أخر الاخبار

من هو عبد الرحمن بن خلدون ؟

من هو عبد الرحمن بن خلدون ؟

عبد الرحمن بن محمد بن خلدون (1332-1406)

هو المؤسس الأول لعلم الاجتماع، ولد في تونس من أسرة يرجع أصلها إلى مدينة أشبيلية بالأندلس ودرس كافة العلوم السائدة في عصره كما شغل كثيراً من المناصب الحكومية وقام بكثير من الرحلات في الشرق والغرب وعمل في الحقل السياسي لدى كثير من أمراء الأندلس وبلاد المغرب ثم أقام بمصر من سنة 1382 حتى قبل وفاته سنة 1406، وتولى فيها كثير من الوظائف في التدريس والقضاء وأهم مؤلفات ابن خلدون مقدمته في التاريخ واسمها بالكامل كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر؛ ولقد عرض في هذه المقدمة أهم آرائه الاجتماعية ولنتناول هذه الآراء.

بوادر علم الاجتماع عند بن خلدون 

يقول ابن خلدون بصدد علم الاجتماع، أننا ننظر في الاجتماع البشري الذي هو العمران ونميز ما يلحقه من الأحوال لذاته وبمقتضى طبعه أو ما يكون عارضاً لا يعتد به وما يمكن أن يعرض له، ويقول أيضاً وكأن هذا علم مستقل بنفسه فإنه ذو موضوع وهو العمراني البشري والاجتماع الإنساني؛ وذو مسائل وهي بيان ما يلحقه من العوارض والأحوال لذاته، واحدة بعد الأخرى وهذا شأن كل علم من العلوم وضعياً كان أم عقلياً, ثم يقسم كتابه إلى ستة فصول تستوعب تقريباً كل فروع الاجتماع المعروفة عند الاجتماعيين المحدثين وهي على التوالي، فى العمران البشري وأصنافه، وفي العمران البدوي، والأمم الوحشية وفي الدول والخلافة والملك وفي العمران الحضري والبلدان والأمصار، وفي الصنائع والمعاش والكسب وفي العلوم واكتسابها وتعلمها وهي تقابل عند المحدثين علم الاجتماع العام والأنثروبولوجيا والاجتماع السياسي، والاجتماع الحضري, والاجتماع الصناعي, والاجتماع التربوي.

تعريف التاريخ عند بن خلدون 

ويُعرف ابن خلدون التاريخ تعريفاً اجتماعياً فيقول عنه: "يهدف التاريخ إلى إفهامنا الحالة الاجتماعية للإنسان, أعنى الحضارة ويهدف كذلك إلى أن يعلمنا الظواهر التي ترتبط بهذه الحضارة وإلى معرفة الحياة البدائية وتهذيب الأخلاق وروح الأسرة والقبيلة".

ونجد أن موضوع "العلم الجديد لابن خلدون هو العمران"؛ أي الحياة الاجتماعية للبشر في جميع ظواهرها, وفي الأدب تترجم كلمة العمران بكلمة "المدنية"، أو "الحضارة"، والمعنى التاريخي الاجتماعي المعاصر لاصطلاح "المدنية" الذي يعني المقومات الاجتماعية والسياسية والثقافية للمجتمع في طور محدد لا يطابق ذلك المحتوى الذي وضعه ابن خلدون للعمران, ولا يوافق مفهوم اصطلاح "الحضارة"، لأن العمران ليس نتيجة, ولكنه نفس العملية الخاصة بالنشاط الحيوى للمجتمع.
والترجمة الحرفية للاصطلاح هى "الحياة الاجتماعية "، وهي في رأينا أكثر مطابقة لمفهوم العمران عند ابن خلدون, ولكن مفهوم "الحياة الاجتماعية" نفسه متعدد المعاني إلى درجة كبيرة، وهو يأخذ معنى واحد فقط في متن النص الذي يحدد المضمون الأساسى للاصطلاح.

العمران عند ابن خلدون 

ويصل ابن خلدون إلى تحديد كلمة العمران في "المقدمة" بالشرح المباشر لمعنى الاصطلاح، فالعمران "هو التساكن والتنازل للأنس بالعشيرة, واقتضاء الحاجا، لما في طباعهم من التعاون على المعاش ".
وبهذه الصورة, فالحياة الاجتماعية عند ابن خلدون تعتبر – أولا وقبل كل شيء – عملاً جماعياً إنتاجياً للبشر, مشروطاً بالاحتياجات المادية، وجميع الظواهر الباقية لحياة المجتمع " في الملك، والكسب والعلوم, والصنائع " تدخل في مفهوم العمران، ولكنها لا تحدد فكرته التي اجتمعت وتشابكت لكي تشكل اتجاهه الفكري وتبرر اهتمامه بعلم الاجتماع الإنساني، فمن الواضح

  •  أولاً : أنه لم يكن مفكراً متأملاً منعزلاً عن الواقع الاجتماعي السياسي، وإنما كان فكره يمثل انعكاساً لتجارب سياسية اجتماعية واسعة النطاق, ومن الواضح
  •  ثانياً : أنه كان رجل علم وعمل في الوقت ذاته، بل لا نبالغ في القول بأنه كان يوظف علمه وفقهه في خدمة العمل السياسي, ومن الواضح
  •  ثالثاً : أنه يعتد بخبرة الواقع, بمعايشة الحياة الاجتماعية للقبائل والعشائر والجماعات الاجتماعية والسياسية المختلفة، ويعتبر هذه " الخبرة الواقعية " مصدراً رئيسياً من مصادر المعرفة. ومن الواضح
  •  رابعاً : وأخيرا أن مفاهيم العمران البشري والسياسة التي ناقشها ابن خلدون كانت مفاهيم مشتقة من الإطار الأشمل للفكر الإسلامي، الذي اهتم به وانتمى إليه.


♡ إدعمنا بمشارك المنشور مع المهتمين . شكرا
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -