كيف تربح 50 دولار من موقع يوجوف ‏استطلاعات الرأي yougov

الصراع وإدارة الصراع عند كل من آلان توران، بيار بورديو، ميشال كروزيه

مقدمة
إن الصراع الاجتماعي في منطق الفلسفة هو ما يعرف بالمادية الجدلية بمعنى أن كل شي في تغير وتحول وهذا منطق يعود بعيدا إلى الفلسفة اليونانية القديمة التي ترى أن العالم يتكون من جزئيات أو ذرات متغيرة دائما، وهذه الذرات أو الجزئيات فيما يرى الماديون من طبيعة مادية وهي إما النار أو الهواء أو اللامحدود وكذلك يرجع هذا الاتجاه في جزء كبير من مسلماته إلى منطق نظرية النشوء والارتقاء عند داروين الذي يرى أن كل شي في الكون عبارة عن مادة حية تطورت من خلال الصراع مع نفسها ومع البيئة الموجود فيها، بما في ذلك الكائنات الاجتماعية والنفسية والثقافية فهي في حكم المادة الحية المتطورة التي ينجم ويتولد من تفاعلاتها نظم وأنساق وقيم ومثل اجتماعية أو ظواهر نفسية، وكثيرا ما يعرف هذا الاتجاه بالمادية التاريخية خاصة عند الماركسيين الذين يرون أن ما يحكم الكون هو قانون الحركة والتغير المستمرين، وذلك خلافا للفلسفات المثالية الكلية أو العقلية أو فلسفات الثبات والتوازن في الفكر البنائي الوظيفي في العلوم الاجتماعية بشكل عام.

وباختلاف العصر اختلفت المفاهيم الإجرائية للصراع ومؤشرات وأبعاد الصراع، لذلك سنحاول عرض الأبعاد المعاصرة لمفهوم الصراع عند كل من آلان توران ، بيار بورديو وميشال كروزيه

أولا: آلان توران والصراع الثقافي:

لن نبالغ إذا قلنا إن ألان توران ليس مجرد عابر في السوسيولوجيا كما مر ويمر العديد من الباحثين، وذلك بالنظر إلى حضوره القوي والمعلن فتوران انطلاقا من همومه السياسية استطاع أن يبلور جهوده الفكرية إذا لم نقل الثورية في مجال علم الاجتماع.

يؤكد ألان توران أن انتماءه للسوسيولوجيا هو انتماء من أجل التغيير ورفض سيطرة النظام الاجتماعي على الفاعلين، ولذلك يمكن القول أنه إذا كانت سوسيولوجيا أوغست كونت ومعه إميل دوركايم، بل والمدرسة الوضعية عموما تعمل على دراسة النظام أي المؤسسات، فإن ألان توران بعدها تكرس النظام الاجتماعي على الفاعلين.


يرى الان توران أن الموضوع الرئيسي لعلم الاجتماع هو دراسة التصرفات الاجتماعية التي ترتبط بالتاريخية، لم نعد محددين بالتاريخ أي صلة الماضي بالحاضر والمستقبل حيث تنتفي الحدود تماما، وترتبط بعلاقات وصراعات الطبقات، وهي ما ندعوه بالحركات الاجتماعية Mouvements Sociales مفهوم الحركات الاجتماعية هو مفهوم أفضل من الصراع الاجتماعي، لذلك المفهوم الإجرائي للصراع عند آلان توران هو "الحركات الاجتماعية"، والذي يراه مفهوما أوسع وأشمل من مفهوم الصراع، "المفهوم الأوسع للحركات الاجتماعية تشير إلى نوع من الصراع حيث نجده قد استخدم هذا المفهوم في كل مؤلفاته وتحليلاته
تقريبا.

أما الصراع الطبقي عند توران فهو مربوط بـ الحركات الاجتماعية"، فهي المنظم والمحرك الرئيسي لهذا الصراع الحركات الاجتماعية هي المحرك الفاعل للصراع الطبقي، حيث يشرح توران نموذجا للصراع الطبقي بقوله يجب علينا أن نعرف ثلاث مستويات (حقول عمل اجتماعية الحقل الأول هو الحقل التاريخي، فالمجتمع يصنع نفسه والحقل الثاني هو الحقل السياسي والمؤسساتي تكيف المجتمع، ونجد المستوى أو الحقل الثالث هو الفعل الاجتماعي، يعني أن الحركات الاجتماعية تضغط سياسيا ومؤسساتيا......

 ثم ينتقل إلى متغير آخر وهو المتغير الثقافي" في الصراع " هناك صراع من نوع آخر... فعل جماعي صراعي عندما يكون عضو من طبقة يقابل عضو من طبقة أخرى من أجل مراقبته وتوجيهه ثقافيا واجتماعيا، حيث يعتبر توران أن الصراع ينتقل من ميدان العمل ليصبح صراعا ثقافيا بامتياز انتقال النطاق المركزي للعلاقات والصراعات الاجتماعية من ميدان العمل إلى ميدان أوسع وهو الميدان الثقافي". ليطرح تساءلا مهما كيف نتخلص من الخيار الصعب بين عولمة كونية خادعة تغفل تنوع الثقافات والواقع المنغلق للجماعات المتقوقعة على ذاتها".

• ونجده يفرق بين ثلاثة حقول تصنع الصراع هي:
• الحقل التاريخي.
• الحقل السياسي أو المؤسساتي.
• الحركات الاجتماعية.

فالحقل التاريخي بمفهوم توران هو تاريخ المجتمع وتاريخ النظام السياسي والمؤسساتي بأكمله، حيث أن هذا التاريخ من صنع المجتمع نفسه، والذي يسعى لبناء هيكل مؤسساتي وسياسي كحقل ثاني أضافه توران ثم يأتي الحقل الثالث وهو الحركات الاجتماعية والتي تسعى إلى التغيير والتحرر من قيود النظام السياسية والاجتماعية، مضيفا أن الحقل الأول "الحقل التاريخي" هو الذي يحدد طبيعة الحقل الثاني والثالث "وأن الحقل التاريخي يحدد "طبيعة" الحقل السياسي والحقل الاجتماعي".

تحميل الملف 

♡ إدعمنا بمشارك المنشور مع المهتمين . شكرا

تعديل المقال