سوسيولوجيا التغير قراءة مفاهيمية ( في مهية التغير وانتاجاته الفكرية)
تمهيد
يعد موضوع سوسيولوجيا التغير من الموضوعات الممتعة السرمدية والتي ليس ل نهاية إذ أن التغير هو سمة الوجود وأن كل شيئ يتغير، وعليه فإن جراسة لتغير لها أهميتها في العلوم الاجتماعية والأنثروبولوجية والنفسيو والاقتصادية والسياسية...الخ، من خلال استخدام مناهج وأساليب قياسية في دراسة المجتمعات بحيث تمكنهم من التعرف على أسباب التغير ومظاهره وعوامله ونتائجه. ولما تمر به مجتمعات العالم من تغيرات فقد صارت ظاهرة التغير ظاهرة بارزة في كل الأنشطة الاجتماعية. وصار لهذه التغيرات تأثيرات واضحة في كل المجالات الحياتية. لهذا هدف البحث إيضاح المفاهيم وماهية التغير واتجاهاته الفكرية ومدى تأثرها وتأثيرها بالمتغيرات الجديدة سواء أكان في العادات أم القيم أم السلوكيات الاجتماعية الأخرى المصاحبة، وبكافة مجالاته.
ويأتي اختيار هذا البحث إيمانا بأن هناك تغيرات حصلت في كثير من البلدان لا سيما التي كانت تعيش أوضاعا اجتماعية تقليدية بفعل الكثير من العوامل إضافة الى تبيان أهمية الأباج الاجتماعية التي أحدثها التغير على الأفراد والجماعات والأنساق الاجتماعية.
تعريف التغير الاجتماعي
التغير لغة :
يقال تغير الشيئ عن حالته أي تحول وتغير جعله على غير ما كان.
أي حركه وبدله، التغير: التحول والتبديل.
والتغير يعني الاختلاف ما بين الحالة الجديدية والحالة القديمة، أو اختلاف الشيء عما كان عليه خلا لمدة محددة من الزمن، بينما " التغير " حينما تضاف له كلمة اجتماعي يصبح المصطلح ( التغير الاجتماعي ) ومعناه أي كل ما يتعلق بالمجتمع فيصبح هو التغير الذي يحدث داخل المجتمع أو التحول أو التبدل الذي يطرأ على جوانب المجتمع أو التحول الذي يطرأ على البناء الاجتماعي خلال مدة من الزمن.
التغير الاجتماعي اصطلاحا
يقصد به كل تحول يحدث في النظم والأنساق والأجهزة الاجتماعية سواء البنائية أم الوظيفية خلال مدة زمنية محددة، كما أنه يشير غلى أنواع التطور التي تحدث تأثيرا في النظام الاجتماعي اي التي تؤثر في بناء المجتمع ووظائفه. أو هو اي اختلاف أو تبدل في الحالة الشكلية أو الجوهرية من شكل إلى آخر أو مكان إلى آخر وبشكل متعاقب. ويمكن أن ننظر إلى التغير الاجتماعي على أنه ذلك التبدل في البنى الاجتماعية. وأن التغيير ضرورة حياتية للمجتمعات البشرية لأنه وسيلة بقائها ونموها، ويعد التغير الاجتماعي جزء من التغير حضاري الشامل في المجتمعات البشرية.
ويؤكد "ريد فيلد" أن التغير الاجتماعي يحدث في المجتمعات القروية نتيجة التفاعل الذي يكون بين مراكز المدن وما يوجد فيها من تقاليد، حيث يحافظ السكان في القرى على القيم (Values) والعادات القديمة. وكذلك الاحتكاك والاتصال بين المجتماعات كأحد مسببات التغير الاجتماعي الحاصل. وهناك رأي يؤكد على تغير المراكز الاجتماعية والأدوار التي يشغلها الافراد في مجتمع من المجتمعات ولا ينحضر في العلاقات الاجتماعية.
فالتغير الاجتماعي حقيقة متأصلة في طبيعة الجتمعات، إذ يتناول الجيل اللاحق " الجوانب الثقافية والتراث الاجتماعي" من الجيل السابق ويضيف اليها تارة ويعدلها تارة اخرى بحيث ينتهي تعاقب الأجيال إلى تغير المجتمع الانساني في الكثير من الخصائص تمشيا مع الواقع الاجتماعي، وظاهرة التغير تشمل كل مرافق الحياة فنحن نعيش في عالم مفتوح متغير غير ثابت من جميع النواحي.
كما يشير التغير الاجتماعي إلى الأوضاع الجديدة التي تطرأ على البناء الاجتماعي أو النظم والعادات وأدوات المجتمع نتيجة لقاعدة جديدة تم تشريعها لضبط السلوك ، أو نتيجة التغير بناء فرعي أو جانب من جوانب الوجود الاجتماعي أو البيئة الاجتماعية أو الطبيعة . كما يحدد ( أولبرت مور ) ملامح التغير الرئيسة في المجتمع المعاصر على الوجه الآتي:
⇦ 1 . يحدث التغير في أي مجتمع وفي أي ثقافة بوضوح واستمرار .
⇦ 2 . لا يمكن عزل التغيرات زمانيا و مكانيا وذلك لأنها تحدث في سلسلة متعاقبة ومتصلة الحلقات أكثر من حدوثها على شكل أزمات وقتية بحيث تتبعها إعادة بناء.
⇦ 3 . يمكن أن تحدث التغيرات المعاصرة في أي وقت ، ثم تنتشر نتائج هذه التغيرات ولها التأثير في أي مكان .
⇦ 4 . من حيث الحجم فأن حجم التغيرات المعاصرة أكبر من التغيرات التي حدثت من قبل وذلك التأثير العوامل التكنولوجية والاتصالية في حجم و انتشار هذه التغيرات وانتشارها .
⇦ 5. التأثير في جوانب الحياة باجمعها من دون الاهتمام بجانب واحد .
مرحبا بك في بوابة علم الاجتماع
يسعدنا تلقي تعليقاتكم وسعداء بتواجدكم معنا على البوابة