أخر الاخبار

الثقافة و بناء المجتمعات ، خالد عبدالقادر منصور التومي

الثقافة و بناء المجتمعات ، خالد عبدالقادر منصور التومي

الثقافة و بناء المجتمعات

 هوية موثقة
إعداد .. الدكتور : خالد عبدالقادر منصور التومي

التخصص : العلوم الإدارية، العلوم السياسية، العلاقات الدولية.

العمل : مستشار خاص.

الدولة : طرابلس – ليبيا.

الثقافة في اللغة .. كما جاء في معجم اللغة العربية المعاصر .. بأنها .. مصدر الفعل ثَقُفَ، و هي العلوم و المعارف التي يدركها الفرد، و مجموع ما توصلت إليه أُمةً أو بلد في مختلف الحقول .. من أدب و فكر و علم و فن و صناعة بهدف استنارة الذهن.

أما في الاصطلاح .. فهي الرقي في الأفكار النظرية، و يشمل ذلك الرقي في القانون و الفنون و السياسة و التاريخ و الأخلاق و السلوك، و المقصود من مصطلح الثقافة .. أنه العلم الذي يبحث كليات الدين في مختلف شؤون الحياة، فإذا تم وصف دين محدد فذلك؛ يعني الاختصاص بكليات ذلك الدين .. مثلاً .. الثقافة الإسلامية تعني .. علم كليات الإسلام في نظم الحياة كلها بترابطها.

كما أن الثقافة عند الفلاسفة تُعرف بأنها تهذيب و صقل النفس البشرية، و هي مجموعة من السلوكيات التي يتم اتباعها لتقويم سلوك الأفراد و المجتمعات، و ذلك عن طريق العقائد و الثقافات المختلفة التي تهدف إلى تقويم و ضبط السلوك، و يتجلى المعنى الحقيقي للثقافة في ظهوره في الاعتقادات و الأفكار المتبعة من قبل الأفراد، و بالإضافة إلى سرعة البديهة في اتخاذ القرارات، و في تعبير الفرد عن نفسه بطريقةٍ سليمة، و أيضاً في المشاركة في الحديث و احترامِ الرأي الآخر.

إلا أن أقدم التعريفات للثقافة و أكثرها شيوعاً.  ذاك التعريف الذي وضعه .. ادوارد تايلور .. و الذي يفيد بأن الثقافة .. هي ذلك الكل المركب الذي يشتمل على المعرفة و العقائد و الفن و الأخلاق و القانون و العادات و غيرها من القدرات التي يكتسبها الإنسان بوصفه عضواً في المجتمع.

كما عرّفها عالم الاجتماع الحديث .. روبرت بيرستيد .. بقوله .. إنّ الثقافة هي ذلك الكل المركب الذي يتألف من كل ما نفكر فيه أو نقوم بعمله أو نمتلكه كأعضاء في مجتمع.

و في ذات إطار هذا المفهوم يرى .. جيمس سبرادلي .. أن ثقافة المجتمع تتكوّن من كل ما يجب على الفرد أن يعرفه أو يعتقده .. بحيث يعمل بطريقة يقبلها أعضاء المجتمع .. و بهذا فإن الثقافة ليست ظاهرة مادية فحسب .. أي بمعنى .. أنها لا تتكون من الأشياء أو الناس أو السلوك أو الانفعالات، و إنما هي تنظيم لهذه الأشياء في شخصيّة الإنسان .. فهي ما يوجد في عقول الناس من أشكال لهذه الأشياء.

فالثقافة من وجهها الذاتي . فهي ثقافة العقل. و من وجهها الموضوعي .. فهي مجموعة العادات و الأوضاع الاجتماعية و الآثار الفكرية و الأساليب الفنية و الأدبية و الطرق العلمية و التقنية، و أنماط التفكير و الإحساس، و القيم الذائعة في مجتمع معين . فالثقافة هي طريق حياة الناس، و كل ما يملكون و يتداولونه اجتماعياً و بيولوجياً.

و أحدث ما ورد في مفهوم للثقافة هو ما جاء في التعريف الذي اتفق عليه في إعلان مكسيكو عام 1982، و الذي ينصّ على .. أنّ الثقافة بمعناها الواسع يمكن النظر إليها على أنها .. جميع السمات الروحية و المادية و العاطفية التي تميز مجتمعاً بعينه أو فئة اجتماعية بعينها .. و هي تشمل .. الفنون و الآداب و طرق الحياة .. كما تشمل الحقوق الأساسية للإنسان و نُظم القيم و المعتقدات و التقاليد.

كما يعتقد معظم علماء الأنثروبولوجيا أن الحضارة ما هي إلا مجرد نوع خاص من الثقافة . أي بمعنى .. أنها شكل معقد أو راقٍ من أشكال الثقافة، و لذلك لم يعتمدوا قط ذاك التمييز الذي وضعه علماء الاجتماع بين الثقافة و الحضارة . فمن المعروف أن بعض علماء الاجتماع يميزون بين الحضارة بوصفها المجموع الإجمالي للوسائل البشرية و بين الثقافة بوصفها المجموع الإجمالي للغايات البشرية.
عليه .. و تأسيساً على ما قد سلف ذكره . فقد اعتمد كثير من الباحثين في دراسة الأنثروبولوجيا الثقافية .. النفسية و الاجتماعية .. على ثلاثة مفاهيم أساسية . و هي :

1. التحيزات الثقافية .. و تشمل القيم و المعتقدات المشتركة بين الناس.
2. العلاقات الاجتماعية .. و تشمل العلاقات الشخصية التي تربط الناس بعضهم ببعض.
3. أنماط أساليب الحياة .. التي تُعد الناتج الكلي المركب من التحيزات الثقافية و العلاقات الاجتماعية.

و بهذا فإن الثقافة تهدي الإنسان إلى القيم؛ حيث يمارس الاختيار و يعبر عن نفسه بالطريقة التي يرغبها، و بالتالي يتعرف إلى ذاته و يعيد النظر في إنجازاته و سلوكياته .. و على الرغم من ذلك .. فإن أية ثقافة لا تؤلف نظاماً مغلقاً أو قوالب جامدة يجب أن يتطابق معها سلوك أعضاء المجتمع جميعهم.

هكذا يمكن القول .. إن الثقافة في إطارها العام ليست إلا مفهوماً مجرداً يستخدم في الدراسات الأنثروبولوجيا للتعميم الثقافي، و أن ضرورة الثقافة لفهم الأحداث في العالم البشري، و التنبؤ بإمكانية و جودها أو وقوعها؛ حيث لا تقل أهمية عن ضرورة استخدام مبدأ الجاذبية لفهم أحداث العالم الطبيعي و إمكانية التنبؤ بها.

أولاً : ظهور مفهوم الثقافة و تطوره ..

ظهر مفهوم الثقافة بدايةً في نهاية القرن الثامن عشر و بداية القرن التاسع عشر في أوروبا؛ بهدف تحسين مستوى الأفراد و إصلاحهم؛ ثم تطور المفهوم إلى تحسين و تعديل مهارات الإنسان الإيجابية، و ذلك من خلال التربية و التعليم، و في منتصف القرن التاسع عشر أصبح مفهوم الثقافة يشير إلى قدرة الإنسان البشرية على مستوى العالم أجمع.

و في السبعينات من القرن التاسع عشر قدم علماء الأنثروبولوجيا أكثر من تعريف لمفهوم الثقافة، و أجمعوا في المحصلة على أنها تتضمن المعرفة و المعتقدات و الأخلاق و القانون و العادات و الإمكانيات الاجتماعية و أية طبائع اكتسبها الفرد من المجتمع؛ ثم تمت تحسينات جديدة على مفهوم الثقافة إلى أن توصل العلماء إلى أنها سلوك تعليمي يتناقض مع السلوك الموهوب من التراث، و في القرن العشرين أصبح مفهوماً أساسياً في علم الأنثروبولوجيا؛ حيث حظي مفهوم الثقافة بمكانةٍ كبيرةٍ في الأدب الأوروبي في ذلك الوقت، و ما يزال هذا المفهوم في تطور مستمر و يأخذ أبعاداً جديدة لم تَكن موجودةً من قبل؛ حيث كان الشاعر إليوت من أشهر من اهتم بمفهوم الثقافة في القرن العشرين، و قد وضع شرطين لتحقيق الثقافة .. و هما :

1. البناء العضوي .. يساعد على الانتقال المتوارث للثقافة داخل مجتمع محدد.
2. القابلية للتحليل .. حيث يجب أنْ تكون الثقافة قابلةً للتحلل إلى ثقافات محلية، و المقصود بذلك هو البعد الإقليمي للثقافة.

ثانياً : الارتقاء في الثقافة ..

حيث يكون مفهوماً آخر للثقافة يشير إلى دماثة الخلق .. كما أنه يشير أيضاً إلى أفضل ما توصل إليه البشر من الاعتقادات و طرق التفكير.. أيضاً فإن الثقافة تهدف إلى تحقيق الكمال عن طريق التعرف على أفضل ما تم التوصل إليه من أمور مهمة على مستوى العالَم فكراً و قولاً .. و ذلك يكون بالآتي :

1. تنمية النواحي الفكرية و الجمالية و الروحية.
2. التعبير عن طريقة معيشة الشعوب أو المجموعات خلال فترةٍ من الفترات.
3. جميع الأعمال و الممارسات الخاصة بالنشاط الفني و الفكري.

ثالثاً : الثقافة و المجتمع في علم الاجتماع ..

يعتبر مفهوم الثقافة من أكثر المفاهيم جدلية بين علماء الاجتماع؛ حيث وضع العلماء تعريفات متعددة لمفهوم الثقافة، و كان أهم ما ترتكز عليه هذه التعريفات أنّ الثقافة هي محصلة القوانين و الأعراف التي تحكم مجتمعاً معيناً .. و منها .. العادات و التقاليد و الفنون و المعايير الاجتماعية و الموروث الثقافي المادي، و لعل أهم ما يميز ثقافة مجتمع ما .. هو .. أنها تنتقل من جيل إلى جيل؛ هذا ليس بالمفهوم البيولوجي و إنما بالتلقين و التربية من خلال المؤسسات المجتمعية التي يتعرض لها الفرد منذ ولادته .. كالأسرة و المدرسة و الجامعات و المساجد.

أما المجتمع .. فيمكن القول بأنه مجموعة من الناس تعيش على مساحة جغرافية محددة تجمع بينهم عوامل مشتركة كالثقافة أو الدين و لهم أهداف و مصالح مشتركة .. لأن المجتمع يتكون بشكل عام من شرائح اجتماعية متعددة تعتمد على التقسيم الطبقي أو الديني أو الجنسي و العديد من التقسيمات الأخرى .. إلا أن هذا لا ينفي مصالحهم و تطلعاتهم المشتركة.

رابعاً : العلاقة بين الثقافة و المجتمع في علم الاجتماع ..

من التعريفات السابق ذكرها للثقافة .. نستخلص مدى صعوبة الفصل ما بين الثقافة و المجتمع؛ إذ إنهما متكاملان .. فلا وجود للثقافة من الأصل لولا وجود مجتمعات تتبناها، و لا وجود لمجتمعات دون ثقافة تنظمها؛ إذ إنها تتحول إلى غابة، و أبسط مثال على ذلك اللغة .. حيث تعتبر اللغة المكون الأول للمجتمعات؛ بل الموروث الثقافي الأهم لأي مجتمع و لولا وجود اللغة لانعدمت أهم وسيلة اتصال بين الناس في المجتمع، و لذلك فإن أي محاولات للفصل ما بين المفهومين ستذهب سُدى .. كما هو حال الإنسان إذ يتأثر بعوامل خارجية؛ كذلك أيضاً الثقافة و المجتمع تتعرضان اليوم للعديد من التحديات، و لعل أبرز التحديات هو تحدي العولمة؛ الأمر الذي أفقد المجتمعات خصوصياتها الثقافية .. حيث بدا العالم كقرية صغيرة مفتوحة على بعضها، مما جعل الكون يبدو كأنه ثقافةً واحدة، و بالتالي شعور الإنسان نفسه في حالة اغتراب عن مجتمعه؛ فمن ناحية يخضع لمنظومة ثقافية و اجتماعية على أرض الواقع، و منظومة ثقافية و اجتماعية مختلفة على وسائل التواصل الاجتماعية من ناحيةً أخرى .. و من هنا يأتي دور كل دولة في تحديد ما يتناسب مع ثقافتها و معاييرها و أخلاقياتها لتعمل متكاتفة للتصدي لكل ما هو دخيل عليها و لا يناسبها حفاظاً منها على أمنها القومي .. دون التعرض لحقوق المواطن المتعلقة بخصوصياته و حياته.

خامساً : أنواع الثقافة ..

1. الثقافة العامة .. هي مجمل الآداب و الفنون و العلوم في الإطار العام الخاص بها.
2. الثقافة الوطنية .. هي كل ما يرتبط بحضارة الوطن و يميزها عن غيرها من فن و أدب و علوم و عادات و تقاليد.
3. الثقافة الأساسية .. هي مجموع الصفات الثقافية المتواجدة في زمان و مكان معينين.
4. الثقافة المهنية .. هي الثقافة التي يهتم بها من هم على درجةٍ عاليةٍ من التمدن أو التعليم.
5. الثقافة الشعبية .. هي التي تميِز شعباً عن غيره بامتثالها لعادات و تقاليد و أشكال تنظيمية خاصة بها.
6. الثقافة المضادة .. هي التي تُعبر عن اتجاه ثقافي يحاول أن يحل محل الثقافة التقليدية المألوفة.

سادساً : خصائص الثقافة ..

عادةً ما يحصل الفرد على الثقافة من المجتمع كونه فرداً منه؛ حيث إن العيش في المجتمع من دون العلاقات الاجتماعية و التواصل و تبادل الخبرات سيكون مستحيلاً .. و بهذا فإن الثقافة حقل شامل و معقد؛ فهي تشمل مثلاً أسماء المقابر المتعارف عليها، و أسماء الآلات و المحركات، و الحركات الاجتماعية مثل المصافحة باليد، أو الإيماءةِ باليد من بعيد.

إذاً الثقافة مكتسبة و ليست فطرية؛ بل يتعلمها الأفراد بانتقالها من جيل إلى جيل؛ كما أنها تراكُمية؛ حيث إن عناصر الثقافة تتراكم بانتقالها و توارثها بين الأجيال.

الثقافة تشتمل على العناصر المادية و المعنوية .. و ترتبط هذه العناصر مع بعضها بشكل عضوي .. فمثلاً .. النظام السياسي يتأثر بالنظام الاقتصادي و بالعكس، و يتأثر النِظام التعليمي بالنظامين السابقين .. كما أن العادات و التقاليد تؤثر في أنظِمة الأسرة مثل الزواج و الاحترام المتبادل بين الكبير و الصغير، و أي تغير في أحد هذه الأنظمة يتبعه تغير في أسلوب المعيشة.

بهذا فإن عناصر الثقافة تنتقل بالاحتكاك بين الأفراد و المجتمعات؛ بحيث يؤثر المجتمع ذو الثقافة الأقوى و الأفضل على المجتمعات الأخرى.

سابعاً : فوائد العمل على ترسيخ مفهوم الثقافة لدى المجتمع ..

1. تهيئة العيش الكريم للأفراد مع إكسابهم الشعور بالوحدة المتماسكة.
2. إشباع حاجات الأفراد البيولوجية من خلال إمدادهم بأنماط سلوكيّة مشتركة.
3. إتاحة سبل توطيد الأواصر و التعاون بينهم، و القدرة على التأقلم مع المواقف التي تواجههم في حياتهم.
4. تسهيل سبل و وسائل التفاعل و التواصل الاجتماعي بين الأفراد.
5. الحد من أسباب الصراع أو الاضطراب.
6. يدفع الفرد إلى تأدية الدور التربوي المنوط به.
7. خلق حلول مناسبة للمشكلات التي تشكل عائقاً في وجه الأفراد.

أخيراً .. لا يمكن إنكار دور الثقافة و المثقفين في بناء و تطوير الوعي العام للمجتمعات، و لكن في نفس الوقت لا يجب تحميلهم أكثر مما يحتملون؛ حيث أن الجهود الرامية إلى التقدم هي جهود جماعية .. يحمل مسؤوليتها المثقف و السياسي و التاجر .. بالإضافة إلى العمال و أرباب العمل، و كذلك كل أفراد المجتمع .. لتأتي المنتجات الثقافية كتعبير عن تلك النهضة التي أحدثها المجتمع في بنيته.

لأن الثقافة من أحد أركان الحضارة؛ إذ تُشكل الركن المعنوي فيها، و تشمل كافة الجوانب غير المادية و المتمثلة في العقيدة و القيم و الأفكار و العادات و التّقاليد و الأعراف و الأخلاق و الأذواق و اللغة، و غيرها من الجوانب الأخرى التي تختص بها أمّة معينة عن غيرها من الأمم، و تظل الثقافة على الدوام تمد شخصية كل أمة بما يميزها، و يمنحها في الوقت نفسه القوّة و البقاء و الاستمرارية.

أما الجوانب المادية للثقافة هي كل شيءٍ يساهم في بناء الحضارة .. كالمباني و المنشآت الصناعية و التجارية و وسائل النقل و المواصلات و المنازل .. و غيرها من الأشياء الأخرى التي يستعملها الإنسان في حياته؛ كما أن الثقافة تتميز بالعمومية؛ فهي ملك لجميع البشر؛ لذلك تشكل الثقافة روح الحضارة .. بينما تشكل الجوانب المادية لها مادتها الطبيعية.

ختاماً ..

إننا لو قصدنا بكلمة ثقافة .. الحصول على مستوى معين من التأهيل العلمي .. فسنجد شريحة عريضة من المجتمع يمكن أن توافق القصد.

أما لو قصدنا بالثقافة .. معرفة شيء عن كل شيء، و كل شيء عن شيء؛ فإن الدائرة ستضيق كثيراً.

لكن لو أدرنا بكلمة ثقافة .. القدرة على التوفيق بين ما لدينا من تراث عظيم و ما نعاصره من حضارة مذهلة مع الاستيعاب الكامل له و معرفة كيفية التعامل معه و الاستفادة منه و التفاعل مع الواقع المعاش و البيئة المحيطة بصورة متزنة دون إفراط أو تفريط .. فما يكون حال الدائرة حين ذاك ..؟

إذاً .. بالعلم و التعلم نبلغ مراد و مفهوم و معاني؛ بل حتى مضمون أي شيء من حولنا دون المساس بجوهرنا الأصيل .. فلنرتقي بالثقافة في أجمل حُللها .. من أجل غدٍ مشرق .. تعم بهجته و سروره على الجميع.

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -