أخر الاخبار

تعريف المشكلة عند بعض عماء الاجتماع

تعريف المشكلة عند بعض عماء الاجتماع
تعريف المشكلة 

تعريف المشكلة عند بعض عماء الاجتماع


 يختلف علماء الإجتماع في إعطاء تعريف قاطع وواضح لمفهوم المشكلة، فقد استخدم هذا الأخير بكثرة في علم الإجتماع وقد تناولته العديد من النظريات في البنائية الوظيفية والماركسية التي تقوم على عدة مقولات وأفكار أساسية، ترتكز عليها تحليلات أنصار هذه النظريات، فهي تعكس عددا كبيرا من المفاهيم والتصورات التي تساهم في معالجة الكثير من القضايا و المشكلات الإجتماعية.

تعريف ميرتون للمشكلة

 المشكلة عند "ميرتون" تعني: ذلك التناقض والتباين بين ما هو موجود في المجتمع و بين ما  ترغب مجموعة معينة من هذا المجتمع أن يكون عليه.1

 إن هذا التعريف ، يركز على الاختلاف الموجود في النظام الإجتماعي نفسه والذي يصيب البناء الإجتماعي، حيث يجب تحديد أدوار الأفراد في المجتمع ومراكزهم حتى لا يؤثر هذا في النسق الإجتماعي بصفة سلبية ، فيصبح بمثابة معوقات سلبية.

 ويرى ميرتون كذلك أن الفعل وما يرتبط به، من قيم ومعايير هي التي تحدد المشكلة، فمثلا قد تكون ظاهرة معينة ممنوعة أو انحرافية تعد مشكلة في مجتمع ما، لكن تعد في مجتمعات أخرى عادية وسوية ومنه لا تعد مشكلة، و هذا راجع لأنها عبارة عن أفعال غير قابلة للقياس مثل السرقة، الإنتحار، الإغتصاب ...إلخ، وبذلك لا نستطيع مقارنتها ببعضها البعض، لتقدير أهميتها أو خطورتها، لعدم وجود مقياس محكم.

 و تعرف المشكلة أيضا على أنها : نمط من السلوك ، تشكل تهديدا للمجتمع ، أو لتلك الجماعات و المؤسسات التي يتكون منها المجتمع.3

 أما التهديد الذي تمثله المشكلات، فيكمن في كون بعض أنواع السلوكات التي يرفضها المجتمع، تخرق القواعد والمعايير السائدة فيه، مما يعرضه إلى الاضطراب والفوضى، ومع  ذلك فليس كل المشكلات نابعة من خرق المعايير والقيم .4

تعريفق المشكلة عند جورج لندبرج

وعرف جورج لندبرج المشكلة كالآتي:

 "هي أي سلوك انحرافي في اتجاه غير موافق عليه، له من الدرجة ما يعلو فوق مستوى الحد التسامحي للمجتمع، ومثل هذا السلوك الذي يجاوز حدود التسامح، يؤدي إلى فعل يهدف إلى حماية المجتمع وإصلاح المخالف أو الجاني وتحذير كل إنسان من أن الإنحراف الذي  يتعدى نقطة معينة، لن يتسامح فيه.

 وعرف لورينس فرانك المشكلة عل أنها:

أية صعوبة أو سوء تصرف لعدد كبير من الناس نسبيا، مما تدعو الحاجة إلى إزالته أو إصلاحه، وأن حل المشكلة الإجتماعية يعتمد بشكل واضح على اكتشاف وسيلة الإزالة والإصلاح، علما بأن الأسباب الحقيقية لظهور المشكلات الإجتماعية هو التغير الإجتماعي، الذي يحصل نتيجة للتحضر والتصنيع والتنمية والتقدم العلمي والتكنولوجي مما يزيد من تضخم المشكلات وتعقدها  .5

 ونذكر تعريف آخر وهو: المشكلة هي موقف يؤثر في عدد من الأفراد، بحيث يعتقدون أو يعتقد الأفراد الآخرون في المجتمع، بأن هذا الموقف هو مصدر الصعوبات والمساوئ وهكذا تصبح المشكلة الإجتماعية، موقفا موضوعيا من جهة وتفسيرا اجتماعيا ذاتيا من جهة أخرى، والمشكلات الأساسية التي يعاني منها المجتمع نذكر منها:

 الإسكان الغير ملائم، المناطق المتخلفة، الإنحراف، العنف الفقر ، البطالة.

 وعرفت المشكلة أيضا على أنها: عبارة عن موقف أو وضع أو سلوك غير مرغوب فيه . ومتكرر الحدوث، مما يقتضي تغييره للأفضل.6

 إن هذا التعريف يوضح أن المشكلة عبارة عن موقف أو سلوك متكرر ومرفوض، لأنه بطبيعة الحال ضد المعايير والأعراف والقيم الإجتماعية وبذلك يجب تغييره للأفضل والأحسن.

خلاصة

 تعددت تعاريف المشكلة من طرف العديد من الباحثين وعلماء الإجتماع، فالبعض يتفق في نقاط ويختلف في نقاط أخرى، ومنه ففي ضوء هذه الدراسات، يمكننا إعطاء تعريف إجرائي للمشكلة وهو كالآتي: " هي تلك التناقضات والإختلالات، تكون في البناء الإجتماعي وينظر إليها المجتمع على أنها غير سوية وخارجة عن إطار القواعد والمعايير التي حددها التنظيم الإجتماعي للسلوك السوي، ويجب العمل على التقليص أو الحد منها، لأن لها آثار و نتائج تضر بالفرد والمجتمع".
  • المراجع :
  • 1 صبحي محمد قنوص : دراسات في علم الإجتماع ، دار النھضة العربیة ، بیروت ط1 2000 ص 291 .
  • 2 : قیس النوري : الأنثروبولوجیا الحضریة بین التقلید و العولمة ، حمادة للنشر و الإشھار، الأردن 2001 ص 191
  • 3 : نفس المرجع ص 197 .
  • 4 : محمد عاطف غیث : المشاكل الإجتماعیة و السلوك الإنحرافي ، دار المعرفة الجامعیة الإسكندریة ص ص20-21 .
  • 5 : احسان محمد حسن: موسوعة علم الإجتماع، الدار العربیة للموسوعات ، بیروت لبنان 1999 ص 177 .
  • 6 : محمد عاطف غیث : قاموس علم الإجتماع ، دار المعرفة الجامعیة ، الإسكندریة ص 433
♡ إدعمنا بمشارك المنشور مع المهتمين . شكرا
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -