أخر الاخبار

محاولة في البحث عن مفهوم التفاعل الاجتماعي و اهتمامته في الفكر السوسيولوجي

محاولة في البحث عن مفهوم التفاعل الاجتماعي و اهتمامته في الفكر السوسيولوجي
محاولة في البحث عن مفهوم التفاعل الاجتماعي و اهتمامته في الفكر السوسيولوجي


محاولة في البحث عن مفهوم التفاعل الاجتماعي

 و اهتمامته في الفكر السوسيولوجي

جعفر حسين، باحث تونسي في علم الاجتماع

تبحث هذه الورقة العلمية المتواضعة أحد أهم القضايا المركزية في الفكر السوسيولوجي و هي مسألة التفاعل الاجتماعي1 باعتبار أن الإنسان كائن اجتماعي غير معزول عن بيئته في علاقة ديناميكية بذلك فما تعريف ذلك؟ و كيف بدأ هذا الاهتمام إذن؟ 

يمكن تعريف التفاعل الاجتماعي بصفة عامة بأنه العملية التي يربط بها أعضاء الجماعة بعضهم مع بعض عقليا و دافعيا و في الحاجات و الرغبات و الوسائل و الغايات و المعارف و ما شابه ذلك. 
و يمكن تعريف التفاعل الاجتماعي كما يراه علماء النفس الاجتماعي تقييم الذات و الآخرين، و إعادة التقييم و التقويم المستمر. 

و يعتبر التفاعل الاجتماعي مفهوما أساسيا و استراتيجيا في علم النفس الاجتماعي لأنه أهم عنصر من عناصر العلاقات الاجتماعية. 
و ينظر البعض إلى الجماعة على أنها وحدة شخصيات متفاعلة. 

و يتضمن التفاعل الاجتماعي نوعين من التوقع(أو مجموعة توقعات) من جانب كل من المشتركين فيه. 
كذلك يتضمن التفاعل الاجتماعي إدراك الدور الاجتماعي و سلوك الفرد في ضوء المعايير الاجتماعية التي تحدد دوره الاجتماعي و أدوار الآخرين. 

و من أشكال التفاعل الاجتماعي التعاون و التنافس و التوافق و الصراع. 
و يتضمن التفاعل الاجتماعي التفاعل أو التأثير المتبادل لسلوك الأفراد و الجماعات الذي يتم عادة عن طريق الاتصال الذي يتضمن بدوره العديد من الرموز. و هناك علاقة بين أهداف الجماعة و ما يتطلبه تحقيق تلك الأهداف من تفاعل اجتماعي بيسر وصول الجماعة إلى تحقيق أهدافها. 

فحيثما يتقابل عدد من الأفراد وجها لوجه في جماعة يبدأ الاتصال و التفاعل بين هؤلاء الأفراد. و يتم الاتصال و التفاعل عن طريق اللغة و الرموز و الإشارات. و تلون الثقافة التي يعيش فيها الفرد 
و الجماعة نمط التفاعل الاجتماعي. 

فبعد هذا التعريف سننتقل إلى اهتمام الفكر السوسيولوجي بهذا المفهوم الجوهري فكيف كان ذلك؟ 

بدأ الاهتمام بقضية التفاعل الاجتماعي منذ أن كشف دلتاي عن اهتمامه بالتفاعل الاجتماعي و هو يطرح فكرة الحياة التي تشكل محور اهتمامه بالتفاعل الاجتماعي و هو يطرح فكرة الحياة التي تشكل محور اهتمامه الفكري و التي عرفها بقولها"أن الحياة تتكون من تفاعلات الناس"2
و قد ذهب إلى أن العالم الاجتماعي و التاريخي هو موضوع الدراسات الإنسانية. و أن نسق التفاعل، 
و إبداعاته بدورها موضوع الدراسات الإنسانية، تؤكد على أن نسق التفاعلات متمايز عن النظام البيئي للطبيعة إذ أن العلاقات الأساسية البيئية في نسق التفاعل هي بدورها موضوع الدراسات الإنسانية 3
ثم تناولها من بعده"جورج زيمل" الذي اعتبر عملية التفاعل الاجتماعي أساس لانبثاق المجتمع و نظمه 
و لصياغة الشخصية و عن فهم"دلتاي" لعالم الحياة البشرية و التفاعل الاجتماعي بين الأفراد يؤكد فهم"ماكس فيبر" للعالم الاجتماعي الذي اعتبره عالم الذاتية الباطنية و الذي نعرفه بأنه عملية التفاعل الرمزي ذو معنى بين الإحياء المتفاعلين. 

و بتحليل"دلتاي" للتغيرات الصادرة عن المتفاعلين و التي تمثلت في ثلاثة أنماط منها تغيرات الأفعال 
و أثرها الواضح على التوجيهات الفينومينولوجية المعاصرة لعلم الاجتماع من خلال اتهامات"ماكس فيبر" و معالجاته للفعل الاجتماعي و المعنى. 

و من ثم جاء اهتمام"وليم توماس" بالفعل الاجتماعي عندما ذهب إلى أنه من الضروري تحليل المجتمع 
و الثقافة في ضوء مدتهما الأساسية التي اعتبرها الفعل الاجتماعي الذي يكون من سلوك الفرد في الموقف الاجتماعي الذي تحدده الظروف المتنوعة و الاتجاهات و القيم التي اكتسبها الفاعل من خلال خبرات حياته. و لذلك يتضح أن تأكيد"توماس" على الفعل الصادر في موقف اجتماعي يعكس الطابع الموضوعي، في حين أن تأكيده على العوامل الذاتية يأتي متسقا مع فهم"ماكس فيبر" للفعل و الذي تأثر فيه فهم"دلتاي" التعبيرات الأفعال 4. 

و يعكس تأكيد" تشارلز كولي" على أن تخيلاتنا التي تكونها نحو بعضنا البعض و اعتبارها من الوقائع الثابتة في المجتمع فضلا على تأكيده على أن الذات الاجتماعية ما هو الإنتاج الاجتماعي للتفاعل الاجتماعي يعكس كل ذلك التوجه الفينومينولوجي لدى كولي5. 
و هو التوجه الذي أخذ به "دلتاي" لاتساقه مع الأولية و الصورة العليا، فرغم أن فكرة قد أوصى" لهوسرل" بهذا التوجه إلا أنه أخذ في تحليلاته منذ سنة 1900. و كان لها تأثيرها عن الاتجاه الفينومينولوجي لدى"هوسرل". 

و لم يقف تأثير فهم"دلتاي" للتفاعل عند حدود"زيمل" و"ماكس فيبر" و لكنه امتد ليصل إلى التفاعلية الرمزية التي بلور"هربرت بلومر" قضايا مستندا إلى أن التفاعل الرمزي يشير للخصائص المميزة للتفاعل الذي يحدث بين الناس إذ أن المتفاعلين لا يستجيبون للآخرين فحسب و إنما هم يألون أفعال الآخرين و يعرفونها، و أن استجابة الفاعل بذلك تقوم على المعنى حيث تم تأويل معنى أفعال الآخرين. 
و إذا كان قد اعتبر الرائد الأول لعلم الاجتماع الفينومينولوجي، و الذي أخذ عنه كل من تونز و هابرماس رؤية للمدخل البديل كمدخل لعلم الاجتماع منذ مفهوم"أوغيست كونت" لهذا كعلم وضعي6

و إن كان"سكر" قد تأثر في تلك الرؤية باتجاه دلتاي الرافض لتطبيق البشرية في مجال العلوم الإنسانية 
و الاجتماعية فإنه قد استفاد من مفهوم "دلتاي" عن العقل الموضوعي و تأثيره على علم الاجتماع و ما يؤكده من معايير و قيم لدى الفرد في تفاعله، و ذلك ما جعله يؤكد على القيم و الأخلاقيات و ينظر للفينومينولوجيا على أساس أنها تساعد على إعادة بناء الأخلاقيات و"شيلز" بذلك كشف عن أهمية الجانب المعياري في عالم الحياة. و مواجهة الأزمة الثقافية المعاصرة و تعتبر تأكيدات على القيم إحدى إسهاماته الأساسية لعلم الاجتماع الفينومينولوجي. 
حيث اهتم بالتحليل الفينومينولوجي للأفعال الأخلاقية و من خلال التحليل الفينومينولوجي للعلم نوصل إلى وجود خمس مراتب للقيم هي: القيم الحساسة و تبدأ من القبول إلى الرفض و قيم المنفعة، و قيم الحياة البيولوجية و القيم الزوجية و تنطوي على قيام جمالية، و قيم الصداقة، و القيم المطلقة و هي تكشف عن نفسها في أفعالنا7 .
و من ثم علينا أن نفسر انبثاق، المعنى من خلال التفاعل و إدراك التي و كون المعاني تؤلف بها خبرتنا بعالم الحياة، و تفسر تعبيراتنا الاصطلاحية و الانفعالية و تعبيرات الأفعال8. 
التي تصدر عنا في مواقف التفاعل و الحياة اليومية و كيف نكون قادرين على استرجاع المعنى 
و الاستجابة في مواقف التفاعل و الحياة اليومية، و كيف ترتبط تأويلاتنا المشتركة بقضية الحس العام. بينك و بين الآخر الذي يشكل وجودة مطلب ضروري للتفاعل الاجتماعي في عالم الحياة. 
أما بالنسبة لدلتاي فقد اعتبر بأن الفرد يفكر و يعمل باستمرار في مجال مشترك، و في هذا المجال فقط يفهم، و إن كل شيء مفهوم يحمل علامة الألفة المستمدة من هذه الخصائص المشتركة 9. 

و تفسير "دلتاي" لتلك لذلك هو أن الطفل ينمو بداخل نظام و عادات الأسرة التي يشترك فيها و يتفاعل مع الأفراد الآخرين و هو يتعلم منهم الإشارات و التعبيرات بصورها المختلفة لأنه يقابلها باستمرار بنفس الصورة التي نعنيها و نعبر عنها كما أنه يفهمهما بها الآخرون... و بذلك تتلقى الذات العون منذ الطفولة من عالم العقل الموضوعي الذي يمثل الوسط الذي يحدث فيه و من خلال التفاعل فهم الآخرين 
و تعبيراتهم و من ثم يكون وضع التعبيرات الفردية في سياق عام أمرا ممكنا و ميسورا. 

و تأتي إجابة" ألفريد شوتز" بما يشير إلى أنني أواجه الوجود العضوي للآخر و أخيرا، ذاتي كما هي مميزة بواسطة الآخر في علاقة الوجه لوجه فقط، العلاقة التي تحصل عليها بين اثنين أو أكثر الذين يكون بينهم تواصل وافقي و ذاتي10. 

ففي الحياة الحاضرة نشترك أنا و الآخر في كل الأبعاد و الباطنية، لأننا نكبر معنا و نعيش بتلقائية في الحياة الحاضرة من خلال البعد العام الذي أشارك فيه الآخر خبرته الباطنية و بذلك تؤلف المعايشه لخبرة الآخر بصورة عامة و التي تكون أساسا لجميع صور الاتصال، أساس للذاتية الباطنية 11 التي تقوم على علاقات النحن حيث يمكن تعريف معنى أنا الآخر. لأنه كما أنه ذاتي تكشف عن نفسها في أفعالي ومعتقداتي و مشاعري فإن الآخر يكون مؤهل مثلي لأن يفعل، و يفكر و يعيش و أنه في أفعاله و فكره موجها نحو موضوعات و من ثم أخيرا فعله و الموضوعات الموجه لها هنا عقلي و الموضوعات الموجه لها لأننا نشترك في مجال النحن معا 12 الذي تقوم عليه الذاتية الباطنية. 
و في ضوء التحليل السابق يتضح أن خبرة الحياة اليومية من خلال مواقف التفاعل الاجتماعي، المستند للذاتية الباطنية و الوعي بمعاني التعبيرات الاصطلاحية و الانفعالية و تعبيرات الأفعال و التأويلات المتبادلة بين الفاعلين حول تلك التعبيرات و معانيها كل ذلك قد جعل موضوع التفاعل الاجتماعي محور اهتمام المعنين بالمنظور الفينومينولوجي لعلم الاجتماع كأساس للنظرية العامة لعلم الاجتماع التي يحقق الوحدة بين الواقع الموضوعي خلال عملية التفاعل سواء على مستوى الوحدات الصغرى أو الوحدات الكبرى. 
  • و عليه طرحت نماذج التحليل الفينومينولوجي للتفاعل الاجتماعي بحيث تعكس نموذج. 
  • - نموذج الوعي الفردي الآخر في تفاعل وجها لوجه(مستوى الميكرو). 
  • - نموذج أنماط العلاقات بين الأفعال(مستوى الماكرو). 
  • - النموذج المعياري للتفاعل. 
  • - النموذج التأويلي للتفاعل. 
حيث ينطلق نموذج التفاعل وجها لوجه من مفهوم الوعي المرتبط  برؤية"هوسرل" و تحليلات" شوتز" و ثم يركز كل من"جورج بستاس" و"فرنسيس وكسر" في تحليلهما للتفاعل الاجتماعي يكون الفرد 
و خاصة مستوى الوعي أساسا للتحليل الفينومينولوجي حيث يكون أطراف التفاعل واعين كل منهما 
و الآخر و مدركين أنهم على وعي بتفاعلهم 13
و إذا كان مصطلح الفعل قد يستخدم ليشير إلى السلوك ذات المعنى بالنسبة للفاعل، فإن الفعل لا يتم في معزل عن السياق الاجتماعي و الثقافي. و لكن الأكثر من كون الفعل يحمل معنى للفاعل هو ارتباط استجابة كل فاعل بالآخر و مشاركته لأفعال الآخرين. فأي فعل ما هو إلا جانب من عملية التفاعل المتضمنة لفاعلين عديدين يستجيب كل منهم لأفعال الآخر14

و إذا ما راجعنا المداخل النظرية الرئيسية السائدة في علم الاجتماع تكشفت معالم النموذج المعياري للتفاعل. حيث ينظر للفاعل على أن لديه ميول مكتسبة معينة قبل الاتجاهات و المشاعر و الاستجابات الشرطية و نزوع الحاجة و ما شابه ذلك. في الجانب الآخر تنظر له على أنه على أساس وجود و توقعات معينة مدعومة بالجزاءات و تسمى هذه التوقعات بتوقعات الدور، و بذلك يستخدم مفهوم"كسلر" إلى مجموعة منتظمة من توقعات الدور المطبقة بالنسبة لفاعل معين. 

و من ثم فإن التفاعل الاجتماعي في موقف ما يشرح و يفسر بتعين بناءات توقعات الدور، و صور النزاع المكتسبة لدى الفاعل في موقف التفاعل. 

و يشير النموذج التأويلي للنظر إلى مفهوم التفاعل على أنه عملية تبادلية و هو يختلف عن النموذج المعياري، و ذلك ما أخذ كل من"بلومر"و"ميد" كل أيضا" نيرز" في مقابلته بين نموذج الدور المعياري و مفهوم شغل الدور و يقوم هذا النموذج لفهم التفاعل على إدراك المتفاعلين للفرض و المعاني في أفعال الآخرين. و قد طور"بلومر" هذا النموذج التأمل من منظور التفاعلية الرمزية حيث اعتبر أن المشاركين في التفاعل يكونوا قادرين على توجيه أنفسهم حيث كون قادرا على تأويل أفعال الآخرين. و من ثم توجيه فعله مع الأخذ بعين الاعتبار المشاركين له في عملية التفاعل. و يرتبط هذا النمط من التأويل بالإضافة إلى الأنماط الأخرى بالتحليل الفينومينولوجي للتفاعل و قد اتخذ"جارفتكل" من نموذج التفاعل مدخله لتحليل التفاعل. حيث يشكل شغل الدور في تفاعل العملية التي يشترك فيها المشاركون في تأويل كل منهم لأفعال الآخر مثل تحديد الأنماط التي تؤلف سياق تفاعلهم و هذا ما يشير للتأويل التوثيقي و الذي يتضمن الدوافع و الأغراض و العواطف و المعاني...  

و يشير هذا النموذج التأويلي إلى أن الفاعل عليه أن يأخذ دور الفاعل و أن ينظر للعالم من وجهة نظرهم، و هذه هي إحدى محاور التحليل الفينومينولوجي في علم الاجتماع. 

و قد كشفت الكتابات الحديثة في علم الاجتماع عن اتسام النظرية العامة لعلم الاجتماع بالتوجيهات الأساسية المتغايرة و المتضاربة و ذلك يرجع لغياب الوحدة الأساسية و التكامل فيما بينها جميعا 15 .
إجمالا، تكمن القيمة الحقيقية لمفهوم التفاعل في كونه مرتبط باستمرارية الحياة الاجتماعية للجنس البشري.  و ما يتردد من مفاهيم و مصطلحات بين علماء الاجتماع، و الأنتروبولوجيا، و علم النفس الاجتماعي، و غيرها من العلوم الاجتماعية، تلك المفاهيم المتمثلة في التنظيم الاجتماعي، و النظام، و الجماعة،  و المجتمع، و السلوك، و الفعل، و الاتجاهات و العلاقات و الوعي و الذاتية الباطنية... ما هي إلا تعبير عن تفرد الكائن البشري بالتفاعل الاجتماعي المنظم و المستمر. 
و لا تقتصر أهمية التفاعل الاجتماعي بذلك عند مجرد خلق التنظيمات الاجتماعية، و الحفاظ على استمرارية وجودها، إذ أن عملية التفاعل تلك لها دور فعال في تكوين الشخصية، و تزويدها بالمثاليات الاجتماعية العامة، و المعايير و القيم، و الإيمان، و الحرية، و التي تنشرها بها الشخصية من خلال تفاعلها مع الجماعات الأولية داخل التنظيمات الاجتماعية بمختلف أنماطها و مستوياتها، فضلا عما تزودها به الجماعات الثانوية من آليات الضبط الرسمية للتفاعل داخل التنظيمات الاجتماعية و الموجهه لسلوك أعضائها و توقعات كل منهم من الآخر الذي يقاسمه مخزون المعرفة و الحس العام. 

