أخر الاخبار

بحث حول فلسطين pdf

بحث حول فلسطين pdf
بحث حول فلسطين pdf

 في القضية الفلسطينية الكتابة التاريخية العربية
 هل هناك حاجة إلى تأريخ جديد؟


 ماهر الشريف

 عن هذا السؤال سأجتهد في الإجابة، وذلك بتحديد السياق الذي ظهر فيه السؤال، وعرض حالة البحث العربي في القضية الفلسطينية، من خلال التوقف عند أبرز محطات الوعي بهذه القضية كما عكسه بعض الكتابات التاريخية، ومن ثم التساؤل، في ضوء ذلك، عن مدى حاجتنا إلى مثل هذا التأريخ الجديد.

 لكن قبل أن أمضي في عرضي، سأتقدم بثلاث ملاحظات تمهيدية

 الأولى تتعلق بالعلاقة بين فلسطين من جهة، والتاريخ وكتابته من جهة أُخرى.

 فالواقع، أن العلاقة بينهما علاقة خاصة بل فريدة نجمت، في الأساس، عن كون الصهيونية مشروعاً سياسياً جعل من التراث اليهودي، الواقعي أو الأسطوري أساساً لاستيلاد أمة وإقامة دولة.

 ويفسر وليد الخالدي، في تمهيد كتابه "قبل الشتات: التاريخ المصور للشعب الفلسطيني،( 1876-1948 بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 1987)، خصوصية هذه العلاقة ما بين فلسطين والتاريخ، فيكتب: "غالباً ما ينغمس أطراف النزاع في تاريخ نزاعهم، ويستحوذ تاريخ الظلم وخلفيته على المظلوم أكثر مما يفعل على الظالم. 

وتتأثر شدة هذا الاستحواذ وطوله على المظلوم بعدة عوامل: فهناك طبيعة الحيف الذي حل في المقام الأول؛ ثم موقف الأطراف الأخرى من هذا الحيف؛ وأخيراً لا آخراً، مسلك الطرف المستبد الظالم بعد ما اقترفت يداه ما اقترفت." ويتابع الخالدي: "وفي حالة الفلسطينيين، وهم الطرف المظلوم في صراعهم مع الصهيونية فإننا نجد أن هذه العوامل قد تضافرت معاً لتطيل وتشدد من وطأة استحواذ التاريخ عليهم.

" بيد أن الصهيونية لم تفرض على الفلسطينيين والعرب الآخرين أن يجعلوا من التاريخ سلاحاً من أسلحة المواجهة المتواصلة منذ أكثر من قرن، وإنما فرضت على كتابتهم التاريخية بشكل أو بآخر موضوعاتها ومحاور بحثها، وهو استخلاص زكته دراستي لمشروع إميل توما التاريخي الذي اشتمل على أربعة عشر مؤلفا، هدف معظمها عبر رواية مغايرة للرواية الصهيونية إلى إبراز استمرارية وجود الشعب الفلسطيني على أرضه وتأكيد انتمائه العربي ومشروعية نضاله من أجل حقوقه، وإلى دحض المقولات والأساطير التي أشاعتها الصهيونية، وبينها مقولة أن فلسطين "أرض بلا شعب، لشعب بلا أرض"، وأسطورة التاريخ "الأزلي" للصهيونية، ومقولة أن الشعب الفلسطيني لم يكن يمتلك قبل بداية الهجرة والاستيطان اليهوديين، أية خصائص ثقافية مميزة، وأن حركته الوطنية لم تكن سوى تعبير عن ردة فعل "الإقطاعيين" التقليديين العرب تجاه عملية "التحديث" التي شرعت فيها الصهيونية (أنظر ماهر الشريف، "إميل توما ودور التأريخ في معركة الثقافة الوطنية الفلسطينية"، كتاب قضايا وشهادات نيقوسيا: مؤسسة عيبال للدراسات والنشر العدد 4، خريف 1991، ص 312-284 ) .

أما الملاحظة الثانية، فتتعلق بتحديد طبيعة القضية الفلسطينية ومحتواها.

 وهنا أشير إلى أن قضية فلسطين - ومن دون انتقاص أهمية أبعادها الدينية – هي، في المقام الأول، قضية سياسية، كانت وليدة عصر الاستعمار والحركات القومية، ونشأت عن الصراع الذي دار على الأرض الفلسطينية، اعتبارا من مطلع العشرينات، بين ثلاث قوى هي: الاستعمار البريطاني، والحركة الصهيونية، والحركة الوطنية التحررية للشعب الفلسطيني، علما بأن مقدمات هذا الصراع كانت أخذت تتجمع منذ بدايات الاستيطان اليهودي سنة 1882، وانعقاد المؤتمر الصهيوني العالمي الأول سنة 1897، وانطلاق الموجة الثانية من الهجرة اليهودية في منتصف العقد الأول من القرن العشرين على أساس شعاري "احتلال الأرض" و "احتلال العمل" ، وصدور وعد بلفور ودخول قوات الجنرال أللنبي القدس في نهاية سنة 1917. وتنطوي الملاحظة الثالثة على تحذير من خطر الوقوع في فخ ما سمي "المدرسة التوراتية"، التي ظهرت بين المؤرخين في الغرب في نهاية القرن التاسع عشر، وقامت على أساس العودة إلى التاريخ القديم لتبرير مشروعية الفكرة الصهيونية الحديثة بإقامة دولة يهودية في فلسطين.

 إذ على الرغم من الأسس الواهية التي تقوم عليها رواية هذه المدرسة والتي سلط الضوء عليها الباحث كيث وايتلام في كتابه "اختلاق إسرائيل القديمة : إسكات التاريخ الفلسطيني" (الكويت: عالم المعرفة 249 أيلول/سبتمبر 1999)، فإنها تركت - وإن بصورة غير مباشرة – أثراً في اتجاه في الكتابة التاريخية العربية انتعش في النصف الثاني من الثمانينات، وهو اتجاه دراسة 

بحث حول فلسطين pdf


♡ إدعمنا بمشارك المنشور مع المهتمين . شكرا
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -