أخر الاخبار

تاريخ التفكير الاجتماعي pdf

تاريخ التفكير الاجتماعي pdf
تاريخ التفكير الاجتماعي pdf

تاريخ التفكير الاجتماعي 

مقدمة حول التفكير الاجتماعي

التفكير الاجتماعي مثل كثير من العلوم الأخرى مرتبطا بالفلسفة، وكان في البداية يستلهم الفكر الفلسفي في محاولة  تفسير الظواهر الاجتماعية.

  ولما تهيأت لهذا العلم اسباب التكامل والقوة انفصل عن الفلسفة، واستقل بطرقه الخاصة في البحث والتحليل وصارت الفلسفة تستوحيه في فهم بعض الظواهر التي استطاع هذا العلم الوليد أن يستجلي جوانبها بطرقه الخاصة، وعلى ذلك فإن من يدرس تاريخ الفكر الاجتماعي عليه أن يستعرض تاريخ الفلسفة أيضا. في محاولة للكشف عن البلدان التي نما فيها الوعي الاجتماعي. وازدهر؛ وللتعرف على العلماء الذين اسهمو في هذا المضمار ومهدوا بدورهم لظهور علم الاجتماع. 

وقد كانت نشأ علم الاجتماع كعلم مستقل مثارا لجدل طويل، حيث أنكر البعض عليه هذا الحق، بدعوى أن الظواهر الاجتماعية لا يمكن أن تخضع لقوانين ثابتة كما هو الحال في العلوم الطبيعة، ذلك أنها تعتبر مجالا خصبا  للآراء الشخصية واهواء الباحثين، فضلا عن اختلاطها بالكثير من القضايا الفلسفية والدينية، والميتافيزيقية، ولقد كان العلامة العربي عبد الرحمن بن خلدون من أوائل الذين عارضوا هذه النظرية، فانبرى لكل الدعاوى التي تحاول عدم اضفاء العلمية على هذا العلم.

 وقد سماه علم العمران البشري مؤكدا أن المجتمع بظواهره يمثل أحد مجالات الطبيعة ويعتبر جزء من نظام الكون. ومن هنا لا بد أن يخضع لنظام عام ملحوظ . تنظمه قوانين يمكن دراستها بأسلوب علمي دقيق.

وقد تعثرت الدراسات الاجتماعية بعد بن خلدون حينا من الدهر اختلطت فيه مرة أخرى بالقضايا الفلسفسة والدينية حتى جاء العالم الفرنسي اوجست كونت الذي حاول أن يخلص الدراسات الاجتماعية من الخلط الذي شابها واقام ما أسماه بعلم الطبيعة الاجتماعية أو علم الاجتماع.

 وقد تعهد العلماء والباحثون قضايا هذا العلم من بعده حتى أصبح علم الاجتماع واحدا من العلوم التي تسهم في فهم وتحليل وتوجيه الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في معظم بلدان العالم . 

العودة الى الفكر الاجتماعي 

وإذا عدنا مرة أخرى الى الفكر الاجتماعي. فإنه يمكن القول بأنه يمثل محصلة التفكير المشترك لأعضاء الجماعة. أو المجتمع أو الرابطة. في المشكلات التي تواجههم وكذلك يمثل وسائل وأساليب تحليل هذه المشكلات والتغلب عليها. ومن هذا الفكر ما يتعلق بتقدم الجماعات الانسانية ومنه ما يشير إلى أهدافها. أما أهداف الفكر الاجتماعي فتتمثل في تحليل القوانين والعمليات الاجتماعية الاساسية بطريقة موضوعية. 

ولعل المواقف المعقدة والمشكلات المتراكمة التي واجهت وتواجه الانسان كانت ولا تزا من اهم ما يثير حيرته. واختلاط أفكاره. ولكنها من ناحية أخرى من اهم العوامل التي حفرت الفكر الانساني. ودفعته قدما. 

وإذا كان الأمر كذلك فإنه ينبغي أن يكون الفكر الاجتماعي ديمقراطيا إذا أراد الانسان التوافق مع المشكلات عن طريق التفكير في طبيعتها ووسائل علاجها كما ينبغي أن يكون الفكر الاجتماعي واسع النطاق. وليس محدودا بظروف جماعة معيبة أو اخرى حتى تكون معطياته متاحة وميسرة لكل الناس. وإذا التزم التفكير الاجتماعي بالعلمية والموضوعية، فإنه يسهم في وضع البرامج العلاجية على نحو عام وشامل. وليس أجدى من أن ينطلق الفكر الاجتماعي من مقولة أن الأمراض الاجتماعية لا ترجع لسبب واحد، وبالتالي فإنه ليس هناك علاج واحد. وإنما تنشأ وتتفاقم عن طريق تداخل وتشابك عدد كبير من العوامل ولذا فإن التفكير في مواجهتها لا بد أن يأخذ في الإعتبار هذا التشابك والتداخل.

خلاصة التفكير الاجتماعي

خلاصة ما سبق ان الفكر الاجتماعي نتاج لعقل الانسان ويتاثر الى حد بعيد بالمؤثرات التي تدخل في تكون هذا العقل ولا ينفصل هذا الفكر عن ماضيه. لذلك نجد المفكرين المعاصرين يعرضون للفكر الاجتماعي باعتباره وحدة متماسكة الحلقات. تمتد من المجتمعات البدائية الى المجتمعات المعاصرة، وليس هناك من شك في وجود علاقة مؤكدة بين الفكر الاجتماعي الخاص بعصر أو حقبة زمنية معينة بين الأحوال الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تسود في هذا العصر أو تلك الحقبة، فكثير من النظريات الاجتماعية قد أسست دعوات لمساندة فكرة أو اتجاه معين يسود المجتمع، أو صحد فكرة أخرى على أنه ينبغي الاصلاح والتغيير. 
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -