أخر الاخبار

المسألة السوسيولوجية و المسألة الاجتماعية محمد جسوس pdf

كتب محمد جسوس pdf
محمد جسوس

"المسألة السوسيولوجية" و"المسألة الاجتماعية" عند محمد جسوس

محمد جسوس ، رائد علم الاجتماع في المغرب. يعتبر بمثابة علامة فارقة في تاريخ السوسيولوجيا المغربية، بالنظر إلى الدور المتميز الذي لعبه منذ نهاية ستينات القرن الماضي في تكوين أجيال عديدة من السوسيولوجيين، وبصفة خاصة في انفتاح الجامعة المغربية الناشئة على مقاربات نظرية وممارسات ميدانية جديدة سمحت بتأسيس خطاب سوسيولوجي متميز بعقلانيته ونزعته النقدية من جهة، وبحرصه على التقيد بالاشتغال في حدود العلم ووفق ضوابط ومقتضيات كانت بدورها في طور التأسيس، ساهم محمد جسوس بحظ وافر في تقعيدها وترسيخها.

في شجون الكتابة عن محمد جسوس : ملاحظات وصعوبات 

لا ريب في أن الذي يريد البحث عن أعمال ومسار محمد جسوس: عالم اجتماع وفاعلاً سياسياً، سوف يحسن بانبهار كبير مرده، وفي الأساس، إلى سعة فكره وتعدد وتداخل اهتماماته العلمية والسياسية والاجتماعية المتباينة . . . مما يضع أمام الباحث صعوبات فكرية وعلمية، لعل من بين أبرزها، فقط، ما يلي:
 ا - عندم كفاية ما جمع ونشر من أعماله، التي ينتظر أن تشكل نصوصاً أو متوناً للقراءة والفهم والتفكيك والتحليل والتفسير . .

 ۲ - خلو جل هذه الأعمال المنشورة من توثيق منظم للعديد من المراجع والأسماء الفلسفية والسوسيولوجية والأنثروبولوجية . . . الخ، التي كان يوظفها ويشير إليها في دروسه الأكاديمية بشكل خاص، مثل : روبير ميرتون، وتألكوت بارسونز، وادوارد تايلور، ورادكليف براون، ورالف لينتون، وكارل ماركس، و إميل دوركهايم، ولويس ألتوسير، وموريس غوديلييه ونيكوس بولانتزاس، وبازيل برنشتاين ، وريمون آرون ، وآلان تورين، وصولاً إلى بيير بورديون اوريمون بودون . . . الخ، وهي ذخيرة مهمة من الرؤوس والمدارس الفكرية . . .، التي يمكن أن تشكل أرضية معرفية مرجعية يستند إليها ويسترشد بها، ولا سيما في اطار المقارنة بين بعض عناصر الجدة والاختلاف، أو التماثل والتكامل بين الطروحات الأصيلة لمحمد جسوس وهذه المرجعيات الفكرية الوازنة 

٣ - اعتماده، و ممارساته العلمية والسياسية . . . . على الخطاب الشفوي، الذي أعتقد أن امتلاك محمد جسوس لناصيته، ولما يتطلبه من قدرات ومستلزمات، قد شكل أمامه عدة عوائق سيكولوجية وايميستيمولوجية، حالت بينه وبين أي انتقال سلس إلى الكتابي / المكتوبة بما يفترضه من شروط ومقومات و اليات اشتغال . . . وهو واقع جعل من اعماله غالبا ما يتم نشرها عبر وسطا ، من الطلبة ، والمحررين والمحاورين والمراجعين . . . الخ الأمر الذي قد ينتج منه تحريف ما للغة أو الأسلوب او المفاهيم والأفكار والمضامين التي يحملها الفيصل المعني.

4 - غموض مصير الكثير من الحوارات والمحاضرات والدروس . . . التي أنجزها، وغيابها من المتن الجسوسي » . ولست أدري ما إذا كان هو نفسه يتوفر عليها ، أم أن البعض ما يزال يستائر بها لعوامل واعتبارات مجهولة ومتعددة .

 5 - يُضاف إلى ما سبق غياب « ثقافة الاعتراف » في سياقنا الثقافي والاجتماعي العام. وهو غياب، أو ضمور على الأقل، جعل من أعمال محمد جسوس ومن نضالاته الفكرية والسياسية لا تحظى دائما بالمتابعة والاهتمام والدراسة والمراجعة النقدية المطلوبة . . . الأمر الذي يفوّت على الباحث في أعماله توفر « متون موازية » يمكن اعتمادها « مادة » مساعدة على القراءة والبحث والتحليل . . . للمتون الأساسية المشار إليها

- ولعل من بين أبرز مصاعب ومنزلقات البحث في أعمال ومسار محمد جسوس هو ذلك التداخل او التأثر الجدلي المسترسل في مساهماته بين ما يمكن نعته بـ « المسالة السوسيولوجية » و « المسالة الاجتماعية » ، وصعوبة التمييز، في هذه العلاقة الجدلية بين المسألتين لديه، بين وضعية العالم أو الباحث الموضوعي، وبين « المثقف العضوي » والفاعل السياسي والاجتماعي الملتزم.

 ولذا أعتقد أن الإمساك بأهم تلابيب وخصوصية العلاقة الأنفة يمكن أن يشكل - لاعتبارات إيبيستيمولوجية وأيديولوجية تتعلق ببعض آليات إنتاج المعرفة في علم الاجتماع ذاته - مدخلا نظريا ومنهجيا مفيدا إلى قراءة وفهم منتوج الرجل الفكري، و « مشواره السياسي والاجتماعي بشكل عام، كما سيتبدى لنا ذلك لاحقاً....
اكمل القراءة 
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -