أخر الاخبار

علم الاجتماع الطبي في ميدان الصحة والمرض.pdf


علم الاجتماع الطبي في ميدان الصحة والمرض.pdf

مقدمة لم يكن التقاء علم الاجتماع بالمعرفة الطبية منذ البداية امرا سهلا بين ميدانين علميين مختلفين لإنتاج المعرفة بالمرض والصحة والرعاية الصحية، بل لم يكن التدخل السوسيولوجي في مجال الطب امرا مقبولا من المختصين في الميدان الطبي. بيد انه مع تطور الحياة الاجتماعية وتداخل العوامل المتعددة في نشوء الامراض وتشخيصها وطرائق علاجها، بدأ الانفتاح التدريجي لعلم الطب على علم الاجتماع ومحاولة ادخال بعض العوامل الاجتماعية في تفسير الامراض ودور المريض والعلاقة بين الطبيب والمريض وصياغة بعض المقاربات والنظريات العلمية، فمع ازدهار مهنة الطب في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين والذي كان من نتائجه الوعي بأهمية العوامل الاجتماعية في تفسير المرض، وتأثير العلاقات الشخصية المتبادلة في العلاج الأمر الذي أدى إلى حدوث نزاع بين الفكر الطبي التقليدي والحديث، حسم باتجاه الأخذ بالاتجاهات العلمية الحديثة التي تؤمن بالتكامل بين العلوم، هذا من جهة ومن جهة أخرى كان للمختصين في علم الاجتماع دور بارز في نشوء فرع جديد من المعرفة في مجال علم الاجتماع يدعى علم الاجتماع الطبي والذي يعني بالقضايا الطبية في المجتمع بعد دراستهم للظواهر المتعلقة بالصحة والمرض كونها ظواهر اجتماعية لاسيما في ثلاثينيات القرن العشرين وحقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية وذلك لانتشار الأمراض المزمنة وزيادة نسبة كبار السن في المجتمع والمرضى عقلياً والمضطربين نفسياً والمعاقين فضلاً على تطور الخدمات الصحية وازدياد التخصصات وبروز جانب من الأمراض بحاجة لمعالجة نفسية اجتماعية قبل أن تعالج طبياً....

تلك العوامل كلها دفعت باتجاه التكامل ليس بين الطب وعلم الاجتماع فقط بل بين الطب والعلوم الاجتماعية الأخرى. على الرغم من ان علم الاجتماع الطبي حديث النشأة، الا ان العلاقة بينه وبين النظرية الاجتماعية بدأت بالتطور السريع ما جعل علم الاجتماع الطبي متميزا بين العلوم الاجتماعية والسلوكية المتعلقة بالصحة والمرض، فقد احرز تقدما ملموسا فيما يتعلق بتفسير المظاهر الاجتماعية للصحة العامة والخدمات الصحية. وفي تطوير تصاميم ابحاث متقدمة، بضمنها صياغة اطر مفاهيمية - نسق المفاهيم، الافتراضات، التوقعات المعتقدات والنظريات التي تعزز الابحاث واما العوامل الرئيسة المحددة لماهية علم الاجتماع الطبي فقد كانت مأسسة الطب والرعاية الصحية، وتطوير انماط العلاقات بين الطبيب والمريض، وتنوع المنظورات الصحية وفهم تأثير العوامل الاجتماعية في الصحة، ومعرفة الابعاد البيولوجية والنفسية والاجتماعية والثقافية للسلوك الصحي، فضلا على التطورات الاساسية في مجال تكنولوجيا الصحة، وغير ذلك من العوامل الأخرى في علم الاجتماع. وسنستعرض أبرز النظريات الاجتماعية مثل البنائية الوظيفية، النظرية الصراعية والتفاعلية الرمزية، وما بعد البنيوية والنظرية النسوية التي حاولت تفسير التغيرات في المظاهر الاجتماعية للصحة والرعاية الصحية من زوايا مختلفة. قبــل عرض هذه المنظورات، لابد اولا من تعريف أربعة مفاهيم اساسية الصحة والطب والرعاية الصحية وعلم الاجتماع الطبي والتي تقع في ضمن تفسيرات المواضيع.

الصحة: هي ا الحالة المثالية لتركيب الانسان الجسماني والعقلي والنفسي والاجتماعي بحيث يكون فيها الشخص خاليا من اية اعاقة او مرض.

 الطب: يشير الى المؤسسة الاجتماعية التي تسعى الى تشخيص الاعتلال ومعالجته وتعزيز الصحة في ابعادها المختلفة. الرعاية

الصحية: تشير الى توافر الخدمات الطبية لمنع انتشار الامراض ومعالجة المشكلات الصحية. (Who,2009) 

علم الاجتماع الطبي:

 يعرف ميكانيك علم الاجتماع الطبي بأنه مجموعة الجهود الرامية إلى تطوير الأفكار السوسيولوجية في داخل سياقات الأنساق الطبية، وإلى دراسة القضايا التطبيقية المهمة في ما يتصل بعمليات المرض ورعاية المريض، فيما يعرفه الدكتور عبدالله معمر الحكيمي بأنه ذلك الفرع من علم الاجتماع الذي يدرس عملية التفاعل الاجتماعي داخل المؤسسة الطبية سواء كان هذا التفاعل بين العاملين فيها والمرضى أم بين العاملين مع بعضهم البعض وكذلك العلاقة بين كل من المريض ومتقن فن العلاج حتى وإن كان لا ينتمي لمؤسسة صحية، كما أنه الفرع الذي يهتم بدراسة الجوانب الاجتماعية ذات العلاقة بالصحة والمرض» 

https://drive.google.com/file/d/1YWzOAOAVGnZjtsM7_AVGHtYg8QtH87y8/view?usp=share_link
♡ إدعمنا بمشارك المنشور مع المهتمين . شكرا

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -