضطرابات التي تواجههم في الكبر وجاء اليس ليكشف أن عدم التقدم في إحراز نتائج طيبة عائد إلى حقيقة أن المرضى كانوا يعيدون تأسيس أنفسهم على المبادئ اللاعقلانية التي اخترعوها وتعلموها في طفولتهم (الزيود،1998).

والقاعدة الفلسفية للعلاج العقلي العاطفي استندت إلى مدارس فلسفية أسسها زينون عام 300ق.م وقد ظهر اثنان من الفلاسفة لهم أثر كبير في تطور عملية العلاج العقلي العاطفي التي يرمز لها ب (RET) وهما ابكتيوس في القرن الأول قبل الميلاد و ماركوس اوريليوس ويروى عن ابكيتوس أنه قال " الرجال تضطرب مشاعرهم ليس بسبب الأشياء المحيطة بهم وإنما بسبب نظرتهم إلى تلك الأشياء" ومن الأمور المتعلقة بهذا الموضوع أن البوذيين القدماء كانوا يقولون " إن انفعالات الإنسان تنشأ من طريقة تفكيره ولكي يغير الانفعالات يجب تغير طريقة تفكيره أولا" وفضلا عن تأثره بالفلاسفة القدماء والحدثين فانه تأثر بعالم النفس ألفرد أدلر المنتمي الى المذهب الفرويدي ، وأدلر يؤمن بأن الانفعالات العاطفية للفرد مرتبطة ارتباطا عضويا بأفكاره ومعتقداته.(الزيود،1998).

النشأة والتطور:
يرجع تاريخ العلاج العقلاني الانفعالي السلوكي إلى الفلسفة الرواقية فقد كان أصحاب هذه المدرسة من أمثال ابيكتيوس وماركوس اوريليوس بالإضافة إلى عدد من المفكرين البوذيين القدماء هم الذين قاموا بوضع المبادئ الأساسية التي ترتكز عليها نظرية العلاج العقلاني الانفعالي السلوكي، ولقد بدأ هذا الأسلوب العلاجي في الظهور على يد ألبيرت اليس عام 1950 وقد سمي هذا الأسلوب بالعلاج العقلاني ثم سمي أخيرا بالعلاج العقلاني الانفعالي السلوكي وفي عام 1954 بدأ أليس يستجمع معلومات عن الفلسفة وعلم النفس لإنتاج شيء جديد يختلف عما هو مألوف عن نظريات العلاج النفسي القديمة والحديثة وهو استخدام العلاج العقلاني الانفعالي بدلا من التحليل النفسي الذي لم يؤثر بشكل ملحوظ في علاج بعض الحالات ومع بداية 1955 وضع أليس أسس نظرية العلاج العقلاني الانفعالي وكيفية ممارستها بشكل جيد.

وفي عام 1959 أسس أليس " معهد الحياة العقلانية Institute of Rational Living " وهو مؤسسة علمية تربوية لتعليم أسس الحياة العقلانية وفي عام 1968 أسس معهد الدراسات العليا في العلاج النفسي العقلاني ويقوم هذان المعهدان بأنشطة لنشر المنهج العقلاني الانفعالي وتشمل: مناهج لتعليم الراشدين أسس الحياة العقلانية، وبرامج للدراسات العليا بعد الدكتوراه لمدة عام أو عامين للتدريب على طرق العلاج النفسي العقلاني الانفعالي للأخصائيين النفسيين وللأطباء النفسيين وغيرهم، وحلقات بحث خاصة وفترات للتدريب العملي يعقد غالبا مع فترات انعقاد المؤتمرات العلمية، ونشر المطبوعات والدوريات عن العلاج العقلاني الانفعالي ومنها مجلة تسمى" الحياة العقلانية" وقد نشر عدد من البحوث التي توضح فعالية المنهج والتحقق بالدليل الإحصائي من صدق الفرضية الأساسية في العلاج العقلاني الانفعالي.
وفي عام 1977 قدم أليس نموذجا بفروض نظريته وقد شملها بالتعديل والتطوير ويعد أليس واحدا من الرواد في هذا المجال حيث يوجد العديد من المعالجين النفسيين الذين يهتمون بتغيير المعتقدات الخاطئة وان اختلفت أساليبهم فان أهدافهم واحدة ومن أشهر هؤلاء المعالجين بول دوبوا عام 1904 ثم الفرد أدلر ثم كومبس و سنيج ثم أليس 1962.
والعلاج العقلاني الانفعالي السلوكي هو آخر التعديلات التي أدخلها أليس منذ عام 1962 حتى عام 1995، فبعد أن كان يؤكد على الطابع المنطقي والمعرفي لأسلوبه العلاجي مما أدى إلى سوء فهم طريقته العلاجية حيث اعتقد الكثيرون آنذاك أنها تهتم فقط بالمعارف إلا أن أليس منذ البداية كان يرى أن الأفكار والانفعالات والسلوك هي عمليات نفسية مترابطة ومتفاعلة ومتداخلة وأن أسلوبه في العلاج يهتم بها جميعا ولكي يواجه الانتقادات التي تتهمه بإهمال الانفعال أعاد تسمية أسلوبه العلاجي عام 1961 باسم العلاج العقلاني الانفعالي Rational Emotive Therapy (RET) .
 وحديثا ذهب أليس إلى أن أسلوب ومنهج في العلاج يمكن أن نطلق عليه العلاج العقلاني الانفعالي السلوكي ( REBT ) ويشير أليس في هذا الإطار إلى أن التفكير والانفعال والسلوك لدى الإنسان جوانب لا تنفصل عن بعضها البعض بل أنها جوانب تتفاعل جميعها بصورة ذات دلالة وقد عرض أليس أفكاره في عدة كتب ومقالات منها   " العقل والانفعال في العلاج النفسي "  و  " العلاج النفسي الإنساني "  و  " المدخل العقلاني الانفعالي " . (سناء زهران،2004)


تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -