أخر الاخبار

مدخل إلى علم النفس s1

مدخل إلى علم النفس s1
مدخل إلى علم النفس

مدخل إلى علم النفس 

  • تعريف علم النفس 
  • موضوعه
  • أهدافه
المحاور: نشأة وتطور علم النفس/السياق التاريخي / الفكر السيكولوجي/ الفلسفة العربية اليونانية عبر النهضة /استقلال علم النفس.
سوف يتم اضافة المحاضرات الاخرى في الأيام القادمة  
مادة ميادين علم النفس في ⇇ هذا الرابط 

- تعريف علم النفس :

- علم النفس هو العلم الذي يدرس السلوك الحركي اللفظي وهو نشاط ظاهري خارجي موضوعي ويبحث في النشاط الذهني العقلي كما يدرس النشاط الوجداني الإنفعالي وكلاهما نشاط ذاتي (الجانب العلمي والذهني) وكل نشاط انفعالي قد تصاحبه خلافات.
أهداف علم النفس

أهداف علم النفس

يسعى علم النفس إلى تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية، وهي:

الفهم: يسعى علم النفس إلى فهم كيف يفكر الناس، ويشعرون، ويتصرفون.
التنبؤ: يسعى علم النفس إلى التنبؤ بالسلوك البشري.
التحكم: يسعى علم النفس إلى التحكم في السلوك البشري.
فروع علم النفس

  1. يُقسم علم النفس إلى العديد من الفروع، والتي تركز على مجالات مختلفة من السلوك البشري، ومن أهم هذه الفروع:

  2. علم النفس العام: يدرس السلوك البشري بشكل عام، دون التركيز على أي مجال معين.
  3. علم النفس التجريبي: يعتمد على الأساليب العلمية لدراسة السلوك البشري.
  4. علم النفس السريري: يركز على دراسة الاضطرابات النفسية وعلاجها.
  5. علم النفس التربوي: يركز على دراسة السلوك البشري في سياق التعليم.
  6. علم النفس الاجتماعي: يركز على دراسة السلوك البشري في سياق التفاعل الاجتماعي.
  • يسعى علم النفس إلى تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية، وهي:
  1. الفهم: يسعى علم النفس إلى فهم كيف يفكر الناس، ويشعرون، ويتصرفون.
  2. التنبؤ: يسعى علم النفس إلى التنبؤ بالسلوك البشري.
  3. التحكم: يسعى علم النفس إلى التحكم في السلوك البشري.

فروع علم النفس

يُقسم علم النفس إلى العديد من الفروع، والتي تركز على مجالات مختلفة من السلوك البشري، ومن أهم هذه الفروع:
  • علم النفس العام: يدرس السلوك البشري بشكل عام، دون التركيز على أي مجال معين.
  • علم النفس التجريبي: يعتمد على الأساليب العلمية لدراسة السلوك البشري.
  • علم النفس السريري: يركز على دراسة الاضطرابات النفسية وعلاجها.
  • علم النفس التربوي: يركز على دراسة السلوك البشري في سياق التعليم.
  • علم النفس الاجتماعي: يركز على دراسة السلوك البشري في سياق التفاعل الاجتماعي
  • - علم النفس يدرس ما يصدر عن الإنسان .سلوك ظاهر أم باطن ؟
  • - يدرس كيف يحدث هذا السلوك ويتم ؟ لماذا يحدث؟
فالسلوك كنشاط  كلي مركب يتضمن ثلاث جوانب نستطيع أن نميز فيها : الجانب المعرفي :نحن ندرك ما حولنا من مظاهر وأحداث مختلفة‘ ونتفاعل برموز و معاني معينة ، الإدراك .التميز .التطور. التخيل.التفكير.التذكر.التعبير الرمزي اللغوي هوالجانب المعرفي في السلوك .

الجانب الحركي:

 يقصد به الإستجابة الحركية لتعليمات أو تنبيهات لفظية ضعيفة (كالإستجابة للإشارة المرور بالمشي أو الوقوف ) (وفي عملية كتابة الأبيات الشعرية في إدراك معنى الأبيات والكلمات).

الجانب الإنفعالي للسلوك:

هو الحالة الإنفعالية التي تصاحب السلوك ‘ فالميل إلى موضوع والتحمس له والإقبال عليه يمثل محركات ومنشطات للسلوك، كما أن الإرتياح وعدم الإرتياح تجاه موضوع السلوك يؤثر في تحكيم السلوك أو انقطاع استجابته.

تتضمن بنية السلوك إذن ثلاث جوانب "إدراكية معرفية -حركية اجراعية -انفعالية وجدانية" هذه الجوانب الثلاث في وحدة متكاملة ‘ ومن أهم خصائص السلوك أنه عملية دينامية أي قابلة للتعديل والتفسير والتكيف بناءا على ما يحدث للكائن الحي من مؤثرات خارجية أو ما يتعرف له من آثار مترتبة من هذا السلوك .

خلاصة :

إذن مما سبق يتضح أن علماء النفس يهتمون بدراسة أنواع النشاط أو السلوك مثل الإدراك، دوافع، لسلوك  الإنفعالات، النضج ، التعلم، التدبر، النسيان ، التمثل، و التفكير و الشخصية و الفروق الفردية وغيرها، أي علم النفس يعنى بدراسة جميع أنواع السلوك الأنساني في جميع مراحل حياة الإنسان المختلفة وتصنيف القوانين والمبادئ العامة التي تحكم هذا السلوك وتوجهه، وينسق هذه القوانين والمبادئ والحقائق في نظام معرفي متكامل ‘ وبالتالي إذا أردنا أن نضع تعريف لعلم النفس لقلنا الدراسة العلمية لسلوك الإنسان ونقصد بالسلوك جميع أنواع النشاط الذي يصدر عن الإنسان كنتيجة لتفاعله مع البيئة أو ظروف معينة لذلك يحاول العدل ويطور ويحسن هذه الظروف لتتناسب مع مقتضيات حياته ‘ فالسلوك إذن نشاط كلي مركب دينامي يمكن أن تتناوله بأكثر من منظور.

أهداف علم النفس :

هل يعتبر علم النفس وموضوعه السلوك علما ؟
هل العلم موضوع أو طريقة ؟
  • الكشف عن أسس السلوك الإنساني  : الفهم أهم ما يميز العلم، تعنى به أننا نجد علاقة بيننا و بين الظواهر الأخرى من خلال الفهم نحاول أن نجيب على كيف و لماذا يحدث السلوك؟
والفهم هو الهدف الأساسي للعلم وهو أبسط شئ يمكن أن يقوم به الباحث لمعرفة مسببات كل ظاهرة ‘ و يجب تفسير تلك الظواهر في ضوء مجموعة من القوانين التي تحكمها ‘ البحث عن أحداث أو ظواهر أو متغيرات ‘ يؤذي التغيير المنتظر فيها إلى تغير معين في الظاهرة ‘ متغيرات تربطها بالظاهرة.
  • الضبط : يقصد به القدرة على التحكم بالظاهرة النفسية.
التنبوء : معناه إمكانية القانون أو القاعدة العامة في مواقف أخرى غير ذلك الموقف الذي نشأ فيه أصلا /تطور النتائج التي يمكن أن تترتب وجود علاقة جديدة  للتحقق من تنبوء : الإستنتاج عن طريق الإستدلال-التحقق التجريبي للتنبوء نحاول الإجابة عن متى تحدث الظاهرة ؟ وماذا يحدث ؟ هل الذكاء وراثي أم مكتسب ؟!

- نشأة وتطور علم النفس : 

- الفكر السيكولوجي للفلسفة اليونانية :

كانت كتابات وتأملات الفلاسفة في العصور التاريخية المختلفة تنطوي على الكثير من المفاهيم السيكولوجية و التصورات التي تحاول تفسير الظواهر النفسية بل إرتبط ذلك التأمل النفسي بالوجود الإنساني ذاته ‘ فهو إذن قديم قدم الإنسان الذي حاول دائما أن يعرف نفسه وأن يفهم طبيعته الإنسانية ‘ ويتأمل ما يصدر عنه وعن الآخرين من تصرفات وما يواجهها من حركات فتأثر الفكر السيكولوجي بتصورات فلسفية و منجزات علمية أدت إلى بلورة هذا الفكر كعلم نفس حديث له هويته بين الأنظمة العلمية المختلفة ‘ لقد تمحورت السيكولوجية في مرحلة ما قبل العلمية حول مفاهيم متعددة يمكن حصرها في الروح أو النفس أو العقل و الشعور ‘ واستمرت حضور هذه المفاهيم السيكولوجية حتى أواخر القرن 17 م.

إلا أن خضوع الظواهر السيكولوجية للتأويل الفلسفي لم يكن يعرف إستعمال اللغة ودلالة واحدة عبر المراحل قبل العلمية كلها بل كان ذلك التأويل يعرف إنقلابا مفاهيميا من حين لآخر تبعا لتقدم المفاهيم الفلسفية وتبعا لمستوى التنظيم وإجتهاد الفلاسفة أنفسهم.
يطرح سقراط شعارا ، يطرح ضرورة العودة إلى الإنسان وإلى النفس. "اعرف نفسك بنفسك"
-كانت دعوته بمتابة تحول وجهة الفكر الفلسفي عامة والسيكولوجية خاصة وإلى تحديد النفس تحديدا فلسفيا دقيقا.
- طور سقراط نطرة طاليس وأن الجوهر الكلي هو الروح و هو جزء من الروح الإلهية ، أما البدن يتكون من العناصر المادية وهي : الهواء /ماء/ التراب/ النار، وبما أن النفس جزء من الروح الإلهية يمكنها أن تضبط غرائزها الطبيعية.

أفلاطون كانت له حملة عارمة و شديدة للفلاسفة الطبيعين مما أدى به إلى التركيز في كتابه على المثل والنفس والمدينة الفاضلة ، خصص للنفس مبحثا هاما لإثبات قبلية النفس عن الجسد . يرى أن النفس عقل خالص لكنها تتعرض للمصاعب . قسم النفس إلى ثلاثة أقسام : النفس العاقلة / الشهوانية / الشجاعة .
  • النفس العاقلة  : مركزها الرأس.
  • النفس الشهوانية :مركزها البطن .
  • النفس الشجاعة :مركزها القلب .
يرى أن الأقسام الثلاثة توجد بين الناس بأشكال متباينة و درجات مختلفة .
يرى أن المجتمع يتألف من ثلاث طبقات . أول طبقة تظم الحكام والفلاسفة التي تسيطر الحكمة على أفعالهم وسلوكياتهم والطبقة الثانية تظم العبيد والحرفيين وعامة الناس الذين يتسمون بالشهوة .والطبقة الثالثة تظم الفرسان والجنود والقادة العسكرين الذين يتسمون بالشجاعة.

ارسطو أفرز للنفس كتابا خاصا يحتوي على ثلات مقالات ركز في الأولى على إنتقاد أراء القدماء في النفس وأورد في مقالاته التانية تعرفين للنفس يرتكز أولهما على التمييز بين أنواع الجوهر وتانيهما يرتبط بالوظائف التي تقوم بها النفس ، فهو يرى أن النفس والجسم كلا واحد لا يتجزأ وأن كل شئ طبيعي يتكون من مادة وصورة والمادة والصورة لا ينفصلان وكلاهما مكمل للآخر.

أعطى أرسطو تعريفا ينصب على تحديد وظائف النفس وقواها لذلك خصص مقالته الثلاتة لضبط تلك القوى النفس النباتية وضيفتها النمو والتوليد والنفس الحيوانية وضيفتها الإحساس والحركة وتوجد بين الحيونات والنفس  الناطقة أو العاقلة وهي التي تميز الإنسان ووظيفتها التعقل والتفكير ويرى أرسطو أن النفس وضيفة الجسم وبهذا يكون أرسطوا قد حدد موقفه من النفس وطرح موضوع الإتحاد البدن والروح وعدم إمكانية الفصل بينهما إلا عن طريق التجريد إلا أنه وجدها تتخذ أشكالا متعددة وتتجسد في مستويات وقدرات متباينة كالقدرة على التغدية والقدرة على الحس والقدرة على الحركة وعلى الفهم ، وهذه القدرات مجتمعة في إنتقاده خاصية الإنسان وحده ، وعلى هذا الأساس الإرتقائي .

 أكد أرسطو أن الإنسان هو النفس والجسد في وحدتهما غير أنه سيعود في فصل لاحق في كتابه المذكور يميز بين النفس والجسد ، وهذا الفصل ليس سوى فصل ماهو خالد على ما هو فانين مما يعيده إلى موقف معلمهم الذي يؤكد على التفريق بين النفس والجسد وعلى خلود الأول وفناء الثاني.

ولقد عرف خطاب الأرسطي والأفلاطوني إمتدادا داخل الكتابات اليونانية والإسلامية والفلسفة الوسيطية بصورة عامة ، إلا أن هذا الإمتداد لم يخلو من تغيرات فوجهت لهما مجموعة من الإنتقادات ومن أهم الفلاسفة الذين عارضوا سقراط وأفلاطون وأرسطوا، ديماقريدس في القرن الخامس قبل الميلاد وهيراقليدس في القرن السادس قبل الميلاد، فكلاهما يرى أن النفس تتألف من ذراة نامية تخضع في ظهورها وتغيرها إلى نفس القوانين التي تخضع لها الظواهر الطبيعية والإجتماعية وتتوضح نضرتهما إلى النفس من خلال موقفهما من العلاقة بين النمو النفسي والتعلمي.

 فقد أكد ديمقليدس أن خصائص الشخصية والقدرات المعرفية تكتسب عن طريق التعلم وبأن التدريب أساسي لتعلم القواعد ولنمو الإنسان نموا كاملا، أما الفيلسوف هيراقليدس أكد أن الظواهر النفسية مرتبطة بالعضوية إرتباطا مباشرا وتصور أن الجسم البشري مؤلف من أربعة عناصر الدم والصفراء والبلغم والسوداء وهي سوائل الجسم وعلى إثرها صنف الناس وفق أربعة أصناف الدموي يتميز بالتفاؤل والبهجية والصفروي يتميز بسرعة الغضب والبلعمي يتميز بالبرودة واللامبالة والسودوي يتميز بالإكتئاب والحزن ، وهي نمادج للشخصيات الإنسانية تنتج نتيجة صغيان أحدى هذه الإفرازات داخل الجسم وبهذا يكون قد فسر السلوك ليس وفق عناصر توجد في الطبيعة الخارجية الماء ، التربة ، الهواء وإنها لسوائل تتواحد داخل جسم الإنسان .

- بوادر الفكر السيكولوجي في الفلسفة العربية الإسلامية :

في ظل الحضارة العربية الإسلامية برزت أسماء كثيرة من المفكرين والعلماء الذين أسسوا بداية الفكر السيكولوجي نذكر منهم الكندي وفرابي وابن خلدون وابن رشد وغيرهم ، بالنسبة للكندي إهتم بموضوع علم النفس وخصص لها عدد من مؤلفاته ويرى أن النفس تختلف عن الجسد بنية ووظيفة ومآلا وهي جزء من الجوهر الإلهي تسكن البدن بعد الولادة لتقف على ما يقوم به الإنسان من زلات وأخطاء ويرى أن الموت يلحق البدن وحده دون النفس لأن النفس شبيهة بالجوهر الإلهي وتتحول الكندي بآراء الفلاسفة اليونانين القدماء كأفلاطون وأرسطو ، وأكد الكندي أن التفاعل بين الإنسان ومحيطه يتم على ثلات مستويات مستوى الإدراك الحسي وتتولى القيام به الحواس الخمس مستوى المصورة أو المتوهمة يتم فيه التصور أي الإحتفاظ بالصور الأشياء والموضوعات بعد إدراكها وأثناء غيابها بالإضافة إلى وظيفة تخيل هذه الصور وتركيبها والمستوى الثالت هو مستوى العقل الذي يتولى معرفة الظواهر والحوادث وجوهرها على نحو أعمق وأشمل .

الفرابي

بالنسبة للفرابي نجد موقفه شبيه بموقف الكندي وبنظرته في الإنسان والمعرفة فقد أكد هذا الفيلسوف أن النفس الإنسانية وجدت بطريقة الفيض وهي تسكن البدن بعد ولادة الإنسان ولا تفنى أو تموت بعد موته وإنما ترجع إلى الله ليكافئها أو يعاقبها على مافعلت وتشمل النفس عند الفرابي خمس قوى متعاقبة القوة الغائية والقوة الحاسة والقوة النزوعية والقوة المتخيلة والقوة الناطقة وتتركب كل واحدة من هذه القوى من قوة رئيسية واحدة وقوى أخرى ثانوية تعمل لمصلحتها مثلا القلب يقوم بوضيفة التغدية الرئيسية بينما تتوالى أعضاء الجسد الأخرى كالمعدة والكبد وسواها الوظائف التغذية الثانوية والحواس الخمس تتوالى إدراك العالم الخارجي وإدلائه بالمعلومات فكل عضو من أعضاء الحس الخمسة يقوم بدور ثانوي يخدم الوظيفة الرئيسية التي يتولها القلب.

وما ينبغي ملاحظته في تقسيم الفرابي لقوى النفس هو إهتمامه بالجانب الإنفعالي والإرادي وعلاقته بالجانب المعرفي في السلوك الإنساني ، فقد إعتبر الفرابي أن الإرادة هي المحرك  الذي يدفع الإنسان إلى المعرفة على اختلاف درجاتها ، وبهذا نلاحظ أن رأي الفرابي حول موضوع النفس متأثر بأراء سابقية من الفلاسفة خاصة أرسطو وأفلاطون وقد بدل الفرابي جهدا كبيرا في نقل تعاليم هذان الفيلسوفان وترجمة أعمالهما إلى العربية وتطويرها مما وفر كثيرا من الجهد والوقت لمن جاء من بعده .

ابن سينا

إنظلق ابن سينا من نظرته الثنائية إلى الإنسان وكرس عددا  من رسائله ليوضح موقفه من النفس وعلاقتها بالبدن وأصلها ومصيرها وأكد أن النفس تختلف جوهريا عن الجسد وهي جزء من العالم العلوي وأن الجسد يتكون من العناصر الأربعة التراب ، الماء والنار والهواء وتتحد النفس بالجسد عقب الولادة وتفارقه بعد الموت لتعود إلى الله عز وجل لتحاسب على ما فعلت أثناء وجودها في الأرض ، وبهذا فالنفس صورة الجسد لكنها لا تفسد بفساده وموت الجسد لا يغير جوهرها وإنما تبقى خالدة وهكذا نلاحظ أن ابن سينا قد أبقي على الثنائية التي ميزت نظريات الفلاسفة السابقين أمثال سقراط وأفلاطون وكندي وغيره وقد كان الإنسان بالنسبة لإبن سينا موضوعا رئيسيا ، فأولى جل إهتمامه لمعرفة الإنسان وأبعاده وصاغ نظريته السيكولوجيا بشكل متناسق ومنتظم ودقيق ، 

فقسم النفس إلى ثلات مستويات
  1.  المستوى النباتي من النفس يقوم بوظيفة التغدية والنمو والتكاثر وهو ما نجده عند النبات والحيوان والإنسان
  2.  والنفس الحيوانية تقوم بوظيفة الإحساس والتخيل والحركة وهذا ما نجده عند الإنسان والحيوان 
  3. والمستوى الإنساني ووظيفته العقل وهو ما يخص الإنسان وحده. 

مما يبرز أن ابن سينا تأثر ب أرسطو في وضعه الحدود العريضة للنفس وتتجسد نظرة ابن سينا للجانب الوجداني من النفس البشرية فحاول التعرف على السبب النفسي للضعف العضوي الذي كان يعاني منه أحد الفتيان من خلال إسماعه مجموعة من الكلمات وتحديد ما يتيره منها بالإعتماد على تغير نبضات القلب وتبدلها كرد فعل تقوم به العضوية على مثيرات العالم الخارجي ، وتعد هذه التجربة أول محاولة للتشخيص النفسي في تغيير الفكر الإنساني ، فقد ركز ابن سينا على العلاقة بين مظاهر النفس وتجلياتها والبيئة من جهة تانية وأكد أن دور التربية لا يقتصر على النمو الجسمي عند الفرد فحسب وإنما يتمثل في الخصائص النفسية أيضا، لأن النفس تؤثر على البنية التابتة للعضوية، فمواقف الإنسان ومشاعره نحو العالم الخارجي تغير مجرى العمليات الفيزيولوجية لديه ، ووجودها لا يحدث بشكل عفوي وإنما هو في نظر ابن سينا نتيجة تأثير الآخرين عليه خلال مراحل حياته المتعاقبة وقد لفت تعاليم ابن سينا أصداء واسعة وعميقة في أعمال الفلاسفة العرب والفلاسفة الأروبين من بعدهم.

أراء بعض الفلاسفة وبلورت الفكر السيكولوجي :

يحتل الإنسان في نظر ابن خلدون مكانة رفيعة لما يتمتع به من قدرات فكرية تجعله كائنا متميز عن سواه باعتباره الحلقة الأخيرة في سلسلة التكوين والنشوء التي عرفها الكون ، وتتمثل الحلقة الأولى عنده في ظهور العناصر المادية بدءا من التراب والماء والهواء والنار وبفعل تحولات هذه العناصر وتفاعلها تكونت المعادن كالنباتات والحيونات وأخيرا الإنسان بصورة تدريجية محكمة ، وعلى أساس هذه النظرة التطورية يميز ابن خلدون مراتب عديدة للنفس الإنسانية في المرتبة الأولى ففي المرتبة الأولى تكون النفس مرتبطة أرتباطا كليا بالبدن وتعتمد في تفاعلها مع العالم الخارجي على القوى الحسية والخيال والذاكرة والتذكير بالمحسوسات بينما في المرتبة الثانية تستطيع النفس الإنفلات من عالم المحسوسات لتتجه نحو عالم التعقل الروحاني وفي المرتبة الثالثة تكون النفس قادرة على التخلي على ما فطرت عليه وعن كل ماهو محسوس إلى عقل محض أو ذات روحانية ، وقد ربط ابن خلدون بين هذه المراتب وأوجه النشاط الحسي ، فالمرتبة الأولى من النفس تميز أوجه النشاطات الحسية التي يقوم بها عامة الناس والعلماء منهم خاصة ، والمرتبة الثانية تتمثل في نشاط الكهنة والعرافين ، أما المرتبة الثالثة فهي خاصة بالأنبياء وحدهم ، و من الواضح أن ابن خلدون في حديثه عن أصناف النفس ومراتبها ركز على مجال واحد وهو المجال المعرفي الذي يشتمل على الإحساس والإدراك والإنتباه والتخيل والتذكر والتخيل والتفكير ، بينما بقية الحالات النفسية كالإنفعالات والعواطف وخصائص الشخصية الطبع والمزاج وغيرهما خارج مجال اهتمامه ، كما أكد ابن خلدون على آثار العوامل المحيطة كالمناخ والظروف المعيشية للإنسان في صفاته الجسمية والنفسية وعلاقته بالآخرين ، لكنه لم يعمم هذا الأثر على الصعيد المعرفي ، الأمر الذي لم يمكنه من تقديم صورة كاملة للنفس الإنسانية ، فحسب ابن خلدون فإن التطور الثقافي للمجتمع يؤذي إلى النمو المعرفي للفرد بنية وأسلوبا ، وفي ضوء ذلك ينتقل الإنسان خلال عملية التطور من المستوى الحسي المباشر إلى المستوى المجرد حيث يستخدم الرموز والجداول والمخططات والمفاهيم في نشاطه المعرفي ، ويمكن أن نؤكد على الطابع العلمي الذي ميز أراء ابن خلدون فيما يخصص الأسس الذي بنى عليه تفسيره لحركة المجتمع والعلاقات الإجتماعية ، وذلك بربطه الظواهر ببعضها البعض وفق مبدأ السبب والنتيجة أي مبدأ الحتمية ، وقد لعب ابن خلدون دورا هاما في تغير النظرة للتربية ودورها الإيجابي في عملية النمو النفسي للطفل وإعداده للمستقبل ، حيث نصح إتباع أساليب التربوية والتعليمية وتحديد المواد الدراسية لكي لا يختلط على الدارسين في محتواها وطبيعتها وحدد المبادئ التي ينبغي أن تخضع لها العملية التربوية والتعليمية كالأنتقال من السهل ألى الصعب ومن البسيط إلى المعقد ومن المعلوم إلى المجهول وركز على أهمية التعليم وضرورة إقامته حسب قواعد علمية مدروسة يقترب بها من النظريات الحديثة.

ابن رشد :

لقد خضع ابن رشد السلوك الإنساني العادي والشاد إلى الملاحظة العلمية مما مكنه من التعرف على كثير من العلل التي تؤذي إلى ظهور مختلف أنماط السلوك وقد وجه ابن رشد نقدا عنيفا إلى نظرة أهل عصره للأمراض النفسية إذ وجدها تعتمد في أساسها على معتقدات باطلة تقوم على السحر والخرافة لذا ألح غلى ضرورة التخلي عن الأسباب والطرق المستخدمة في معالجة هذه الأمراض ، ونصح بإقامة مراكز خاصة تعنى بالمرضى النفسين ومعالجتهم عن طريق العقاقير الطبية والراحة والإستجمام والتدريبات الخاصة ، ومن ناحية أخرى أخضع ابن رشد منجزات علم النفس الفيزيولوجي إلى التحليل العلمي وقاده ذلك إلى أن الشددية هي الجزء المسؤول عن الإحساس البصري وليس عدسة العين كما كان شائعا أنذاك وفي ضوء ذلك يمكن اعتبار ابن رشد واحدا من علماء العرب التي جعلت أعمالهم إنطلاقة الفكر العلمي في القرون اللاحقة أمرا ممكنا .

- بوادر الفكر السيكولوجي في عصر النهضة :

يتبع ...

♡ إدعمنا بمشارك المنشور مع المهتمين . شكرا
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -