![]() |
تقنيات البحث السوسيولوجي |
تقنيات البحث السوسيولوجي ذ عمار حمداش
برز يشكل واضح طموح السوسيولوجيا في ان تتأسس كمعرفة علمية منذ أن تم وضع الصيغة الأولى لتسميتها من طرف اوغست كونط، أي الفزياء الاجتماعية. وإذا كان هذا الطموح قد هدف إلى شيئ ما، فإنما إلى اتخاذ العلوم الطبيعية نموذجا لبناء الحقيقة في هذا الحقل المعرفي الإنساني المتخصص والناشئ الذي هو علم الاجتماع، بما تعنيه هذه الحقيقة من دقة وموضوعية وقدرة على التنبؤ وإمكانية التطبيق العملي لنتائج هذه المعرفة، وبما تعنيه كذلك من امتلاك امناهج محكمة وتقنيات بحث موثقة وذات مصداقية، وبما بعنيه كل ذلك من انتاج نظريات ومعارف ذات قيمة عملية.
وإذا كانت هذه الصيغة الوضعية لتاسيس المعرفة السوسيولوجية قد وجدت امتدادا لها في التنظيرات السوسيولوجية اللاحقة، وخاصة عند دوركايم اثناء دعوته للتعامل مع الموضوع الاجتماعي كما لو كان شيئا مادي، وتبعا لقواعد محددة برؤية منهجية عقلانية، حينما قال إن منهجيتنا تعتبر الوقائع الاجتماعية بمثابة اشياء... وهي من حيث طبيعتها غير قابلة للتعديل تبعا لرغبة الافراد، فإنه ينبغي التذكير بأن مراحل بناء المعرفة السوسيولوجية بكل روافدها ( التاريخ الاجتماعي والسياسي الاثنوغرافيا، الديموغرافية الاقتصاد السياسي ... ) قد عرفت مسارات متعددة من التفاعل ...
وإذا كانت هذه الصيغة الوضعية لتاسيس المعرفة السوسيولوجية قد وجدت امتدادا لها في التنظيرات السوسيولوجية اللاحقة، وخاصة عند دوركايم اثناء دعوته للتعامل مع الموضوع الاجتماعي كما لو كان شيئا مادي، وتبعا لقواعد محددة برؤية منهجية عقلانية، حينما قال إن منهجيتنا تعتبر الوقائع الاجتماعية بمثابة اشياء... وهي من حيث طبيعتها غير قابلة للتعديل تبعا لرغبة الافراد، فإنه ينبغي التذكير بأن مراحل بناء المعرفة السوسيولوجية بكل روافدها ( التاريخ الاجتماعي والسياسي الاثنوغرافيا، الديموغرافية الاقتصاد السياسي ... ) قد عرفت مسارات متعددة من التفاعل ...
أول خطوات البحث السوسيولوجي تتطلب من الباحث :
- استكشاف الموضوع وإخراجه من التفه المعهود وإبعاده عن العموميات التي لا تعين ولا تحدد قضية او مشكلة أو ظاهرة اجتماعية ( الاسرة مثلا أو الجريمة... )
- تحديد بواسطة مقولات معرفية مستمدة من الرصيد المعرفي للباحث ومرتكزة على التصورات النظرية لميدان تخصصه.
- الاهتمام ببعد من ابعاده، أو بأحد مكوناته؛ والعمل على موقعته في الزمان والمكان ...
- توضيح الهدف من دراسته والغاية المتوخاة من وراء نتائجه معرفية كانت ونظرية، أم علمية.
- استخرج قضيته المركزية وبناء التساؤلات المترجمة لإشكاليته
- وضع الفرضيات الموجهة للبحث، قد يكون مطلوبا فحص الموضوع المدروس انطلاقا منها. فحينما لا نعرف كيف نبحث عن الشيء فإننا لا نعرف ما الذي سنعثر عليه.
- استخراج المتغيرات المترجمة للمقولات والمفاهيم المحددة للموضوع في مؤشرات ومعالم قابلة للمراقية والفحص.
- تحديد مواصفات المجتمع الدراسي واقتراح عينة للدراسة بما يتلاءم مع المتغيرات والإشكالية والهدف المرسوم للدراسة.
- التعرف على اخطاء وصعوبات الإجراءات المنهجية للدراسات المماثلة .
مع أهمية الاشارة إلى ضرورة انجاز استطلاعات ميدانية تساهم في ضبط وإغناء الخطوات جميعها سواء تعلق الأمر بإبراز جوانب إضافية من الموضوع، أو العمل على المزيد من ضبطه وتحديده، او تدقيق أهدافه وتساؤلاته وفرضياته، أو إدخال متغيرات جديدة وبالتالي تعديل مجتمع أو عينة الدراسة ... مع أهمية الإشارة كذلك إلى وزن التوجيهات النظرية والمنهجية المرتبطة بالموضوع أو بالرصيد السوسيولوجي ككل
إنها معرفة سوسيولوجية انعكاسية كما يسميها بيير بورديو . يكون الباحث على وعي بكل لحظاتها، هذا فضلا عن كون بعض ميادين علم البحث تقتضي الاستطلاع الميداني المباشر للتعرف على مجال الدراسة واهله قبل تحديد الموضوع وبناء إشكاليته ووضع فرضياته واختيار هذه التقنية أو تلك لإنجاز البحث كما لاحظ ذلك لفي ستروس وهو ما يفيد معنى اساسيا بالنسبة للبحث العلمي عموما، إنه المرونة المنهجية المعبرة عن قابلية الباحث التفاعل مع مسار البحث حسب الخصوصيات والشروط المؤطرة لعملية البحث.
مرحبا بك في بوابة علم الاجتماع
يسعدنا تلقي تعليقاتكم وسعداء بتواجدكم معنا على البوابة