أخر الاخبار

قراءة سوسيولوجية في المقاربات النظرية للعولمة pdf

 قراءة سوسيولوجية في المقاربات النظرية للعولمة

 قراءة سوسيولوجية في المقاربات النظرية للعولمة pdf

ميمونة مناصرية
يرتكز المفكرون عادة في تعريف الحداثة إلى فكرتين أساسيتين هما: فكرة الثورة ضد التقليد، وفكرة مركزية العقل ،...وفي وصف طابع هذه الإشكالية يقول محمد محفوظ: "يبدو أن مصطلح الحداثة وكأنه نص مفتوح على كل مضامين التقدم المعاصر، بحيث أنك لا تفرق بشكل صارم بين مضمون مصطلح الحداثة وبين مضامين مفاهيم التحديث والتقدم والعصرية أو الجديد. ويمتد التداخل ليشمل المعايير والقيم وأنماط السلوك واللباس وطراز السكن أي كل مناحي الحياة في آخر المطاف"، ويتمايز مفهوما الحداثة Modernity عن مفهوم التحديث Modernization في اللغتين الفرنسية والإنكليزية. فالحداثة هي موقف عقلي تجاه مسألة المعرفة وإزاء المناهج التي يستخدمها العقل في التوصل إلى معرفة ملموسة. أما التحديث Modernization فهو عملية استجلاب التقنية والمخترعات الحديثة حيث توظف هذه التقنيات في الحياة الاجتماعية دون إحداث أي تغيير عقلي أو ذهني للإنسان من الكون والعالم. فأنصار التيارات السلفية المتطرفة يوجدون في المعاهد العلمية ويتعاملون مع التقنية الحديثة دون أن يأخذوا بالروح العلمية أو الفلسفية لهذه التقانة. ومن أجل أن نفهم جوهر الحداثة يتوجب علينا أن ندركها كطاقة مجددة متحركة منطلقة تتمثل الماضي والحاضر وتعيد إنتاجهما بروح مستقبلية جديدة.

والتحديث في التجربة العربية يأخذ طابع المحاكاة الجوفاء لمظاهر المدنية في الغرب ونماذجه الحضارية وهذه المظاهر لا تنم عن حالة حضارية أو حداثية تنبثق من صميم المجتمع وتتكون في رحمه الحضاري. وغالبا ما يظهر أن هذه النماذج الحضارية تتعارض مع النسق الحضاري العربي في أصوله وتجلياته الذاتية. وهذا يعني أن استجلاب مظاهر الحداثة من الغرب قد يؤدي إلى مزيد من الضياع والاحتضار. وقد يعني ذلك، وهذه هي الحالة على الأغلب في عالمنا العربي، تعايش منظومتين اجتماعيتين متنافرتين في آن واحد هما: مجتمع تقليدي يمارس حياته وفق معايير وقيم تقليدية، ومجتمع حداثي يعيش وفق أحدث المعايير العصرية دون أن يتمثل روح هذه المعايير ويتشرب من تدفقاتها الذاتية. ووفقا لهذه التصور فإن التحديث العربي في التاريخ المعاصر يأخذ صورة متناقضة مع الحداثة الحقيقة.

كما يميز محمد أركون في كتابه الإسلام والحداثة بين المفهومين: "فالحداثة موقف للروح أمام مشكلة المعرفة، إنها موقف للروح أمام كل المناهج التي يستخدمها العقل للتوصل إلى معرفة ملموسة للواقع. أما التحديث فهو مجرد إدخال للتقنية والمخترعات الحديثة (بالمعنى الزمني للكلمة) إلى الساحة العربية أو الإسلامية، نقصد إدخال المخترعات الأوروبية الاستهلاكية وإجراء تحديث شكلي أو خارجي، لا يرافقه أي تغير جذري في موقف العربي المسلم للكون والحياة.

يصف محمد أركون هذا بأمثلة مستمدة من واقع الجزائر والخليج العربي. ففي الجزائر وفي صبيحة الاستقلال عام 1962 انخرطت في التحديث في مجال التصنيع الثقيل وذلك عن طريق استيراد المصانع والمعامل والخبرات، وهذه ليست حداثة، فالحداثة كانت ممكنة عن طريق بناء المخابر في مجال الفيزياء والكيمياء والرياضيات. وفي الخليج نشاهد الموقف عينه فبلدان الخليج تستورد مظاهر الحداثة المادية من آليات وسيارات وأجهزة وأنابيب النفط ومصافيه وهي آلات ومخترعات كلفت أوروبا مئات السنين من البحث والتجريب العلمي وفي أصل هذه المخترعات تكمن روح ديكارت وفرانسيس بيكون وغاليلو وكوبرنيكوس وأديسون وغيرهم، وهذه هي الروح العلمية روح العلم الحديث التي تمثل جوهر الحداثة. ونحن ننقل مظاهر هذه الروح وليست روح العلم والمعرفة العلمية الحقة. للمزيد انظر : علي أسعد وطفة .مقاربات في مفهومي الحداثة وما بعد الحداثة .
 http://www.alimbaratur.com/index.php?option=com_content&view=category&id=19:2010-08-07-22-53-42&layout=blog&Itemid=21 . 03/04/2012 . 

(14) مجد الدين خمش: العولمة وتأثيراتها في المجتمع العربي، دار مجدلاوي للنشر والتوزيع، عمان الأردن ، 2011، ص ص 191 – 193 .

(*)تعتبر هذه المؤسسات إحدى أهم أدوات النظام الليبرالي والعولمة بشكل خاص ، ....

(15) مجد الدين خمش : مرجع سبق ذكره، ص ص 193 – 194.

(16) العيد صالحي: العولمة و السيادة الوطنية المستحيلة، دار الخلدونية للنشر و التوزيع، الجزائر 2006 ، ص 58.

(17) بركات محمد مراد : ظاهرة العولمة رؤية نقدية، وزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية، قطر، 2001، ص91 .

(18) السيد ياسين : العولمة و الطريق الثالث، ميريت للنشر ، القاهرة ، 1999، ص9

(19) حميد خروف و آخرون: الإشكالات النظرية و الواقع ( مجتمع المدينة نموذجا )، منشورات جامعة منتوري، قسنطينة، 1999، ص 86 .

(20) برهان غليون و سمير أمين: ثقافة العولمة و عولمة الثقافة، ط 3، دار الفكر سورية و دار الفكر المعاصر، لبنان، 2002، ص134.

(*) الديماغوجية: سياسة تملق الجماهير، و يقصد به الاتجاه الانتهازي للحكام للسيطرة على جماهير الشعب غير المثقفة، فيتحدث من يتجهون هذا الاتجاه عن المشروعات الاقتصادية و الاجتماعية على أساس كاذب، و ينتهزون فرصة القلاقل الاجتماعية و البؤس بالالتجاء إلى التحيز و التحامل .

(21) علي غربي : مجلة الباحث الاجتماعي، منشورات جامعة منتوري، قسنطينة، 1999، ص ص 12-15.

(22) برهان غليون وسمير أمين:عولمة الثقافة و ثقافة العولمة، مرجع سبق ذكره، ص132

(*) لبرلة العالم من " اللبرالية " ورسملة من "الرأسمالية ".
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -