 |
| الوعي الجمعي pdf |
مفهوم الوعي الجمعي
الوعي الجمعي هو: الحس المشترك الذي تبلور من خلاله، وعبره جماعة معينة من الأفراد، أو مجتمعا من المجتمعات نظرته إلى الكون انه يشير إلى تمثلات وتصورات ومواقف، تتبناها الجماعة، بسبب الانتماء المشترك والتنشئة الاجتماعية المتواترة التي تفيد في نمذجة الوعي وتطبيع الفرد وتيسير اندماجه في ذات الجماعة.
أولا : الضمير الجمعي
يعتبر الضمير الجمعي عند دوركايم أحد المفاهيم الكبرى في فلسفته الأخلاقية ، فمن حيث القانون والأخلاق والضبط الإجتماعي فهنالك ولاء ملحوظ للضمير الجمعي الذي أ يعني مجموعة من المعتقدات و العواطف العامة بين أعضاء المجتمع ، والتي تكون نسقا خاصا ومثل هذا الضمير له وجوده الخاص المتميز فهو يدوم عبر الزمن ويعمل على توحيد الأجيال والضمير يعيش بين الأفراد ولكنه يتميز بالقوة والإستقلال خاصة حينما تزداد درجة التشابه بين الأفراد .وهناك إشارات كثيرة إلى الضمير الجمعي في أعمال دوركايم ، وله وجوه شتى فهو يسمى بالوعي الشعبي أو الضمير الأخلاقي للشعوب والعقل العام والحياة النفسية للمجتمع والوعي العام و ذهنية الجماعات ، وكذلك مصطلح ( الضمير الجمعي ) يطلق عليه التسمية شائعة الصيت وهي ( الوعي الجمعي ) وكذلك العقل الجمعي ) لأنه ينشأ من الجسد الجمعي فإن عناصره المباشرة جدا هي العقول الفردية التي تشكله عبر ترابطها معا .
إن نفسية الجماعة من نفس طبيعة نفسية الفرد لكن لها طبقة أساسية مختلفة ، وهي المجتمع وكل العقول التي تحويها ولذلك لها نظام مختلف ولا يمكن إختزالها إلى عقول فردية تشكله مثل الجسد الإجتماعي ، الذي لا يمكن أن يختزل إلى الأفراد ومن الأفعال وردود الفعل الكائنة مابين أفراد المجتمعتتبع حياة ذهنية جديدة تماما .1 وعندما لا تكون العقول الفردية منعزلة لكنها تدخل في علاقة مباشرة مع غيرها وتؤثر فيها ، فإن تألفها يتسبب في ظهور حياة نفسية جديدة .....
إنه عالم كثيف للغاية لكنه مختلف نوعيا أيضا والوعي الجمعي ، هو ذروة الحياةالنفسية لذا فهو وعي كل وعي وإذا كانت الحياة الممثلة للفرد تتسم بالروحانية فإن الشكل الإجتماعي لها ذو روحانية فائقة ......
وكل الخصائص المكونة للحياة الذهنية كائنة فيه لكنها متطورة إلى درجة ذات قوة فائقة ولذا فهي تسبب في قيام شيء جديد كل الجدة وإتفاقا مع فكرة أن العقل الإجتماعي عقل جمعي تمضي في نفس المسار فرضية تقول بأن منتجات العقل الإجتماعي ومحتوياته تفاصيل جمعية ، فإرتباط العقول المعيشة يضحي حقل فعل لظاهرة جديدة من نوعها ، لا يمكن لهذه العقول أن تنتجها بقوة طبيعتها الخاصة بمفردها لذلك فالصور الذهنية الجمعية خارج الفردية ، وناشئة عن ترابط العقول إذا تندمج العقول الفردية مع الظواهر الفكرية ويتغيران معا ، وحالها في ذلك كمن دخل في تفاعل كيميائي يغير عناصره لأن هذا الإندماج و التألف من عمل الكل فإن فضاءه هو الكل والصور الذهنية الجمعية ، هي نتاج تعاون مكثف فيه ترابطت بعض العقول وإتحدت و
إندمجت أفكارها ومشاعرها .... وفيها يتركز نشاط فكري خاص هو أثري دون حدود وأعقد من النشاط الفكري للفرد والمثاليات الإجتماعية أو الأفكار والمشاعر ، التي جاءت من صنع الجماعية تعتبر من أثار عملية نفسية خصبة وإبداعية منفردة ، وبها تتشارك أشكال الوعي الفردي مع بعضها وتنصهر في وعي مشترك كذلك يدور محتوى النفسية الجمعية حول قطبين :
المحتوى الفكري أو الفكر الجماعي والمحتوى المعياري أو الأخلاق الجمعية وهذه القسمة غير واضحة في أعمال دور کایم .
ویری دور کايم العقل الجمعي أو الوعي الجمعي ، أهم جانب من جوانب المجتمع و يتحدث في الآن ذاته.
يدل الوعي الجماعي أو الجمعي على مختلف التصورات الذهنية الجماعية التي تعكس رؤى واتجاهات الأفراد الذين ينتمون إلى الجماعة نفسها، وهي تصورات تنشأ تلقائيا وتتجدد عمليا عن طريق الانتماء والانتساب إلى الجماعة والمرور عبر قنواتها التنشئوية.
مفهوم الوعي ( فلسفيا )
الوعي كلمة تعبر عن حالة عقلية يكون فيها العقل بحالة إدراك وعلى تواصل مباشر مع محيطه الخارجي عن طريق منافذ الوعي التي تتمثل عادة بحواس الانسان الخمس .
كما يمثل الوعي عند العديد من علماء النفس الحالة العقلية التي يتميز بها الانسان بملكات المحاكمة المنطقية، الذاتية الاحساس بالذات والإدراك الذاتي والشعورية والقدرة على الادراك الحسي للعلاقة بين الكيان الشخصي والمحيط الطبيعي له. 2
ويـرى دور كـايم العقـل الجمعـي أو الـوعي الجمعـي، أهـم جانـب مـن جوانـب المجتمـع و
يتحدث في الآن ذاته عنه وكأنه المجتمع هـو بالأسـاس ظـاهرة أو وحـدة فكريـة هـذا التوجـه يبـدو أحيانا في تصوير المجتمـع بوصـفه ) مجموعـة مـن الأفكـار ( لـذلك يعتبـر المجتمع فـي كتابـه
علـــم إجتمـــاع والفلســـفة بوصـــفه مركبـــا مـــن الأفكـــار والمعتقـــدات والمشـــاعر بشــتى صـــورها
.....وأهــم مــن الأفكــار هــو المثاليــات الأخلاقيــة، التــي تعتبـر علــة وجــوده الأساســية كمــا أن
الظواهر الاجتماع والاقتصـاد وجماليـات
اعية الكبرى من دين وأخـالق وقـانون وا ، ليسـت سـوى أنسـاق
قيم ومن ثم فهي أنساق مثاليات ويخص البيئة الإجتماعيـة فـي كتابـه الانتحـار بوصـفها واحـدة من الأفكار والمعتقدات والعادات والتوجهات العامة.
ويرى الحياة الاجتماعية صورة ذهنية، ويتضح هذا المعنى جليا في كتابه قواعدالمنهج حين يقول الحياة الاجتماعية مكونة كلية من صور ذهنية جمعية والحقائق
الاجتماعية عنده أشياء، لكنها ليست أشياء وحسب قوله فالحقائق الاجتماعية لا بد أن تدرس
كأشياء وليس ضروريا الاصرار على أن الحياة الاجتماعية مكونة من أي شيء أخر سوى
صور ذهنية. وأحيانا ما كان يصور المجتمع بوصفه مجموعة من أشكال الوعي فهو
إشتراك العقول والإرادات الذي يمثل الشرط الأول ألي حياة إجتماعية ، فالظاهرة الاجتماعية
لها طبقة أساسية هي الوعي الذي يتكون من كل أشكال الوعي الفردي متحدة ومندمجة
ويقول في كتابه الصور الأولى بأن القبيلة عبارة عن أشكال من الوعي الفردي مترابطة، وفيه
يعرف المجتمع بوصفه توليفة من أشكال الوعي البشري، وأن لديه قوة إبداعية لا تقارن إلا نه
مكون من توليفات عديدة لأشكال وعي مكتملة كما يقول في كتابه قواعد المنهج بأن أشكال
الوعي الفردي تنتج معا الكائن الاجتماعي، لا بد أن تندمج أشكال الوعي معا على نحو ما فيه، فالحياة الاجتماعية نتاج هذا الاندماج ولا تفسر لذلك إلا به فعقول الأفراد تتشكل في جماعات بالإندماج والإنصهار متسببة في ولادة كائن سيكولوجي ان شـئت القـول.
لكنـه ذا طـابع سـيكولوجي مـن نـوع جديـد، إن هـذا التصـور السـيكولوجي للمجتمـع إنطالقـا مـن كونـه مجموعـة مـن الافكـار
أو العقول ويعتبـره هـذا الموقـف الـذي يـذهب فيـه دوركـايم إلـى إعتبـار المجتمـع كائنـا بتواجـد
عقـل الجماعـة، الـذي يختـزل إلـى الـوعي الجمعـي موقفـا فـي فكـره. و إن مـا يصـر عليـه عمومـا
هـو الأهميـة المطلقـة التـي يضـفيها علـى أبعـاد المجتمـع الفكريـة والأخالقيـة، فهـو يفتـرض أولا أن هذه الأبعاد تشـكل حيـزا لـه واقـع وخصوصـية وإسـتقلالية نسـبية، وأن الـوعي الجمعـي كـائن
فعــال و لا يمكــن إختزالــه إلــى أشــكال الــوعي الفــردي التــي تشــكله، وأن الجماعة لا يمكــن
إختزالها إلى سكولوجيا الفرد على نفس الوتيرة التـي يصـعب فيهـا إختـزال سـيكولوجيا الفـرد إلـى
أصلها البيولوجي، فالمركـب لا يفهـم بأجزائـه والاشـكال العليـا لا تفهـم الـدنيا وعلـى هـذا النحـو
فـإن الوضـع لالساسـي للـوعي الاجتمـاعي " هـو إرتباطـه الوثيـق بطبقتـه الأساسـية وهـي عـدد
العناصــر الإجتماعيــة وطريقــة تجميعهـــا وتوزيعهــا "، غيـــر أن مــا إن ينشــأ عـــدد كبيــر مــن
الصـور الذهنيـة ..... تضـحى وقـائع مسـتقلة جزئيـا لهـا أسـلوبها فـي الحيـاة ولهـا القـدرة علـى
الجذب والطرد إزاء بعضها البعض، لتشكل فيما بينها توليفات عديدة تحددها علاقات طبيعة لا ظروف اختلاطها.
--
1- محمد سبيلا نوح الهرموزي، موسوعة المفاهيم الاساسية في العلوم الانسانية، ط 1 2017، منشورات المتوسط ص555.
2- مصطفى حسيبة، المعجم الفلسفي، ط1، 2009، دار اسامة للنشر والنوزيع، ص694
للتوسع أكثر في موضوع الوعي الجمعي
يرجى قراءة هذه الرسالة
مرحبا بك في بوابة علم الاجتماع
يسعدنا تلقي تعليقاتكم وسعداء بتواجدكم معنا على البوابة