أخر الاخبار

علم الاجتماع السياسي: الجذور التاريخية و الفلسفية pdf

علم الاجتماع السياسي: الجذور التاريخية و الفلسفية pdf

علم الاجتماع السياسي: الجذور التاريخية و الفلسفية

الكاتب : بوشحمـــة بـــاديس .

لم يفك الارتباط بين الظاهرة الاجتماعية والظاهرة السياسية إلا بعد وقت طويل من التلازم بدعوى صعوبة الفصل بين ما هو اجتماعي وبين ما هو سياسي ، وهذا ما يفسر في الأساس تأخر ظهور علم الاجتماع السياسي كعلم مستقل بذاته حتى بداية القرن العشرين ؛ فالوعي الاجتماعي هو وعي سياسي بالضرورة على اعتبار أن سوسيولوجيا التجمع البشري ترتبط دائما بمفاهيم سياسية من قبيل، السلطة، الحاكم والمحكوم؛ من هذا المنطلق كان الاهتمام بالظاهرة السياسة قائما في تاريخ الإنسانية منذ القدم 

بين علم السياسة و علم الاجتماع السياسي: 

  • وعليه يمكن إبداء الملاحظتين التاليتين:
  • لا يستطيع علم الاجتماع دراسة الموعات الاجتماعية ولا السلوكيات التي تمارسها تلك المجموعات ولا القرارات التي تتخذها بمعزل عن سلوكها السياسي.
  • كل منهجية لطرح القضايا أو اختبار الفرضيات وكل بحث أو اكتشاف يتعلق بعلوم المجتمع ينطوي على مضامين و قضايا سياسية

فسرعان ما أدرك علماء الاجتماع المعاصرين أن الظاهرة السياسية هي بالأساس ظاهرة اجتماعية؛ بل يصعب الفصل بينهما إلا لاعتبارات إجرائية بحثية ؛ فالتعرف على علم الاجتماع السياسي لا ينفصل على التعرف على علم الاجتماع العام لأن السياسة لا تشكل نطاقا منفصلًا عن المجتمع (دوفرجيه،م.1991ص18).
فالحياة السياسية جانبا من الحياة الاجتماعية ونظام عمل، إن نظاما سياسيا هو بكل بساطة نظام عمل سياسي ويكون العمل الاجتماعي سياسيا عندما يحاولُ الضبط أو التأثير على القرارات الخاصة بالشؤون العامة، ويتغير مضمون هذه القرارات حسب الأُطر الثقافية والوحدات الاجتماعية التي يتم فيها التعبير عن هذه القرارات، ولكن السيرورات المؤدية إلى هذه القرارات تقع دائما في إطار التنافس بين الأفراد والجماعات؛ فكُل الوحدات الاجتماعية المعنية ذا التنافس لها من جراء ذلك طابع سياسي (بالا نديه،ج.2007. ص18).
ولكنه يبدو من الصعب على المختصين تعريف السياسة ؛ فبقدر السلطة الظاهرة على هذا المصطلح وكثرة تداوله بين الناس العاديين وبين رجال السياسة، فإن التعريف العلمي لهذا المصطلح لا يقف مع هذا التعميم لاستعمال مصطلح السياسة؛ فالبناء الاجتماعي المُّعقد وتداخل ما هو سياسي مع ما هو اقتصادي أو ديني أو إيديولوجي يجعل عملية التمييز أو الفصل بين هذه الأنساق أو الأجزاء أمرا صعبا (فروند،ج. دون سنة .ص145). فاتمع بطبيعته سياسي؛ فالإنسان واتمع و السياسة ظواهر متلازمة فلا اتمع سابق على السياسة و لا السياسة لاحقة على قيام اتمع (بدوي، م.2000. ص21)


"لا يخلوا مجتمع من السياسية" هذه المقولة المنطلق تجسد حقيقة مفادها، أن السياسة محايثة للمجتمع؛ فالسياسة هي سياسة أُناس يعيشون في اتمع حاكّمين أو محكّومين مدافعين عن الواقع أوُمعارضين له.. وحتى في التعريف العلمي للمجتمع من حيث ظهوره أو تطوره فإنه يربط بين نشوء اتمعات بالمفهوم السوسيولوجي وبين وجود السياسة أو السلطة السياسية ( إبراش، إ. 1998ص 19 ).

فالسياسة شيءُ لابد منه ، فلا يخلو مجال من مجالات الاجتماع البشري من السياسة، لأن الناس لا ينتظمون في الاجتماع المدني ويخضعون للقوانين إلا بوجود وازع يزع بعضهم البعض، وقد سبق وأن أكد ذلك "أرسطو" بقوله :" الإنسان حيوان سياسي بطبعه " (دوفرجيه ,م.1991 ص131) فالسياسة نشاط اجتماعي، إذ أن الحدث السياسي إنما هو حدث اجتماعي بالأساس (كوت،ج ب، موني،ج ب.1985 ص19) فكل ما تعلق بحياة اموعات الاجتماعية المكونة "للمدنية" وكل ما من شأنه تحديد الهدف المعين لهذه الموعات فهو سياسي . 

تنزيل الملف 

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -