أخر الاخبار

الأسرة عند هربت سبنسر و بارسونز

1 - الأسرة عند هربت سبنسر 

 المعروف أن سبنسر هو دعامة المذهب البيولوجي لذلك يعتبر الأسرة وحدة بيولوجية و اجتماعية تسيطر عليها الغريزة الواعية. و قد خضعت هذه الوحدة إلى مبدأ الانتقال من المتجانس إلى اللامتجانس و لا سيما في وظائفها، فبعد أن كان رب الأسرة هو حاكمها وقاضيها و مربيها و هو الذي يدير اقتصادياتها، انتقلت هذه الوظائف إلى هيئات اجتماعية متعددة و أصبح لكل عضو في الأسرة وظيفة و مركز اجتماعي يشغله.
 يقسم سبنسر المجتمعات إلى حربية وصناعية، ففي المجتمعات الحربية نجد بأن الرجل هو عصب الأسرة و هو سيدها أخلاقه جافة و أوامره غليظة واجبة الطاعة و النفاذ يسيطر و يأمر كما يفعل الضابط بصدد عساكره ، لا إرادة و لا حرية لأفرادها و تنعدم بينهم روح التآلف و الانسجام و تصاب العلاقات و الروابط بينهم بالتفكك، و تجف العواطف و تسودها النزاعات العسكرية و تنعكس كل هذه الاعتبارات في التربية و التعليم و القيم و الأخلاقية، و الأسرة في المجتمعات الحربية واسعة النطاق متعددة المراكز والوظائف الاجتماعية التي تتخذ عادة شكلا هرميا قاعدته الإتباع و الموالي على رأس رب الأسرة مما يوحي إلينا بخضوع التنظيم العائلي للتدرج الطبقي الملحوظ في الحياة الاجتماعية بالإجمال.
أما المجتمعات الصناعية فنجد الأسرة أسعد حالا، تحتل فيها المرأة مركزا معادلا لمركز الرجل، و يتمتع أفرادها بالتحرر و حرية الرأي و المشاركة في مطالب الحياة. و تمتاز الأسرة في هذه المجتمعات بروح التعاون و التضامن و قوة العواطف و تتمتع بقسط كبيـر من التكافل الاجتماعي ومن رعاية الدولة. 
يعتبر سبنسر الأسرة بصفة عامة هي خلاصة الجنس و هي المرآة التي تعكس قدراته و خصائصه الموروثة بوصفها خلية بيولوجية و اجتماعية تتأثر بعوامل البيئة والوراثة و مقومات التنازع على البقاء . وهي المجتمعات المستقرة المتطورة تقوم بدور خطير بصدد التربية بمختلف مفاهيمها بدنية وعملية و دينية و أخلاقية و اجتماعية و تعليمية.

2 - الأسرة عند بارسونز:

(النظرية البنيوية الوظيفية): يرى بارسونز ممثل النظرية البنيوية الوظيفية أن التوازن بمثابة الطبيعة المركزية للأسرة ، فالأسرة تعمل على ترسيخ وضع متوازن و منسجم كتعويض على التأثيرات والتوترات الخارجية. بمعنى آخر بارسونز يرى أن الاستقرار في بنية الأسرة هو المهمة الرئيسية للزوج الأب و الزوجة الأم، و تتحدد هذه المهمة في الإنجابي للذكر و الأنثى. رفالأسرة بالنسبة لبارسونز هي بمثابة نظام تندمج فيه نظم فرعية لا يتسنى فهمها دون الرجوع إلـى النظام الشامل، فالأسرة باعتبارها نظاما فرعيا معرضة لضغوط من ناحية التغيرات التي تطرأ على المجتمع الكبير، فالتأثيرات التي تحدث في الأسرة و ردود الأفعال هي انعكاسات للظروف الجديـدة و القيم الثقافية الجديدة. 

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -