أخر الاخبار

نظرية التبادل الاجتماعي

نظرية التبادل الاجتماعي pdf
نظرية التبادل الاجتماعي

نظرية التبادل الاجتماعي

مقدمة : 
ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﺘﺒﺎدل اﻻجتماعي هي نظرية  جاءت ﻛﺈﺣﺪى الاتجاهات اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ التي ﺗﺒﻠﻮرت نهاية الخمسينيات ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ، ﻧﺘﻴﺠﺔ لما ﻧﺸﺄ ﻣﻦ رأي ﺣﻮل إخفاق اﻟﺒﻨﺎﺋﻴﺔ اﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ ﰲ قراءتها ﻟﻠﻮاﻗﻊ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ. ﻛﻨﻈﺮﻳﺔ ﺗﻌﻜﺲ اﻟﻮاﻗﻊ اﻻمبرﻳﻘﻲ (ﺑﺪراﺳﺎت تجريبية ) وﺗﻔسير اﻟﺴﻠﻮك الإنساني في ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت مختلفة .

 ﻓﺠﺎءت محاوﻟﺘﻬﺎ الاولى في مجموعة اﻻﻓﻜﺎر اﻻﺳﺎﺳﻴة واﻟﺬي ﻳﺘﻤﺜﻞ ﺑﻌﻀﻬﺎ في  أن اﻟﻨﺎس في ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، إنما ﻳﺘﺒﺎدﻟﻮن انماط اﻟﺴﻠﻮك. ﻟﺘﻌﺘﻤﺪ في ﺗﻔﺴﲑﻫﺎ ﻟﻠﺴﻠﻮك ﻋﻠﻰ ﻋﻮاﻣﻞ ﺳﻴﻜﻮﻟﻮﺟﻴﺔ بحتة  ﺗﺮﺗﺒﻂ في ﺑﻌﺾ ﻣﻀﻤﻮنها ﺑﻌﻮاﻣﻞ ﺑﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ، وﺟﺎءت بمحاولات ﻻﺣﻘﺔ في تجاوز اﺧﺘﺰال اﻟﺴﻠﻮك اﻻنساني في اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺴﻴﻜﻮﻟﻮﺟﻴﺔ (اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ) ﺑﺎرﺗﺒﺎط اﻟﺴﻠﻮك  ﺑﺎﻟﺒﻨﺎء اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ وﻫﺬا ﻣﺎ ﻗﺎل ﺑﻪ "بيتر ﺑﻼو".

 وﻟﻘﺪ ﻧﺒﻌﺖ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﻣﺼﺎدر ﻣﻌﺮﻓﻴﺔ ﻣﺘﻌﺪدة في أهمها:
 آدم سميث 
  •  ﺑﻌﺾ اﻓﻜﺎر وافتراضات ﻣﻔﻜﺮي اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻲ بما في ذﻟﻚ ﻣﺒﺪأ المنفعة ، وﺧﺎﺻﺔ ﻣﺎ ﺗﻀﻤﻨﺘﻪ ﻛﺘﺎﺑﺎت آدم سميث Adam Smmith و رﻳﻜﺎردو Ricardo.
  • ﻫﺬا ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ ﻟﻠﻈﺮوف اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ التي ﺻﺎﺣﺒﺖ اﻟﺜﻮرة اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ وﻣﺎ ﺗﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ تغيرات، ﻛﺈﺗﺴﺎع ﻧﻄﺎق اﻟﺘﺠﺎرة وازدﻫﺎر المشروعات اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ، وﻇﻬﻮر اﻟﻨﺰﻋﺔ اﻟﻔﺮدﻳﺔ.
  •  ﻛﻤﺎ ﻳﺮﺟﻊ ﻓﻜﺮ اﻟﺘﺒﺎدﻟﻴﺔ الى الانثربولوجيا أيضا شملت دراﺳﺎتها نماذج وأﻓﻜﺎر ﻋﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺒﺎدل ووﻇﺎﺋﻔﻬﺎ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، وارﺗﺒﺎط ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺒﺎدل ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ والحاجات اﻟﻔﺮدﻳﺔ، وﺗﻨﻈﺮ اﻻنثرﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺎ  إلى المجتمع ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻩ ﺷﺒﻜﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺒﺎدﻻت المنظمة ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﻌﻴﺎر تبادلي  .

في نظرية التبادل الاجتماعي؛ يعد الفرد وحدة التحليل فيها والغرض الأهم فيها هو أن الحاجات والأهداف الخاصة هي المحرك الأساسي أو الدافع الرئيسي للأفراد.
وتعد المكافآت التي يحققها الأفراد في سلوكهم المتبادل حجز الزاوية لهذه النظرية ويعد (جورج هومانز)
جورج كاسبر هومانز
جورج كاسبر هومانز
من أهم المنظرين فيها، وأهم أعماله توضيح عناصر السلوك الاجتماعي التي تشتمل على "النشاطات أي الحركات والأفعال التي يقوم بها الأفراد، والتفاعل أي الأنشطة المتبادلة بين الناس نتيجة الدافعية، والعواطف أي الحالة الداخلية لجسم الفاعل ويمكن الاستدلال على العواطف من خلال نفحات الصوت أو تعبيرات الوجه أو حركات الجسم". وإن عملية التبادل هي عملية مواءمة وتوافق ومشاركة في القيم والمعاني، والناس وفقاً لهذه النظرية ينبغي أن يأخذوا ما يمكنهم من الآخرين الحصول عليه من إطار علاقة معينة من خلال إعطاء هؤلاء الآخرين ما يطلبونه، وهم قادرون على مكافآت وعقاب بعضهم البعض، وحتى يحققوا التكيف فإنهم يجدون أنفسهم في مواقف تبادلية  .
 و ترجع جذور هذا الفكر الى الاتجاهات الفكرية في علم الاقتصاد وعلم النفس ورافده الاصلي هو اتجاه المنفعة في علم الاقتصاد الذي ظهر في بريطانيا عند ادم اسميث وديفيد ريكاردو وجون ستيورت  و جيرمي بنثام . واساس هذا الاتجاه هو ( ان خير الانظمة هي التي تاتي باعظم قدر من الفائدة والرفاهية والحرية لاكبر عدد من الناس )
وتعد نظرية التبادل الاجتماعي في وقتنا الحالي من ابرز الاتجاهات النظرية في علم الاجتماع . حيث يمكن استخدام تصورات هذه النظرية لتفسير بعض الظواهر الاجتماعية واهمها :
عدم المساواة بين الناس في المجتمع ، وقيام السلطة ، والصراع الاجتماعي

المفاهيم الاساسية في نظرية التبادل الاجتماعي

 يرى (ريتشارد اميرسون ) ان اهم المفهومات الاساسية التي تستخدم في نظرية التبادل الاجتماعي والتي تعبر عن اهم القضايا التي تثيرها هذه النظرية هي :

  •  مفهوم الفاعل ACTOR، 
  • وعلاقة التبادل EXCHNGE relation ، 
  • والقيمة value ، والمكافأة reward  ، والبدائل aiternatives ، 
  • والتكلفة cost  ، والاعتماد dependence ، 
  • والتوازن ، والقوة ، والفوائد ، والموارد والمصادر .

وتتضمن نظرية التبادل الاجتماعي بعض القضايا او الافتراضات الاساسية حول طبيعة الانسان وطبيعة المجتمع وكيفية ادائه لوظائفه .
ومن حيث طبيعة الانسان ترى هذه النظرية ان الانسان يتصرف بشكل منطقي وعقلاني، فكل انسان يضع امامه مجموعة من الاهداف ويحدد لنفسه اكثر الوسائل كفاءة لبلوغ هذه الاهداف، ويضع الانسان غيره من اعضاء المجتمع في اعتباره اثناء سعيه لتحقيق اهدافه، حيث ان هؤلاء الاعضاء يؤثرون او حتى يتحكمون في عملية سعي الانسان اتحقيق اهدافه. وهذا الموقف هو الذي ينتج العلاقة الاساسية للتبادل، ويصبح السلوك بهذا المعنى سلوكا اجتماعيا، كما يتخذ السلوك شكل شكل التبادل، حيث ان الاشخاص الاخرين الموجودين في الوسط الاجتماعي يملكون المصادر او الموارد المختلفة ومن ثم فاننا نتبادل القيود بالسلع والعمل بالنقود ، كما نتبادل المشاعر والعواطف ويجد الناس انفسهم دائما في مواقف اجتماعية تبادلية، حيث يتبادلون السلوك والخدمات ويتبادلون الدعم العاطفي والانفعالي .
طرق البحث في  نظرية التبادل الاجتماعي
البحث في نظرية التبادل الاجتماع

طرق البحث في  نظرية التبادل الاجتماعي

هناك ثلاث طرق استخدمها العلماء في عملية البحث والدراسة من خلال هذه النظرية
  1. الطريقة الاولى- الملاحظة المباشرة :وهي مراقبة سلوك اعضاء عملية التبادل الاجتماعي بشكل مباشر دون وجود واسطة وتسجيلها بدقة حسب برنامج متضمن اهداف واضحة لهذه المراقبة الموجودة .
  2. الطريقة الثانية – المختبرات النفسية :المتكونة من اجهزة الكترونية وكهربائية لرصد سلوك اعضاء الجماعة التجريبية الخاضعة للمراقبة المباشرة
  3. الطريقة الثالثة – ملاحظة سلوك طيور الحمام التي قام بها (جورج هومنز )حيث بدا بتقديم حبوب الطعام الى الحمام كمحفز للسلوك الغريزي لها من اجل معرفة رغبتها في الطعام (كمكافاة ) وعلاقة ذلك باندفاعها في ممارسة سلوك اخر ومعاقبتها بواسطة حرمانها من تقديم هذه الحبوب عند عدم استجابتها لبعض متطلبات تجربته .

كيف يؤدي المجتمع وظائفه وفق تصور هذه النظرية 

يرى اصحاب هذه النظرية ان الحقيقة يجب ان نبحث عنها في الفرد وليس في المجتمع . وتتخذ هذه التبادلات بمرور الوقت شكل التنظيمات الاجتماعية المعقدة كالجامعات والشركات والمؤسسات ، وفي هذا الصدد يذكر (سكدمور ) ان الفرد يمثل وحدة التحليل الاساسية في نظرية التبادل الاجتماعي فالفرد هو الوحدة التي تتم ملاحظتها للتعرف على طبيعة النظام الاجتماعي وعلى الرغم من ان الفرد الفرد يمثل نقطة البداية في نظرية التبادل ، الا ان النظرية لا تستمر في تركيزها على ملاحظة الفرد ، بل تتنقل الى محاولة فهم طبيعة الجماعات .

وتقوم نظرية التبادل الاجتماعي على اساس ان الافراد يتفاعلون مع بعضهم البعض نظرا لانهم يحصلون عن طريق هذا التفاعل على بعض المكافات الاجتماعية فالافراد يستمرون في علاقاتهم الاجتماعية طالما ان هذه العلاقات تحقق لهم بعض الفائدة التي تفوق التكلفة التي تترتب عليها .

وتشير التكلفة الى بعض الاعتبارات او العوامل السلبية مثل التعب او القلق او كل ما نحاول تجنبه، كما تسير المكافات الى اى شيء نتحمل التكلفة من اجل الحصول عليه ، اما الارباح فهي ناتج طرح التكاليف من المكافات / وفي الواقع نحن لا نتبادل النقود والاشياء المادية فقط بل نتبادل ايضا الخدمات الاجتماعية والعواطف والامن والنفوذ والمعلومات .

كما تذهب نظرية التبادل الاجتماعي الى ان الناس يتفاعلون بطريقة عقلانية ورشيدة بالاضافة الى انهم معتمدين على بعضهم البعض في تحقيق اهدافهم .
و تشير هذه النظرية الى ان التبادل لا يقتصر على التعامل المادي في السوق الاقتصادي ، بل ان الافراد قد يتبادلون مع بعضهم اشياء غير مادية مثل المشاعر والخدمات  .

بعض دراسات رواد نظرية التبادل الاجتماعي

الدراسة الأولى

اجرى الاستاذ جمس فريزر دراسة لنظام الزواج في مجتمع ابور جنالس في استراليا الذي اوضح فيه نظام الزواج بين ابناء العم ، ولماذا يفضل افراد هذا المجتمع ذلك النوع من الزيجات وخاصة زواج ابناء العم من بعد الدرجة الاولى ويحرم الزواج من ابناء العم من الدرجة الاولى .

وقد استخدم فريزر تفسيرات اقتصادية مبنية على المنفعة في توضيح هذا النمط من الزواج في هذا المجتمع . ولاحظ ان عامل الملكية يكون معدوما في هذا المجتمع . فعند الزواج لا يتطلب من الفرد ان يكون مالكا لثروة مالية او مادية ، بل يشترط ان يكون لديه اخوات او بنات لكي يستطيع ان يتزوج لانه لا يستطيع ان يحصل على زواجه مالم يقدم امراة مكانها لدى لتك العائلة التي اخذ منها زوجته . ان هذه العملية تحل مشكلة الملكية الفردية في نظام الزواج التي تتطلب فقط مبادلة امراة بامراة ولا يشترط تكافؤ الملكية في عملية التبادل. فانعدام الملكية في هذا المجتمع والرغبة في الحصول على الزواج يفسر نظام الزواج في هذا المجتمع ، وفي ضوء هذه المعلومات يستنتج فريزر ما يلي :
  • ان المراة في مجتمع ابوي خالص تتمتع بقيمة اقتصادية وتجارية عالية
  • الرجل الذي لديه عدة بنات او اخوات يكون ثريا
  • الرجل الذي ليس لديه اخوات او بنات يكون فقيرا وقد لا تتاح له فرصة الزواج
  • الرجل المسكين تكون لديه فرصة عديدة في عملية التبادل في ظل هذا النظام
  • يكون الشاب في هذا المجتمع ليس لديه فرصة التبادل لعدم وجود بنات او اخوات سابقات
  • استمرار هذه العملية اصبحت نظاما اجتماعيا سائدا في المجتمع
  • تبادل النساء بين الاقارب يؤدي الى المحافظة على نفوذ وقوة العائلة ضمن اطارها وعدم خروجه .
برونيلا مالينوفسكي
برونيلا مالينوفسكي

الدراسة الثانية :

قام بها العالم برونيلا مالينوفسكي في حلقة الكولا في مجتمع بروبرياند واتي تقع عند الطرف الشرقي لغانا الجديدة ، وهذه الحلقة عبارة عن مجموعة من الافراد يقومون بتبادل العلاقات الاجتماعية من خلال تبادل سلع بسيطة فيما بينهم وهي القلائد والاساور . فينقسم اعضاء هذه الجناعة الصغيرة الى قسمين حسب امتلاكهم للقلائد او الاساور ، تبدأ المجموعة الاولى بتقديم القلائد للمجموعة الثانية وتقوم المجموعة الثانية بتقديم الاساور للمجموعة الاولى ، ومن خلال تبادل هذه القطع المادية البسيطة تبنى علائق اجتماعية متينة بين جماعات الكولا .
 وهذه العملية تكون خالية من عنصر المنفعة الاقتصادية او المادية ، بل الهدف منها اقامة علائق اجتماعية فقط لا تنتهي بانتهاء عملية التبادل فقط بل الهدف منها اقامة علاقة مستمرة ودائمة . ان دراسة مالينوفسكي لهذه الظاهرة استهدقت التمييز بين السلع الاقتصادية والرموز الاجتماعية التي تختفي وراء الاساور والقلائد ،
واستخلص مالينوفسكي من دراسته ما يلي :
  • ان عملية التبادل التي تحصل في حلقة الكولا تعني اشباع حاجات اجتماعية اساسية لبناء علاقات اجتماعية
  • ان عملية التبادل هذه تقوم على عامل نفسي واجتماعي وليس اقتصادي
  • ان عملية التبادل  تتم بين فريقين من الافراد بشكل غير مباشر لكي تحافظ على شبكة العلاقات الاجتماعية او توسيعها داخل مجتمع التروبرياند .
  • تؤدي هذه العملية الى التماسك والتكامل الاجتماعي داخل المجتمع .

ابرز علماء نظرية التبادل الاجتماعي

1- بيتر بلاو : 

ولد بلاو في فينا واخذ شهادته الجامعية الاولى من كلية المهرست 1942م, ثم نال درجة الماجستير من جامعة كامبردج سنة 1942م, ثم نال الدكتوراه من جامعة كولمبيا, وكانت اهم اعماله العلمية ديناميكية البيروقراطية, والتبادل والقوة في الحياة الاجتماعية سنة 1964م, بناء المنظمات
اهتمام بلاو الرئيسي هو تحليل الاتحادات الاجتماعية, وكذلك العمليات التي تحكم هذه الاتحادات, والاشكال التي تشكلها, واعتبر ان العمليات الهامة في تلك الاتحادات مثل التبادل الاجتماعي, تبتدء عند الفرد أي عند مستوى الوحدات الصغراى وتتحرك نحو الوحدات الكبرى
اعتبر بلاو ان العمليات الاجتماعية الاكثر تعقيدا تتطور من عمليات بسيطة واعتبر ان انبعاث التنظيم الاجتماعي هو عملية استطرادية تبتدء بعمليات الوحدات الصغرى

2- برونزيلاو مالينوفسكي

يعتبر مالينوفسكي احد علماء الانثروبلوجيا كما يعتبر واحدا من اعلام الاتجاه الوظيفي الحديث, وله اسهامات متميزة لعل من اكثرها انتشارا النظرية الوظيفية للثقافة ثم نظريته في النظم والحاجات
حاول ان يوضح علم الاجتماع حيث اعتقد شانه شان علماء الاجتماع السابقين عليه ان التحولات السريعة التي يشهدها المجتمع في العالم الحديث تتطلب ضرورة وجود علم اجتماعي يكون ركيزة تستند عليها الهندسة الاجتماعية وان هذه الهندسة الاجتماعية لن تكون بدون وجود هذا العلم. ولقد اعترف مالينوفسكي بانه الى جانب هذا العلم الاجتماعي ينبغي ان ناخذ في الاعتبار كل المبادئ الاخلاقية ولهذا نراه يؤكد على ضرورة تطوير المنهج الملائم للعلم الاجتماعي
ويعتقد مالينوفسكي بانه لايمكن الاستغناء عن المنهج المقارن في علم الاجتماع   النظرية الوظيفية للثقافة
ولقد كان لتركيز مالينوفسكي على دراسة الواقع الذي يخضع للملاحظة المباشرة ومحاولة الكشف عن العلاقات المتبادلة بين الظواهر الموجودة بالفعل اثره الواضح في انكاره اهمية التاريخ في الدراسات الوظيفية ورفضه لفكرة المخلفات والرواسب الثقافية, فكل ثقافة اذن هي عبارة عن كل متكامل ومستقل بذاته كما ان كل عنصر فيها يؤدي دورا معينا ويساعد بطريق او باخر على اشباع احدى الرغبات البشرية الاساسية

3-ﻫﻮﻣﺎﻧﺰ ﺟﻮرج  Geiordg Homans :

  ﻳﻌتبر ﺟﻮرج ﻫﻮﻣﺎﻧﺰ ﻣﻦ بين ممثلي ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﺘﺒﺎدل اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، وﻳﺘﻀﺢ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل اﺳﻬﺎﻣﺎﺗﻪ اﻟﻌﺪﻳﺪة في مجال بحوث الجماعات اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، وﻟﻘﺪ ﺗﺄﺛﺮ ﻫﻮﻣﺎﻧﺰ ﺑﺄﻋﻤﺎل ﻛﻞ ﻣﻦ ﺑﺎرﻳﺘﻮ Parito وﻫﻨﺪرﺳﻮن Henderson، وﻛﺬﻟﻚ ﺗﺄﺛﺮﻩ ﺑﺒﺤﻮث ﺳﻜﻴﻨﺮ Skiner في علم النفس التجريبي  و يميز هومانز بين النسق الداخلي والنسق الخارجي فاما النسق الداخلي فهو عبارة عن سلوك الجماعة التفصيلي الذي يحدث استجابة لبعض المتطلبات الوظيفية ولكنه ناشئ في الوقت ذاته عن النسق الخارجي ويمثل استجابة له, على حين نجده يعرف النسق الخارجي بانه حالة النشاطات والتفاعلات والعواطف وما ينشا بينها من علاقات

4 - Alvin Gouldner  ﺟﻮﻟﺪﻧﺮ اﻟﻔﻴﻦ :

 اﺿﺎﻓﺔ اﱃ اﺳﻬﺎﻣﺎت ﻫﻮﻣﺎﻧﺰ وﺑﻼو، ﻇﻬﺮت إﺳﻬﺎﻣﺎت ﻵﺧﺮﻳﻦ ﺿﻤﻦ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﺘﺒﺎدل اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ آﻟﻔﲔ ﺟﻮﻟﺪﻧﺮ. وﻗﺪ عرف ﻫﺬا ﰲ  ﻛﺘﺎﺑﻪ "أزﻣﺔ ﻋﻠﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎع ﰲ اﻟﻐﺮب"، واﻟﺬي ﻛﺎن إﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﻛﺘﺎﺑﺎت راﻳﺖ ﻣﻴﻠﺰ ﻣﻦ أﻫﻢ ﻣﺼﺎدر اﻟﺜﻮرة ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻨﺎﺋﻴﺔ اﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ، وﻇﻬﻮر اﻻﲡﺎﻩ اﻟﺮادﻳﻜﺎﱄ ﰲ ﻋﻠﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎع ﰲ اﻟﻮﻻﻳﺎت المتحدة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ

نقد نظرية التبادل الاجتماعي

واجهت النظرية التبادلية الاجتماعية عدد من الانتقادات المختلفة فمنها ما كان نقدا اجابيا بناء ومنها ما كان نقدا مسلطا على سلبيات هذه النظرية .
 فمن الاجابيات التي قدمتها هذه النظرية

  1. قدم هذا الفكر  منحا جديدا وعصريا في التحليل الاجتماعي لعملية التبادل الاجتماعي وفسر مكونات هذه العملية بشكل سليم وخاصة في المجتمعات الراسمالية والصناعية 
  2. ابرز الجانب الاقتصادي للسلوك الاجتماعي الا انه لم يقدم الا بعض مفاهيم المذهب النفعي في علم الاقتصاد واستعمالها لبناء فكر جديد في ميدان علم الاجتماع 
 اما النقد السلبي الذي وجه لهذه النظرية فهو كتالي :
  1. استخدم في بداية مرحلته الاولى تقييم ظواهر اجتماعية درسها في مجتمعات بدائية صغيرة ثم عممها على المجتمع الانساني كافة بغض النظر عن مرحلة تطوره الاجتماعي والصناعي والفكري 
  2. فسر هذا الفكر التناقض والتماسك الاجتماعي من خلال زاوية المنفعة المتبادلة واهمل الزوايا الاخرى كالمشاركة والعقائد والوجدانية والفكر والمشاركة القومية 
  3. اهمل دراسة عملية التبادل الاجتماعي في المجتمعات الزراعية والتقليدية والاشتراكية والدينية .فهناك عوامل مؤثرة في هذه المجتمعات تختلف عن العوامل المؤثرة على عملية التبادل الاجتماعي في المجتمع الصناعي 
  4. لم يعط الفكر التبادلي اهمية بالغة لتاثير القيم الاجتماعية على اهمية التبادل الاجتماعي بل تعامل معها معاملة سطحية وبسيطة وكانها مفهوم جزئي 
  5. يرى الفكر التبادلي ان السلوك الاجتماعي موجه لخدمة اهداف شخصية وذاتية ويخضع بنفس الوقت لاعتبارات عاطفية غير عقلية وغير فكرية
  6. ان فكر التبادل الاجتماعي عبارة عن انعكاسات للعلائق النفعية داخل النظام الاجتماعي السائد في المجتمع العام 
اما الاستاذ بترم سلوكن فيقول ان فكر التبادل الاجتماعي عبارة عن انعكاس للعلائق النفعية داخل الجماعات الاجتماعية الصغيرة ولا يعكس لنا الغلائق النفعية داخل النظام الاجتماعي السائد في المجتمع العام .
بينما يقول الاستاذ جانثان ترنر في مجموعة انتقادات له
أ‌- ان فكر التبادل الاجتماعي عبارة عن مزيج من الافكار الاقتصادية والنفسية اكثر مما هي اجتماعية
ب‌- لم يهتم هذا الفكر بالجوانب العقلانية واثرها في تفسير السلوك الانساني ومدى تقويمه لسلوك الفرد
ت‌- يمزج هذا الفكرالتعميمات الاجتماعية مع المبادئ النفسية
ث‌- لم يحدد هذا الفكرحجم الجماعة الاجتماعية فقدتكون متالفة من شخصين وقد تكون مؤلفة من الاف الناس

نظرية التبادل الاجتماعي pdf

♡ إدعمنا بمشارك المنشور مع المهتمين . شكرا
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -