سوسيولوجيا الجريمة والانحراف
ملخص الكتاب
تعتبر الجريمة ظاهرة اجتماعية قديمة قِدَم المجتمعات الإنسانية، ارتبط وجودها بوجود الإنسان على الأرض، فكانت أول جريمة (قتل) ارتكبت في تاريخ الإنسانية حينما أقدم "قابيل" على قتل أخيه "هابيل"، وقد سطّر القرآن الكريم هذه الحادثة، (طالع سورة المائدة، الآيات:27-32)، وقبلها سجل القرآن تعجب الملائكة عندما أخبرهم الله تعالى بأنه سيجعل الإنسان خليفة له في الأرض. سبب التعجب الملائكي: ما نسب لسكان الأرض (الجن) قبل الإنس من الإفساد، والعنف، وسفك الدماء. القرآن أورد نموذجًا ثالثًا، وهو ما حدث مع يوسف وتآمر أخوته عليه، الذين أضمروا النية لقتله والتخلص منه؛ حتى يصفو لهم الجو؛ ولينالوا نفس درجة التقرب من أبيهم كالتي حظي بها، ثم عدلوا عن نية القتل وقرروا إلقائه في البئر. فالجريمة توجد حيث توجد المجتمعات، ووجود المجتمعات يعني وجود أفراد برغباتهم، وأهدافهم، وحاجاتهم المختلفة التي تلتقي وتتشابه حينًا وتتعارض أحيانًا كثيرة، الأمر الذي جعل البعض يرى في العنف طريقة مناسبة لتحقيق أهدافهم وإشباع حاجاتهم.
تحظى الجريمة باهتمام كبير من قبل الحكومات، والمؤسسات، والعلماء، وعامة الناس، لاسيما في الوقت المعاصر الذي تتفشى فيه الجريمة في كل مظاهر حياتنا، وتخترق كل نظم المجتمع. لم تعد الجريمة تحمل صبغة محلية فقط، بل أصبح لها صفة العالمية أو ما اصطلح عليه بـ:"عولمة الجريمة". وقد تعددت وتطورت أساليب وأشكال الجريمة مقارنة مع ما كانت عليه في الماضي، إذ يعتمد المجرمون في إجرامهم على الوسائل التكنولوجية الحديثة المتاحة، وتطويعها للاستفادة منها في إجرامهم. في المقابل ظهرت جهود فكرية ونظريات علمية حاولت تفسير الجريمة وإبراز دوافعها، وتوضيح صورها، وبيان نتائجها.
نظرًا لخطورة الجريمة وانعكاساتها السلبية على السِلم والأمن الاجتماعيين، وانتشارها في المجتمع بشكل ملحوظ، جاءت فكرة هذا الكتاب؛ لتتناول الظاهرة بالدراسة والتحليل. قد وقع الكتاب في ستة فصول.
الفصل الأول: "الجريمة.. المفهوم والدلالات"، الفصل الثاني: "الاتجاهات النظرية المفسرة للجريمة"، الفصل الثالث: "دور مؤسسات التنشئة الاجتماعية في تنمية السلوك الانحرافي والإجرامي"، الفصل الرابع: "العولمة والجريمة"، الفصل الخامس: "الجهود الأممية في مواجهة الجريمة"، الفصل السادس: "معالجة الجريمة برؤية إسلامية"، وختمت الكتاب بالحديث عن "طرق الوقاية من الجريمة".
مرحبا بك في بوابة علم الاجتماع
يسعدنا تلقي تعليقاتكم وسعداء بتواجدكم معنا على البوابة