أخر الاخبار

ماكس فيبر والتنظيم البيروقراطي pdf

ماكس,ويبر,فيبر,التنظيم البيروقراطي
ماكس فيبر والتنظيم البيروقراطي pdf

ماكس فيبر والتنظيم البيروقراطي 

 إن نظرية ''فيبر'' في التنظيم تستند وبصفة أساسية على مفهومه للسلطة (Authority) التي ميز فيها بين ثلاثة أنماط. كما تعتمد تصنيفاته للسلطة على أنواع ومصادر معينة من الشرعية، فشرعية النظام تدور حول نوعين هما: الموافقة أو الإجبار''. وتتمثل هذه السلطات الثلاث في:

أ - السلطة الكارزمية (Charismatic) : المستندة إلى الإلهام والتي تنسب إلى وجود قائد ملهم له خصائص نادرة بمقتضاها يضحى قائدا أو زعيما.

 ب - السلطة التقليدية (Traditional) : التي تستند إلى قدسية التقاليد والإيمان بخلود الماضي، وبمقتضاها ينظر الناس للنظام الاجتماعي القائم بوصفه مقدسا وخالدا وغير قابل للانتهاك.

 ج - السلطة العقلانية - القانونية: التي تستند إلى الإيمان بسيادة القانون، والتي تفترض وجود مجموعة رسمية من المعايير المستقرة نسبيا، والتي تسعى إلى تنظيم السلوك كي يكون سلوكا رشيدا.

نموذج التنظيم البيروقراطي لماكس فيبر: الخلفيات والحدود


يعد ''ماكس فيبر'' من علماء الاجتماع الألمان الذين كتبوا في مواضيع تاريخية وسوسيولوجية، وقد حاول وضع نموذج تنظيمي ارتبط باسمه فيما بعد وهو ''النموذج المثالي للبيروقراطية'' حيث وضع الخطوط العامة والعريضة للدراسة المنهجية للبيروقراطية.

هذا النموذج المثالي للبيروقراطية أو التنظيمالبيروقراطي يبقى نقطة انطلاق لكل من يريد دراسة التنظيم، وهو تصميم نظري مؤسس على دراسةالأنظمة البيروقراطية في الحضارات القديمة، وقد جاء تحليل ''فيبر'' لمبادئ البيروقراطية في كتابه''الاقتصاد والمجتمع''، الذي نشر سنة 1922 ،أي سنتين بعد وفاته، وجاءت نظريته للبيروقراطية كجزءمن نظريته في أبنية السلطة التي يطلق عليها أنساق الضبط الاجتماعي الشرعي فهو يميز التنظيمات في ضوء علاقات السلطة بداخلها.

لقد جعل ''ماكس فيبر'' من البيروقراطية مركز نظريته عن تنظيم الدولة، حيث صاغ نظرية البيروقراطية انطلاقا من تحليله للإدارة البروسية التي كان شديد الإعجاب بها.
  • وترتبط نظرية البيروقراطية بالتمييز الأساسي الذي يقيمه ''فيبر'' بين ثلاثة أنماط من السلطة: 
  • السلطة التقليدية المستندة إلى العادات،
  • والسلطة الريادية (الكاريزمية) القائمة على المكانة الشخصية لزعيم ما، 
  • والسلطة القانونية - العقلانية المستندة إلى هيكل من القواعد القانونية المنظمة منطقيا.1



إن النموذج البيروقراطي للتنظيم وبالرغم من ظهوره لأول مرة في مطلع القرن العشرين على يد
''ماكس فيبر'' إلا أنه لا يزال بحاجة إلى المزيد من البحث والدراسة لتسليط الضوء على مضامينه
وسماته وأبعاده النظرية وما آل إليه في التطبيق من مزايا وعيوب بالمقارنة مع النماذج التنظيمية
المعاصرة. 2

لذلك فالإشكالية الأساسية التي سنعالجها، تتمثل في: ما هي سمات وخصائص التنظيم البيروقراطي

عند ''ماكس فيبر''، وما هي خلفياته وحدوده ؟
  • وللإجابة على هذه الإشكالية والإحاطة بمختلف جوانبها سنتبع الخطة التالية:
  • أولا- مفهوم وخصائص التنظيم البيروقراطي عند ''ماكس فيبر'':
  • 1 - مفهوم التنظيم البيروقراطي عند ''ماكس فيبر'':
  • 2 - الخصائص الرئيسية للتنظيم البيروقراطي عند ''ماكس فيبر'':
  • ثانيا - أسس نموذج التنظيم البيروقراطي المثالي عند ''ماكس فيبر'':
  • 1 - أصول نموذج التنظيم البيروقراطي عند ''ماكس فيبر'':
  • 2 - الطابع المثالي لنموذج التنظيم البيروقراطي عند ''ماكس فيبر'':
  • ثالثا - حدود التنظيم البيروقراطي عند ''ماكس فيبر'':
  • 1 - الانتقادات العامة الموجهة للنموذج البيروقراطي ل''ماكس فيبر'':
  • 2 - انتقادات المفكرين الموجهة للنموذج البيروقراطي ل''ماكس فيبر'':

أولا- مفهوم وخصائص التنظيم البيروقراطي عند ماكس فيبر:

هناك من الكتاب من يقول بأن مصطلح ''بيروقراطية'' ورد لأول مرة عام 1745 في كتابات عالم
الاقتصاد المنتمي إلى المدرسة الفيزيوقراطية ووزير التجارة الفرنسي ''فانسان دي غورناي'' 3، الذي تنسب له أيضا عبارة ''دعه يعمل دعه يمر"، وهو أول من نظر إلى المكاتب العامة باعتبارها الإدارة العامة في الحكومة، وتحدث عنها باسم ''بيروقراط'' (Bureaucrates ) أي فئة العاملين في مكاتب الأجهزة الإدارية. 4 

وهكذا فإن جذور كلمة ''البيروقراطية'' تعود إلى الثقافة الفرنسية حيث ظهر هذا المصطلح في القرن
الثامن عشر، في حين برز الاستخدام العلمي لمصطلح البيروقراطية من خلال كتابات ''ماكس فيبر'' 

لذي حدد السمات الرئيسية للبيروقراطية الحديثة كنموذج مثالي (Type Ideal) ،  ووفقا لرؤيته فقد
وصل هذا النوع من المنظمات إلى أوج تطوره في التجمعات الدينية والسياسية، ضمن إطار الدولة
الحديثة فقط، وفي ظل الاقتصاد المعتمد على الملكية الفردية، ضمن إطار المؤسسات الرأسمالية الأكثر
 تقدما مقارنة بالنظم الاقتصادية الأخرى. 5


 مفهوم التنظيم البيروقراطي عند ''ماكس فيبر'':

يشير ''فيبر'' للتنظيم بأنه: ''اكتساب نمط معين من السلوك الذي يحقق بناء السلطة، وبالتالي فالتنظيم
–حسبه- يضم مجموعة علاقات اجتماعية، وتفاعلات بين الأعضاء المشكلين له، بحيث يكون ذلك
وفق الأسس والقواعد التي تحكم سلوكهم، ويتم ذلك على أساس نظام التسلسل الإداري، تقسيم العمل،
وتحقيق الهدف''. 6

أما التنظيم البيروقراطي فيعرفه ''فيبر'' بأنه: ''نموذج من الهيمنة الشرعية – العقلانية تبنى فيه
السلطة على أساس قانوني يحدد بشكل مجرد وموضوعي وعلمي أساليب ممارستها بطريقة تلغي
الولاءات الشخصية ويجعل السلطة ممارسة لصلاحية مثبتة قانونا، والطاعة وتنفيذ الأوامر لا تعود إلى
شخص الرئيس الإداري إنما تعود إلى اللوائح القانونية التي تستند إليها سلطاته''. 7

كما عرفه بأنه: ''ذلك التنظيم العقلاني للجهاز الإداري في المنظمة وتأثيره على سلوك وأداء
العاملين، وهي عبارة عن سلطة المكتب التي تستمد من مجموع القوانين والتعليمات التي يحتوي عليها
التنظيم الرسمي القائم على مجموعة من المبادئ كتقسيم العمل، والتخصص الوظيفي، وذلك بعيد عن
كل ما هو ذاتي''. 8

ومن جهته يعرف ''روبنس'' (Robbins) البيروقراطية بأنها: ''ذلك الهيكل التنظيمي الذي تنجز فيه
مهام تشغيلية عالية الروتين من خلال التخصص، والرسمية العالية، والقواعد القانونية، وأقسام وظيفية
تدار عن طريق السلطة المركزية ونطاق ضيق للسيطرة والرقابة وسلسلة أوامر عمودية لاتخاذ القرار''.9

إن أهمية البيروقراطية تتمثل في أنها قادرة على تحقيق أقصى درجات الكفاءة والفعالية كنتيجة للدقّة
والسرعة في الأداء، فقد أكد '' فيبر'' في كتاباته على أن هدف البيروقراطية هو: ''الفعالية الرشيدة، أي
استخدام أفضل وأقصر طريقة للوصول إلى الأهداف المحددة، وقد قام بتحليل البيروقراطية منهجيا كنمط
مثالي بحت أو خالص، وحاول تحديد الكيفية التي يجب أن تعمل بها بأقصى درجة من الكفاءة والفاعلية، وهذا على خلاف الوضع الذي توجد به في الواقع''. 10

لقد قام ''فيبر'' بتحليل التنظيم البيروقراطي باعتباره شكلا من أشكال التنظيم الاجتماعي في نظام
الدولة الرسمي وغير الرسمي، وهو نوع من الإدارة القائم على أساس التدرج التصاعدي، بمعنى أن
المؤسسات الحكومية بالأخص تتصف وظائفها بالتسلسل الهرمي، حيث أن البيروقراطية حسب ''فيبر''
هي التدرجية التي تحل محل السلطان الملهم أو السلطان التقليدي، وذلك عندما يصبح الاقتصاد أو
الحكومة أو التربية والتعليم أو العسكرية أو أية مؤسسة أخرى في المجتمع ذات بنية. كما يعتقد ''فيبر''
أن السلطة البيروقراطية، بهذه الصورة، تختلف عما كان متبعا في الإمبراطوريات القديمة الشرقية
والجرمانية (الألمانية) وغيرهما، فقد كان الحاكم أو الإمبراطور هو الذي يدير شؤون الدولة بواسطة
أعوانه المخلصين ويحدد لهم واجباتهم. 11

إن مفهوم البيروقراطية عند ''فيبر'' يعبر عن العقلانية في النظام الرأسمالي، بل والخاصية الجوهرية لها، والأداة الحيوية فيها. كما أن ''فيبر'' يعتبر البيروقراطية شكلا من أشكال الإدارة التي 12 تقوم على شكل خاص من الشرعية التي تضفي صفة القوة والسلطة على المركز والوظيفة ولا تضفيها على الأفراد.13 فمن خلال التعريف الفيبري للبيروقراطية، نجد أنها عبارة عن عقلنة الإدارة، بحيث تكون السلطة فيها خاصة بالوظيفة وتتصف بالشرعية القانونية، فالبيروقراطية هي الشكل الأكثر تقدما
للسلطة القانونية – العقلانية. 14

 وفي هذا الصدد، فقد ظهرت تحليلات ''فيبر'' للسلطة كأي ظاهرة اجتماعية نابعة من بناءات اجتماعية، اقتصادية، ودينية، ومن خلال ربطها بالسياق المجتمعي الأكبر. ولم تنسحب تحليلاته بشكل واسع بقدر ما كانت مركزة على توضيح العلاقة بين القوة والسلطة.15

أنماط اسلطة عند ماكس فيبر 

 إن نظرية ''فيبر'' في التنظيم تستند وبصفة أساسية على مفهومه للسلطة (Authority) التي ميز فيها بين ثلاثة أنماط. كما تعتمد تصنيفاته للسلطة على أنواع ومصادر معينة من الشرعية، فشرعية النظام تدور حول نوعين هما: الموافقة أو الإجبار''. وتتمثل هذه السلطات الثلاث في: 

أ - السلطة الكارزمية (Charismatic) : المستندة إلى الإلهام والتي تنسب إلى وجود قائد ملهم له خصائص نادرة بمقتضاها يضحى قائدا أو زعيما.

 ب - السلطة التقليدية (Traditional) : التي تستند إلى قدسية التقاليد والإيمان بخلود الماضي، وبمقتضاها ينظر الناس للنظام الاجتماعي القائم بوصفه مقدسا وخالدا وغير قابل للانتهاك.

 ج - السلطة العقلانية - القانونية: التي تستند إلى الإيمان بسيادة القانون، والتي تفترض وجود مجموعة رسمية من المعايير المستقرة نسبيا، والتي تسعى إلى تنظيم السلوك كي يكون سلوكا رشيدا.16

 وقد عرف ''فيبر'' العقلانية بأنها: ''مفهوم تاريخي يتضمن عالما كاملا من التناقضات. وعلينا أن نبحث عن الروح التي ولد منها هذا الشكل الملموس من الفكر ومن الحياة العقلانيين''.

 وتستمد السلطة العقلانية شرعيتها من القانون والطاعة. والشخص الذي يأتي إلى السلطة استناد إلى قواعد معينة هو الذي يملك الشرعية في الحكم. و''تقوم هذه السلطة على الاعتقاد العقلاني الرشيد، والعلم والتخصص، وتمارس السلطة وفقا لمجموعة من القواعد والقوانين المعيارية المحدودة''.

 ويرى ''فيبر'' أن المجتمع الغربي يتصف بهذه السلطة، والحاكم هنا له السلطة الشرعية في إعطاء الأوامر، والشخص الذي يتسلم السلطة استنادا إلى هذه القواعد يمارس سلطته اعتمادا على هذه القواعد غير الشخصية، ولذلك فإن سلطته تكون محدودة بما ترسمه هذه القواعد من حدود وقيود ملزمة، كما يرى بأن تجريد السلطة من طابعها الشخصي هو الذي نقل أوروبا من مرحلة النظام الإقطاعي إلى مرحلة الدولة الأمة بشكلها الديمقراطي، كما يؤكد على ضرورة الفصل بين الممارسة الرسمية للسلطات المخصصة للحاكم، وبين حياته الخاصة.17

للإطلاع على الملف كاملا المرجو تحميله ⇩

ماكس فيبر والتنظيم البيروقراطي PDF

المصادر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
1 - موريس دوفرجيه، علم اجتماع السياسة، تر. سليم حداد، بيروت: المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، 188 .ص، 1991
2 - عبد الستار إبراهيم دهام، ''التنظيم البيروقراطي إزاء الفكر الإداري المعاصر: إطار نظري''، مجلة جامعة الأنبار للعلوم الاقتصادية والإدارية، العدد 2 ،2008 ،ص. 1.

3 - ألفريد سوقي، البيروقراطية، تر. أحمد صادق، القاهرة: دار التحرير للطبع والنشر، د.ت، ص. 11 .
4 - بومدين طاشمة، ''التوسع البيروقراطي الحلقة المنسية في عملية التنمية في الوطن العربي''، دفاتر السياسة
والقانون، جامعة قاصدي مرباح، ورقلة، العدد 7 ،جوان 2012 ،ص. 3
5 - عبد االله الوقداني، البيروقراطية وإدارة المعرفة، ورقة عمل مقدمة للمؤتمر الدولي للتنمية الإدارية،  إلى 4 نوفمبر 2009 ،الرياض، المملكة العربية السعودية، ص. 4 .
6 - حسن عبد الحليم أحمد رشوان، علم اجتماع التنظيم، الإسكندرية: مؤسسة شباب الجامعة، 2004 ،ص. 9.
7 - عبد الستار إبراهيم دهام، مرجع سابق، ص ص. 5-6 .
8 - مهدي حسن زويلف وعلي محمد عمر العضايلة، إدارة المنظمة: نظريات وسلوك، عمان: دار مجدلاوي، 1996، ص. 28-29 .
9- عبد الستار إبراهيم دهام، مرجع سابق، ص. 6
10- سعد عيد مرسي بدر، الإيديولوجيا ونظرية التنظيم: مدخل نقدي، الإسكندرية: دار المعرفة الجديدة، 2000 ،ص .101-100 .ص
11- حنان علي عواضة، ''السلطة عند ماكس فيبر''، مجلة الأستاذ، جامعة بغداد، المجلد الأول، العدد 206 ،2013 ، ص .270-269 .
12- مصطفى سليمان، ''البيروقراطية والهوية بين علم الاجتماع والسياسة والأدب''، الحوار المتمدن، العدد 2237 ، متاح على الموقع http://www.ahewar.org/debat/show.8//3108art.asp?aid=129949 200 تاريخ الاطلاع: 29/05/2020 على الساعة 13:41.
13 - رابح كعباش، علم اجتماع التنظيم، قسنطينة: مخبر علم اجتماع الاتصال، 2006 ،ص. 52 .
14 - موريس دوفرجيه، علم اجتماع السياسة، تر. سليم حداد، بيروت: المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع،14 .188 .ص، 1991.
15 - حنان علي عواضة، مرجع سابق، ص. 269 .
16 - عبد الباسط عبد المعطي، اتجاهات نظرية في علم الاجتماع، سلسلة عالم المعرفة، الكويت: المجلس الوطني للثقافة 16 والفنون والآداب، 1981 ،ص ص. 93 - 94.
17 - حنان علي عواضة، مرجع سابق، ص ص. 271 - 272 .
♡ إدعمنا بمشارك المنشور مع المهتمين . شكرا

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -