أخر الاخبار

النظريات السوسيولوجية المعاصرة - s2 pdf

النظريات السوسيولوجية المعاصرة - s2
محاضرات النظريات السوسيولوجية المعاصرة 
النظريات السوسيولوجية المعاصرة - s2 
pdf
  • الأستاذين يسني ياسين وعبد الفتاح الزاهيدي
  • الفصل الثاني 
  • الفوجين الأول والثاني
  • الجزء الأول

النظريات السوسيولوجية المعاصرة 

في حاضرنا ، لا أحد يشكك في علمية الفلك والفيزياء والكيمياء والبيولوجيا ولا أحد يستطيع التشكيك في حظوتها وما تقدمه للمجتمع من خدمات لكن في مقابل حظوة العلوم الطبيعية أو المادية ، تجد السوسيولوجيا المعاصرة صعوبة كبيرة في فرض نفسها كعلم ليس فقط بالنسبة للأخرين بل أيضا بالنسبة لعلماء الاجتماع أنفسهم .

 فالمؤلف الذي صدر سنة 2004 والمعنون ب " هل السوسيولوجيا علم ؟ يعبر بشكل كبير عن القلق الذي يمس بشكل عميق هذه الحرفة في ظل هذا الجو المليء بالشك ، الحديث عن النظريات السوسيولوجية لن يكون له معنى إذا لم تسائل القضايا الابستيمولوجية التي يطرحها علم الاجتماع لذا من الضروري هنا التسلح بفلسفة العلوم الاجتماعية وخاصة الابستيمولوجيا السوسوسيولوجية ، كما أنه لا يمكننا الاستغناء عن فلسفة العلوم وأهم مفاهيمها السوسيولوجيا وكمجال معرفي وبغض النظر عن صراعاتها الداخلية وتعارض تياراتها ، فهي تطالب دائما بضرورة النظر إليها كعلم .

فالسوسيولوجيا كعلم تهدف دائما إلى إنتاج معرفة مختلفة عن الإيديولوجيا و الأدب من أجل تحقيق الموضوعية غاية الموضوعية هي غاية مشتركة بين كل العلوم وهي مرتبطة بشكل كبير بمسالة المنهج وما يرتبط به من تفكير في التفكير السوسيولوجي و مساءلة طرق الاشتغال والنتائج المحصل عليها . لذا فالسوسيولوجيا يجب أن تمارس تمرين الابستيمولوجيا باستمرار وهو تمرين ضروري . بعد هذا المرور الأيستيمولوجي الضروري يمكننا أن ننتقل فيما بعد إلى إبراز كيف أن هذا العلم أخذ مع مرور الزمن الكثير من الأشكال النظرية.

 الابستيمولوجيا السوسيولوجية :

عندما ترتبط السوسيولوجيا بالابستيمولوجيا فنحن نسعى بالدرجة الأولى إلى مساءلة بناء المعارف السوسيولوجية والتحقق من مدى صلاحيتها . كيف يمكننا التمييز بين المعارف السوسيولوجية والمعارف التي لا تستحق ذلك ؟ مساءلة المعارف السوسيولوجية يمكن أن تتم من طرف الابستيمولوجيا تخصصا وحرفة . كما يمكن أن تتم من طرف " إبستيمولوجي " أي ذلك الشخص الذي جعل من فيلسوف متخصص في نظرية المعرفة كما يمكن أن تكون مهمة سوسيولوجي احس بحاجة إلى مساءلة ابستيمولوجية للمعرفة السوسيولوجية بما في ذلك تلك التي أنتجها هو نفسه ، حيث يمكن أن يعمل على تحديد معايير علمية بعض النتائج أو رصف طرق الوصول إليها .

 وهنا تظهر ملامح الابستيمولوجيا المزدوجة فهناك من جهة إبستيمولوجيا داخلية ومن جهة أخرى ابستيمولوجيا خارجية يعد Piaget من المفكرين الأوائل الذين حاولوا وضع تمييز بين الابستيمولوجيا الداخلية يمارسها السوسيولوجي ) والابستيمولوجيا الخارجية يمارسها الفيلسوف ) وقد أكد على ضرورة وأولوية الابستيمولوجيا الداخلية

اهمتام فلسفة العلوم بالسوسيولوجيا مرتبط بشكل كبير بتطور السوسيولوجيا السوسيولوجيا ورغم نقط ضعفها فهي حاضرة بقوة في الحقل المعرفي وستتمتع بعد الحرب العالمية باعتراف وطني ودولي كتخصص أكاديمي لا يقل أهمية عن باقي التخصصات الأخرى . 

كما سيلعب " طوماس كون " من خلال مؤلفه بنيات التطورات العلمية دورا كبيرا في إقحام الاجتماعي في الاهتمام الابستيمولوجي ، زد على هذا التطور الذي عرفته الحركات الاجتماعية في أوروبا وخاصة الانتقادات التي وجهت للعلم حيث سينظر إليه كوسيلة لإخضاع الناس خاصة من خلال ما سمي العقلانية البيروقراطية والسلطة التقنوقراطية كما أن الأقليات الثقافية الجديدة كالنسائيات والمثليون والإيكولوجيون سينظرون إلى العلم كتعبير و تجسيد لمصالح المجموعات الاجتماعية المهيمنة الابستيمولوجيا السوسيولوجية هي عبارة عن عمل انعكاسي وتحليل ابستمولوجي يمارسه السوسيولوجي نفسه فالسوسيولوجيا ومن أجل أن تثبت ذاتها كعلم قائم بذاته كان عليها أن تحدد موضوعها وطرق اشتغالها فالسوسلوجيا كان عليها التفكير في طرق تفكيرها وما إذا كان عليها محاكاة العلوم السابقة عليها ثم التفكير في التميز عليها

وكعلم مهتم بما هو اجتماعي فهي تعلم جيدا أن الأيديولوجي والسياسي من أبرز منافسيها سواء تعلق الأمر بالقوة المحافظة أو القوة الثورية الإبستمولوجيا السوسولوجية هي ممارسة يومية فهي وبخلاف الإبستمولوجيا العامة ليس لها برنامج بل السوسيولوجي دائما يتساءل ويبرر اختياراته النظرية والمنهجية وإن لم يفعل ، فالآخرون أي علماء الاجتماع سيذكرونه بذلك .

 هناك اليوم حذر ابستيمولوجي يواجه كل إنتاج معرفي سوسيولوجي إذن الايستيمولوجيا تقوم على اساس الانعكاسية فهي تسمح باخذ المسافة مع ما تنتجه كما تقوم على أساس مساءلة صلاحية وسيروات بناء المعرفة السوسيولوجية نشأة الابستيمولوجيا السوسيولوجية ستكون مع دوركايم في فرنسا وماكس فيبر وزمل في المانيا مع هؤلاء ستظهر أولى النصوص التي ستهتم بمسالة الموضوع والمنهج ومعايير علمية وصلاحية الخطاب السوسيولوجي النشأة ستعرف أيضا نشأة موقفين سوسيولوجيين لا زالا إلى حد اليوم يؤثران في السوسيولوجيا :

 النزعة الوضعية والنزعة الفردانية المختلفان في تحديد موضوع علم الاجتماع والمنهج العلمي الذي يجب اعتماده

فدوركايم يؤكد على اهمية المنهج التجريبي والسببية في علم الاجتماع لقد ركز هذا التوجه على ضرورة مرضعة الظاهرة الإنسانية وخاصة من خلال الاعتماد على التقنيات الكمية كالإحصاء لقد كانت النزعة الوضعية عند دروركايم متأثرة بشكل كبير باعمل كلود برنار النزعة الوضعية عند دوركايم ستعرف تطورا مهما خاصة مع حلقة فيينا ومدرسة كلومبيا التي ستجدد التحليل السببي من دون أن ننسى أعمال مارسيل موس .

 الموقف الألماني من هذا التصور الابستيمولوجي للسوسيولوجيا سينشا في سياق فلسفي وإيديولوجي مقاوم لهيمنة النزعة الوضعية ستسائل السوسيولوجيا التفهمية بشكل مغاير بعض المفاهيم الابستيمولوجية المعاصرة كالقانون والسببية والتجربة و التفسير التوجه الثاني يعمل على إدراج مفاهيم جديدة كالقصدية و علاقتها بالفعل وفهم الفعل ومدلولاته ومعانيه

بعد النشاة ستنتقل ابستيمولوجيا السوسوسيولوجيا إلى مرحلة النضج وستتزامن مع بداية مأسسة السوسوسيولوجيا في الولايات المتحدة الأمريكية . الإشكالات الايستيمولوجية لم تعد محصورة فقط في فرنسا والمانيا بل ستنتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية الإبستمولوجيا السوسيولوجية ستظهر اهتماما مزدوجا أولا سيكون هناك اهتمام بمناهج ذات طبيعة تقنية وليس فلسفية كما هو الحال في بداية القرن العشرين .

السؤال الأساسي هنا:  كان ما هي الطريقة الافضل لمقاربة الظواهر السوسيولوجية هل يكفي ملاحظتها ووصفها بدقة كما هو الحال بالنسبة لمدرسة شيغاغو أم من الأفضل كما هو الحال في علم النفس الاجتماعي البحث عن إنتاج أدوات قياس جديدة ؟

 ثانيا سنكون أمام اهتمام بالماركسية المدعومة بخطاب سياسي هذا الاهتمام ستجسده مدرسة فرانكفورت تاثير دوركايم سيمتد إلى السوسيولجيا الأمريكية خاصة مع لزارسفيلد لكن السوسيولوجيا الأمريكية لن تعتمد على المعطيات الرسمية كما هو الحال بالنسبة لدوركايم بل ستعمل على بلورة أدوات جديدة لجمع وتحليل المعطيات سنشهد في هذه اللحظة بروز نزعة وضعية جديد ستتعرض هي الأخرى للكثير من الانتقادات خاصة مع التفاعلية الرمزية المتاثرة بسوسيولوجيا زيمل.

المشروع العلمي للمؤسسين: لكي نتحدث عن علم يجب أن تتوفر ثالثة معايير أساسية 
المعيار الأول: المعرفة الموضوعية .

المعيار الثاني: موضوع إمبريقي

المعيار الثلاث وسائل تقييم تجريبية. سواء تعلق الأمر بدوركايم أو كارل الماركس أو ماكس فيبر. كل المؤسسين عرفوا علم الاجتماع من خلال هذه المعايير الثالثة

الموضوعية:
بخلاف الفلسفة و التيولوجيا أو الأخلاق فالعالم ال يسعى إلى إنتاج معرفة معيارية بل موضوعية حول الظواهر. أي أنه يترك جانبا مسألة ما ينبغي أن يكون للاهتمام بما هو كائن.
فهو يسعى إلى تفسير الظواهر كما هي في الواقع و ليس كما يرغب أو يريدها أن تكون. وكما هو الحال في المختبرات العلمية بالنسبة للبيولوجي أو الفزيائي وباقي العلوم التجريبية التي تركز على دراسة الظواهر الطبيعية كما هي في الطبيعة، على السوسيولوجي أن يدرس الظواهر الاجتماعية بشكل محايد وموضوعي بعيدا عن أحكام القيمة .

موضوع علم الاجتماع: 

كل علم يتم التعرف عليه من خلال موضوع إمبريقي عام، أي مجموعة من الظواهر التي تحمل قواسم مشتركة تجعلها مختلفة عن نظام ظواهر أخرى. مثال البيولوجيا تهتم بدراسة خصوصيات الجسم الحيوية وهذا هو الموضوع الامبريقي العام للبيولوجيا.

فهل هناك موضوع امبريقي عام له خصوصياته الاجتماعية تبرر وجود السوسيولوجيا كعلم؟

 بالرغم من أن مؤسسي علم الاجتماع كانت لهم تعريفات مختلفة لعلم الاجتماع، فكلهم أكدوا وجود هذا الموضوع الامبريقي العام. و بغض النظر عن اختلاف مقارباتهم، استطاعوا تحديد ثلاث خصوصيات مؤسسة للواقع الاجتماعي
 أولا الخصوصية السلوكية والخصوصية التكرارية والخصوصية العامة.
 لقد اهتم علماء الاجتماع بالطريقة التي يسلك به الأفراد بشكل دائم نسبيا في إطار مجموعة بشرية والتكرار يعني وجود قاعدة تجعل السلوك يتكرر.

المناهج السوسيولوجية

عندما يريد عالم تفسير ظاهرة ما يقترح لها تأويل يأخذ شكل فرضية، لن تأخذ شكل معرفة إلا في اللحظة التي تجتاز فيها بنجاح اختبار التجريب. لكن التجريب ليس مسألة بسيطة بل يخضع للكثير من الضوابط الدقيقة التي أسس منطلقها وخطواتها التجريبية الطبيب الفرنسي كلود برنار في مؤلفه الخاص بالطب التجريبي .
يقول "كلود برنار" : " الحادث يوحي بالفكرة، و الفكرة تقود إلى التجربة و توجهها، و التجربة تحكم بدورها على الفكرة".
النظريات السوسيولوجية المعاصرة
النظريات السوسيولوجية المعاصرة 

 من خلال هذه التجربة يتبن لنا أن العالم التجريبي يبدأ بملاحظة الحوادث أولا ثم يقترح فرضية هي عبارة عن فكرة يحاول أن يشرح بها تلك الحادثة و لكي يتحقق من صوابها يرجع إلى الحادثة من جديد يراقبها ليلاحظ في الوقت ذاته مقدار مطابقتها للنظرة الشارحة.

 فإذا أثبتث التجربة صدق الفكرة تصبح قانونا وإذا كذبتها يستبدلها بفكرة أخرى.

 إن التجريب هنا خطوة مهمة حيث يسمح بإعادة إحداث ظاهرة ما داخل المختبر وفق مجموعة من الشروط بهدف دراستها والوصول إلى بناء معرفة حولها، الوسيلة الوحيدة التي يلجأ إليها العالم ليتحقق من الشروط المتحكمة في الظواهر الطبيعية.
  •  للتجريب مجموعة من المزايا يمكن اختصارها في :
  •  إمكانية تكرار التجربة.
  •  تغيير شروط التجربة.
  •  عزل الحوادث.
 بالنسبة لدوركيام التجريب هو أساس البحث السوسيولوجي لذا خصص في مؤلفه الشهير قواعد المنهج السوسيولوجي فصلا كاملا للتجريب.
 أما بالنسبة لماكس فيبر فالسوسيولوجيا لا يمكن أن تكون تفهمية إلا إذا اعتمدت التجريب.
أما كارل ماركس ورغم أن جوابه لم يكن واضحا هنا لكن دفاعه عن عقلانية القرن  11 يجعله مستعدا لإخضاع فرضياته للتجريب

تحميل النظريات السوسيولوجية المعاصرة pdf

♡ إدعمنا بمشارك المنشور مع المهتمين . شكرا

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -