آداب التعامل مع المكفوفين

الكفيف: "هو شخص يعاني من فقدان كلي أو جزئي في الرؤية؛ نتيجة خلل في العين، تحد من قدرته على القيام ببعض الوظائف الحياتية".
حسب تصنيف منظمة الصحة العالمية سنة 1973م الكف نوعان:
الأول: يرى الضوء، أي يميز وقت الليل عن النهار.
الثاني: لا يرى الضوء مطلقًا.
تعددت أسباب الكف: أمراض وراثية، مشكلات أثناء الحمل، التهاب العين بالرمد الصديدي والحُبَيْبْي، زيادة الأكسجين في حضانات الأطفال ناقصو الوزن، نقص فيتامين(أ)، الإصابات المباشرة للعين.
سمات الشخص الكفيف: قلة الحركة، الحذر الشديد، الحساسية المفرطة لما يسمعه، الاعتماد على حاسة السمع، عدم الشعور بالأمان.
إن الكفيف فرد عادي كبقية أفراد المجتمع، قد يكون ذكرًا أو أنثى، غنيًا أو فقيرًا، ناجحًا أو فاشلًا، متعلمًا أو أميًا، موظفًا أو عاطلًا، متزوجًا أو عازبًا...إلخ.
مجتمعنا بحكم تدينه وعاداته الاجتماعية التي تحث على الخير والتعاون أحيانًا تصدر عن أفراده بحق المكفوفين تصرفات تسيء إليهم، ربما يتصرف الفرد عن طيب خاطر ومن باب الإحسان، لكنه يترك أثرًا سلبيًا على نفسية الكفيف. من هذه التصرفات الخاطئة: التلفظ بكلمات الشفقة والحزن والحسرة في حضرة الكفيف، السلوك العنيف كجذبه بقوة؛ لحمايته من الوقوع في حفرة أو الاصطدام بشيء، أو السخرية منه لإضحاك الآخرين.
في هذه المقالة سنتحدث عن آداب التعامل مع المكفوفين:
لا تبادر لتقديم المساعدة إلى الكفيف إلا إذا شعرت أنه بحاجة لها. قبل تقديم المساعدة بادئه بالتحية، ثم اسأله إن كان يحتاج شيئًا. إنْ أجاب بنعم، اسأله عن المساعدة التي يريدها. (كيف يمكنني أن أساعدك؟). لا تفترض المكان الذي يذهب إليه الكفيف، بل اسأله عن وجهته (المسجد، البيت، الدكان... إلخ). دع الكفيف يبادر بإمساك ذراعك أولًا، لا تبادره بإمساك ذراعه. إن أمسكت ذراعه امسكها بلطف ولا تجذبها بقوة، ولا تمشي بجانبه بل تقدم عليه بخطوة صغيرة. لا تمشي باستعجال (تجره جرًا)، ربما يتعثر ويقع، ولا تمشي ببطء شديد. في الحالتين برر له سبب السرعة (كقدوم سيارة)، أو البطء (بسبب الازدحام الشديد). إذا وجدت معوقات على طريق الكفيف أخبره بها قبل وصوله إليها، كتحذيره من حفرة، أو مطب، أو حاجز...إلخ.
عند محادثة الكفيف لا ترفع صوتك، ـ هو لم يرَ لكنه يسمع ـ. تحدث معه بصوت معتدل مسموع كحديثك مع شخص عادي. أثناء الحوار لا تحرج من استخدام كلمات (من وجهة نظرك، انظر) هذه كلمات يستخدمها في حديثه. ولا تحرج من الحديث عن كف البصر، هذه أمور اعتاد عليها. لكن اختر الألفاظ المناسبة التي لا تحمل معاني الشفقة أو السخرية. انظر إليه وأنت تحدثه فلا تنشغل عنه بأمور أخرى، فهو يلمس ذلك وإن لم يشاهدك. إذا أنهيت حديثك وتريد الخروج أخبره بذلك فلا تدعه يظن أنك عنده فيضعه في موقف محرج. لا تستخدم كلمات تسيء له، فلا تقل: (الأعمى، العاجز، حرام ساعدوه، مسكين لا يشوف...إلخ).
عندما توجه الكفيف إلى مكان ما أعطه إشارات واضحة، كأن تقول: على يمينك أو يسارك، أمامك أو خلفك. إذا رافقت الكفيف في جولة اشرح له الأشياء من حوله، فهو يرغب بمعرفة كل شيء. إذا قابلت الكفيف في مكان عام لا تسأله: هل تعرفني أو تتذكرني؟ في ذلك إحراج لكما. بادره بالتعريف على نفسك. نادي الكفيف بأحب الأسماء إليه، وإذا كنت في مكان مزدحم المس كتفه وعرف عن نفسك. إذا قابلت الكفيف ومعه مرافق. وجه سؤالك للكفيف وليس للمرافق، فهو يستطيع التعبير عن نفسه.
إذا دخلت على الكفيف أشعره بوجودك وعرِّف عن نفسك. وإذا دخل الكفيف عليك رحّب به وعرفه بالموجودين عندك. عند دعوة الكفيف إلى الطعام بيّن الموجود على المائدة وموضعه. إذا قدمت مشروبًا للكفيف لا تملأ الكأس كاملًا؛ لئلا يسكبه على نفسه.
إذا قام الكفيف بعمل بسيط لا تستهجنه ولا تستكثره. هل قمت بهذا لوحدك؟ كيف قمت به؟ الكفيف ليس طفل بالتالي لا تعامله معاملة الأطفال. لا تترك الأبواب نصف مغلقة فستؤدي لاصطدام الكفيف بها. اتركها مفتوحة أو مغلقة. لاسيما في الأماكن التي لم يعتد عليها أو يزورها لأول مرة. إذا غيرت أماكن الأثاث في البيت أخبر الكفيف بذلك لئلا يصدم بها ويتضرر.
إذا أوصلت الكفيف إلى السيارة أبلغه بمجلسه في السيارة. أمام أو خلف وبجواره مَن. للسائق: لا تسأل المرافق أين سيذهب الكفيف، بل اسأل الكفيف، لا تعفه من الأجرة شفقة، عند إنزاله من السيارة لا تساعده إلا إذا طلب ذلك. أنزله في مكان آمن، ووجهه بشكل سليم.
لأصحاب المحلات: عند دخول الكفيف المحل رحّب به، وبيّن له أنك صاحب المحل، واسأله عن طلبه، عند الدفع إن كان باقي قل له تفضل وضعه في يده ولا تعطه للمرافق، ساعده للخروج من المحل بشكل آمن ودله على الطريق.
مرحبا بك في بوابة علم الاجتماع
يسعدنا تلقي تعليقاتكم وسعداء بتواجدكم معنا على البوابة