و إذا كان التفاعل الاجتماعي يشكل الجانب الدينامي للحياة الاجتماعية فإن ذلك يرجع لكون العمليات الاجتماعية المرتبطة به تغطى مساحة المجتمع، بتنظيماته المختلفة... و بذلك يشير التفاعل الاجتماعي لحقيقة هامة مؤداها، أن عملية التفاعل الاجتماعي، و ما تشمل عليه من علاقات بشرية متبادلة بين الأفراد و الجماعات محورها حياة الإنسان في جماعات، و هذه هي الجوانب الدينامية و التي نسميها بأشكال التفاعل أو العمليات الاجتماعية المرتبطة به. 
و بذلك فإن حياة الإنسان في جماعات، و تفاعله معها، و ما يتولد عن ذلك من علاقات اجتماعية متعددة بتعدد العمليات التي تمثل أشكال التفاعل الاجتماعي، هي ما نشير إليه بالتفاعل الاجتماعي حيث تمتد بعض أشكاله لصياغة الشخصية، و تزويدها بالمثاليات، و المعايير، و القيم التي تعزز امتثال الإنسان للجماعة.  
و ذلك ما تقوم به عملية التنشئة الاجتماعية و عملية التربية و اللتان تتعهد الطفل منذ بداية إدراكه حتى يبلغ سن الرشد، و يتأهل لشغل دوره في المجتمع. 

و من أشكال التفاعل أيضا تلك العمليات التي تستهدف التدريب و التهيئة الاجتماعية للشخصية و ذلك مثل عمليات التمثيل، و التوافق، و التكيف و المنافسة. 
و أخيرا تأتي أشكال التفاعل المتمثلة في عمليات الاستجابة المتعارضة و المتمثلة في عمليتي التعاون 
و الصراع. 
و بذلك تولف أشكال التفاعل الاجتماعي مجتمعه الجوانب الدينامية المرتبطة بعملية التفاعل الاجتماعي في المجتمع و التي تعزز ديناميات المجتمع و تحافظ على استمراره،

في النهاية ما أحوجنا كمجتمعات عربية إلى إحياء و تفعيل هذا المفهوم في الأذهان و في حياتنا اليومية 
و المعيشية بوسائل و طرق جديدة خاصة في ظل تعقد الواقع و تشابكه و كثرة الأزمات التي تعيشها مجتمعاتنا من الداخل و الخارج .
   

المراجع و الهوامش: 


1- السيد علي شتا، التفاعل الاجتماعي و المنظور الظاهري، توزيع منشأة المعارف بالإسكندرية، الطبعة الأولى 2004 ص ص 9- 18 
2- Dilthy, W. Selected Writiings(ed). Rickman, H.P. Cambridge University Press, 1976. PP. 231-232. 
3- Dilthy, W. Selected Writiings(ed). Rickman, H.P. Cambridge University Press, 1976. PP. 96-97. 
4- Ritzer, G.Contemporary Sociological Therory, N. Y, Alfred Knope, 1983
5-Roche, M Phenomenology, Langage and the Social Sciene Landon &Boston, Routhedge& Kegan Paul, 1973, p4. 
6- Scheler, Maxm Problems of Sociology of Knowledge, London, & Londin, The University of Chicago Press, 1980, pp 3-4.  
7- Scheler, Maxm Problems of Sociology of Knowledge, London, & Londin, The University of Chicago Press, 1980, pp 13-14.  
8- Ermarth, Michael, Wilhelm Dithey The Critique of Historical Reason Chicago& Londin, The University of Chicago Press, 1978, pp271-274.
09- محمود السيد أحمد، دلتاي و فلسفة الحياة، القاهرة، دار الثقافة و النشر و التوزيع 1990. 
10- Zaner, R.M., Theory of interouly- ctinily, Social Researchg vol.
11-Zaner, R.M., Theory of interouly- ctinily, Social Researchg vol.
12-Zaner, R.M., Theory of interouly- ctinily, Social Researchg vol.
13-Pasathas, G, & Waksler, F. G. , Essenthal Features of Face - to - Face Interaction in G.Pasthas (ed.) Phenomenology, N.Y.John Wiley, 1.973.
14- Wilson, Thomas P., Conceptions of interaction and forms of Sociological explanation, in. Social. R, 1970. Vol.35, pp 697-707.
15- Tiryekian, E. A. Existential Phenomenology and the Sociological Tradition, 1973, Vol: 38, N,3.pp675.


♡ إدعمنا بمشارك المنشور مع المهتمين . شكرا
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -