أخر الاخبار

الأخلاق الاجتماعية عند إيميل دوركايم pdf

الأخلاق الاجتماعية عند إيميل دوركايم pdf
الأخلاق الاجتماعية عند إيميل دوركايم pdf

الأخلاق الاجتماعية عند إيميل دوركايم pdf

مدخل الى الأخلاق الاجتماعية عند دوركايم

1 التمهيد والتعريف بالأخلاق :

أخذت الأخلاق منذ القرن الثامن عشر تميل إلى أن ينظر إليها من المنظور الاجتماعي ، فقد اعترض علماء الاجتماع على تلك الأخلاق الصورية وخرجوا على ميتافيزيقا كانت للواجب المطلق ، وقرروا أن كل فرد منا يتلقى ضميره الأخلاقي من الوسط الاجتماعي ، الذي يولد ويعيش فيه وذلك بما يشمله من عادات و تقاليد وعقائد وحكم وهي ما تعرف بالثقافة والتثقيف المنظم .

كلمة الأخلاق لغة جمع " خلق " وتعني العادة وفي ذلك يقول إبن منظور في السان العرب " : " إشتقاق خليق وما أخلقه من الخلاقة وهو التمرين من ذلك نقول للذي ألف شيئا : صار له ذلك خلقا أي مرن عليه ، ومن ذلك الخلق الحسن " .

أما التعريف الإصطلاحي للأخلاق ، فإننا نجد العديد من التعريفات يصعب حصرها تبدأ من المعنى اللغوي إلى معاني موغلة في التجريد ، فقد عرفه بعض الباحثين بأنه " علم العادات وواضح أن هذا التعريف يستلهم المعنى اللغوي الكلمة الأخلاق ...

2 الاخلاقة الاجتماعية عند دوركايم

سار إيميل دور کايم على درب أوغست كونت في منطقة الوضعي ولكنه بلور النظرية الأخلاقية على أساسها ، واعتبر المهندس الأساسي للمدرسة الإجتماعية في الأخلاق و القيم ويبدو من دراسة كتاباته أنه كان يحاول أن يرد نظریات ( كانط ) الذاتية ويسفه المدرسة النفعية ، التي لم تفسر كيف أصبحت القيم عامة وكلية واعتبر مبدأ اللذة والألم ليس حتميا في ميدان الأخلاق بل يتضمن في ذاته عناصر هدمه ، كما جعل دور کایم علم الإجتماع محور دراسته مستهدفا إقامة الإجتماع علما واقعيا مستقلا ، فالظاهرة الإجتماعية تؤثر في الفرد وتوجه سلوكه على غير إرادة منه بل لا يمكنه مقاومة تأثيرها وهي تخضع القوانين علمية كالظواهر الطبيعية ، وتنشأ بنشأة المجتمع لأنها من صنع العقل الجمعي ولها صفة الإلزام كما أنها تفرض نفسها على الأفراد.

  3 عناصر الحياة الأخلاقية في المجتمع

 في محاولاته الأولى لتحديد الظاهرة الأخلاقية كان دوركايم يتكلم بلغة العالم الإجتماعي ، الذي يريد أن يبتعد عن الأراء الذاتية ويحلل الحقيقة الأخلاقية إلى عناصرها الأساسية بطريقة موضوعية فسوف نتطرق إلى عناصرها وهي :

 روح النظام

 إذا كنا نريد أن نؤسس الأخلاق على أسس عقلية، بعيدة عن العاطفة أو العقيدة فيجب أولا أن نبحث عن القوى الأخلاقية الأساسية أو العناصر الأساسية التي تكون قاعدة كل حياة خلقية ، على ألا يدفعنا ذلك إلى إغفال العناصر التي كانت تتخذ شكلا دينيا بل يجب أن نحاول ، على العكس أن نجردها من مظهرها الخارجي لكي نصل إلى أساسها العقلي فإذا فرغ من هذه المهمة ، مهمة الكشف عن القوى الأخلاقية الأساسية فإننا نستطيع بعد ذلك أن نبحث في كيفية ملائمتها للظروف الراهنة للحياة الاجتماعية وأن نبين الإتجاه الذي يجب أن تتجه إليه ، ومهمة الكشف عن القوي أو العناصر الأساسية للحياة الخلقية لا تستدعي منا أن نجهد أنفسنا في وضع قائمة كاملة للفضائل الإنسانية بل ولا لأهمها فإن ما تريد أن تكشف عنه ، هو الإستعدادات الأساسية أو الحالات العقلية التي تكون جذور الحياة الأخلاقية و تتفرع عنها الفضائل الأخرى بحسب دواعي الحاجات الإجتماعية .

فلا يصح أن نتصور الأخلاق على أنها شيء عام يتحدد كلما شعرنا بالحاجة إلى ذلك بل إنها مجموعة من القواعد المحددة فهي عبارة عن قوالب محددة الأشكال نحن ملزمون بأن نصب فيها أفعالنا ، و لا يعقل أن نشرع في بناء هذه القواعد واستخلاصها من المبادئ الأرقى منها في اللحظة التي يتعين علينا فيها إختيار سلوكنا ، إذ أن هذه القواعد توجد مهيأة بالفعل وهي تحيا وتعمل في محيط حياتنا ومن هذه القواعد تتألف الحقيقة الأخلاقية في شكلها الحسي ، وتظهر مهمة الأخلاق الأساسية في تحديد السلوك ووضعه في صيغة ثابتة وإبعاده عن النزوات الفردية ، ومما لاشك فيه أن مضمون هذه القواعد الأخلاقية أو بمعنى أخر طبيعة الأفعال التي تفرضها لها أيضا قيمتها الأخلاقية .

ولكن لما كانت هذه القواعد تهدف إلى تنظيم أفعال الإنسان فلا بد أن تكون هناك مصلحة أخلاقية ، تجعلنا لا تقتصر على أن تكون هذه الأفعال محدودة فحسب بل أن تخضع كذلك بصفة عامة إلى نوع من النظام لذلك يمكن القول بأن إخضاع سلوكنا لنظام معين وظيفة أساسية للأخلاق ، ولهذا السبب ينظر الرأي العام بنوع من الازدراء إلى الذين يخبطون بدون نظام ومن لا يستطيعون أن يركزوا جهودهم في أعيان معينة ، مسلكهم هذا أية على فساد مزاجهم الخلقي من أساسه وعلى بلوغ أخلاقهم أقصى درجة من الاضطراب وفي الحق أن رفضهم القيام بوظائف منظمة يرجع إلى تبرمهم بكل ما هو عادة ثابتة و إلى ما يبدونه من نشاط لمقاومة كل خضوع للأوضاع المرسومة ، وإلى ما يشعرون به من رغبة في أن يظلوا في حرية كاملة ولكن هذه الحالة من عدم التصميم على خطة معينة تتطوي حالة مستديمة من عدم الإستقرار .

 التعلق بالجماعة

 تعرضنا من قبل لتحديد العنصر الثاني للروح الأخلاقية ، وهو يتمثل في التعلق بهيئة إجتماعية ينتمي إليها الفرد و سنبحث فيما إذا كانت الجماعات المختلفة التي تنتمي إليها تندرج في تسلسل أم لا وفيها إذا كانت كلها تصلح بنسبة واحدة ، غايات للسلوك الأخلاقي ولكن كان لزاما علينا أن نضع هذا المبدأ العام ، وهو أن مجال الحياة الأخلاقية لا يكون إلا حيث تكون الحياة الجماعية أي بعبارة أخرى أننا لسنا كائنات أخلاقية إلا بقدر ما نحن كائنات إجتماعية .

ولقد إستند من أجل إثبات هذه القضية الأساسية على حقيقة مشاهدة في التجربة ، يمكن لكل منا أن يتحقق منها بتأمل نفسه و الأخرين أو بالدراسة التاريخية لأنواع الأخلاق هذه الحقيقة هي أن الإنسانية لم تضف أبدا لا في حاضرها و لا في ماضيها ، قيمة أخلاقية على أفعال لا يكون لها من هدف سوى الصالح الشخصي لفاعلها وصحيح أن الإنسانية قد تصورت السلوك الأخلاقي دائما على أنه يؤدي بالضرورة إلى نتائج نافعة لكائن معين حي شاعر بذاته ، بحيث تزيد من سعادته أو تخفف من ألامه .

  • الكُتاب:
  •  بوقفة, مفيدة
  • ذوادي, سامية
  • كراش ابراهيم

الأخلاق الاجتماعية عند إيميل دوركايم pdf

♡ إدعمنا بمشارك المنشور مع المهتمين . شكرا
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -