أخر الاخبار

جون بودريار و الفكر النقدي - محمد مهذب

جون بودريار و الفكر النقدي

محمد مهذب
✔️ باحث في علم الاجتماع السياسي
✔️ جامعة ابن زهر-المغرب
✔️ mmouhadab3@gmail.com

جون بودريارJean Baudrillard فرنسي متخصص باللغة الألمانية،سوسيولوجي و فيلسوف ،معلق سياسي،شاعر و فوتوغرافي،سمته العامة المعارضة،و هو من أبرز مفكري تيار ما بعد الحداثة.ولد بودريار في ريمسReims الفرنسية في 27 يوليوز1929،و توفي عن عمر يناهز 77 سنة بباريس في 6 مارس 2007. وقد عادت عليه مواقفه النقدية للعقلانية و لفلسفة العلوم Epistémologie بتكريمه سنة 2001 من قبل معهد الباتافيزياءPataphysique بفرنسا.
من أهم مؤلفاته ''نظام الأشياء''(1968)،ومجتمع الاستهلاك(1970)،و التبادل المستحيل(1999)،و حرب الخليج لم تقع(1991)،و غيرها من الكتابات التي تتناول موضوعات نقدية.
إن مسار بودريار الفكري مسار متقلب على حد وصفه بالذات:''باتافيزيائي في العشرينيات،مشهدي في الثلاثينيات،طوباوي في الأربعينيات،اعتراضي في الخمسينيات،دوراني و عكسي في الستينيات''.
لقد وجه بودريار نقدا حادا للخطاب الاستهلاكي السائد في مجتمع ما بعد الحرب العالمية الثانية، كما بلور نظرة نقدية لعلاقة المجتمع الحديث بالواقع من خلال أطروحة تتناول مضمون و طبيعة الواقع الذي تعيشه المجتمعات ''الحديثة''.

 - 1نقد مجتمع الاستهلاك

لا شك أن قدرا من أفكار ماركس الفلسفية ظل منبثا بين  ثنايا فكر بودريار، من ذلك فكرة استيلاب الإنسانAliénation في المجتمعات المعاصرة و التسليع و ما يتصل بذلك من مفاهيم، لكن دون أن يعتمد منهج المادية الجدلية الماركسي في التحليل. ففي مؤلفه ''مجتمع الاستهلاك'' يركز بودريار على الأشياء باعتبارها مصدرا للرموز التي تحدد العالم و ترسم علاقاته، فالمجتمعات الرأسمالية الحديثة ترتبط بالاستهلاك أكثر من الإنتاج و بالدال أكثر من المدلول.

إن الاستهلاك في المجتمعات المعاصرة لا ينحصر فقط في علاقتنا بالأشياء ، لكنه نمط نشيط من العلاقة مع الآخرين يقوم عليه نسقنا الثقافي برمته، أما وسائل الإعلام فلا تمدنا بالواقع بل باضطراب أو حيرة الواقع Le vertige de la réalité، فتدفعنا إلى استهلاك الصورة و الرمز و الرسالة.
إن علاقة المستهلك بعالم الواقع من سياسة و تاريخ و ثقافة هي علاقة فضول،وهذا ما يجعل الاستهلاك يكتسي بعدا من الجهل بالواقع Méconnaissance  بدل معرفته. خاصيتي الفضول و الجهل بالواقع تفضيان إلى إخفاء هذا الواقع و الانكفاء على رموزه الفارغة و المتعددة.
يبدأ جون بودريار بإعادة تقييم و نقد لنظرية ماركس الاقتصادية عن الشيء/الموضوع، خصوصا فيما يتعلق بفكرة القيمة الاستعمالية Use-Value و يطور أول مرحلة رئيسية في عمله بنظرية تتناول الإنتاج و الموضوع استنادا إلى نظرية العلامات(السيميوطيقا)،و تؤكد هذه النظرية على القيمة الرمزية Sign-Value للشيء/الموضوع.و الرمز هي وسيلة لنقل المعنى و الأهمية.
إن التمييز الذي يقوم به الاقتصاد السياسي بين القيمة الاستعمالية و القيمة التبادلية محدود تماما، إذ لا بد من فهم الموضوع  على أنه يمتلك ''قيمة رمزية'' لا يمكن اختزالها إلى القيمة الاستعمالية أو التبادلية، فالهدية (خاتم الزواج مثلا)هي موضوع له هذه الطبيعة.
و يميز بودريار في هذا الصدد بين ثلاثة أنواع من المنطق:
- منطق الإجراءات العملية الذي يقابل القيمة الاستعمالية(منطق المنفعة)،وفيه يصبح الشيء أداة.
- منطق التعادل الذي يوازي القيمة التبادلية(منطق السوق)، و فيه يصبح الشيء سلعة.
- منطق تساوي الحدين الذي يقابل التبادل الرمزي أو التضارب و الازدواجية Ambivalence(منطق الهدية)، و فيه يصبح الشيء رمزا.
-منطق الاختلاف الذي يقابل القيمة الرمزية أو العلاماتية(منطق الحالة)،و فيه يصبح الشيء علامة.
و يسعى بودريار من خلال هذا التحليل السيميوطيقي للشيء، و سيرا على خطى البنيويين، إلى بيان أنه ما من موضوع يوجد بمعزل عن مواضيع أخرى، بل إن جانبها التفاضلي و العلائقي يصبح حيويا في فهمها، فرغم أن هناك جانبا منفعيا لكثير من الأشياء، إلا أن هناك ما هو جوهري فيها، هو قدرتها على الدلالة على حالة (وضع). إن الأشياء في المجتمع الاستهلاكي لا تُستهلك ببساطة، بل يتم إنتاجها للدلالة على حالة ما، أكثر من كونها لتلبية حاجة، وهذا ممكن فقط بسبب العلاقة التفاضلية بين الأشياء، و بالتالي فإن الأشياء أو المواضيع تصبح علامات Signes تاركة بعيدا وراءها عالم الضرورة.
إنه يروم من وراء هذا إلى التأكيد على أن الذات و الموضوع، لا يرتبطان بموجب صفات أزلية للذات بل إنهما مرتبطان، و كما يرى ليفي ستراوس، بفعل البنية اللاواعية للعلاقات الاجتماعية. باختصار فالبشر لا يبحثون عن السعادة، و لا يسعون إلى تحقيق المساواة، حيث أن الاستهلاك لا يحقق التجانس، بل إنه يحدث الاختلاف (التمايز) من خلال نظام العلامات، وإن أسلوب الحياة والقيم (وليس الحاجة الاقتصادية) هما أساس الحياة الاجتماعية.
لقد اعتبر بودريار في كتابه ''نظام الأشياء''(1968) أن المجتمع''تبرجز'' في أسطورة الاستهلاك المفرط إلى حد اقتناء ما ليست هناك حاجة إليه، وأن مواضيع الاستهلاك صارت اليوم أكثر تعقيدا من سلوك الناس المتعلق بها. و يركز على دور وسائل الإعلام و الإشهار،  فالإشهار برأيه ليس ظاهرة إضافية في نمط الاستهلاك، بل يدخل فيه باعتباره بعدا لا عودة عنه و بنسبة مرتفعة، بحيث أصبح الإشهار نفسه سلعة و موضوعا استهلاكيا.
وهكذا فهذه الوسائل أخفت الواقع، و طرحت مكانه ''فوق –الواقع'' من خلال خلق الوعي و تعميم القيم و قواعد السلوك و التفكير و الإحساس، فما المقصود بمفهوم موت الواقع أو ما فوق الواقعية؟

أطروحة موت الواقع

على الرغم من إن بودريار لا يصنف ضمن كوكبة علماء السياسة المعاصرين، فإن كتاباته التي تناول من خلالها العديد من القضايا السياسية الراهنة، حملت في طياتها فرضيات ذات دلالات مهمة لباحثي حقل النظرية السياسية، وبالأخص ما يتعلق منها بمفهوم موت الواقع الذي جاء في سياق رد فعل فكري طرحه بودريار إبان تناوله لتداعيات الثورة المعلوماتية الجديدة على الظاهرة السياسية.
لقد ظل سؤال هزيمة المعنى الشغل الشاغل لبودريار طيلة مراحل تحوله الفكري والمعرفي، المعنى الذي ظلت تقلباته وتداعيات تأثره بالثورة المعلوماتية هاجسا للعديد من مجايلي بودريار في فرنسا، فهذا هو الفرنسي "كورنليس كوسترياديس" يشير في كتابه "صعود اللامعنى" إلى أن "عالمنا قد غدا يعيش ظاهرة فريدة في تاريخ البشرية، وهي تفتت المرجعيات والمنابع المنتجة للدلالة"، في حين اعتبر بورديو إن التكنولوجيا المعلوماتية الجديدة تثير مخاوف نابعة من إمكانية قيامها بعنف رمزي مصدره الطبقة الاجتماعية التي تهيمن على تلك التكنولوجيا.

أعلن بودريارعن اغتيال المعنى، متهما وسائل الإعلام المعاصرة بارتكاب تلك الجريمة، وذلك من خلال تواطئها مع ايديولوجيا ناعمة تحجب هيمنة مصدر الرسالة الإعلامية عن المتلقي.هي إذا صلاة بودريارية على روح المعنى، فوراء الصور والمعلومات التي تبثها الفضائيات ومواقع الانترنت، جلاد يتوشح برداء الحقيقة والحرص على تفعيل منظومة حرية الرأي والتعبي،  في حين لا يقدم إلا رؤيته الذاتية للحظة الحدث، لهذا وبلغة بودريار فإن العالم يعيش "لحظة انقلابية تنقلنا من عصر الواقع إلى عصر موت الواقع بسبب موت أو نهاية أو تحلل المبدأ المؤسس للواقع، مبدأ الصراع والمواجهة الجدلية والتناقض والنفي والقطيعة والمجاوزة والثورة والتقدم".
وفي مؤلفه ''المصطنع و الاصطناع''،استعرض بودريار أهم ملامح أطروحته(موت الواقع) و المتمثلة في النقاط التالية:
أولا: خضوع العالم لمدار مصطنع حلت فيه النسخة مكان الأصل، "إن النسخة تحافظ على علاقة مرجعية مع الأصل، فنسخة اللوحة لا تأخذ معناها إلا من اللوحة، بينما المصطنع لا يفعل غير اصطناع مصطنعات أخرى، هنا يختفي كل مفهوم للأصل، لحدث أصلي، لحقيقة أولى، بحث لا يبقى مجال لغير المصطنعات".
ثانيا: المصطنع الذي نعيش فيه سواء كان صورة أو لغة لا يحجب الواقع بل حل نفسه مكان الواقع، وذلك بتدميره لثنائية الدال والمدلول، ما يعني أن سلطة الرمز أي السلطة التي تقف الصور واللغة التي تبثها الوسائل المعلوماتية الجديدة افترست المرجعية التي تشكلها أو كان يشكلها الواقع.
ثالثا: أن المافوق واقعية أي حالة الاصطناع الناجمة عن تورط وسائل الإعلام المعاصرة في حجب الواقع، تستمد قوتها من تخريب النظرة السوية للواقع، فيتم التلاعب بوعي المتلقي وإقناعه عبر قوة الميديا برؤية الطرف المتحكم في الآلة المعلوماتية.

هذا الواقع المصطنع الوهمي لم تعد لنا القدرة و لا المشروعية في تقييمه و نقده،ما دام هو المعطى الوحيد الذي نتوفر عليه، لهذا فالأفضل أن نقبل بهذا الواقع الما بعد حداثي ، بكل أدواته التي فقدت مصداقيتها، لقد أصبح الواقع محض أنظمة رمزية، أو قل عبارة عن ''ظاهرة خطابية '' هي وحدها الكفيلة بتمكيننا من تأويل الواقع بالمنظور السياسي.
فحرب الخليج يراها بودريار حربا ما بعد حداثية، تعتمد التلاعب باللغة و البلاغة التي ترجمتها مختلف وسائل الإعلام و الإقناع الما فوق-واقعية، مما زكى صحة الاحساسات الواهمة بحيادية و موضوعية التغطية الإعلامية في شكل جمل لغوية:''دقة القصف'' – ''عدم استهداف المدنيين''...فحرب الخليج لم تقع، بمعنى أن صورة حرب الخليج التي قدمتها وسائل إعلام الغرب، ليست هي الواقع الفعلي و الحقيقي لحرب الخليج، فقد صورها الإعلام بطريقة تشوه واقعها، واستخدمته القوى القابضة عليه للتضليل.
إن الواقع نوعان :واقع اجتماعي لا يختلف عليه الناس، ومن طبيعة لا تستلزم حجبه، وواقع خلافي و صراعي، و من طبيعة تستدعي الحجب و الإخفاء ما يجعله فوق-واقعي Hyperréel ، و لأن العلاقات الدولية موضوع نزاع بين البشر، فهي تتعرض للتلاعب و الإخفاء، و لأن واقع كل مجتمع على انفراد هو موضوع نزاع بين أفراد المجتمع فهو يتعرض للإخفاء، و لأن الرأسمالية العالمية تعيش أزمة مستعصية فواقع هذه الأزمة يعاني من الإخفاء بواسطة وسائل الإعلام. إن الناس المتنازعين يسعون-عبر ما يملكون من وسائل إعلام- إلى تعميم فكرهم و حجب الواقع، عن طريق تقديم هذا الواقع بالشكل الذي يريدون، فهي عملية أيديولوجية يخلقها البشر عن طريق وسائل الإعلام.

 أكد بودريار في كتابه ''الفكر الجذري-أطروحة موت الواقع'' أن الواقع (واقع العولمة أو الأمركة)الذي يعيشه الإنسان المعاصر،هو واقع مشوه و مزيف لا يمت بصلة للواقع الفعلي و الحقيقي الذي عشناه مع نظام القطبية الثنائية، واقع النفي و الأطروحة و نقيضها، واقع تجاوز البنيات التقليدية الهشة و الصراع من أجل تجديد دماء الحياة. لقد مات و تحلل المبدأ المؤسس للواقع، مبدأ الصراع و المواجهة و الجدلية و التناقض و النفي و القطيعة و المجاوزة و الثورة و التقدم،و مات ذلك الواقع الذي بموجبه يميز الإنسان بين الكاذب و الصادق، الواقع و الخيال، الحقيقي و الزائف، الإلهي و الشيطاني، الجميل و القبيح، اليساري و الرجعي.
وباختصار فإن المجتمع الحديث في نظر بودريار يعيش ما فوق-واقع،و ما يميز الفوق-واقعية هو أنها تعيش فقط في الرموز(اللغة،الصورة،الشيفرة...)،و تعدم العلاقة الثنائية بين الدال و المدلول، لتبقي الرمز فقط. بمعنى آخر فالرمز يطرد الواقع، بل صار الرمز هو الواقع، فهو ذاتي المرجعية لا يرتبط بغير ذاته، فالرمز يصنع العالم،و هو العالم.إن جوهر أطروحة بودريار يكمن في قدرة الرمزعلى تدمير المسافة بينه و بين الحقيقة، حيث يطرح نفسه كحقيقة تخفي عدم وجود الحقيقة.

وهكذا فوسائل الإعلام الجماهيري، ولا سيما الأنترنت، تروج الرسائل و الرموز و القيم و الصور ...تبعا لرغبات متفاوتة في استيهامها، يتبنى المشاهد الرموز و يدرجها في جهازه النفسي السلوكي، و يحدد من خلالها طريقة اندراجه في الحياة و العالم، فالإعلام يكيف الناس و يدفعهم إلى الاندراج في النماذج القيمية و السلوكية التي يخلقها و يتداولها(طريقة اللباس،طريقة الكلام...). وهكذا يجري العمل لاقناع الناس بأن الحرب هي السلم، من أجل تدمير مبدأ التناقض و تخريب النظرة السوية إلى الواقع(التلاعب بالوقائع،اختلاف الروايات،الاخراج الإعلامي للوقائع...).
ختاما، فإننا نجد ملمسا للبراديغم البودرياري المتعلق بموت الواقع في تعليقه على أحداث 11 شتنبر 2001 بالولايات المتحدة الأمريكية، ففي مقالة مشهورة ركز بودريار على البعد الرمزي لهذه الأحداث، و المتمثل في كونه يكشف عن بشاعة الهيمنة التي نمارسها ضد الآخر غير المنتمي للحضارة الغربية. إن هذا البعد الرمزي الذي تم حجبه و إخفاؤه لا يتعلق بصراع الحضارات(أطروحة صمويل هنتنغتون) أو الأديان، بل هو رعب مقابل رعب، إرهاب لا أخلاقي مقابل إرهاب لا أخلاقي غربي تسببت فيه أمريكا و منطقها التوسعي، فالصور و لغة الأخبار قامت بحجب الحقيقة و تكييفها، وفق مصلحة متخذ القرار السياسي الأمريكي، مما جعل المتلقي يعيش في ظل تفسيرات مبنية على نسخة مزورة أدت إلى موت الواقع، وصعود اللامعنى و المصطنع.
يقول بودريار:''إن الإرهاب هو الفعل الذي يعيش الخصوصية و التميز، و المتعذر تبسيطها لقلب نظام التعامل العام. كل الخصوصيات، الأجناس، الأفراد، الثقافات،الذين دفعوا حياتهم ثمنا لنظام عالمي تقوده قوة واحدة تنتقم اليوم من خلال هذا التحول الإرهابي للوضع. و إذا كان الإرهابيون هم من قاموا بالفعل، فنحن من أردنا ذلك الفعلC’est eux qui l’ont fait ,mais c’est nous qui l’avons voulu''. فهذه القوة التي لا تحتمل هي التي أججت العنف المبثوث في أرجاء العالم كله، و غذت المخيال الإرهابي الذي يسكننا جميعا، فلا أحد لا يمكنه ألا يحلم بدمار أي قوة بلغت هذا الحد من الهيمنة.

المراجع المعتمدة:

باللغة العربية:
- جون بودريار،المصطنع و الاصطناع،ترجمة جوزيف عبد الله ،مركز دراسات الوحدة العربية،بيروت، الطبعة 1، 2008.
- جون ليتشه،خمسون مفكرا أساسيا معاصرا،من البنيوية إلى ما بعد الحداثة،ترجمة د فاتن البستاني،مركز دراسات الوحدة العربية،الطبعةالأولى،2008.
- بيتر بروكر،الحداثةو ما بعد الحداثة،ترجمة عبد الوهاب علوب،ط1،(أبوظبي:منشورات المجمع الثقافي)،1995.
- جون بودريار، الفكر الجذري، أطروحة موت الواقع، ترجمة منير الحجوجي و أحمد القصوار، دار توبقال للنشر، الطبعة الأولى، 2006.

باللغة الفرنسية:

- Jean Baudrillard, La société de  consommation , ses mythes et ses structures,Editions Denoel,1970
- Jean Baudrillard ,L’esprit du terrorisme,Le monde 3.11.20

محمد مهذب، باحث في علم الاجتماع السياسي
جامعة ابن زهر-المغرب mmouhadab3@gmail.com
♡ شارك المنشور مع المهتمين . شكرا
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -