أخر الاخبار

القراءة تنير العقل وتغــذي الروح

 القراءة تنير العقل وتغــذي الروح

(( القراءة تنير العقل وتغــذي الروح ))


https://www.b-sociology.com/p/blog-page_5.html
تم التحقق من هوية الكاتب 
أ.د. سمير عبد الرحمن الشميري

توطئة:

القراءة في الكتب والصحف والمجلات أو عبر شبكة الانترنت تضيء مضائق الأذهان وتحول العتمة إلى نور وتمنحنا النشاط الذهني وجرعات من العلم والمعرفة وتعطينا نوراً وبهاء وسط الظلمة الحالكة وتصوب خطواتنا وتجعلنا نزن الأمور بقسطاس الحكمة والتبصر .
فالكتاب له بصمة عزيزة في قلوب العامة والمبدعين وهو غذاء للروح والعقل والقلب ، وكلما كانت هناك قطيعة مع الكتاب ، كلما تفشت  فيروسات الجهل وتوطن التخلف في أعماق الإنسان .
المقالة التي بين أيدينا تبين : أهمية القراءة ، والعوامل التي أدت إلى عزوف الشباب والناشئة عن القراءة ، والسبل المؤدية إلى تشجيع هواية حب القراءة .
غايتنا تنوير العقل وزرع شتلات المعرفة وخلق عروة وثقى مع القراءة والكتاب .
القراءة الفطنة توسع المدارك وتفتح آفاق الإبداع وتطور ملكة الخلق والإبداع وتنير العقول وتطرد العتمة والجهل وتكشف الأغطية عن دماملنا وتساعد على خلق الأمل في النفوس والعقول في الفضاء الكالح والكئيب وحل المشكلات التي تنهش عضد المجتمع .

أولاً: القراءة مدماك رصين للإبداع:

المبدعون يعيشون في خلوة دائمة يغوصون في بطون الكتب ويقرؤون بنهم منقطع النظير .
فالخليل بن أحمد الفراهيدي , أحــد شوامخ اللغة العربية , كانت زوجته تشتاط غضباً من خلوته العلمية وتدخل معه في ملاسنات لفظية وخصام صريح .
وعالم الاجتماع عبد الرحمن بن خلدون منـذُ نعومة أظافره تطبع على القراءة فحـفظ القـرآن ( وجـوّده بالقراءات السبع ) , وقـرأ أمهات كتـب الفقــه واللــغة والتاريخ والثقافة في عصــره , وصــرف وقتاً ثميناً في الدرس والقراءة واعتزل الحياة في   (قلعة بن سلامة) بالجزائر , لتأليف كتابه الشهير " مقــدمة ابن خـلـدون" .
والمبدع بلزاك , كان يقرأ في اليوم الواحد 15 ساعة , وصاحب رواية " مدام كوري " فلوبير , كان يقرأ 12 ساعــة .
والشاعر جبران خليل جبران كان يقضي سحابة يومه في القـراءة .
والفيلسوف ديكارت كان يمتعض من أصحاب العبارات الدخانية الذين يثقبون جدار صمتــه , فينتقل بخفة من مكتبة إلى أخرى ومن مهجـع إلى آخر , ويتعمد المرور في الشوارع الخلفية المظلمة يبحث عن مساحة صمــت , كما كان يفعل الروائي المغربي محمد شكري في شوارع طنجــة .
وعندما سُــئل أحــد المفكرين اليونانيين :عن كيفية تقييـم الفـرد , قال : ســأسأله : كم عدد الكتب التي قرأتها , وما نوعية هذه الكتب ؟
أما مفكر الثورة الفرنسية فرانسوا فولتير – عندما سُئـل : من سيقود المجتمعات البشرية ؟ أجاب , " الذين يعرفون كيف يقرؤون ويكتبون " , ومن شــدة شغفه بالقراءة , قرأ فولتير رواية " ألف ليلة وليلة " 16 مرة .
كان أحــد رؤوساء الولايات المتحدة الأمريكية مشغوفاً بالقراءة إلى درجة استغلال الثواني والدقائق في فترات المقابلات الشخصية والرسمية معه , فعند خروج الأفراد من مكتبه ينتهـز فرصة للـقــراءة .
وعالم الفيزياء العربي د. محمد النشائي , عندما ترك مجال الهندسة والإنشاءات التي كانت تدر عليه ثروة من المال , سأله الســير بوندي ذات يوم قائلاً :
" هل تتــرك كل هذه الأموال من أجل العلم فكانت الإجابـة : بنعم .. لأن العلم أهم مصادر متعتـي في الحيــــاة , كما أنه لم يــعــد لدي الرغبــة في جمــــع المزيــد مــن المال " (1) .
فالقراءة تؤدي إلى خلق ثقافة رصينــة ووعــي متبصــــر ولا نستطيع أن نتصور أن عالماً أو أديباً أو مفكراً بزغ في فضــاء الإبداع دون أن يرتبط بعروة وثقــى بالكتاب والمكتبات ,دون أن يرضع من ثـدي المعرفة والعلم , دون أن يغوص في بطون الكتب وتأكل عينيه المجلدات والوثائق العلمية , دون أن تحترق أعصابه وخلايا مخــه من القراءة والدرس .
يقول الروائي المصري جمال الغيطاني : أن الشيء الوحيد الذي أنفق عليه بسخاء وبلا تردد , الكتـب , ربما أتردد في شراء الملابس , وحتى المأكل , أما الكتب فلا أحسب لها حساباً (2) .
فـمن مصلحة الأمـة نشــر العلم وثقافـة القراءة , فالعـلم ضروري " كالماء والهواء" حســب تعبير د. طــه حســين .     
فالمفكر والمثقف والمنور اليمني محمد علي لقمان , بلغ مرتبة عالية من الثقافة إلى جانب علو كعبه في الصحافة والتنوير وحـذق اللسان الأجنبية ( الانجليزية والهندية) , في طـور باكر من حياته قـــرأ : " كتاب معجم البـــلدان لياقــوت الحموي " وتاريخ إبن الأثير وتاريخ خلكان , ومئات القصــص , عنترة بن شداد العبسي , وسيف بن ذي يزن , والأميرة ذات الهمة , وما لا يقل عن 300 رواية من روايات اللص الظريف  فضلاً عن قراءته النابهة للشريعة الإسلامية والقرآن والفقه واللغة , وكان خطيباً مفوهاً في المساجد ... ففي العاشرة من عمره حفظ المعلقات وقرأ بنهم منقطع النظير لأبن عربي والغزالي وابن رشــد ولأئمة الصوفية ..
 فالمبدع يخلق نصه الأدبي والفني بعد قراءات عميقة ورصينة وبعد أن يتشبع بالموضوع وشرب كؤوساً من المرارات والعذابات والمعاناة الوجدانية وبعد أن يتعرض لسلسـلة من الاضطرابات والتوترات العقلية والنفسية , فالمبدع شخصية حساسة , وعلى حــد تعبــير الشاعر صلاح عبد الصبور :- " إن الفنانيـــــن والفئران هم أكثر الكائنات استشعاراً للخطــر , ولكن الفئران حين تشعر بالخطر تعود لتلقي بنفسها في البحر هرباً من السفينة الغارقة . أما الفنانون فإنهم يظلون يقرعــــون الأجراس , ويصرخون بملء الفــم حتى ينقــذوا السفيــنة أو يغرقوا معها".
 فالقراءة عنوان بارز في حياة المجتمعات المتمدنة , ولا يمكن أن تخرج من أعطاف حياتنا الإبداعية , شخصيات متميزة لها بصمات عزيزة في فضائنا الثقافي دون أن تكون قـــد أدمنــت القــراءة والكتابة .
فالإبداع الأدبي والفني دون قراءة لبيبة وثاقبة ودون معاناة حقيقة ضرب من السذاجة والبلادة التي تفسد الذوق العام والفضاء الجمالي والتذوقي ..
وهناك ملاحظة لابد من الجهر بها أن نزراً من المبدعين " يحملون حملاً كاذباً "
على حــد تعبير الشاعر نزار قباني , ويلهثون وراء الإنتاج الكمي وخلف الشهرة والأضواء الكاذبة , فينتجون إنتاجاً فنياً هابطاً لا ينمي التذوق الجمالي والفني والموسيقي والأخلاقي للجماهير .
فلابد من القراءة الفاحصة والنقــد المتزن , ولا بـد من التريث في خلق النص الأدبي والفني حتى لا ينتج شعراً أو فناً بليداً مشوهاً للأذواق .
فالشاعر التميمي – قال في حياته بيتاً شعرياً واحداً فخلده التاريخ .
ابن زريق البغدادي – قال قصيدة واحدة في حياته ,فأشرق في ذاكرة الزمن .
الأمام محمد البخاري – ظل يبحث عن صحة حديث نبوي شريف لمدة 20 سنه .
سليمان البستاني – ترجم الأليادة لهيمروس إلى العربية عام 1904م وقضى 20 سنه يدرس اللغة اليونانية لترجمة الأليادة .
حسن عثمان - صرف 20 سنه من حياته لترجمة " الكوميديا الإلهيــة " لدانتي من اللغة الإيطالية القديمة إلى اللغة العربية .
كارل ماركس – لكي يصدر حكماً على المشاعيـة البدائية في روسيا ( عنــــــدما سـئـُـل عنها ) , قام بدراسة اللغة الروسية لكي يقرأ النص بالروسية ويقول حُكمــاً في المشاعية البدائية .
ماكس فيبر – عالم الاجتماع الألماني – لكي يعرف شيئاً عن الثورة الروسية 1905م , قام بتعلم اللغة الروسية لكي يقرأ ويتابع ماذا يحدث في روسيا .
الفنان الكبير محمد عبد الوهاب – كان دقيقاً في أعماله الفنيــة , يحب القراءة والدرس ودقيق في أعمالة إلى درجة الوسواس .
الروائي العربي نجيب محفوظ – مشهور بقراءاته الرصينة ودقة عمله وتحكمه بالوقت , تعلم الفرنسية لكي يقرأ لمارسيل بروست , رواية " البحث عن الزمن الضائع ", فضلاً عن إجادته اللغة الإنجليزية ..
فالقراءة والكتابة والتمدرس عنوان بارز من إيقاعات الحياة اليومية للمبدعين , يقول الروائي المغربي محمد شكري , صاحب رواية "الخــبز الحافــي " ,
 أكتب لأنظف نفسي من شهواتها ... ولو أنني لم أكتب لكنت الآن ميتاً أو عجوزاً بشكل قبيح , أو مجنوناً لأن الجنون يأتي أغلبه عن عبقرية . فالكتابة ومعها القراءة أنقذاني من الانتحار , أو التدمير الذاتي لنفسي (3) .
وتقول الكاتبة المصرية نوال السعداوي :
أكتب لأن الكتابة هي الهواء الذي يدخل إلى صدري , فيبقيني على قيــد الحياة . أكتب لأن الكتابة هي لـذتي الكبرى ومتعتـي القصــوى(4) .
ومن يقرأ يشعر بعطش دائم للقراءة وتتراكم لديه المعارف والصور والتخيلات وتتجدد الأفكار وتنجلي الغشاوات الفكرية والروحية وينفجر ينبوع الإبداع فيكتب ويكتب ويعبر عن خلجات نفسه عن تصالحه وتخاصمه مع العالم وعن استيائه من البشر , على الطريقة التي عبر بها الروائي العالمي التركي أورهان ما بوق في حفل تسلمه جائزة نوبل للآداب عام 2006 م , حيث يقول :
 أكتب لأني مســتاء منكم جميعاً ومســتاء من العالم كله . أكتب لأنه يحلو لـي أن أنزوي في غرفة ما طوال النهار . أكتب لأني لا أقــدر على تحمل الواقع إلا بتغييره. أكتب كي يعرف العالم أجمــــع أي نوع من الحياة عشنــــاه ونعيشـــــــــه الآن , أنا     والآخرون .. أكتب لأني أعشــــق رائحـة الورق والمداد . أكتب لأني أؤمن بالأدب وبفن الرواية قبل كل شيء . أكتب لأن الكتابة عادة وشغف .. أكتب مخافة أن يلفني النسيان . أكتب لأني أســتلذ الشهرة والنفع اللذين تجلبهما لي الكتابة . أكتب كي أكون وحدي . أكتب آملاً أن أفهم لماذا أنا مستاء منكم ومن العالم إلى هـذا الحــد . أكتب لأنه يطيب لي أن يقرأني الناس . أكتب وأنا أقول في سري : لابـد لي من أن أنهي هذه الرواية وهذه الصفحة التي بدأتها . أكتب وأنا أردد : هــذا ما ينتظره الناس مني . أكتب لأني أؤمن مثل كل طفل بخلود المكتبات والموضع الذي ستحتله كتبي فيها . أكتب لأن الحياة والعالم وكل ما في الوجود جميل ومدهش على نحو لا يصدق . أكتب لأنه من الممتع التعبير بالكلمات عن بهاء الحياة وغناها . أكتب لا لكي أحكي قصصــاً بل لكي أصوغها . أكتب لكي أتخلص من الشعور بالعجز عن الوصول إلى الذي أصبو إليه مثلما يحدث في الأحلام .أكتب لأني لا أستطيع أن أكون سعيداً مهما فعلت . أكتب لكي أكون ســـعـيداً (5) .

ثانياً : للقراءة طقوس ومتعة وجدانية:

للقراءة فنون وطقوس ولكل مبدع طريقته الخاصة في القراءة فقد يختلف المبدعون في طقوس وعادات القراءة , ولكنهم يلتقون في نقطة الشغف بالقراءة واكتشاف دهاليز الجهل ومحيطات الظلام عبر القراءة المتأنية والفاحصة .
فالروائي العالمي المعروف نجيب محفوظ كان يقول :
... من كل كاتب كبير يكفي قراءة عمل واحد ... وعنـدما كان يتأهب لقراءة عمـــل كبير , كان يقول : عندي شغل . وفي فترة الاستعداد لكتابة رواية جديدة يردد : عندي شغل . وكلمة الشغل تشير إلى عبقرية المجهود (6) .   
والروائي العالمي باولو كويلو أُدخل إلى المصحة العقلية ثلاث مرات من كثرة القراءة والكتابة والتأملات , وسُجن ثلاث مرات, حيث قال أن :             
والدي كان يعتقد بأنني مجنون لأنني كنت أريد أن أكون كاتباً (7) .   
والشاعر محمد الماغوط – عندما كان يقرأ ويكتب ينسى نفسه ومن حوله وينزع ملابسه ولا يبقي إلا على سرواله الداخلي (8)
وفي مقالة شائقة للأستاذ / يحــي البطاط يشير : أن الأمريكي هوارد بيرج يعـد أسرع قارئ في العالم , حيث يستطيع قراءة 80 صفحة في الدقيقة ... , وأن ينهي كتاباً من 400 صفحة في ظرف 10 دقائق .
يرى الروائي الإنكليزي آلان سيليتو أن أفضل مناسبة لقراءة قصة مكتوبة بأسلوب رشيق شائق , هي عندما يكون المرء مسافراً في قطار . فيما يرى هنري ميللر أن أفضل قراءته حدثت في دورة المياه .. بينما كتب شيللي : " تعودت أن أتعرى وأن أجلس على صخرة جرداء لأقرأ هيرودوتس إلى أن يتوقف العرق عن التصبب " .
قراء آخرون لا يهمهم أين يقرؤون بقدر اهتمامهم بوقت القراءة , فثمة قراء يفضلونها صباحاً , ومعظمهم يفضل الليل عندما ينام الجميع ويصفو المكان من الضوضاء . وعلمت أن هناك من يفضل القراءة في المطبخ , أو في الحمام , أو تحت شجرة وارفة الظلال في حديقة عامة . ولكن النصيحة التي يوجهها المختصون أن يتم اختيار وقت القراءة عندما يكون الذهن في حالات الصفاء واليقظة (9).
وأتذكر جيداً عندما كنت صبياً , كنت أرى أبي يحزم كتبه وأوراقه ويتأبطها متجهاً صوب البحر , حيث كان يجلس على تلة صغيرة يطل منها على بحر حقات ( كريتر – عدن ), وينثر صحفه وكتبه ومجلاته على الأرض ويتسمر فوق تلة بركانية يقرأ ويتأمل ويسافر بعقله وروحه في غابات وبحار ومحيطات الكتب , ثم يتوقف ما بين الفينة والأخرى في فسحة ذهنية يتذكر ما قرأ ويعلق بقلمه على هوامش الأوراق , ويبرز ما فيها من معلومات وأفكار ومعارف .
فثمة أصدقاء ينقشون في قلب الذاكرة صوراً لا تنسى , وإن نسيت لا أنسى أحــد الأصدقاء , الذي كان يذهب إلى الحمام ولا يخرج منه إلا بشق الأنفس , حيث يقوم بمطالعة الجرائد والمجلات والكتب ويجد سكينة روحية في القراءة في دورة المياه .               
أما الروائي العربي عبد الرحمن منيف له طريقة خاصة :
بقراءة الكتب , لقد كان يتناول كتاباً بعـد أن يختاره على اسم الكاتب وتراثه أو الموضوع وأهميته بالنسبة له أو للآخرين , وفي جميع المجالات من فكر وسياسة وأدب ومذكرات وتاريخ ... تبدأ طريقــة القراءة التي لها أيضاً ظروفها وتقنياتها .
فالقراءة ليست للتسلية وتمضية الوقت إنه حالة جادة من التيقظ والتعلم والمعرفة , إضافة للدهشــة والتقدير لإمكانية الكاتب , فكثيراً ما يتوقف عن القراءة وفي يده الكتاب متسائلاً ومعجباً بأسلوبه أو بمادته أو بمعالجته للموضوع ويعود مسرعاً للاستمرار بشغف ونهــم , هذا إذا حاز إعجابه , أو حالة من النرفزة والانزعاج , 
لغير ذلك , فهو برأيه أن الكتب صنفان :" الكتب الرديئة جداً والعظيمة جداً تتميزان بصفة مشتركة : أنك لا تنتهي منها حتى يتملكك غضب لا تستطيع مقاومته . أن تبعدها , أن تدمرها . هذا ما يحس به الإنسان , ولكن سبب الإحساس مختلف . الكتب الرديئة تريد أن تدمرها , فأنت تريد أن تدمر هذا الأثر الملعون الذي يعلق بجدران الشرايين , ويترك في النفس ألماً وعذاباً " .               
أما الملاحظة الأخرى : هي تناول القلم والدفتر , ليخط ملاحظاته بعد انتهائه من القراءة , ولم يكن يقصد النقد أو النشر , وإنما ملاحظات له وحده .
هذه الكتابات الأولية لم تكن دراسات نقدية بحثــه , وإنما حتى لا يمر الكتاب مرور الكرام , ليحفر في ذاكرته لوقت طويل , يستمتع به , ويحدث الأصدقاء وكثيراً ما يصبح هذا الكتاب , أو ذاك ,حديث المجموعة كلها , وأحيانا كثيرة ينتقل من يـد ليــد ليستقر بعيداً , ويفقد من المكتبة في كثير من الحالات (10) .

ثالثاً : منافع القراءة: 

لا نحتاج إلى ذكاء عظيم لتبيان أهمية القراءة للمبدعين وعامة الناس .
فلكي نخلع جلدة التخلف ونسير بخطى ثابتة صـوب النور وإبداعات الفكر واشراقات الروح لابـد من القراءة , لابـد من خلق علاقة ألفة مع الكتاب , فالكتاب صديق من الطراز الأول .
ولقد قال الشاعر المتنبي :
أعــز مكان في الـدُنـى سرج سابح         وخير جليس في الزمان كتاب 
للقراءة منافع جمة لعل أبرزها ترقية العقل وتغذية الروح وتصويب السلوك ، فهي تمدنا بذخيرة علمية ومعرفية وأخلاقية وترشد مسالكنا وتسوي من اعوجاجنا وتمنحنا إمكانية عظيمة في فهم الواقع وحل الإشكاليات وتعزز قدرتنا الفكرية والنقذية والتحليلية وتخصب وعينا وتنمي مواهبنا ، فثمة منافع للقراءة بألوان طيفية نبتسرها على النحو التالي:
-    القراءة الرصينة تنير العقل وتمحو الجهل والطلاسم والعتمة الدامسة وتمد القارئ بنظرة رحبة ومنفتحة على العالم والمجتمع والكتل الاجتماعية والصراعات والتواصل الاجتماعي ومعرفة قوانين التغير الاجتماعي والتقلبات الحياتية ودورة وديمومة الحياة .
-    القراءة تمنحنا إمكانية كبيرة في التأمل والتفكر والتبصر وتجاوز الصعاب والمطبات والهواجس المرضية ومعاناة الضر والبؤس والوقوف في وجه التحديات والصدمات المزلزلة وتقويم الأخطاء والحماقات.
-    تمنحنا ثراءً معرفياً وتعزز ثقافة الفرد والمجتمع وتقوي الذخيرة العلمية والمعرفية والذخيرة اللغوية والتعبيرية ومهارة القراءة والكتابة الفطنة .
-         تغير نمط التفكير عند الفرد من تفكير سطحي غير علمي إلى تفكير عقلاني خال من القفزات والشطحات .
-    القراءة العميقة تدفعنا إلى تفكيك وتحليل الإشكاليات والثورة على العتمة الراهنة التي تكرس التشظي والشقاق المجتمعي والسير في موكب الرذيلة والنفاق .
-         القراءة تعطي القارئ اللبيب مقومات الفصاحة والبيان وتصقل الألفاظ والمعاني وتنمي الملكة اللسانية وتقلل من سوء الأداء اللغوي البليد .
-    القراءة الفطنة تمكن القارئ من النقد البناء وتعطيه إمكانية في تغيير جغرافية العقل والسمو بالوجدان إلى أرفع المستويات ونقل الخبرات الثقافية والحياتية والمعرفية إلى الأجيال لنمو ونهضة المجتمع .
-    القراءة تنمي مهارة الذكاء الوجداني والاجتماعي والتعمق في لغة الجسد والكلمات والإيماءات والحرية التعبيرية وملكة النقد وحرية الإبداع .
-    القراءة تجعلنا أكثر التصاقاً بمفاهيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والتسامح والمواطنة المتساوية والمجتمع المدني وتمكننا من إستخدام لغة العلم والمعرفة والتمدن والتفكير المنهجي السليم وأدواته المنضبطة والإسهام في التغيرات الاجتماعية الإيجابية .
-    القراءة النابهة تجعلنا نقرأ المكابدات الوجودية للإنسان وتمكننا من صياغة الأسئلة الذكية ومعرفة الهدف والتفريق بين عناصر الصلاح والطلاح وبين ما هو أساسي وثانوي وتهذب الحماسة الغشيمة للشباب ومقاومة الفساد والتعفن .
-    القراءة تمكننا من قراءة الواقع بعين فاحصة وبمتانة منطقية والابتعاد عن التعصب وردود الأفعال العبثية وقراءة سلوكيات وتصرفات الآخرين وترفع منسوب الذكاء العقلي والعاطفي وتهذب الذائقة البصرية والأخلاقية وتقمع النوازع الذئبية .
-    القراءة اللبيبة تمكن المثقف من الضغط على زر الخطر ليشعر المجتمع بالمخاطر المحدقة لمعالجة الخروم والابتلاءات والصدوع الداخلية لعمارة الأرض ومحاصرة الرذيلة وللدفاع عن الحق والفضيلة ومد جسور المحبة والاندماج الاجتماعي.
-    القراءة تصنع الصوت العقلاني المعتدل وتجنب الأفراد من الوقوع في بوتقة التعصب والغوغائية والاحتجاجات الخالية من البعد الوطني والإنساني وتمنحنا متعة وسكينة روحية وتشكل القيم الروحية والمعرفية والثقافية والجمالية .
-    القراءة الجادة تفتح الصدر والعقل وتمكننا من الإنتقال بخطوات عريضة صوب المستقبل متسلحين بالعلم والمعرفة والحكمة والنطاسة .

رابعاً : عزوف الشباب عن القراءة :

للقراءة طقوس لذيذة لا يفهمها إلا من أدمن حــب الكتب والمكتبات , وعشق الأحرف وكسر شرنقة التيبس الفكري  . فصـالات القراءة فيها جو من الرهبة والخشوع , فيها نسمع همس الكتب وهتافها الروحي ومناجاتها لعقولنا وأفئدتنا .
منــذُ نعومة أظفارنا تعلمنا القراءة في البيت والمدرسة والمكتبات , وتعزز هذا الحــب للقراءة عندما وطنا أنفسنا على شراء الكتب والصحف والمجلات ومتابعة آخر الإصدارات في عالم النشر , تعلمنا لغــة الإشارات والكلام المهموس في قاعات المطالعة وقت الضرورة .
فمكتبة مسواط ( كريتر- عدن ) فتحت أعيننا على العالم ووطدت صداقتنا بالكتب والمجلات وزرعت في نفوسنا عشـــق القراءة ورعشــة التساؤل وحــب الإطلاع .
وفي سنوات الدراسة الأكاديمية زاد نهمــي للقراءة وتمتـنت صداقتي بالكتب والمكتبات , وتأثرت كثيراً بقامات الفكر والثقافة اللذين أكلت الكتــب أبصارهم ,ولا يبارحون المكتبات إلا عندما توصد أبوابها , ويكونون أول الوافدين إليها في الصباح الباكر .
فالكتاب غــذاء للعقل والروح , وعندما يتقاطر الناس على المكتبات ويبتاعون الكتب ويلهثون وراء الإصدارات الجديدة , يؤشر ذلك على سمــو الوعي ونهضــة العقل .
ففي أوروبا يصدر سنوياً سبعة كتب لكل مواطن , وأحد عشرة كتاباً لكل مواطن أمريكي , مقابل كتاب واحد لكل ربع مليون عـربي في السنة .
فالقراء في مكتباتنا على قلتهم ليســوا من الطراز الرصين , فقسط منهم يدلفون المكتبات لا للبحث عـن المعارف والعلوم  , بل للاسترخاء والتمتع بهواء المكيفات وللتعارف والدردشة مع الأصدقاء .
فعــدم احترام قــدسية المكتبات مظهر من مظاهر التقهقر المجتمعي . فالمكتبات عنوان لحضارة وتمدن المجتمعات , وتعتبر جزءً من الهوية الحضارية للشعوب , وكل شعب من الشعوب يفتخر بعلمائه ومثقفيـــه ومكتباته , فالفرنسيون يفتخرون بمكتبة السوربون التي أسست عام 1257م , والإنجليــز يفتخرون بمكتبة أكسفورد التي أسست عام 1603م , والأمريكيون يفتخرون بمكتبة الكونجرس التي أسست عام 1800م , ونحن كعـــرب نفتخــر بمكتبة بيت الحكمــة في بغــداد التي أنشئت عام 813 م , والمصريون جــذلون بمكتبة الإسكنــدرية ونشاركهم الفخر والاعتزاز , فهذه المكتبة تأسست علم 288ق . م  والتي أعيد افتتاحها عام 2002م , وتقدر مساحتها بـ  40200 متر مربع ويعمل فيها 1517 موظفاً حيث تتسع قاعات القراءة لألفي  قارئ .
فالمكتبات في بلادنا قليلة وشحيحــة بمحتوياتها , ومن أقدم المكتبات اليمنية مكتبة الجامع الكبير في صنعاء   ( 1925م ) , ومكتبة الشعــب في المكلا (1930م) , ومكتبة مسواط في عــدن ( 1935م)  .
وهناك مكتبات أكاديمية تخصصية بألوان طيفية تحتاج  لدعم وعناية من المراجع المسئولة .
لقــد دهشت مرة عندما دخلت مكتبـــة ( .. . ) , فوجدت الشباب يساجلون بعضهم بعضا بأصوات صاخبة , وآخرون يتبادلون الرسائل عبر الهواتف الجوالة , وقسط ثالث يتلذذون بسماع الأغاني للترويح عن النفس ... ويقف موظفو المكتبة مكتوفي الأيدي لا يلفتون انتباه الزائرين إلى ضرورة الاحتشام وعدم جرح الذوق
العام . 
لنتعلم ثقافة الصمت , ولبـاقــة الحــوار مع الكتب , وتقنية مناجاة الروح والوجــدان الذهني , والإبحار في شبكة الإنترنت , والغــوص في بطون الكتــب والمجلات والدراسات والمخطوطات , واصطيــاد المعارف واكتناز المعلومات لمواجهة الانعتام وإزاحة الفقـــر المعرفي دون صخـب أو ضجيج يســمم الهــدوء ويستفـز مشاعر القراء في قاعات المطالعـــة .
     إننا نعيش في محنة حقيقة , حيث تتجه أبصار الناشئة صوب ثقافة التسلية مع إهمال حاد للثقافة التي تغذي الروح والعقل بأطباق شهية من العلوم والمعارف .
فالانترنيت والتلفزات والقنوات الفضائية وثورة الاتصالات سلبت ألباب الناشئة والشباب , فيقضون سحابة أيامهم في الإبحار في شبكة الانترنيت ومشاهدة القنوات الفضائية .
ونحن في كنف الحاضر لابد من لفت انتباه الشباب والناشئة إلى أهمية القراءة وتشجيعهم على المطالعة ومساعدتهم في انتخاب الكتب والمجلات المناسبة ومشاركتهم في القراءة والنقاش ومواكبتهم في زيارة المكتبات وتشجيعهم على شراء الكتب والمجلات ومساندتهم مادياً وحسياً ووجدانياً .
القراءة عنصر من عناصر الثقافة كما يشير علماء الاجتماع والتربية ويكتسبها الطفل عبر التنشئة الاجتماعية التي تحول الطفل من كائن بيولوجي إلى كائن اجتماعي وتطبع الطفل بثقافة وعادات وتقاليد المجتمع وتعلمه السلوك الثقافي ( اللغة , القراءة والكتابة , التعلم , التفكير , تكوين الشخصية ) , ومؤسسات التنشئة الاجتماعية هي :
الأسرة ,المدرسة والمؤسسات التربوية الأخرى , وسائل الاتصال , المؤسسات الدينيـــــــة ( المسجد) , المؤسسات الثقافية , البيئة الاجتماعية .
وفي هذا السياق ينتصب السؤال المحوري : لماذا يعزف الشباب عن القراءة ؟
هل يعود ذلك إلى : أمية الأسرة , أم إلى المدرسة التي لا توجه الناشئة للقراءة , أم إلى الجامعة التي لا تكترث بالطابع النوعي للمكتبات ولا تدفع الطلاب للقراءة , أم يعود إلى الوظائف الهابطة لوسائل الاتصال ومؤسسات التنشئة الاجتماعية , أم مرد ذلك يعود إلى أسباب نفسية وشخصية وانعدام الرغبة في القراءة وضيق الوقت وتدني مستوى الدافعية وانخفاض التذوق الجمالي والمعرفي , أم أن الموضوع يعود لأسباب متعاجمة ومتشابكة ؟!!
الموضوع بوجه عام على همزة وصل قوية بالعادة والتنشئة الاجتماعية والمحيط الاجتماعي .
فالطفل الذي يترعرع في كنف أســرة متعلمة يتشبع بعادات وتقاليد الأسرة العلمية والثقافية ويحــذو حــذو أسرته ويقلد أفراد الأسرة في القراءة وهذا ينطبق على البيئة الاجتماعية والمحيط الاجتماعي ووسائل الاتصال المؤثرة والمدرسة والجامعة التي تترك بصمتها العزيزة في أذهان وسلوكيات الشباب .

ويمكن القول  أن ثمــة عوامل متلاحمة أدت إلى عزوف الشباب عن القراءة وأبرزها :
1-  عوامل أســرية :  حيث أن الأسرة الأمية وغير المثقفة تترك بصمة سلبية في عقل ووجدان الأطفال . فالأطفال يقلدون الكبار في القراءة والكتابة وفي السلوكيات الصالحة والطالحة . فالأسرة التي تهتم بالقراءة وتساعد أطفالها على القراءة وتشجعهم وتحفزهم على العلم والمعرفة تترك أثراً حميداً في أفئدتهم يصب لصالح الاهتمام بالكتاب والدرس والمطالعة .
2-  المــــــــــــــــدرســـــــة :- لقد تم اختزال مهمة المدرسة اليوم في تلقين بليد للدرس للطلاب , مع عدم الاهتمام بتطوير المواهب والملكات الثقافية والإبداعية , فلا تشجع أغلب المدارس ولا المدرسين على القراءة والكتابة والدرس خارج المقررات الدراسية , وتتميز الأنشطة اللاصفية بالتلبك والعشوائية وعدم الاتزان ولا تساعد على رفع ملكـة التفكير وإثارة القدرات وشــحذ الهــمم وتطوير المهارات ومن ضمنها مهارة القراءة والكتابة والتعبير .
3-  القــنوات الفــضــــائيـــة :- خطفت القنوات الفضائية أبصار الناشئة صـوب ثقافة الصورة وتقدم وجبات ثقافية تساعد على الإثارة ولا تساعد على نهضة العقل فمن بين 482 قناة فضائية عربية 8و4 % مكرســة للهــم الثقافي .
4-  رتــابــة أداء مؤسسات الثقافة وأجهزة الإعلام:- حيث طغت على السطح الكتب والصحف والمجلات الدعائية على حساب الكتب والمجلات والصحف والمؤسسات والفعاليات الثقافية الجــادة .
5-  المحـــيــــط الاجتمـــــاعــي :- محبــط لعملية القراءة والكتابة والعلم والثقافة وصار من المعوقات للنهضــة الفكرية والعقلية , فالناس منشغلون بلقمــة العيش , وآخر ما يفكرون به القراءة , لضيــق الوقت ولاهتمامهم بثقافة التسلية والترويح عن النفس .
6-   الفقر وعسر الحياة المعيشية .
7-   العنــف والإرهاب وشيوع ثقافــة التكفير .
8-   الصراعات الاجتماعية وارتفاع منسوب الكره الاجتماعي .
9-   التعصب العرقي والطائفي والعقائدي والعزلة الاجتماعية .
10- ارتفاع معــدل الأميــة بطابعها الأبجدي والثقافي .
11- تقهقر التعليم وانهيار المؤسسات الثقافية والتعليمية .
12- الحروب الداخلية والتدخلات الخارجية .
13- الفساد المادي والأخلاقي والقيمي والتفكك الأسري وتفكك صواميل التلاحم الاجتماعي .
14-         عــوامل نفسيــة و شخصــية :- هذه العوامل تشكل نقطة مهمة في عملية الدفع بالشباب للقـراءة , والملاحظة التي لا تخطئها العين هو أن أعداداً غفيرة من الشباب مفعمون بضــعف الدافعية للقراءة ويشمئزون من مطالعة الكتب والمجلات والصحف السيارة والبعض يستخدم شبكة الانترنيت لأغراض بعيدة عن المعرفة والصلاح , وثمة شباب  يعانون  من انشطارات نفسية وروحية ومن غـربة مجتمعية تعيقهم عن القراءة وملامسة أصابع النور.  
خامساً : تشجيع القراءة :
لابد من تشجيع القراءة وابتكار وسائل وطرق لدفع الناشئة والشباب للقراءة ومن جملة الوسائل والأساليب التي يمكن الأخــذ بها هي :

1-   استحــداث جــوائز للقراءة في المدرسة والجامعة والمكتبات ومؤسسات الثقافة لتشجيع العامة على القراءة .
2-  زيادة عــدد المكتبات في الأحياء السكنية والمدارس والجامعات ومؤسسات العمل والإنتاج وفي المدينة والريف .
3-   تسهيل وصول الكتاب والصحف والمجلات للقارئ بمبالغ رمزية بما في ذلك الكتاب الإلكتروني .
4-  تبنــي مؤسسات الثقافة والتعليم طبع كتب المبدعين على الصعيد المحلي والعربي والعالمي وبيعها بأسعار زهيـدة .
5-   تشجيع الإبداع العلمي والفني والأدبي والثقافي .
6-   محـو أميــة العامة والتشجيع على القراءة والكتابة واستخدام الحاسوب وشبكة الإنترنت .
7-   تفعيل أدوار مؤسسات الثقافة المــدنية والرسمية .
8-   تفعيل أدوار مؤسسات التنشئة الاجتماعية .
9-   الحـرص على نشــر الإبداع الثقافي الحقيقي الذي يترك بصمة عزيزة في عقل ووجدان القارئ .
10-التركيز على الطابع النوعي للثقافة وعدم الاكتراث بثقافة الدعاية والسندويتشات .
11- الاهتمام بالفعاليات الثقافية والترويج لمعارض الكتب النوعية .
12- الاحتفال بيوم سنوي يسمى " يوم القــراءة " .
13- نشر وتسهيل تداول الكتاب العادي والإلكتروني وتوسيع الشبكة العنكبوتية في المجتمع .
14- تكريم الوجوه الثقافية والإبداعية الذين تركوا أثراً لامعاً في خارطة حياتنا الثقافية .
15- نشر ثقافة اقتناء الكتب وتلخيصها واعتماد جوائز لأحسن التلخيصات والقراءات النقدية للكتب والأبحاث العلمية والثقافية والتربوية .
16- الاهتمام بمعارض الكتب السنوية والفصلية وتكريم مؤسسات النشر التي ساهمت في ترويج ونشر الكتب مع التأكيد أن تكون معارض الكتب منفتحة تشتمل على تلاوين جمــة من المعارف والثقافات التي تغــذي الفكر الإنساني بالمعارف والمحبة والوداد والتسامح .
17- تشجيع الترجمة والنشر لتوسيع دائرة القراءة لتفتيق الأذهان وللإطلاع على ثقافة وعلوم الشعوب الأخرى وللاستفادة من التجارب والثقافات الإنسانية الخيرة.

الخلاصــة :-

صفوة القول , أن القراءة مفتاح للتطور والتمدن والرقي الحضاري للأفراد والجماعات والشعوب , والقراءة الفطنة توسع المدارك وتفتح آفاق الإبداع للمبدعين وتطور ملكة الخلق والإبداع , فبدون القراءة والعلم والتمدرس تظل الشعوب غارقة في بحر الأحلام والتمنيات والبدع والهرطقات , وقابعة تحت شجرة التخلف والتحجر ومسكونة بالقيم الصلدة المضادة للعقل , وواقعة في قبضة داء لا شفــاء منه إلا بالقراءة والعلم والمعرفة .
فالقراءة تثقف العقل وتهذب النفس ومن رحمها ينبجس الرأسمال الثقافي والعلمي والعقلانية المنفتحة وتبــدأ الخطوات الأولى في التكوين الثقافي والروحي وإرساء مداميك المعرفة وأسس العدالة والحقوق والتسامح والمواطنة الواحدة وحب التراب الوطني واحترام عادات ومعتقدات وثقافات الشعوب .

الهوامش:-

1-        مقابلة مع د. محمد النشائي , العربي العلمي ( الكويت ) , العدد 6 , ( نوفمبر 2005م ) , ص 28 .
2-        جمال الغيطاني ( التكوين ) , مجلة الهلال ( القاهرة ) , ( يونيو 2005م ) , ص 215.
3-        محمد القاضي , " محمد شكري .. وداعاً " , الرافد ( الشارقة) , العدد 19 ( نوفمبر 2003م ) , ص 9 .
4-        د. منى حلمي " أمــي .. نوال السعــداوي " , مجلــة الهلال ( أكتوبر 2003م) , ص 155.
5-    أورهان مابوق " حقيبة أبي " ,تعريب : عزيز الحاكم , نزوى ( عُــــمان ) , العدد 56, ( أكتوبر 2008 م ) , ص 233 .
6-        يوسف القعيــد , " مفاتيح لدخول الحارة " , العربي ( الكويت) , العدد 577 , ( ديسمبر 2006م ) , ص 114. 
7-    حوار مع الكاتب البرازيلي باولو كويلو , ثقافات ( جامعة البحرين ) , العدد9 , ( شتاء 2004م ) , ص 146- 147.
8-    محمد الماغوط وسناء زغير ." الحــوار الأخــير" , العربي , العدد 571 ,        ( يونيو 2006م ) , ص 68-71.
9-    يحي البطاط , " أبطالها مجانين ولصوص وعشاق القراءة عالم ساحر وتاريخ مفقود " , دبي الثقافية ( دبي ) , السنة الخامسة , العدد 50 , (يوليو2009م) , ص 102 .
10- سعاد قوادري منيف , " عبد الرحمن منيف السنة الخامسة على الغياب " , نزوى العدد 58 , ( إبريل 2009م ) , ص 9 – 10 .
♡ إدعمنا بمشارك المنشور مع المهتمين . شكرا
x
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -