أخر الاخبار

سوسيولوجيا التربية pdf

علم اجتماع التربية  pdf

علم اجتماع التربية   للأستاذ محمد الحسني 

سوسيولوجيا التربية  pdf

سوسيولوجيا التربية هي مجال دراسي يبحث في العلاقة بين التعليم والمجتمع. تدرس هذه السوسيولوجيا تأثير العوامل الاجتماعية والثقافية والاقتصادية على النظم التعليمية، وكيفية تفاعل التعليم مع الهياكل الاجتماعية. كما تركز على دور التعليم في تشكيل الفرد والمجتمع، وتأثيره على فرص العمل والعدالة الاجتماعية.


ألقيت هذه المحاضرات في رحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية- جامعة ابن زهر بأكادير، المغرب ، لفائدة طلبة شعبة علم الاجتماع. 
التربية، من حيث ظاهرة إنسانية، تكتسي بعدا اجتماعيا يناط بالمقاربة السوسيولوجية استكشافه واستجلاء معالمه، و تتمظهر تلك المعالم في العناصر الآتية :
- عنصر القيم والمعايير 
- عنصر العالقات االجتماعية 
- عنصر المواقع واالدواروالسلطة 
- عنصر المؤسسات وأشكال التنظيم 
- عنصر التمثالت والمواقف تمهيد:

مفهوم التربية 

   يشير مصطلح التربية في معناه العام إلى كل أشكال التأثير التي يتعرض لها الإنسان في المحيط الخارجي، سواء من طرف الأشياء أو الأشخاص المشكلة لهذا المحيط، بما في ذلك تأثير الطبيعة على العضوية البشرية من خلال المناخ والتغذية وغيرها، أو تأثيرات الأشخاص الآخرين المحيطين بالافرد والذين تربطهم به علاقة احتكاك وتفاعل دائمين.
  في كتابه" التربية والمجتمع" « Sociologie et Education « 1922 
يورد دوركايم تعريفا وضعه ستيوارت ميل Mill Stewart.J للتربية يقول فيه: "هي كل الأفعال التي نقوم بها ويقوم بها الآخرون من أجل تقريبنا إلى كمال طبيعتنا، لذلك فهي تشمل حتى الآثار غيرالمباشرة على الطبع وعلى قدرات الألفراد بهدف السمو به إلى مستوى الكمال " هذا التعريف يكتسي طابع العمومية حسب دوركايم، وقد يوقع في مشاكل الخلط بين ما هو إنساني وغير إنساني . لذلك يرفض دوركايم الأخذ بهذا التعريف ويقترح بدال منه تعريفا أكثر تحديدا يربط التربية بالفعل الذي يزاوله الإنسان على الإنسان، بل يزيد من تحديده بربط التربية بفعل الأجيال الراشدة على الأجيال الناشئة .

 ما طبيعة هذا الفعل؟ : 

سبق لإمانويل كانط القول أن الهدف من كل فعل تربية هو أن نطور لدى كل فرد الكمال الذي يمكن أن يكون قابال لبلوغه .

Gardner عالم النفس يقول : أن اإلنسان يتوفر على عدد كبيرمن الذكاءات.

 كانط : "نقد العقل الخالص": الفعل هو ملكة الحكم / "العقل العملي" :الأخالق ذوق أخالقي سليم )عند الشخص هو الذي يحدد الفرق بين الشر والخير.

( ما المقصود بالكمال ؟ هو التطور المتناغم لكل الملكات والقدرات الإنسانية .

هل هذا التطور ممكن؟

 اليونان : حسب أفالطون الكمال هو المواطنة في المدينة الفاضلة

 في عهد الرومان: الشخص يجب أن يكون أقوى للمشاركة في الحرب.

 العهد الوسيط: الكمال يكتسب بواسطة التربية الدينية

 بداية عصر الأنوار: تربية الفرد على التفكير العقلي.

 القرن 19-20 : مرحلة التربية على اكتساب العلم

<< القرن 21 : التربية على التكنولوجيا لكل زمان كماله ونمطه الخاص في التربية : فعبر التاريخ اختلفت أنماط الحياة واختلفت معها القيم والمعايير، بحيث أن لكل مرحلة ولكل حضارة نمطها في العيش وقيمها ومعاييرها، وبالتالي نظرتها الخاصة إلى الكمال، وحتى بين الأجيال في نفس الثقافة والحضارة هناك تفاوت دائم بين الأجيال السابقة والأجيال اللاحقة؛ لذلك يقول دوركايم "أنه من المستحيل أن نربي أبنائنا على الطريقة التي نريد".

التربية عند دوركايم

يخلص دوركايم بعد تناول الدالالت الأولى للمفهوم إلى تعريف التربية قائال:

"هي العملية التي تمارسها الأجيال الراشدة على الأجيال التي لم تنضج بعد للحياة الاجتماعية ،وتهدف تلك العملية إلى إثارة وتطوير عدد من الحالات الجسدية والعقلية والأخالقية لدى الطفل، يتطلبها منه المجتمع السياسي و الوسط الخاص المراد له العيش فيه ".

غاية التربية إذن هي جعل الإنسان قابل للعيش في الجماعة.

- التربية عملية يكره عليها الفرد، تحقق إنسانية الإنسان حينما يصير كائنا اجتماعيا وإذا لم يكن كذلك فإنه يظل كائنا الاجتماعي. في حالة فشل عملية التربية فإن الإنسان يبقى فردانيا وأنانيا.

- التربية حسب دوركهايم هي استيعاب واستدماج الوعي الجمعي أي ما يتفق عليه المجتمع من أفكار ويتخذها كمثال يمكن أن يقتدي به الأفراد. فالكمال هوما يطابق العقل الجمعي .

دوركايم يضفي على التربية طابعا اجتماعيا

 ينتج عن التعريفات السابقة أن دوركايم يضفي على التربية طابعا اجتماعيا، بل ويجعلها عملية اجتماعية بامتياز ،من حيث أنها تعمل على إكساب الفرد هوية جديدة مختلفة عن هويته الأصل (الفردانية) ،هي هوية القابلية لأن يصبح كائنا اجتماعيا . فإن كان الفرد يتصف بحالات عقلية داخلية مثل إدراك الذات ( الوعي بحكم الفطرة والوراثة ) فإنه لا يصبح كائنا اجتماعيا إلا من خالل اكتساب معتقدات وقيم وأخالق الجماعة بواسطة التربية، لذلك فأهمية التربية تستمدها من كون الكائن الاجتماعي الذي تشكله في الانسان ليس معطى قبليا بل يكتسب من خلال العيش في جماعة، فأن تربى إنسانا معناه أن تخلق منه كائنا اجتماعيا ،بخلاف الترويض الذي يخضع له الحيوان والذي لا يؤهله بالضرورة لأن يعيش حياة جديدة بقدر ما يطور لديه الوظائف العضوية من قدرة على الركض والطيران أو الافتراس ، ويتم ذلك عن طريق المحاكاة. هذا لا يعني أنه لا توجد هناك تربية جسدية بالنسبة للبشر، بل بالعكس نتحدث عن التربية البدنية مثلا ،ولكن دورها يقتصر على مساعدة الأعضاء على النمو والعمل بفعالية أكثر ،بمعنى أنها لا تضيف شيئا جديدا إلى الفرد، بخالف التربية على الأخالق مثلا، فهي تربي الإنسان على أن يتنازل عن جزء من أنانيته لكي يتعايش مع الآخرين.



ما يؤكد الطابع الأجتماعي للتربية أيضا، هو أن معظم ما أنتجه العقل البشري من علم وفنون وتقنية، مما تعمل التربية على نقله، لم يكن لينتج لولا عيش الأفراد في جماعة والتي بدونها لم يكن الوصول إلى تلك العلوم والفنون ممكنا .

حسب بورديو : الانسان ينتج ويستهلك ما يعتبره ملائما له، وامتلاكه للسنن هو ما يجعله كذلك (الفلسفة منتوج لطبقة بعينها). الجماعة توفر السياق والمناخ الملائم لإنشاء المنتوج، ذلك كشرط لتربية الإنسان ، حيث التفاعل الجماعي ضروري للتنشئة، وهذا ما يجعل من التربية عاملا مولدا للتراتب الاجتماعي، فموقع الفرد في المجتمع ومكانته ضمن التراتبية يحددان بما اكتسبه من تربية كما وكيفا.كما أن تطور المجتمع وتعقده من حيث التنظيم مرتبط بما يتلقاه الافراده من تربية. فالمجتمعات البسيطة تربي فقط على العادة والتقليد، في حين تربي المجتمعات المتطورة على الفن والعلم والإبداع.

بالرغم مما تنطوي عليه العملية التربوية من إكراه وإخضاع للفرد، فان هؤلاء الأفراد يقبلون عليها لكونها ما يصنع إنسانيتهم. فالإنسان في نظره لا يكون إنسانا إلا بعيشه في المجتمع، ففيه يتربى على التحكم في الغرائز واالمتثال للقوانين والتضحية بالغايات الشخصية من أجل غايات أسمى...



تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -