أخر الاخبار

سوسيولوجيا الفقر والهشاشة

سوسيولوجيا الفقر والهشاشة

 - ما معنى الدراسة السوسيولوجية أو المقاربة السوسيولوجية لظاهرة الفقر والهشاشة؟ 

الجواب: معناه الاهتمام بخمس مستويات وهي كالآتي:
1 . قيم ومعايير الانسان أو المجتمع الفقير. 
2 . ينبغي أن ندرس تمثالت اإلنسان الفقير، وأحكامه؛ ألنها تؤطر سلوكه. 
3 . مواقعه وأدوار؛ ألن كل موقع يتيح قدر معين من السلطة. 

4 . المؤسسات والتنظيم االجتماعي. إن الواقع االجتماعي ووضعه تحكمه مؤسسات وتتدخل فيه إما لتكريس وقائع الفقر أو الحد من آثاره. 
مدخل:
 ظاهرة الفقر يتشابك فيها ماهو اقتصادي واجتماعي، الخ، وسنحاول فيما سيأتي أن نعرف الفقر والهشاشة؛ فالفقر مثال، للوهلة الاأولى نجده يعني أنك تفتقد وسائل العيش الكريم، أو الفقر يعني أنك تحتاج إلى مساعدة ) جورج زيمل هو الذي استخدم مفهوم المساعدة أو فكرة المساعدة لمقاربة ظاهرة الفقر( فيعود الفضل إلى جورج زيمل في استخدام مفهوم المساعدة لمقاربة ظاهرة الفقر، في بداية القرن العشرين، ما يحدد الوضعية الاجتماعية للفقير بالنسبة له هي المساعدة التي يتلقاها شخص ما من الجماعة، ان يكون الفقير موقع مساعدة هي علامة الهوية لوضعه ومقياس انتسابه لشريحة محددة من السكان، هي شريحة منحطة القدر بالضرورة بما أنها تعرف بتبعيتها للآخرين. 
كامات مفتاحية: الفقر,الهشتشة,سوسيولوجيا,علم,اجتماع,

هناك من انطلق لدراسة الفقر من خلال أبعاده، أي من ناحية الهوية، طريقة التفكير، سلوك الإنسان، ووعيه، ومعاناته، ومواقفه، وتمثلاته، الخ.
 - ما معنى الدراسة السوسيولوجية أو المقاربة السوسيولوجية لظاهرة الفقر والهشاشة؟ 
الجواب: معناه الاهتمام بخمس مستويات وهي كالآتي:
1 . قيم ومعايير الانسان أو المجتمع الفقير. 
2 . ينبغي أن ندرس تمثلات الانسان الفقير، وأحكامه؛ ألنها تؤطر سلوكه. 
3 . مواقعه وأدوار؛ ألن كل موقع يتيح قدر معين من السلطة. 
4 . المؤسسات والتنظيم الاجتماعي. إن الواقع الاجتماعي ووضعه تحكمه مؤسسات وتتدخل فيه إما لتكريس وقائع الفقر أو الحد من آثاره. 
مثال: يقول جورج زيمل Simmel أن الأسرة - باعتبارها مؤسسة اجتماعية - حين تقدم المساعدة لأفرادها، إنما تفعل ذلك ليس بالضرورة لمساعدتهم، وإنما لصيانة سمعة الأسرة. 
5 .العلاقات الاجتماعية والتفاعل (الرابط الاجتماعي، دوركهايم). 
حينما ندرس الفقر نجد أن مفهوم الرابط الاجتماعي يكتسي أهمية كبرى. (الرابط الاجتماعي المقدس). فهناك من انطلق من دراسة الفقر اعتمادا على العلاقة بين الفقر والروابط الاجتماعية، وآثار الفقر على الرابط الاجتماعي. ونذكر في هذا الصدد دراسة لـ ماريز بروسون BRESSON Maryse . I .
 الفقر والهشاشة: تحديد مفاهيمي:
أسئلة وتعاريف: يربط جورج زيمل في تحديده لمفهوم الفقر بين واقع الحاجة الذي يعيش فيه الفقير وبين أشكال المساعدة التي يفترض أن يقدمها له المجتمع، باعتبار أن هذا الأخير – أي المجتمع - هو نسيج من الروابط الاجتماعية قائم على التضامن، وكل أشكال التبادل السائدة في المجتمع تندرج ضمن منطق المساعدة الا أنه شرط للتعايش.
 وقد ذكر ابن خلدون في كتابه المقدمة -في نفس السياق- أن المجتمع قائم على التعاون؛ فالناس تؤدي أدوار متنوعة في المجتمع تسهيلا استمرار الحياة والتعايش. ولدى ابن خلدون نظرية في هذا الصدد (نظرية حول المجتمع) يقول فيها أن المجتمع يتكون من:حاجات، وقوة عمل.
 ينطلق "زيمل" من هذا المعطى ليؤكد أن الفقر هو تلك الحالة التي يتواجد فيها شخص أو مجموعة من الأشخاص وتقتضي من الآخرين إحاطته بالرعاية، والرعاية حسب زيمل تتميز بثالث خصائص: 

1 .الخاصية الأولى:

هي منع وحذف المخاطر التي يمكن أن يتسبب فيها وجود الفقر في البنية الاجتماعية على مصلحة الجماعة، فمن هذه المخاطر مثال: أن الفقر يؤثر على القيم والمعايير الاجتماعية. ويجعلها تحتمل النسبية. مثال نسبية مفهوم الخير والشر،الخ. 

2 .الخاصية الثانية: 

الحفاظ على سمعة الجماعة وتشجيع المستفيد من الرعاية على تغيير وضعه نحو الأحسن والأفضل، ( مثال الا تعطى المعونة الاجتماعية للعاطلين عن العمل، إلا بشرط إدلائه بأنه قد قدم سير حياته "CV "لمجموعة من الجهات من أجل العمل ولم يقبل). (في أوروبا).

3 .الخاصية الثالثة:

كونها تستهدف فئة محدودة من الساكنة، "جون جاك روسو" في كتابه أصل التفاوت بين الناس في المراتب، يرجع التفاوت في الأصل إلى الملكية؛ والملكية حسب روسو ظهرت مع ظهور الزراعة. رعاية الأرض ينتهي بتملكها، وحين تصبح ملكية تصبح الأرض  تتسع للجميع. ( مما سيفرز لنا المالك، والعمال، أو المالك والسيد)، وتؤثر على العلاقات الاجتماعية وتظهر قيم الطاعة، والصراع، الخ. 
من ناحية أخرى، يعتبر زيمل المحيط الاجتماعي للفقير مدخلا لتعريف الفقر باعتبار هذا المحيط يتشكل من مؤسسات. 
وقدم نموذجين عن هذه الاخيرة هما "الاسرة" و"النقابة". فكما نعلم أن "جورج زيمل" Simmel عاش في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرون الذي ظهرت فيه النقابة كمدافع عن العمال باعتبارهم فقراء يحتاجون لمن يدافع عن مصالحهم....

براديجمات الدراسة السوسيولوجية للفقر والهشاشة:

ملحوظة: النظرية تتأسس على هذه األشياء HOERIC
  • - Hypothèses فرضيات
  • - Observation مالحظة
  • - Expériences تجربة
  • - Résultat نتيجة
  • - Interprétation تأويل
  • - Conclusion خالصة (قانون)

 براديجم الفقر: 

الذي يتأسس على منظور ومفهوم النقص ( النقص سواء مادي اقتصادي، أو نقص اجتماعي، أو نقص نفسي(: ) سؤال على الهامش: ما الفرق بين النموذج والأنموذج والمقولة والنظرية؟). 

أ. نظرية أسكار لويس:

 « lewis Oscar« انطلاقا من كتابه أطفال سنشيز de enfant Les
Sanchez

طبقة الفقراء تتميز بملامح سوسيولوجية تنعكس على سلوك من ينتمون إلى هذه الطبقة، من هذه الملامح:
  1. - ضعف أو انعدام النظرة الاستشرافية إلى المستقبل والاقتصار على الحاضر في التفكير.
  2. - غياب العقلانية في السلوك، والتفكير القدري.
  3. - أن الأسر في الغالب تعتمد على الأم أكثر من اعتمادها على الأب (أي أنها أميسية)، ألن الأم هي التي تبذل من الجهد أكثر لإعالة الأسرة دون أن يعني ذلك نقص في سلطة الأب، بل بالعكس تتضخم هذه السلطة إلى درجة التسلط.

ب. نظرية بول ازارزفلد: « LAZARSFELD Paul«

وهو سوسيولوجي أمريكي قام بدارسة بعض الأسر العمالية المتضررة من أزمة 1929 شمال لندن، بحيث اعتبر أن البطالة التي مست هذه الفئة وأفقدتها المورد الاقتصادي الذي منه تعيش والذي هو "الراتب"، "الأجر"، هذه البطالة أفقدتها ما لديها من علاقات اجتماعية ومن ود مع الأصدقاء والأقارب كما أفقدتها مصدر قيمتها الاجتماعية social Légitimité ،بمعنى أن الفقر المادي يوازيه دائما تفقر اجتماعي.

ت. نظرية أليكسيس دوكتوفيل:

 « TECQUEVILLE de Alexis « في "مذكرات حول التفقير"
يرى توكفيل أن الاقتصاد الرأسمالي خلق مجتمعات صناعية تطغى فيها الفردانية وتخلق انسانا معزولا بدون إحساس بالغير يعيش بؤسا عاطفًيا، واجتماعًيا، وأخلاقيا. 

ث. نظرية بير بورديو،« BOURDEUX. P«

يعرف بورديو الفقر من خالل تحديده لمفهوم الرأسمال؛ بحيث يميز بين عدة أصناف من الرساميل يمكن للفرد أن يمتلكها ) منها الرأسمال االقتصادي، والاجتماعي الممثل في شبكة العلاقات والروابط التي يربطها الشخص في حياته، ثم الرأسمال الثقافي، وهو مجموع الشواهد التي يراكمها الشخص في مساره(، لكن مكانة وموقع الفرد في المجتمع ال يتحدد بالضرورة بحجم تلك الرساميل، وإنما بمدى اعتراف المجتمع بها، لذلك يسمي بورديو الرساميل حين يعترف بها المجتمع "الرساميل الرمزية". ومكانة الشخص وموقعه الاجتماعي يتوقفان على مدى اعتراف المجتمع لما يملكه من رساميل، وليس الاعتراف حسب بوريو سهل المنال ذلك أن تراتبية المجتمع تجعل الاعتراف مقيًدا بالانتماء الطبقي.

يؤكد بورديو بأن كل طبقة اجتماعية يحكمها ذوق يؤطر سلوكها في مختلف وضعيات الحياة ويرى أن طبقة الفقراء يتميز ذوقها بالميل فقط إلى التكيف مع اكراهات ومتطلبات الحياة. ويسمي هذا الذوق في كتابه dites Choses بذوق الحاجة الذي يرتبط بها هابيتوس الطبقات الشعبية يتميز بخصائص يجعل لتلك الطبقات تصنيف معين.

هكذا فإن براديجم الفقر كما تبين ذلك "ماريز بروسون" BRESSON Maryse يتأسس انطلاقا من دراسة ملاحظة وضعيات النقص التي ظهرت في المجتمعات المعاصرة وأثارت نقاشا خاصة خلال سنوات السيتينات والسبعينات من القرن الماضي حول التفاوت الحاصل في مستوى العيش بين الدول الغنية والدول الفقيرة والذي دفع علماء الاجتماع إلى التفكير في الفقر وفق أبعاد مختلفة منها ما يرتبط ببعد المكان ومنها ما يرتبط ببعد الانتماء الطبقي وأفضى هذا النقاش إلى بروز مفارقة الفقر بين المطلق والنسبي. فالفقر منظوًرا إليه بشكل مطلق يستحضر المعطى الإحصائي الذي يقيس حدة الفقر بمدى الانحراف عن الدخل المتوسط.

 (الانحراف مصطلح احصائي type Ecart ي عطي هذا الانحراف أوتأويل الانحراف كمؤشر بين الطبقات. الانحراف هو كلما ابتعدت عن الدخل المتوسط بالنقصان، تسمى الانحراف على هذا الأساس بنية نظرية الفقر المطلق(. ومقاربة أخرى نسبية تربط الفقر بمتغير الطبقية والمجال؛ بحيث تجعل لكل طبقة دخلها المتوسط وتقيس لكل مجال دخله المتوسط وتقيس عليه. ويؤد بذلك إلى تفاوت الفقراء بحسب طبقاتهم والمجال الجغرافي الذي ينتمون إليه. بحيث أن الفقر في طبقة عليا قد يكون غنيا إذا ما قيس بدخل بلد فقير.

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -