أخر الاخبار

أولريش بيك - مجتمع المخاطر pdf

أولريش بيك - مجتمع المخاطر pdf
أولريش بيك

أولريش بيك - مجتمع المخاطر pdf

   ظهر كتاب مجتمع المخاطرة عام 1986 ، وتبعه صدور كتاب مجتمع المخاطر العالمي World Risk Society عام ۱۹۹۹ ، الذي ترجم إلى أكثر من عشر لغات لم تكن الألمانية واحدة منها؛ حيث ثبت أن محاولة نقله مع بعض التغييرات الطفيفة إلى اللغة الألمانية أمر غير مستحيل. وقد حدث الكثير مما جعل عملية التعلم أثناء التعامل مع المخاطر الكونية، أو بالأحرى العالمية، مسألة ضخمة للغاية بكل بساطة. وهكذا نشأ كتاب جديد . هناك أسباب عديدة لكتابته، تكمن من ناحية في تلك السلسلة من الأحداث التي لا تنقطع، ويشترك فيها الواقع مع وسائل الإعلام باستمرار في كتابة فصول جديدة من مجتمع المخاطر العالمي.

 أصبح ما بدا مبالغا فيه قبل عشرين عاما سيناريو الحقيقة: نحن نجلس جميعا في منطقة مخاطر على مستوى العالم . (جريدة تاجيس أنتسايجر ، زيوريخ 2006 ) . ومن ناحية أخرى ينعكس في حكاية تأثير مجتمع المخاطر ذلك الاتجاه صوب عولمة المخاطر. لقد ترجمت تحليلاتي هذه في تلك الأثناء إلى أكثر من ثلاثين لغة، بل إنها أثارت جدلا واسعا تخطى الحدود بين الأمم و أنظمة التخصص. سواء في علم الاجتماع أو السياسة ، أو في علم القانون والتاريخ ، بل حتى في الفلسفة والأنثروبولوجيا وعلوم البيئة و الهندسة كما نشأت عنه في سباقات الخبرات الأكثر اختلاف أعمال متنوعة الموضوعات، طورت ملامح مجتمع المخاطر العالمي ) وتناقضاته و أوضاعه المقلوبة . وقد حفزني هذا الجدل الدائر في العالم بأكمله حول مجتمع المخاطر لمواصلة التفكير بل تأليف كتاب مجتمع المخاطر العالمي. وهنا يجب أن أفرد لذكر بعض الأمثلة عن هذه الأعمال فحسب: يأتي في المقام الأول تلك الأعمال الملهمة ليوست فان

يندرج كل من التهديد وعدم الأمان دائما بين شروط الوجود الإنساني، الأمر الأمر اي كان ينطبق بشكل أقوى في الماضي عما هو حاليابمفهوم معين . حيث كان تهديد الفرد واسرته بالمرض والوفاة المبكرة، أو تهديد الجماعة بسبب المجاعات والأوبئة أكبر كثيرا في العصور الوسطى من اليوم، ولكن يجب أو نفرق بين ذلك وبين دلالة المخاطرة التي ارتبطت منذ بدايات العصر الحديث بالأمية المتزايدة في عملية التحديث لكل من اتخاذ القرار وعدم الأمان والاحتماعية. وتتعلق دلالة المخاطرة وأطار مستقبلية أصبحت موضوعات الحاضر، عالبا ما تنتج من نجاحات التمدن والحضارة. كما أنها تتيح إمكانية تعبئة جديدة بعد – يوتوبية للشعوب، لا سيما – كما سبق وذكرنا – تلك المبادرات الكونية ضد التغير المناخي والتحالفات المتغيرة بيم حركات المجتمع المدني والدول والكيانات الاقتصادية الكبرى. 

ويصبح وجها المخاطر – الفرصة والمخاطر- موضوعين ذو اهمية أثناء التحول إلى الصناعة، بدءا من رحلة سفينة التجارة العابرة للقارات. حيث تمثل المخاطرة الإدراك والتفكير الجاهز لدينمية التعبئة لمجتمع ما يواجهه عدم الأمان والحصار للمستقبل ذاتي الانتاج بانفتاح، ومجتمع لا تقيده دين أو تقليد أو قوى عليا من قوى الطبيعة، ولكنه فقد الإيمان بتأثيرات شفاء وعلاج اليوتوبيا.

   وبينما كانت الهوة تتسع بين الرب والمخاطر عايشت الرواية الأوربية علاقة مع المخاطرة فما أن تم إدراج المخاطرة على الخطة إضطر الرب لإخفاء موقعه بوصفه موجها للعالم، بكل ما صاحب ذلك من توابع عاصفة. فقد اكتشف فن الرواية ( كوندديرا 1996 ) ووفقا لمنطقه الخاص، أوجه المخاطر  الكبيرة واستطلع أبعادها المصيرية وصورتها.  ففي شخصية دون كيشوت نرى كيف اصبحت الحياة بمثابة المغامرة التي لا تنتهي؛ لأنه في غياب الإله  تطور المخاطرة ازدواجيتها التي تبشر بالخير، والمرعبة في الوقت نفسه فضلا عن كونها غير مفهومة بعض الشيئ....

لم تعد روايات بالزاك تعرف الانطلاق السعيد. فهنا ينا المجتمع على اساس ازدواجية المخاطرة وهكذا يتم تشكيله. إلا أنه ما زال الوعد بالسعادة يغلب على الشعور بالوبال المحتمل. وقد وصلت غحدى هذه المنظورات إلى بنايتها مع كافكا. هنا تحولت الحرية إلى وعدت بها المخاطرة في مواجهة المحكمة، وفي مواجهة القصر، الحرية التي تتغلغل في كل شيئ، تحولت إلى نقيضها، إلى حصار ذاتي ، ولوم ذاتي، وإذلال ذاتي. فقد ألقى كل من عدم قابلية المخاطرة المنظمة للتغلغل وحضورها الطاغي وعدم التقرير بشأنها على عاتق الأفراد.

اصبحت دلالة المخاطرة اليوم شديدة الآنانية والأهمية في لغات التقنية والاقتصاد والعلوم الطبيعية وكذلك في لغة السياسة. وتنطبق على المبالغة العلنية والتهويل من شأن المخاطر على تلك العلوم الطبيعية في المقام الأول ( مثل علم الجينات البشرية وطب الإخصاب، وتيكنولوجيا النانو وخلافه)، التي ترى الخيال الثقافي نفسه، وقد تم تجاوزه من خلال سرعة تطور هذه العلوم. كما أن المخاوف المناسبة لذلك الأمر الذي يصعب على مستقبل ما زال موجودا ويصعب أن تسلبها العلوم قوتها، تهدد بالحد من حرية البحث؛ لذا يرى رجا السياسة أنفسهم محل احتجاج من أجل ذلك الفرع من اللوائح التعليمات غلى حد ما ؛  لأن خطاب المخاطر العام ينتج عنه دينامية خاصة( لم تخصع للبحث يشكل موسع حتى الآن). وبناء عليه تصبح المخاطرة موضوع تعريف ووساطة" يجب في ظله إخضاع تقسيم العمل في المجتمعات عالية الإبداع غلى المسامعة والمفاضلة مجددا بين العلم والسياسة والإقتصاد. 

مجتمع المخاطرة: 

   في مجتمعات المخاطرة، ومع تسارع عمليات الحداثة وراديكاليتها، تصبح توابع نجاحات الحداثة مثار حديث. حيث تنشأ رعونة جديدة واستهتار بالمخاطرة بسبب فشل مواصفات وشروط حسابها ومعالجتها مؤسيا إلى حد ما ووفقا لمثل هذه الظروف ينشأ مناخ أخلاقي جديد للسياسة تلعب فيه القيم الثقافية التي تختلف من بلد لآخر دورا محوريا، ويشيع النقاش بشأن ما هو لصالح التوابع المحتملة أو الحقيقية للقارات التقنية أو الاقتصادية وما هو ضدها بشكل عام. وفي أثناء ذلك تتغير كذلك وظائف العلوم والتكنولوجيا . وقد حل العلماء محل التقليد الراسخ في المجتمعات الغربية طوال القرنين المنصرمين، وكلما زاد تغلغل العلم والتكنولوجيا رغم ذلك في الحياة بالمعيار الكوني وأعادا تشكيلها، قل سريان سلطة الخبراء تلك بوصفها أمرا بديهيا بطريقة تنطوي على تناقض. ففي الخطاب الدائر حول المخاطرة الذي تطرح فيه كذلك أسئلة بشأن التحديد ( الذاتي ) المعياري، تكتسب وسائل الاعلام والبرلمانات والحركات الاجتماعية والحكومات والفلاسفة، ورجال القانون والأدباء وخلافه، حق المشاركة في ابداء الرأي. ثم تؤدي الصراعات الى تحول جديد الى المؤسسات، نعم، بل ان هؤلاء ساعدوا على نشأة منطقة قانون جديد، ألا وهو قانون المخاطرة، الذي ينظم التعامل مع المخاطر، لا سيما تلك التي تتبع من الجذور الاقتصادية – التقنية، وفي الغالب على مستوى الإدارة....
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -