أخر الاخبار

علم الاجتماع الحضري pdf

محاضرات في علم الاجتماع الحضري
علم الاجتماع الحضري pdf

محاضرات في علم الاجتماع الحضري  

د حسام صالح
يعد علم الاجتماع الحضري أحد فروع علم الاجتماع ، وقد شهد هذا العلم تطورا واضحا ومميزا في العصر الحديث في أوروبا وأمريكا خاصة مع نمو المدن وتنامى أهميتها الكبرى في تغيير مجرى حياة المجتمع . 

ومن خلال تحليل المسار التاريخي للدراسات الحضرية نجد أن في بداياتها كانت تعرض ظواهر علم الاجتماع الحضري في  سياق دراسة موضوعات أخرى، ولم تقصد هذا الموضوع لذاته أو تنتبه لما له من أهمية خاصة .

وقد بدأت الدراسات الحضرية ف القرن 16  حيث كان من أوائل الرواد الذين اهتموا بهذا الموضوع العالم الإيطالي ، "جوفاني بوترو" الذي نشر في عام 1598 كتابه بعنوان ( أساليب نمو المدن ) حيث درس فيه المدينة عن طريق تتبع نموها التاريخي .

وقد جاء بعد ذلك جدون سوجوبرج في دراسته بعنوان ( علم الاجتماع الحضري المقارن ) مشيرا فيها إلى أن القرن السادس عشر هو البداية الفعلية للصياغة النظرية للدراسات الحضرية. 
وفي عام 1858م قدم ( ماكس فيبر) كتابه الشهير الذي يحمل إسم ( المدينة ) حيث عرض تحليل طبيعة المدن وبحث وظائفها السياسية والإدرارية.

ثم جاءت بعد ذلك أدنا فيبر عام 1899 لتقدم بحثا بعنوان ( نمو المدن في القن التاسع عشر. 
وفي عام 1910م نشرت رينيه مورييه كتابه الذي يحمل اسم ( نشأة المدن ووظيفتها الاقتصادية وكان هذا العمل مساهمة مميزة وغيجابية في تقديم صياغة نظرية ومنهجية وإسهاما نظريا في علم الاجتماع الحضري. 

ويمكن القول ان الدراسات المتعلقة بعلم الاجتماع الحضري في اوريا قد اهتمت بالتناول التاريخي المقارم للظاهرة الحضرية كموضوع اساسي ودراسته النظرية والتطبيقية باعتبارها وحدة اجتماعية مميزة لها سماتها الخاصة من حيث نشأتها وتطورها بنائيا ووظيفيا. 
أما في أمريكا فظهر اهتمام علماء الاجتماع الحضري بموضوعات متعددة، وقد تمثل ذلك في أعمال "لويس ممفرود" حيث قدم كتابين الأول يحمل اسم المدينة في التاريخ، والثاني ثقافة المدن حيث عرض ممفرود للتحليل التاريخي في دراسة المدن كأساس لعلم الاجتماع الحضري. 
ثم قدم لويس ويرث في عام 1938 مقالته الشهيرة عن الحضرية كاسلوب للحياة والذي اهتم فيها بتحليل خصائص المجتمع الحضري على اعتبار أن المدينة وحددة اجتماعية خاصة تتسم بمميزات معينة تنفرد بها، ولا يمك توافرها في أي وحدة اجتماعية أخرى، مما يدعوه الى التأكيد على أهميتها كمجال لدراسة علم الاجتماع الحضري. 

أما "روبيرت بارك " فقد قدم كتابه عام 1955 والذي يحمل عنوان المجتمع الحضري وقد ركز في هذا الكتاب على نمو المدن وأثرها في بنائها الإيكولوجي، كما أشار في هذا الكتاب الى ان علم الاجتماع الحضري بوجه عام، هو الدراسة سوسيولوجية للمدن أو الحياة في المدينة.

وفى العالم العربي فقد كانت هناك إسهامات عديدة نشطت الدراسات الحضرية أمثال : مصطفى الخشاب في كتابه علم الاجتماع الحضري، وعبد المنعم شوقي في كتابه مجتمع المدينة والسيد الحسني  في كتابه ، « المدينة » وغيرهم من الباحثين العرب الذين ناقشو المدينة من زوايا متعددة لعل أهمها مشاكل المجتمع الحضري وملامح التغيرات التي طرأت على المدينة العربية  في العصر الحديث وغيرها.  


تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -